علـــوم البصريـــات وقيــاس النظــــــر والتصويـــــــر الشــــعاعي والأدلـــــة الجنائيــــــــــة!
بالرغم من انها فتحت ابوابها امام الطلاب في العام 2000، فقد استطاعت ان تحجز لها مكانة في قطاع التعليم العالي اذ تواكب التطور العلمي والاكاديمي العالمي... انها الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) التي تتوافر فيها اختصاصات جديدة ومتعددة تلبية لاحتياجات سوق العمل في لبنان والمنطقة... وتضم الجامعة اليوم نحو 6 آلاف طالب وطالبة في فروعها الثلاثة: بيروت (الحرم الجامعي الرئيسي في الاشرفية)، وزحلة وصيدا. وتتألف الجامعة من اربع كليات هي: كلية ادارة الاعمال والاقتصاد، كلية العلوم والفنون، كلية العلوم الصحية، وكلية الهندسة، في حين تتوزع اختصاصات جديدة ومتنوعة ضمن الكليات الاربع.
وتتميز الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا بان لديها اختصاصات جديدة وفريدة غير متوافرة في الجامعات الاخرى ابرزها: علوم البصريات وقياس النظر، والتصوير الشعاعي المتوافر فقط في الجامعة اللبنانية. وتمنح الجامعة ايضاً شهادة في العلوم الجنائية من خلال اتفاق تعاون مع كلية العدل في جامعة <لوزان>، وكذلك اختصاص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واختصاص الترميم وهو الاول من نوعه في الشرق الاوسط ضمن قسم <الفنون والتصميم>. اما نظام التدريس في الجامعة فهو: وحدات/ ارصدة نصف سنوية.
وتبدي الجامعة ثقة بقوتها الاكاديمية من خلال التعاون المستمر مع نحو 30 جامعة اجنبية، سواء لنيل شهادة الماجستير او للتعاون وتبادل الطلاب والاساتذة، ومنها على سبيل المثال جامعة <بولتكنيكو دي ميلانو> (اختصاص تصميم الازياء)، او كلية <ماساتشوستس للصيدلة>، او <جامعة لوزان> التي تستقبل حالياً طالبتين في الدكتوراه في العلم الجنائي في الجامعة، او <جامعة كيوكا> في نيويورك وفي جامعة <اركانساو>.
ولان لعلم الادلة الجنائية اهمية في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا، نظمت كلية العلوم الصحية في الجامعة محاضرة عن العلوم الجنائية حيث شارك فيها المدير العام للمختبرات الجنائية في ولاية <تكساس> الاميركية الدكتور <نظان بيرواني> الذي حضر خصيصاً من الولايات المتحدة للتواصل مع طلاب الجامعة ومتخصصون في مجال العلوم الجنائية. وكانت قد نُظمت هذه المحاضرة لما للجامعة من دور اساسي في البحوث والفحوص الجنائية على مدى اكثر من عشر سنوات، ولان الجامعة تفردت في انشاء هذا الاختصاص بين الجامعات في لبنان من اجل تطوير الحقل الجنائي.
اليوم الثقافي
والى جانب اهتمام الجامعة بالابحاث العلمية فهي تهتم ايضاً بالثقافة والفنون، ويظهر هذا الاهتمام ضمن سلسلة الانشطة الثقافية التي تقيمها الجامعة حيث انها تنظم يوماً ثقافياً بالتعاون مع السفارات الاجنبية في لبنان من اجل تمتين التواصل بين الجامعة والبلدان وتعزيز العلاقات الاكاديمية والحضارية والثقافية. وفي كل مرة تختار فيها ادارة الجامعة ثقافة عربية او اوروبية او آسيوية تعرض فيها لوحات وصور عن تلك البلدان وحرفيات واعمالاً يدوية تقليدية وخشبيات، في سبيل تعريف اللبنانيين على حضارات العالم. وتسعى الجامعة من خلال هذه الانشطة الى تعزيز التواصل الحضاري بين البلدان وتعريف طلابها الى حضارة البلد المضيف وتقاليده وفنونه وثقافته.
