تفاصيل الخبر

خلود الوتار قاسم رئيسة جمعية «أمهات من لبنان »: سقط طفل بين يديّ على طريق المتحف فقررت ألا أغادر لبنان!  

24/07/2015
خلود الوتار قاسم رئيسة جمعية «أمهات من لبنان »:  سقط طفل بين يديّ على طريق المتحف فقررت ألا أغادر لبنان!   

خلود الوتار قاسم رئيسة جمعية «أمهات من لبنان »: سقط طفل بين يديّ على طريق المتحف فقررت ألا أغادر لبنان!  

بقلم وردية بطرس

11062161_10155593874350417_9112240540776605056_n مناضلة ومثابرة الى اقصى الحدود. هكذا هي السيدة خلود الوتار قاسم ابنة بيروت التي كرست حياتها في العمل الاجتماعي والانساني منذ ان كانت في العشرين من عمرها، وإيمانها بالمرأة اللبنانية دفعها للترشح للانتخابات النيابية في العام 2013. وليس من باب الصدفة ان يتم تعيينها بمنصب المنسقة للبرلمانيات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اذ استطاعت ان تشارك في اهم المؤتمرات العالمية ورفعت صوت المرأة اللبنانية وقدرتها على ان تأتي بالتغيير الى مجتمعها وبلدها. انها مسيرة طويلة بدأتها منذ سنوات طويلة ولا تزال تؤمن بدور المرأة داخل المجتمع. <الأفكار> التقت خلود الوتار قاسم وعدنا بالماضي الى الوراء وسألناها عن دراساتها الجامعية وعن انخراطها في العمل الاجتماعي منذ ان كانت في العشرين من عمرها لغاية اليوم فتقول:

- نلت شهادة في علم الاجتماع وعلم الانسان من الجامعة الأميركية في بيروت، علماً أنني أردت ان ادرس التمريض فكنت قد التحقت بالجامعة الأميركية في العام 1984 لأدرس الاختصاص الذي احب ولكي اخدم بلدي الذي كان يعاني من ويلات الحرب وبالفعل درست التمريض لثلاث سنوات، وتعرفت في مستشفى الجامعة الأميركية الى زوجي (طبيب البنج الدكتور بسام قاسم) فطلب مني آنذاك ان أغير تخصصي لأن مهنة التمريض كانت  محفوفة بالمخاطر بسبب الحرب الدائرة في لبنان، فكان التنقل بين منطقة وأخرى محفوفاً بالمخاطر، ولهذا قررت ان ادرس علم الاجتماع لأنه ايضاً يصب في خدمة الناس والمجتمع وأيضاً درست علم الانسان وأيضاً أخذت 12 <كورساً> في علم النفس من الجامعة الأميركية في بيروت ايضا. ثم درست ما يُعرف بـ<Teaching Diploma>، وتخصصت بعلم النفس للأطفال في الجامعة الأميركية. وكنت قد تطوعت في مؤسسة <أرض البشر> السويسرية حيث نشطت كمتطوعة اجتماعية للعائلات المنكوبة من ويلات الحرب ونظراً لخبرتي في التمريض الذي درسته لمدة ثلاث سنوات في الجامعة الأميركية، فقد عملت لمساعدة الأطفال الذين هم بحاجة للخضوع الى العمليات الجراحية انما امكانيات ذويهم لا تسمح بإجراء تلك العمليات، وعملت في تلك المؤسسة في اصعب واقسى الظروف التي عاشها لبنان خلال فترة الحرب اذ كانت مهمتنا محفوفة بالمخاطر من حيث تعرضنا لنيران القناصة. وفي احدى المرات، تعرضت سيارة الاسعاف التي كنا ننقل بها الأولاد لنيران القناصة، فاذا بالولد الذي كان معنا داخل السيارة يسقط قتيلاً. وفي ذلك الوقت قررت الا أغادر لبنان مهما ساءت الظروف لأنني شعرت ان بلدي بحاجة الي، علماً ان أفراد أسرتي غادروا لبنان خلال فترة الحرب، فمنهم من يقيم في دبي ومنهم من يقيم في الكويت ومنهم في اميركا، ولكنني لم أغادر بلدي طوال السنوات الماضية.

