بعد عودتها من العاصمة البريطانية لندن الى القاهرة، رجعت هند صبري من جديد للبلاتوه لتصور ما تبقى لها من مشاهدها في مسلسل <امبراطورية مين> وهو العمل الذي يقدمها من جديد كنجمة صف أول في الدراما المصرية، ويضعها في مواجهة أسماء مصرية ضخمة.. سألناها عن رحلتها الى لندن وعن جديدها ومسلسلها الرمضاني.
ــ هل انتهيتِ من فيلم <الجزيرة 2>؟
- انتهيت من تصويره وسعيدة ومتحمسة لعرضه في أقرب وقت، وسعيدة بالتعاون مع الفنان أحمد السقا خاصة أنه سبق وتعاونت معه في فيلم <إبراهيم الأبيض>، والجزء الأول أيضاً من فيلم <الجزيرة>، الى جانب مشاركته في مسلسل <أنا عايزه أتجوز> كضيف شرف، وأرى أن كيمياء خاصة تربط بيننا.
ــ وكيف كانت كواليس العمل مع السقا وخالد صالح والصاوي وشريف عرفة؟
- كان العمل ممتعاً جداً، وخلال التصوير نضحك كثيراً. وإدارة شريف عرفة لموقع التصوير ممتعة، وخالد صالح إضافته جيدة، لأنه صديقنا... والحقيقة أنني أذهب إلى موقع التصوير كأنني ذاهبة للقاء عائلتي.
ــ لماذا تحمستِ لجزء ثانٍ من الفيلم؟
- يمكن توجيه السؤال إلى المخرج شريف عرفة، وإن كنت أعتقد أنه ومنذ بداية إعداد الجزء الأول كانت لديه النية لصنع جزء ثانٍ، خصوصاً وأنه ترك العديد من الأشياء المفتوحة في نهاية الفيلم ومصير منصور وكريمة وتغير الرؤية عندهما.
تساؤلات في <الفايسبوك>
ــ ما هو الجديد في أحداث الفيلم وكيف سيتغير واقع أبطاله؟
- كتبت على <الفايسبوك> تساؤلات حول توقع الناس لأحداث <الجزيرة 2>، وكانت لديّ إجابات قريبة جداً من أحداث السيناريو، وإجابات أخرى أدهشتني لكمية الخيال فيها، لكنني لا أستطيع التحدّث عن التفاصيل. وأعتقد أن هذا الفيلم يجب الحفاظ على خصوصياته، وأنا فقط أطالبكم بتخيّل كريمة ومنصور بعد كل هذه الفترة، وكيف تغيّرا وتطورا وكيف سيتغير التاريخ...
- ماذا كنتِ تفعلين في لندن مؤخراً؟
- كنت أصور بعض المشاهد الخارجية من مسلسلي الجديد <امبراطورية مين؟> وقد قاربنا على الانتهاء من تصويره، ونحن متفائلون بالموضوع الذي نقدمه فيه.
ــ قيل أن الموضوع قريب من قصة فيلم <عسل اسود> لأحمد حلمي؟
- أنا عن نفسي لا أرى أي تشابه بين قصة العمل وفيلم <عسل اسود> الذي قدمه الفنان احمد حلمي قبل سنوات نظراً لاختلاف التفاصيل، وتناول العمل ما حدث في مصر بعد ثورة 25 يناير حيث تنتهي أحداثه ليلة 30 يونيو. وأعتقد أن العمل حينما يعرض، سيظهر الاختلاف بشكل واضح للجمهور.
ــ احكي لنا عن دورك في <إمبراطورية مين؟>!
- أجسد داخل أحداث المسلسل دور أم لولدين وبنت، وتدور أحداثه حول أميرة وسامي اللذين يقرران العودة إلى مصر بعد ثورة 25 يناير بعدما نجحت أميرة في إقناع زوجها بأن يعودا إلى بلدهما التي هجروها في التسعينات بحثاً عن حياة أفضل بعد تغير المجتمع، ومع قبول أفراد العائلة لأسباب متباينة، يعودون جميعاً إلى مصر بينما يصطدمون بواقع الحياة اليومية. والمسلسل بطولة عزت أبو عوف ومحمد شاهين، من تأليف غادة عبد العال، وإخراج مريم أبو عوف.
أسيرة ... الرعب!
ــ وما أكثر ما شغلك خلال التحضير للعمل؟
- طبيعة العمل الكوميدية كانت السبب في إصابتي بالرعب لأنني لست في الأساس ممثلة كوميدية.
- ولماذا قررتِ مناقشة الثورة المصرية خلال العمل؟
- لأن ما دار خلال السنوات الثلاث الأخيرة في العالم العربي كله قائم على مصر وثورتها، وفي المسلسل نستعرض التغيرات التي وقعت فيها خلال هذه الفترة، وكذلك الأحداث التي عاشها الشعب؛ فالفترة الزمنية القصيرة، بالنسبة إلى تاريخ مصر الطويل، شهدت تغيرات لم تحدث في سنوات، وحتى اليوم الواحد كانت فيه أحداث عدة، إلى جانب ثلاثة أو أربعة أخبار مهمة.