<الافكار> قصدت الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا في مقرها الرئيسي في الاشرفية وكان لنا لقاء وحديث مع رئيسة الجامعة الدكتورة هيام صقر، وعميد كلية الاعلام الدكتور جورج فرحا والطلاب.
ونبدأ لقاءنا مع رئيسة الجامعة الدكتورة هيام صقر، فتستهل حديثها قائلة:
- اذا عدنا الى بدايات الجامعة فيمكن القول ان هذه الجامعة اليوم توازي الجامعات العريقة في لبنان، وذلك بشهادة الجميع اذ تلتقي تحت سقفها كل فئات المجتمع اللبناني تحت راية المواطن اللبناني الصالح، لقد بدأت الجامعة مع 75 طالباً واليوم وصل عدد الطلاب المسجلين في الجامعة الى 6000 طالب وطالبة من مختلف المناطق والفئات والانتماءات. لقد بدأت الجامعة باختصاصين واليوم يتوافر فيها 14 اختصاصاً. لقد ادخلت الجامعة اختصاصات عديدة بالرغم من انها اختصاصات تكلف الجامعة الكثير، ولكن همنا هو تأهيل الطلاب بشكل جيد للانطلاق الى سوق العمل. ونشعر بالفخر اليوم لان الكثيرين من خريجي وخريجات الجامعة يعملون في اهم المؤسسات في لبنان والدول العربية.
وعن اهداف الجامعة تشرح الدكتورة هيام صقر:
- من اهداف الجامعة تحضير واعداد الطلاب بشكل جيد ليدخلوا الى سوق العمل من بابه الواسع لانهم سيتسلمون زمام الامور في البلد في الغد. وتعمل الجامعة عـلى الدخول الى المدارس لتعريف التلاميذ وهم في المرحلة الثانوية على الاختصاصات التي يريدون ان يتخصصوا بها بعد نيلهم شهادة البكالوريا، مع الاخذ بعين الاعتبار تلبية احتياجات سوق العمل في لبنان والمنطقة. يهمنا ان نساعد تلاميذ المدارس قبل الدخول الى الجامعة لكي يحسنوا الاختيار، وان يدركوا ان الاختصاص الذي يختارونه يجب ان يتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم. واكثر الاختصاصات اقبالاً في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا هي ادارة الاعمال... لقد استطاعت الجامعة ان تواكب التطور العلمي والاكاديمي العالمي بعد تقدمها على صعيد جودة التعليم واضافة اختصاصات جديدة وفريدة في لبنان. وما يميز الجامعة ان اغلبية طلابها يدرسون ويعملون اثناء دراستهم بدوام جزئي، كما يقوم مكتب خاص في الجامعة بمساعدتهم لايجاد عمل مناسب لذلك تُعطى الصفوف فيها حتى العاشرة ليلاً لتلائم عمل الطلاب. كما ان هناك تعاون مستمر مع جامعات اوروبية واميركية لنيل شهادة الماجستير او للتعاون وتبادل الطلاب والاساتذة، كما تتوافر في الجامعة اختصاصات جديدة غير متوافرة في الجامعات الاخرى، ابرزها علوم البصريات وقياس النظر، علم الادلة الجنائية ...
وأضافت:
- ومنــــــــذ فــــــترة قصيرة، نظمت كلية العلـــــوم الصحية في الجامعة محاضرة عن العلوم الجنائية شارك فيها المدير العام للمختبرات الجنائية في ولاية تكساس الدكتور <نظان بيرواني> الذي حضر من الولايات المتحدة للتواصل مع طلاب الجامعة والمتخصصين في مجال العلوم الجنائية. وتنفرد جامعتنا بانشاء اختصاص علم الادلة الجنائية بين الجامعات في لبنان وذلك في سبيل تطوير الحقل الجنائي في البلد.