وتتابع قائلة:

- وفي تلك الفترة العصيبة التي كانت تمر بها البلاد لم يكن بإمكاني سوى ان اخدم الناس والمحتاجين، ولهذا ترين النساء الفاعلات اليوم قد اختبرن تجارب صعبة خلال الحرب ولهذا نحن ندرك تماماً مدى الضرر الذي ألحق بالناس في تلك الفترة. وفي تلك الأثناء، لم يكن هناك اي مظاهر اجتماعية كما في يومنا هذا، مع العلم انني كنت من اوائل السيدات اللواتي نظمن صبحية نسائية من اجل دعم قضايا انسانية ومساعدة الأطفال. وأذكر هنا انني نظمت اول صبحية نسائية في العام 2000 بعدما فتح أوتيل <فينيسيا> أبوابه للزوار لأنه كان مغلقاً خلال الحرب والاجتياح الاسرائيلي، اذ اعيد افتتاحه في العام 2000، وفي تلك الصبحية دعيت 350 سيدة وكان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد دعم تلك الصبحية، ولم يكن الهدف من تلك الصبحيات النسائية تمضية وقت ممتع، بل دائماً بهدف اجتماعي وانساني. وفي العام 2005، كنت المديرة العامة في سباق <ماراثون بيروت> لأشرف على السباق، وكان لدي شركة معارض ولكن عندما بدأت بالعمل الاجتماعي، قللت من نشاطي في مجال المعارض وعروض الأزياء. ثم درست في مدرسة الجالية الأميركية لمدة ثلاث سنوات اذ كنت أدرس في صفوف المرحلة الابتدائية.

 ــ  ومتى أسست جمعية <أمهات من لبنان>؟ وما كان الهدف منها؟

- أسست جمعية <أمهات من لبنان> في العام 2008، اذ كما ذكرت في سياق الحديث انني كنت اهتم بالعمل الاجتماعي لسنوات طويلة، وكنت انظم الصبحيات النسائية لهدف اجتماعي وانساني، وأردت ان أؤسس جمعية ولكن كما تعلمين ان السياسة تدخل في كل شيء حتى في الجمعيات، الا انني حرصت على ان تكون هذه الجمعية لكل لبنان لأنني اعتدت على التعاطي والتواصل مع كل اللبنانيين دون اي تمييز، اذ تعلمت ان اعمل لخدمة الآخرين حيث كنت متطوعة في الصليب الأحمر، ولم يكن هناك شيء يردعني لمساعدة الناس. وأحد الأمور التي لن أنساها هي تلك الحادثة التي كنا نعبر فيها عبر المتحف في سيارة الاسعاف ومعنا أولاد، فانقلبت السيارة ومات احد الأولاد بين يدي وكنت آنذاك في العشرين من عمري، فقررت الا أغادر لبنان لأنني في تلك اللحظة شعرت ان بلدي لا حول له ولا قوة، ولكنني قررت ان أمنح طاقتي الجيدة للآخرين، صحيح انني لن أقدر ان اصلح البلد ولكن على الأقل سأساعد من حولي.

خدمة الناس لا المسؤول

 

ثم أردفت:

- وهنا أود ان اتوقف عند نقطة وهي: عندما نقول موقع سلطة نعني بذلك موقعاً لخدمة الناس، لأنه للأسف في لبنان عندما يتسلم أحدهم السلطة يتوقع ان يخدمه الآخرون بينما العكس هو الصحيح، فالمسؤول والذي يملك السلطة يجب ان يخدم الآخرين والمجتمع. فعندما ينتخب المواطنون أحدهم فلأنهم يريدون منه ان يحسن حياتهم وان يقدم لهم الخدمات، ولكن عندنا في لبنان الموازين تنقلب بشكل غريب اذ ان الناس تلهث وراء المسؤول او الزعيم وتتوسله وتقبل الأيادي لكي يساعدهم وما شابه، في الوقت الذي يتوجب على الزعيم ان يخدم المواطنين لأنهم أتوا به الى السلطة او المركز. لا أعرف سبب هذه الثقافة اللعينة عندنا في لبنان، فاذا قام المسؤول او الزعيم بسوء، فالناس تقبل ذلك وتعتاد على الأمر وكأنه أمر عادي. يجب ان تتغير نظرة المسؤول وان يكون هو في خدمة الناس والمجتمع وليس العكس. بالنسبة الي احرص دائماً على ان اكون بين الناس، وانا أتولى توزيع الهدايا والمساعدات خلال شهر رمضان الكريم او أعياد الميلاد او الفصح وأدخل الى بيوت الناس لكي اكون قريبة منهم ومن همومهم ومشاكلهم.

