خلال مشواره الفني الذي اقترب من الربع قرن كان ماجد المصري على موعد مع تحولات مهمة ومفصلية غيرت مساره وكشفت أوجهاً متعددة لموهبته الفنية، حيث شارك مؤخراً في عدد كبير من المسلسلات الدرامية التي حققت نجاحاً كبيراً بداية من مسلسل <آدم> مع المطرب تامر حسني مروراً ببطولة مسلسل < مع سبق الإصرار> أمام غادة عبد الرازق وأخيراً مسلسل <عيون القلب> الذي يعرض حالياً على شاشات الفضائيات .
ــ يعرض لك حالياً مسلسل <عيون القلب> ... فكيف تختار أدوارك الجديدة؟
- أهم شرط أن يكون الدور مختلفاً وجديداً ولم أقدمه من قبل، ويأتي في المرتبة الثانية فريق عمل المسلسل من مخرج ومؤلف ومدير تصوير، وآلية العمل بشكل عام، ولا بد أن أرى شكل العمل كيف سيصل إلى المشاهد وأقدم الشخصية بشكل جديد ومختلف سواء في الملابس أو <اللوك> وخلافه؟ يقدم السيناريو والحوار الشخصية فضلاً عن تحديد ملامحها والشكل العام، لكن مهنتي في النهاية <مشخصاتي>.
عمر البنهاوي
ــ ماذا يعني ذلك؟
- ان تستطيع تجسيد الشخصية، وان تضيف إليها إحساسك، وأكيد هذه الشخصية سبق وتم تقديمها أكثر من مرة، لذلك كل ممثل يقدمها أو يتناولها من وجهة نظره وبمفرداته وكفاءته وإحساسه، وهكذا حتى تصل للجمهور، وأنا بشكل شخصي كان صعباً علي تقديم شخصية عمر البنهاوي في مسلسل <عيون القلب>.
ــ لماذا؟
- لأن هذه الشخصية على النقيض تماماً من الأعمال التي سبق وقدمتها خاصة في السنوات الأخيرة، ودائماً أجد نفسي محصوراً في منطقة الرجل الشرير الذي يستطيع خداع المتفرج طوال الحلقات حتى اللحظات الأخيرة، لكن هذه المرة غيرت جلدي وقدمت عمر البنهاوي بشكل جديد ومختلف.
ــ وهل تقبل الجمهور شخصية الرومانسي أم شخصية الشرير التي حققت نجاحاً؟
- شخصية عمر التي أجسدها في هذا المسلسل محبوبة جداً، لكن المشاهد يحب أيضاً شخصية الشرير الذي يلقي <افيهات> طوال الوقت وهذا بالنسبة لي سهل.
ــ وهل هذه <الافيهات> تخرج بشكل ارتجالي أم مكتوبة في السيناريو؟
- عندما أتعايش مع الشخصية التي أقدمها أجد ان <الافيه> قد <خرج في وقته>.
ــ هل عرض المسلسل بعيداً عن موسم رمضان أثر على نسبة المشاهدة؟
- خلق موسم جديد بعيد عن الدراما مفيد لي بشكل شخصي ويمنحني فرصة للعمل في هدوء بعيداً عن ضغوط الوقت للعرض الرمضاني، ومليون بالمئة سيكون للعمل فرصة كبيرة للمشاهد أكثر من شهر رمضان الذي يزخم بعشرات الأعمال، بينما الأعمال الجديدة التي تعرض حالياً لا تتخطى عدد أصابع اليد الواحدة، مما يمنحها نصيباً أكبر في المشاهدة والدعاية، كما انني أجد وقتاً لمشاهدة أعمالي.
ــ وهل وضعت في الحسبان قبل خوض تجربة 60 حلقة إمكانية وقوع العمل في فخ المط والتطويل؟
- هذا مرفوض، ولو وجدنا مثلاً أي مط أو تطويل في الحلقات، نستعين بالمؤلف ونبلغه بالملاحظات والمخرج، و<نفوق بعض>، كما أن المؤلف فداء الشندويلي شاطر ومتميز ولدية طاقه غير طبيعية في الكتابة، والحمد لله خرج المسلسل بإيقاع سريع.