ــ وما الذي يجعل القسم العلمي في الجامعة مميزاً ؟ وماذا عن الابحاث والمختبرات؟
وتتابع الدكتورة هيام صقر:- طبعاً هناك اختصاصات ادبية وعلمية في الجامعة، ولكن تتميز جامعة (AUST) بالقسم العلمي اذ خلال فترة قصيرة وبفضل نخبة من الاختصاصيين في الحقل العلمي، استطاعت ان تقدم للمجتمع اللبناني والعالم العربي الكثير في مجال المختبرات العلمية والاختصاصات ... واليوم الدكتور رياض صقر هو نائب رئيس الابحاث العلمية والاكاديمية بعدما تخرج ضمن اختصاصه العلمي، اذ انه حريص على ان يقوم القسم العلمي مع المجموعة على بلوغ هذا المستوى، رغم ان للجامعة مقدرات مالية محدودة لان قسط الطالب كما تعلمين في هذه الجامعة قسط زهيد اي ربع الاقساط في الجامعات العريقة في البلد، علماً ان القسم الاكاديمي منها ينافس الجامعات الاخرى. كما ان هذه الجامعة لا تعلم فحسب بل تعمل على تثقيف الطلاب وهذا ما جعل جامعتنا تصل بتعاونها واتفاقياتها مع الجامعات في الخارج، مما يخول طلابنا اكمال دراساتهم العليا والدكتوراه في جامعات اوروبا واميركا. ولأن هناك دوامين نهاري ومسائي لطلاب الماجستير فالطلاب يتمكنون من العمل والدراسة في آن واحد، كما ان طلاب الماجستير يتابعون دراساتهم في اوروبا واميركا اذ قمنا بتوقيع اتفاقية مع جامعة <بروكلين>. وبالتالي فإن التعاطي مع الخارج ساهم برفع مستوى الجامعة حيث يتمكن طلابنا من متابعة دراساتهم العليا في اهم الجامعات في اميركا واوروبا. كما ان الجامعة فتحت ابوابها امام الطلاب غير الميسورين للحصول على المستوى الاكاديمي العلمي المتميز وبكلفة اقل مما هي في بقية الجامعات، وهذا من اهداف الجامعة ان تُتاح الفرصة لكل طالب يسعى للتعلم في جامعة خاصة تتوافر فيها مختلف الاختصاصات، ونسمي انفسنا جامعة الجيل الجديد لان الآباء الذين حُرموا من التعلم يرون ابناءهم اليوم يتعلمون في جامعة خاصة متميزة وبتكاليف اقل مما هي عليه في بقية الجامعات...
- ان الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا لا تعلّم فحسب بل تعمل في مجال الابحاث، وهذا الامر ينجح بفضل الاساتذة والطلاب الذين يقومون بأبحاث عديدة، ولهذا تفسح الجامعة المجال امام الطلاب لاجراء ابحاث علمية واقتصادية وادبية وغيرها، وطبعاً لكل قسم اختصاص ،ولكل اختصاص هناك منشورات ودراسات علمية لان الجامعة تثقف ولا تعلّم فقط.
ولدى الجامعة مختبر لاجراء فحوصات <دي ان اي> الذي قام بعمل مميز خلال فترة قصيرة، وتتعاون الجامعة في هذا الخصوص مع جامعة <لوزان>. كما انه بالتعاون مع كل من وزارة البيئة والزراعة انشأت الجامعة مختبراً ولقد حصلنا على اعتماد من (ISO 17025) واصبح معتمداً لتقديم نتائج التحاليل ويُعترف به عالمياً لاننا حصلنا على الاعتماد كمختبر في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
ــ ولماذا لا تُجرى انتخابات طالبية في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا؟
- لا تُجرى انتخابات طالبية في جامعتنا لانه كما ترين ان الوضع في البلد حساس، ولكن لدى الجامعة نادي الطلاب الذي يهتم بشؤونهم بشكل جيد، كما ان ابواب ادارة الجامعة مفتوحة امام كل الطلاب ورؤساء الاقسام اذ تتعاطى الادارة مع طلابها بشكل مباشر. كما ان مكتب شؤون الطلاب يهتم بكل ما يتعلق بهم. ولان الوضع الامني والسياسي في لبنان غير مستقر وهناك تباعد وخلافات بين الاطراف اللبنانية، لذا لا نريد ان تنتقل هذه الاجواء الى داخل حرم الجامعة لتعكير صفوها لان هناك اخوة والفة بين طلابنا ويمكن لكل زائر لجامعتنا ان يلمس ذلك... كما ان الاهالي يفضلون ان يتعلم ابناؤهم في الجامعة لا ان يتصادموا مع زملائهم لاسباب سياسية وحزبية الى ما هنالك ... اذاً هدف الجامعة توفير العلم والثقافة للطلاب والا تسمح بان تقع الخلافات وما شابه بين طلابها بل ان توفر لهم الهدوء والامان لكي يركزوا على دراستهم وابداعهم لينطلقوا الى سوق العمل والحياة وهم محصنون من جميع النواحي ... كما ان الجامعة تفسح المجال امام طلابها لمزاولة انشطة رياضية وثقافية وفنية لما لها من اهمية في بناء الشخصية وصقلها.