السيدة-خلود-الوتار-قاسم-توزع-المساعدات-على-العائلات-الفقيرة-وعن هدف <جمعية <أمهات من لبنان> للقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع تقول:

- لقد أسست جمعية <أمهات من لبنان> والتي كان هدفها الرئيسي محاولة القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع قانونياً وذلك من خلال العمل على تفعيل قانون منع التسول ومحاولة إيجاد حلول ومخارج لهذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة للمجتمع وللانسان ككل. ولكن للأسف مثل معظم الأمور، فإن القضايا الانسانية المحقة لا تلقى الدعم لا بل تُحارب، ولقد حاربني ناس مقربون مني. هناك عدد كبير من الجمعيات في لبنان ولكن الجمعيات الدينية والطائفية تلقى الدعم من الطوائف كافة انما الجمعيات التي تحمل رايات القيمة الانسانية والمعاناة التي يمر بها المواطن بشكل يومي لا تلقى اي دعم. بعد هذا الواقع الذي واجهته والذي لم أفهم منطق اهمال الناس لحقوقهم والاستهتار بوجودهم وقيمتهم الانسانية، قررت ان أعود الى مقاعد الدراسة والتخصص في علم الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية، وذلك في العام 2010 فنلت شهادة الدبلوم والدراسات العليا، وتواصلت مع أهم المتخصصين في هذا المجال. تعلمت الكثير وتعرفت الى أشخاص جدد وتغيرت نظرتي للأمور، كما انني تعرفت الى شبان وشابات في الجامعة اللبنانية وهم بأعمار أولادي ولكنني تعلمت منهم الكثير فهم يملكون طاقة ولكن لا أحد يراها. واليوم هناك طلاب تعرفت اليهم اثناء الدراسة يعملون كمتطوعين في جمعية <أمهات من لبنان>. وبالتالي كانت خطوة رائعة ان أتطلع الى الحياة من منظار آخر، وأصبحت شرسة لكي أطالب بحقي وحق أولاد بلدي، أصبحت شرسة عندما أرى أحدهم يغتصب حقوق بلدنا لأنه يريد منفعة شخصية ولأنه يدعي الزعامة والرئاسة ولا يكترث لحال الناس الذين يعانون الكثير، فإذا دخلت الى بيوت الناس، فسترين أن هناك من يريد ان يقدم لهم ثمن ربطة الخبز لأنهم لا يملكون ثمنها، وهناك عائلات مستورة لا تطلب المساعدة ولكنها تعاني الكثير. فاليوم ازدادت نسبة الفقر في لبنان وليس هناك من يسأل عن المحتاجين والفقراء.

حرب الفقراء

وعن استغلال الفقر والعوز في الحروب تشرح:

- اذا تساءلنا كيف تبدأ الحروب ومن ينخرط فيها يستوقفنا أمر مهم: فمن اجل ان تُقام حرب في بلد ما يجب ان يكون على الأقل 60 في المئة من سكان البلد من الطبقة الفقيرة، والا من سيحمل السلاح ويحارب، فإذا كان كل شيء متوافراً للمواطنين في بلد ما من مأكل وتعليم وطبابة، فمن سيحمل السلاح؟ لأنه كيف سيحمل الناس السلاح اذا كان كل شيء متوافراً لهم، وبالتالي يُستغل الفقراء في الحروب. فإذا أصبح الشعب ميسوراً، فلن يحتاج الى الزعيم ولن يكون مضطراً ان يرضخ له ويقبل الأيادي، ولهذا لا يناسب الزعماء ان يستغني الفقراء عنهم. وللأسف، هناك في لبنان حالة شاذة مختلفة عن كل دول العالم، ليس هناك نظرية تطبق على كل بلد، وحتى لو ان هناك دولاً تتدخل في شؤون لبنان وسياسته ولكن تلك الدول لا تتوقع منا الاستسلام الى هذه الدرجة. وهذه الحالة القائمة في لبنان غير موجودة في العالم كله.