ــ وهل تكرار تعاونك مع المؤلفة غادة عبد العال استثمار لنجاح سابق؟
- نجحت مع غادة في <عايزة أتجوز>، فلماذا لا نكرر التجربة؟ لا سيما وأنها كاتبة موهوبة وترجمت الفكرة بشكل جيد كما و أنني استمتع بالعمل معها. كذلك كان هناك ما يشبه طلباً شعبياً أن نعمل أنا وغادة عبد العال، و<امبراطورية مين> عمل يختلف عن <عايزة أتجوز> تماماً، لكن فيها روح السخرية والواقع، ونحن نرى أن كل الهم الذي مررنا به على مدار السنوات الثلاث يفجر السخرية ويجعلنا ننظر إلى الوراء ونقول نحن مررنا بكل هذا!
ــ أول مرة تقدمين عملاً من فكرتك، هل هذا الأمر يزيدك شعوراً بالمسؤولية؟
- الأمر بالنسبة إلي يجعلني أؤمن أكثر بأفكاري وأحلامي، وأنا أرى حلمي يتحقق، فالمسلسل كان خواطر تأتيني قبل النوم فأكتبها، لذلك في أول يوم تصوير رحت أنظر إلى الحلم على أرض الواقع وأقول لنفسي: كل هذا بدأ من فكرة.
ــ وماذا عن التعاون الأول مع المخرجة مريم أبو عوف؟
- مريم مخرجة شابة وموهوبة، وأحب التعامل مع المواهب الشابة، لا سيما أن أعمارنا متقاربة، ونتواصل مع بعضنا البعض بشكل أفضل، ثم تجاربها الإخراجية السابقة كانت متميزة وتشهد بخبرتها، وحققت فيها نقلة على مستوى الصورة والجودة، منها فيلمها الأول <بيبو وبشير> الذي كان جيداً، ومسلسل <هالة والمستخبي>، بطولة ليلى علوي، ونال إشادة من الجميع.
هند والمنافسة
ــ وماذا عن المنافسة مع الفنانات اللواتي تعرض لهن دراما، في رمضان أيضاً، على غرار غادة عبد الرازق وكندة علوش ودرة ومي عز الدين ونيللي كريم؟
- تخلق المنافسة جواً جيداً للعمل، وأؤمن بأن العمل الجيد الذي يمس الجمهور هو الذي يفرض نفسه، ويستطيع تحقيق النجاح، لذا لست مهتمة بالمنافسة، بالعكس أرحب بها، ولدي سوابق معها، إذ عرض مسلسل <عايزة أتجوز> في ظل منافسة في الأعمال الدرامية في شهر رمضان منذ عامين، فحقق نجاحاً وفرض نفسه لجودته، ثم المنافسة تبقى أحد أسباب إصرار صانعي الأعمال الدرامية المختلفة على بذل أكبر مجهود ممكن وإخراجها بشكل يرضيهم، ويليق بمشاهديهم.
ــ ما حقيقة عودتك للسينما التونسية؟
- بالفعل سأعود للمشاركة في السينما التونسية بعد غياب لأكثر من ستة أعوام عن العمل في بلدي، وسأشارك في عملين سينمائيين دفعة واحدة. أول فيلم مع رضا الباهي اسمه <زهرة حلب>، والثاني مع فارس نعناع اسمه <ليلة قمر مكتمل> ولدينا مشكلة تمويل في الفيلمين، لأن السينما التونسية هي الأخرى في أزمة كبيرة.
ــ كيف ترين خطوات إصلاح صناعة السينما في مصر؟
- مطلوب قوانين تنظم صناعة السينما وتوضح العلاقة بين الإنتاج والتوزيع، وإعادة النظر في أسعار التذاكر التي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي، وهي غالية الثمن، فكيف ألوم شخصاً لا يملك ثمن التذكرة ويشاهد الفيلم عبر الإنترنت؟ يمكن إيجاد صيغة تفاهم بين شركات الإنتاج وشركات المواقع، وجعلها طريقة للكسب لا منافساً أو خصماً، كما يجب إنشاء اتحاد فنانين.
ــ ماذا استفدتِ من تجربتك في المشاركة ضمن لجان التحكيم في المهرجانات الدولية؟
- كثرة أعمالنا كفنانين تكسبنا خبرة ميدانية نستطيع من خلالها تقييم الأفلام، وخصوصاً أن المعايير الخاصة بالتقييم تتطور بسرعة عالمياً، والمشاركة في المهرجانات تجعلنا نطلع على الجديد دوماً في مهنتنا، وخصوصاً في ظروفنا الحالية التي شغلتنا قليلاً عن الفن، لذا فالمهرجانات فرصة لمعرفة الجديد.