الجامعة والإعلام
ونظراً لاهمية كلية الاعلام في الجامعة من حيث البرامج والتدريب، كان لنا حديث مع الدكتور جورج فرحا عميد كلية الاعلام اذ سألناه عما اذا كان خريجو وخريجات كلية الاعلام في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا يجدون فرصتهم مهنياً في المجال الاعلامي فيقول:
ويتابع الدكتور جورج فرحا:- هناك طلاب في كلية الاعلام في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا يرفعون اسم الجامعة عالياً ربما ليس على الصعيد المحلي وانما في دول الخليج، اذ ان خريجي وخريجات هذه الكلية قد وصلوا الى اهم المؤسسات الاعلامية سواء قناة <الجزيرة> او في مجال العلاقات العامة في العديد من المؤسسات، فهناك من يشغل منصباً في ادارة العلاقات العامة في منطقة الخليج، وبالتالي هناك اشخاص نجحوا وبرعوا في مجال تخصصهم ... ولكنني سأشير الى أمر بهذا الخصوص اذ كما تعلمين ان كلية الاعلام سواء في هذه الجامعة او اي جامعة تمنح الشهادة ولكن على الطالب ان يعمل على تحسين نفسه وصقل موهبته في مجال الاعلام. من جهتنا نحاول ان نخلق البيئة الصحية لنحضن الطالب منذ دخوله الى الجامعة لنوصله الى مكان معين بحيث يستطيع دخول سوق العمل ومواجهة التحديات والصعاب وان يكون من خيرة الاشخاص...
- في الحقيقة كان عندنا مشكلة في بعض الامور فمثلاً عندما يتقدم الطالب او المتخرج من كلية الاعلام في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا بطلب للعمل في المؤسسات الاعلامية، كان يوضع ملفه جانباً ولا يتم قبوله للخضوع لامتحان او مباراة، الى ان اثبتنا أنفسنا في احدى المؤسسات الاعلامية المرموقة في لبنان بعد إفساح المجال لاحد طلابنا للخضوع لامتحان القبول اسوة بالطلاب المرشحين من الجامعات المرموقة وتبين ان طالبنا كان الاول من بين المرشحين للعمل في تلك المؤسسة الاعلامية. اذاً نحن نبذل جهداً كبيراً لايصال طلابنا الى اعلى المستويات فادارة الجامعة تسعى لايصال طلابها ومتخرجيها الى مرحلة متقدمة في مجال الاعلام. كما نركز في الجامعة على البحوث واقامة المؤتمرات اذ نحضر طلابنا فالطالب ليس مجرد متلقٍ بل يشارك اساتذته الآراء والمعلومات بالطرق الصحيحة والصحية. يهمنا ان نكون على تواصل دائم مع سوق العمل لنلبي احتياجاته اذ ان للبنان مكانة مهمة في الحقل الاعلامي ولا يمكن ان نكون في حالة متأخرة لذا نأتي باساتذة واعلاميين من اميركا.
ثم أضاف:
- واليوم هناك حوالى 40 طالباً يدرسون الصحافة و 250 (اذاعة وتلفزيون) كما هناك حوالى 146 طالباً يدرسون الاعلانات، وما يقارب 93 طالباً يدرسون العلاقات العامة اي هناك حوالى 500 طالب وطالبة مسجلين في كلية الاعلام. والاساتذة الذين يدرسون في الكلية هم من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه متخرجون من جامعات اميركا وفرنسا.