وتابعت قائلة:

- ان وضعنا أسوأ من كل البلدان، وان وضع لبنان حقوقياً أسوأ من اي وضع في العالم، ووضع المرأة أسوأ من وضع المرأة في دول العالم وحتى في الدول العربية. فكل بلد يسير على سكة معينة، فإذا فعلت كذا ستكون النتيجة كذا، ولكن عندنا في لبنان الأمر مختلف تماماً اذ لا احد يحترم القانون والدستور، فهل يُعقل ان يمدد النواب لأنفسهم بدون اي رادع؟ وهل يُعقل ان يظل البلد بلا رئيس؟ للأسف انها ثقافة تُفرض على المنطقة، فكيف تحصل المجازر التي تُرتكب في سوريا والعراق وغيرها؟ هذه المجازر تحصل بطريقة او يُمارس الاجرام من خلال قطع الرؤوس ما يعني انه عندما يُقطع الرأس فما حاجة البدن؟ وهكذا هو حالنا في لبنان فإذا لم يكن هناك رئيس للجمهورية فكيف يُدار البلد؟ لا أعلم كيف تعمل المؤسسات في هذه الحالة؟ كيف تسير الأمور، لا أدري حقاً؟ والأسوأ انه كيف نقبل بذلك؟ وماذا سنترك لأولادنا؟ لهذا نطالب الناس بأن يتحركوا ويطالبوا بوجودهم. فعندما أرى رجلاً مسناً يجلس على الرصيف وهو لا يملك شيئاً ويأمل ان يحصل على القليل من المال لشراء الخبز اشعر بغصة كبيرة، فوظيفة الدولة ان تنظر الى وضع هؤلاء الأشخاص، وعلى الدولة ان تتصرف وتعمل على تحريك العجلة الاقتصادية لانتشال الناس من حالة الفقر والعوز. كم ان وضعنا حزين، فلقد اصبحنا مستسلمين للوضع وكأنه أمر طبيعي. عادة تتعرفين الى الأفكار النمطية لدى اي شعب من طريقة تصرفاته او من الأقوال الشعبية، ومن أقوالنا الشعبية <من بعد حماري ما ينبت حشيش>، بمعنى ان اللبنانيين يعيشون اليوم ولا يهتمون بمن سيأتي من بعدهم وماذا سيتركون لغيرهم في هذا البلد. ان البلد يشبه جسم الانسان، فإذا خسر الجسم عضواً يُصاب بإعاقة واذا توقف عضو عن العمل يتأثر الجسم كله. ولهذا اقول ان لبنان كيان وجودي لا يشبه اي بلد لأنه اذا كان بلا رئيس، فأي بلد هذا؟ لذا ان الحل الوحيد ان يضع اللبنانيون أيديهم بأيدي بعضهم البعض لأنه ليس هناك حل آخر. يجب ان يشعر المواطنون ان المسؤولين يعملون في سبيل الوطن وليس لمنفعة شخصية. الحل الوحيد هو ان يشعر الجميع انهم يعيشون تحت مظلة واحدة هي <لبنان>. وبالتالي لا خلاص سوى ان نتكاتف سوياً ونعمل من أجل البلد.

مرشحة للانتخابات

السيدة-خلود-الوتار-قاسم-مع-السيدة-الأولى-في-روانداــ  وكيف بدأت نشاطك مع جمعية <نساء رائدات> والاتحاد الأوروبي؟

- عندما حاربني البعض اثناء عملي كرئيسة جمعية <امهات من لبنان>، قررت ان ارفع الصوت وأصرخ وأقول انني أريد ان أدعم جمعيتي. فقلت: ما هو الحل او الطريقة بدون طلب الدعم من احد، لذا قررت الترشح للانتخابات النيابية عن مقعد بيروت الدائرة الثالثة لكي يُسلط الضوء على جمعية <أمهات من لبنان> التي نشأت بهدف القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع. وعندها دعا الاتحاد الأوروبي في لبنان بالتعاون مع وزارة الداخلية لأن تجتمع كل السيدات المرشحات للانتخابات النيابية للعمل معاً، وبالفعل التقينا جميعاً كسيدات مرشحات للانتخابات النيابية وتعرفت الى جمعية <نساء رائدات>، فكان الهدف من هذا اللقاء ان تعمل النساء سوياً لتطوير أنفسهن، وان على النساء ان ينتسبن الى الأحزاب لكي يحظين بالدعم، وهذا الكلام استفزني فقلت انني ترشحت كمستقلة ولن انتسب الى حزب لكي يدعمني، وانني لن اكون سوى مرشحة مستقلة. فعادة في اي بلد يكون هناك حزبان كبيران الا انهما يعملان لمصلحة البلد والمواطنين بغض النظر عن اختلاف الرأي السياسي فهكذا هو الحال في المانيا وانكلترا وفرنسا واميركا وكل دول العالم، فالأحزاب تتكاتف لمصلحة البلد، اما عندنا في لبنان، فليس الأمر كذلك. وبعد ذلك بدأت اشارك في ورش العمل التي تنظمها <نساء رائدات>، ودعيت انا والمحامية جوزفين زغيب للمشاركة في ورشة عمل في الأردن تحت عنوان <تكتيكات المناظرة> وتميزنا هناك عن بقية السيدات المشاركات في ورشة العمل اذ جميعهن كن برلمانيات اما انا وجوزفين فشاركنا كمرشحات للانتخابات النيابية. وكانت ورشة عمل مهمة اذ تولى ادارتها مستشار فنلندي وأميركي.

