تفاصيل الخبر

قهوجي يرتاح  مدنياً... لكنه لن يبتعد عن الشأن العام وبصبوص فضّل البقاء مع عائلته على سفارة في الخارج!

17/03/2017
قهوجي يرتاح  مدنياً... لكنه لن يبتعد عن الشأن العام  وبصبوص فضّل البقاء مع عائلته على سفارة في الخارج!

قهوجي يرتاح  مدنياً... لكنه لن يبتعد عن الشأن العام وبصبوص فضّل البقاء مع عائلته على سفارة في الخارج!

 

قهوجي-بصبوص-----Bالتعيينات الأمنية التي سلمت قيادة الجيش للعماد جوزف عون والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للواء عماد عثمان من ضمن توافق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أحالت على التقاعد الفعلي العماد جان قهوجي الذين مددت قيادته للجيش ثلاث مرات، واللواء ابراهيم بصبوص الذي بقي مديراً عاماً لقوى الأمن بعد عامين من انتهاء خدمته الفعلية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المؤسستين العسكريتين العريقتين، نتيجة الشغور الذي أصاب موقع الرئاسة الأولى وعدم الاتفاق على تعيينات جديدة، إضافة الى اعتبارات سياسية كانت قد قضت ببقاء العماد قهوجي في اليرزة التي كان من المفترض أن يغادرها في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، لاسيما وأن اسمه كان مطروحاً لرئاسة الجمهورية بدعم غير معلن من مرجعيات سياسية عدة، إضافة الى <رغبة> اميركية تم التعبير عنها مراراً، مباشرة أو مداورة.

وقد يكون من المبكر كشف الأسباب التي أدت الى التعجيل في تعيين قائد جديد للجيش وعدم إكمال العماد قهوجي لولايته حتى نهاية أيلول/ سبتمبر المقبل، ذلك أن هذه الأسباب متعددة ومتداخلة، إلا أنها كادت أن تُجمّد التبديل في الموقع العسكري الأبرز على رغم أن العماد قهوجي نفسه أخلى مكتبه ومنزل قائد الجيش بعد أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية وبقي ينتظر موعد تعيين خلف له ليسلمه أمانة قيادة الجيش. إلا أن الاحداث التي توالت بعد 31 تشرين الأول/ اكتوبر 2016 تاريخ انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية أوحت وكأن التغيير لن يحصل خصوصاً بعد تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي لم يكن متحمساً لإنهاء ولاية العماد قهوجي قبل موعدها، خصوصاً أنه ضمن تعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي في أي لحظة يتخذ فيها قرار التغيير. ومع مرور الأيام بدا أن لا عجلة ظاهرة في تعيين قائد جديد للجيش، ما جعل العمل في المؤسسة العسكرية يواجه حالة من اللااستقرار في القرار لاسيما بعد تسريب أسماء عمداء وتوالي زيارات مرشحين محتملين لمسؤولين وسياسيين ولأحزاب وكتل سياسية. وحده الرئيس عون <نام> على سر توقيت التعيين الى أن أنجز دراسة ملفات الضباط المرشحين واتخذ قراره وأبلغه للعماد قهوجي خلال احدى الزيارات الى قصر بعبدا والتي بقيت بعيدة عن الإعلام.

قهوجي لعون: أريد أن أرتاح...

 

في هذه الزيارة، تقول مصادر مطلعة، سأل الرئيس عون العماد قهوجي عما ينوي فعله بعد تقاعده أثر 44 سنة من الخدمة العسكرية بينها تسع سنوات في قيادة الجيش، فأشار العماد قهوجي بيديه أنه راغب في ان يرتاح والعودة الى عائلته التي ابتعد عنها قسراً خلال السنوات الماضية نتيجة الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد، لاسيما بعد أحداث جرود عرسال وبدء الحرب مع الارهاب. وبذلك نفى العماد قهوجي ما كان يتردد من أنه يرغب في تعيينه سفيراً للبنان في احدى الدول الكبرى، لاسيما وأن التعيين - لو حصل - لم يكن ليستمر أكثر من سنة بسبب بلوغه سن الرابعة والستين وهو سن التقاعد للموظفين المدنيين وبينهم السفراء.

إلا أن ثمة من يتحدث عن مرحلة جديدة من العمل الوطني يرغب العماد قهوجي بالانخراط بها بعد تقاعده فعلياً ومغادرته قيادة الجيش، ذلك أن المواقف التي كان يطلقها خلال قيادته الجيش ستبقى رفيقته وهو خارج المؤسسة العسكرية، علماً أن تاريخه ومسيرته يجعلانه قادراً على العمل السياسي الوطني الذي طالبه به عدد من الأصدقاء والمقربين، إلا أن الثابت حتى الآن أنه يرغب في تمضية فترة من الراحة، والعودة الى حضن العائلة والاولاد والاحفاد، والتفكير بالخطوة التالية متكئاً على رصيد كبير من الانجازات الامنية والوطنية أبقت لبنان بعيداً وإن نسبياً عن نار الجوار، وحافظت على وحدة الجيش وتماسك الضباط والعسكريين على رغم ما واجهوه من تحديات على مختلف الصعد.

... وبصبوص فضّل عائلته!

 

أما على خط المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، فإن الذين تابعوا مسار الاتصالات التي تمت قبل تعيين اللواء عماد عثمان مديراً عاماً جديداً، يؤكدون أن اللواء ابراهيم بصبوص كان يلحّ أمام وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كي <يعفيه> من الاستمرار في مهامه لأسباب خاصة معظمها عائلي، إلا أن الوزير المشنوق كان يتمنى في كل مرة على اللواء بصبوص <أحد أبرز الضباط الأمنيين> في قوى الأمن أن يستمر في تحمّل المسؤولية الى حين الاتفاق على <السلة>. ويروي قريبون من اللواء بصبوص أنه عندما تبلغ حصول التفاهم على إنجاز التعيينات لم يتمالك نفسه من السعادة وأبلغ القريبين أنه شعر فعلاً بالحرية ومذاقها الجميل، لاسيما وأن السعادة لم تدخل قلبه منذ سنوات لأسباب مهنية وعائلية قاسية. وعندما قيل للواء بصبوص أن ثمة رغبة في تعيينه سفيراً من خارج الملاك الى حين بلوغه سن التقاعد وهو 64 عاماً، على ان يختار بين سفارتين عربيتين الأولى في مصر والثانية في السعودية، وسفارة في دول أوروبية، اعتذر اللواء بصبوص عن عدم التجاوب مع فكرة التعيين متمنياً أن يعود الى منزله لكي يمضي فترة التقاعد مع عائلته التي تركها هو الآخر لسنوات بفعل الظروف الأمنية التي أحاطت بالبلاد خلال تلك الفترة.

إلا أن ثمة من يؤكد بأن الوزير المشنوق الذي تعاون معه اللواء بصبوص على نحو غير مسبوق، لن يترك <هذا المدير العام النزيه> يرتاح طويلاً بل سيستفيد من خبراته وكفاءاته في التعاطي مع قوى الأمن الداخلي، لاسيما وان المدير العام الجديد اللواء عثمان يحفظ للواء بصبوص الكثير من الوفاء والتقدير.