ــ وبماذا تتميز كلية الاعلام في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا؟
- تتميز الكلية بانها مجهزة بالتقنيات الحديثة والمطلوبة في المجال الاعلامي اذ لا يمكن ان نركز على النظريات بدون التطبيق، فالطالب في هذه الكلية يطبق كل ما يتعلمه وبالتالي يعرف تماماً كيف يعد التقرير ويصيغه ويذيعه الى ما هنالك... فكل هذه الامور تساعده ليتمكن من الدخول الى المؤسسات الاعلامية والعمل فيها وان يفرض نفسه في المؤسسة. كما تقيم الكلية معرضاً لتعريف الطلاب على كل الامور التي يقومون بها خلال الفصل الدراسي، ومؤخراً نحن اول من بدأ بادخال المؤسسات اللبنانية الوطنية في الجامعات. ففي العام 2005 اقمنا اول معرض عن الجيش وكان هناك اندماج بين المؤسسات التربوية والجيش. كما اقمنا مؤخراً معرضاً عن الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي. واقمنا هذا العام احتفالاً رائعاً عن الامن العام بالاضافة الى الابحاث التي يشارك فيها اساتذتنا اذ صدرت ابحاث عديدة في مجلات عالمية اميركية واوروبية وبالتالي نحن في حركة دائمة لكي نجهز طلابنا جيداً للانطلاق الى سوق العمل.
ــ وماذا عن تدريب طلاب كلية الاعلام وتوظيفهم في المؤسسات الاعلامية؟
- تحضر كلية الاعلام في الجامعة طلابها بشكل جيد من حيث افساح المجال لهم للتدريب في الاذاعات او المحطات التلفزيونية او المؤسسات الاعلانية الى ما هنالك، لكي يكتسبوا الخبرة اثناء دراستهم مما يخولهم ايجاد عمل في المجال الاعلامي. واليوم يتدرب طلابنا حوالى 500 او 600 ساعة على مدار السنة. وهذا امر مهم للطالب لكي يكون مهيئاً بشكل جيد للعمل في
المؤسسات الاعلامية، اذ كما تعلمين ان سوق العمل في لبنان في مجال الاعلام ليس سهلاً اذ تفضل المؤسسات الاعلامية ادخال اشخاص سبق ان تدربوا اثناء دراستهم، ولهذا نعمل على تدريب طلابنا في المؤسسات الاعلامية الى جانب افساح المجال لهم لتطبيق ما يتعلمونه داخل كلية الاعلام المجهزة بأحدث التقنيات والمعدات المطلوبة في مجال الاعلام. وافتخر ان اقول ان هناك عدداً من العاملين في الحقل الاعلامي في دول الخليج تخرج من هذه الكلية، كما هناك عدد من طلابنا قد سافروا الى الولايات المتحدة للالتحاق بجامعات مرموقة للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه وايضاً في جامعات فرنسا.
وبعدما قمنا بجولة في كلية الاعلام المجهزة بأفضل المعدات والتقنيات الحديثة حيث تحدث الطلاب عن سبب اختيارهم الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا لنيل العلم فيها والى اي مدى تساعدهم الجامعة في التدريب والدخول الى سوق العمل.