عمل من لبنان
ــ تستعد لخوض تجربة دراما رمضان من خلال مسلسل < قصة حب>؟
- بالفعل، المسلسل من إنتاج لبناني ويتم تصويره في بيروت، من بطولة نادين الراسي وباسل خياط. ومن المقرر أن نسافر إلى <نيبال>، وهذه المنطقة تتميز بمناظر طبيعية جميلة سوف يتمتع بها الجمهور، فضلاً عن التصوير في تركيا.
الكلام للمخرج
ــ وما حقيقة تدخلك في اختيار فريق العمل؟
- هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، ولا أعتبره أيضاً نجومية، وطالما أنت تعمل مع مخرج كبير وله رؤية، فلا بد ألا تتدخل فيها.
ــ هل تقديمك لأكثر من تجربة من إنتاج لبناني يعكس نظرية الاستعانة بنجوم لبنان في الدراما المصرية؟
- الموضوع كله يخضع لفكرة الاحتراف، وهذا يجعلني أعمل في أي مكان في العالم، سواء في بيروت أو دبي أو في <لوس أنجلوس>، بل اعتبر ذلك تبادلاً ثقافياً واحتكاكاً، والاختلاط الذي يحدث مطلوب جداً، وحتى الأميركان أنفسهم يشاركون في أفلام مع الهنود والصينيين وهذا يعكس أيضاً حضارات مختلفة.
ــ توجد <كيمياء> خاصة تجمعك مع المخرج محمد سامي؟
- سامي من أخطر المخرجين في الوطن العربي نظراً لصغر سنه، فهو واعٍ وسابق لسنه، ولديــــة أدوات غير طبيعية، حتى الكبار في السن ومن يسبقونه يستفيدون منه، كما انني شاركت في أعمال مع مخرجين متميزين جداً مثل رشا شربتجي ومحمد مصطفى الذي اخرج <عيون القلب> وتربطني به صداقة كبيرة جداً منذ فيلم <سارق الفرح> حين كان المساعد الأول لداوود عبد السيد، وعندما عملنا سوياً، بدأنـــا نستعيد الذكريات واستمعت بالعمل معه.
ــ بالرغم من عودتك القوية للدراما التلفزيونية، لماذا ابتعدت عن السينما؟
- تلقيت خلال الفترة الماضية عروضاً كثيرة للمشاركة في أعمال سينمائية، لكن لن أقدم أي عمل والسلام، لأن الانفتاح الذي حدث خلال الفترة الحالية قدم أفلاماً بمستوى عالٍ جداً وأخرى متوسطة وأيضا أفلاماً أقل كثيراً في المستوى أو سيئة أو صغيرة، لذلك فضلت عدم العجلة حتى أحسم اختياري، خاصة بعد اجتماع السيد الرئيس السيسي مع الفنانين والسينمائيين، وهو يطمح لسينما تشرف، وسينما تدخل عملة للبلد، لأن السينما من الموارد التي تحقق دخلاً لمصر أكثر من القطن، وأعتقد أن هذه الفترة سيكون هناك انفتاح وتدفق في الصناعة.
ــ وما حقيقة استعدادك لتسجيل أغنية جديدة؟
- الغناء هواية، من الممكن استخدامه في مسلسل أو مسرحية، لكن أرفض أن أخوضه بشكل احترافي لأنني لا أعتبر نفسي مطرباً.
ــ وما هي رؤيتك لمصر الفترة المقبلة؟
- بالتأكيد ستكون أفضل، ونحن جميعاً نحتاج إلى العمل أكثر من الكلام .
ــ هل تمانع دخول أولادك الوسط الفني؟
- لن أمانع دخول أولادي الذكور الوسط الفني، بل سأدعمهم وأساندهم، إلا أنني سأرفض ذلك بالنسبة للبنات لأكثر من سبب، أبرزها أن هذه المهنة مُرهقة للغاية، كما أنني رجل شرقي ولا أوافق على وجودهن في مجال التمثيل. وزوجتي تساندني باستمرار في كل خطوة أتخذها، ولا يمكن أن أنكر الدور المهم الذي تلعبه في حياتي.. هي سر سعادتي، وتشاركني دائماً لتوفير حياة مستقرة وسعيدة لأبنائنا.