ــ  وماذا عن نشاطك في <Women in Parliament> أو نساء في البرلمان في مقر الاتحاد الأوروبي في <بروكسيل>؟

- بعدما شاركت في ورشة العمل في الأردن، طلبوا مني ومن جوزفين ان اطلع على موقع خاص بـ<Women in Parliament> وان نتواصل معهم في <بروكسيل> للمشاركة في منتدى للبرلمانيات، عندئذٍ أرسلت لهم <ايميل> قلت فيه انني اود ان اشارك في الندوة التي ستشارك فيها سيدات برلمانيات من بلدان العالم وذلك في مقر الاتحاد الأوروبي في <بروكسيل>. وسألني الشخص الذي ارسلت له البريد الالكتروني عما اذا كنت برلمانية، فأجبت بأنني لست كذلك انما مرشحة للانتخابات النيابية. وعندئذٍ تأسف واعلمني انه لا يمكنني ان اشارك لأنني لست برلمانية، فكلامه استفزني وأرسلت له هذا الجواب انني ادعى خلود الوتار قاسم وانني لن أجلب التغيير الى مجتمعي فحسب بل للعالم بأسره، ورحت أذكره باسمي مجدداً، وبعدها ارسل لي الرد الا وهو دعوة رسمية للمشاركة في المنتدى، فتوجهت الى <بروكسيل> ولكن عندما دخلت مقر الاتحاد الأوروبي سألوني عما اذا كنت برلمانية لأنه لا يُسمح لغير البرلمانيات بالدخول، إذ ذاك رددت اسمي وقلت ان دعوتي قد تمت بشكل رسمي واذا بالرجل الذي ارسل لي البريد الالكتروني يتوجه نحوي ويقول: انت هي السيدة خلود الوتار قاسم؟ فأجبته بنعم، واذ به يرحب بي وأدخلني الى القاعة التي قدمت اليها برلمانيات من دول عديدة بما فيها لبنان اذ كانت هناك كل من النائبة ستريدا جعجع، وجيلبيرت زوين، ونايلة تويني، وطبعاً وزيرات ونواب سيدات من مختلف البلدان وأيضاً رؤساء الدول.

وتتابع:

- وبعد ذلك دعيت للمشاركة في مؤتمر في رواندا وكنت السيدة الوحيدة التي تمثل لبنان في ذلك المؤتمر، للأسف لا أحد يعلم حتى اين يقع لبنان لهذا أخذت معي <بروشورات> عن لبنان ورحت أوزعها بين المشاركين والمشاركات. ثم دعيت للمشاركة في مؤتمر في أثيوبيا، ومؤخراً شاركت في مؤتمر برلماني عالمي في <واشنطن> ولم يكن لبنان حاضراً في ذلك المؤتمر، لذا كنت اشعر بغصة لأن لبنان لا يلقي كلمته في مثل هذه المؤتمرات، فلماذا لا يبعث لبنان سيدات من لبنان للمشاركة فيها لدعم قضية المرأة؟ وكنت طوال الوقت اتحدث عن لبنان وعن النساء الفاعلات في بلدي، فأعجبوا بنشاطي ومثابرتي، ولهذا قبل ثلاثة أسابيع ارسلوا لي عبر البريد الالكتروني انه تم تعييني بمنصب المنسقة للبرلمانيات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالتالي لدي مسؤولية في هذا المجال اذ يخولني هذا المنصب بأن اهتم بالمؤتمرات التي تُعقد في المنطقة بما يتعلق بالبرلمانيات، واقامة ورش العمل للسيدات والبرلمانيات لنساء عربيات وليس فقط في لبنان. وهذا المنصب هو فخري اي لا اتقاضى عنه شيئاً ولكنه يسعدني ان أعمل في سبيل قضية المرأة اللبنانية والعربية وإيصال صوتها في بلدي والمنطقة.