ستيفاني والتلفزيون
فها هي الطالبة ستيفاني عيد ابنة العشرينات تختار التخصص في الاذاعة والتلفزيون في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا وتقول:
- اخترت الاذاعة والتلفزيون لانني احب هذا المجال وهذه هي السنة الاولى ولكنني اجد نفسي مقتنعة باختيار هذا الاختصاص وتحديداً في هذه الجامعة نظراً لاهمية المنهج والتدريب فيها اذ لا يتلقى الطالب هنا الدروس فحسب بل يطبق ما يتعلمه وهذا امر مهم خصوصاً في مجال الاعلام. لم يتدخل والداي باختيار الاختصاص بل افسحا لي المجال لاختيار ما احب (والدي مهندس ووالدتي ربة منزل)، وهذا امر مهم فاحياناً قد يدخل الشاب او الصبية الى جامعة ليدرسوا الاختصاص الذي يرغب والداهما بدراسته، لذا اشعر بارتياح لكوني ادرس الاختصاص الذي احب. وما يميز التعلم في هذه الجامعة ان الاساتذة هم اصدقاء الطلاب وهذا يساعدنا كثيراً لنتابع دراستنا بارتياح اكبر. انها السنة الاولى ولا اعمل حالياً لدفع تكاليف الدراسة اذ يتولى اهلي دفع المصاريف. طبعاً يهمني ان اجد العمل الذي يتناسب مع اهدافي وطموحي وكوني ادرس الاذاعة والتلفزيون لا يعني انني لن اعمل سوى كمذيعة بل يمكن ان اعمل في مجال العلاقات العامة، بمعنى آخر ان الدراسة في كلية الاعلام لا تعني دائماً حب الظهور في وسائل الاعلام بل قد يبرع الشخص في مجال آخر ضمن هذا الاختصاص. ان دوام الجامعة يسمح للطلاب بالعمل والدراسة معاً، بالنسبة الي فوالدي يهتم بتكاليف الدراسة وطبعاً علي ان اتدرب في احدى المؤسسات الاعلامية لكي اكتسب الخبرة ايضاً لاجد فرصتي بعد التخرج. السفر ليس ضمن اولوياتي ولكن اذا اتيحت لي فرصة عمل جيدة في الخارج فلن ارفضها اذ كما تعلمين ان للشباب طموحات عديدة وبسبب الوضع الصعب في البلد لا يجدون لهم فرصة هنا، لذا يتهافتون على السفارات من اجل السفر الى دول اخرى ليعملوا ويحققوا احلامهم. وما يميز الدراسة في هذه الجامعة انه لا مكان للخلافات والتصادم بين الطلاب لاسباب سياسية وحزبية اذ نتعاطى مع بعضنا البعض بمحبة وألفة بعيداً عن الاجواء المشحونة في البلد والتي تؤثر سلباً على الطلاب الجامعيين، ولكن في جامعتنا لا مكان لهذه الخلافات وهذا يمنحني الشعور بالامان والارتياح، وآمل ان يتكاتف كل اللبنانيين في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد للوصول الى بر الامان وان يعيشوا بكرامتهم.
ولان لاختصاص <التصميم الغرافيكي> اهمية واقبالاً في سوق العمل، فقد ارادت الطالبة ناتالي عيد ان تتخصص في التصميم الغرافيكي وتحديداً في هذه الجامعة وعن ذلك تقول:
- اخترت الدراسة في هذه الجامعة وتحديداً هذا الاختصاص نظراً لمستوى الجامعة في هذا المجال اذ هناك العديد ممن درسوا هذا الاختصاص في هذه الجامعة ودخل الى سوق العمل وحقق نجاحاً كبيراً. ايضاً ان اجواء الجامعة تسودها روح الصداقة والالفة بعيداً عن المشاحنات السياسية وهذا امر مهم ويساعد الطلاب على ابراز قدراتهم بشكل جيد ولا يصبحون اسيري السياسة والاحزاب كما نراها في بعض الجامعات. بالنسبة الي لا اعمل الآن ولكنني سأجد عملاً لكي اكتسب الخبرة اثناء الدراسة نظراً لاهمية التطبيق خصوصاً في مجال التصميم الغرافيكي اذ لا يكفي ان اتلقى الدروس بل يجب ان اطبق كل ما اتعلمه. قد افكر بالسفر الى الخارج بعدما اتخرج كما يفعل العديد من الطلاب في لبنان، ولكنني افضل البقاء في بلدي لاعمل وانجح هنا، اذ يعني لي الكثير ان احقق اهدافي واحلامي في وطني وليس في مكان آخر، ولكن في النهاية لا ادري، قد انتقل الى بلد آخر اذا اتيحت لي فرصة عمل جيدة في مجال تخصصي اذ احياناً يجد الانسان نفسه مرغماً على القيام بعمل ما لتحقيق النجاح حتى لو في بلد غير بلده. آمل ان يتحسن الوضع في لبنان لكي يعيش ابناؤه تحت سمائه وكي لا يفكروا بالسفر الى الخارج.