تفاصيل الخبر

خلافات ”التيار“ و”القوات“ أوصلت ”تفاهم معراب“ الى الهاوية ولقاء عون - جعجع يمكن أن ينقذه جزئياً لحماية المصالحة!  

17/08/2017
خلافات ”التيار“ و”القوات“ أوصلت ”تفاهم معراب“ الى الهاوية  ولقاء عون - جعجع يمكن أن ينقذه جزئياً لحماية المصالحة!   

خلافات ”التيار“ و”القوات“ أوصلت ”تفاهم معراب“ الى الهاوية ولقاء عون - جعجع يمكن أن ينقذه جزئياً لحماية المصالحة!  

111لم تكن الزيارة التي قام بها قطبا <تفاهم معراب> بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، الوزير ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان، الى دارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في اللقلوق يوم السبت الماضي، بهدف <التنسيق> و<التكامل> و>التشاور> بين الحزبين المسيحيين القويين كما كان يجري قبل الانتخابات الرئاسية وبعد مبايعة رئيس <القوات> الدكتور سمير جعجع <الجنرال> لرئاسة الجمهورية.. بل كانت محاولة من <ثنائي المصالحة> العونية - القواتية، لوقف التدهور الذي أصاب العلاقة بين <التيار> و<القوات> والذي يسير بخطى متسارعة في أكثر من مجال وملف. وإذا كان الثنائي رياشي - كنعان غرّدا معاً أن لا شيء أقوى من المصالحة المسيحية - المسيحية وأن لا عودة الى الوراء، فإن المعطيات التي توافرت عن اللقاء الذي تم على ارتفاع 1924 متراً، تؤكد أن عودة المياه الى مجاريها بين <القوات> و<التيار> ليست محسومة بشكل كامل، بعدما تخطت الخلافات بين الطرفين الكثير من الخطوط الحمر ووصلت الى حد تبادل الحملات الاعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ثم عبر الشاشة الصغيرة، لاسيما تلك التي تحمل الشعار البرتقالي والتي يتصرف القيمون على الأخبار فيها من منطلقات قد تكون مختلفة عن تلك التي ينادي بها صاحب المحطة، أي التيار الوطني الحر.

مصادر اطلعت على أجواء لقاء اللقلوق أكدت لـ<الأفكار> أن المصارحة التي دارت بين الوزيرن باسيل ورياشي في حضور النائب كنعان، ظهّرت أن نقاط الخلاف بين الطرفين باتت أكثر من نقاط التلاقي، وان إنجاز المصالحة الذي تحقق قبل سنة تقريباً، مهدد اليوم مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي في ربيع 2018، ولذلك أكثر من سبب عرضت بالتفصيل، تبدأ من التناقض في الموقف من تلزيم بواخر إنتاج الطاقة الكهربائية، لتصل الى التعيينات، مروراً بملف المستشفيات والعلاقة مع النازحين السوريين، وآخر العنقود الاحتفال الذي أقيم في دير القمر ونظمته <القوات> التي لم تدع قيادة <التيار> اليه، أسوة بما حصل مع حزبي الكتائب والوطنيين الأحرار. واستفاض الثلاثي باسيل - رياشي - كنعان في الحديث عن مضار بروز أي خلاف بين <التيار> و<القوات>، على رغم <الغمز واللمز> الذي أوردته نشرة تلفزيون <أو تي في> التي تساءلت بعد المؤتمر الصحفي الثاني الذي عقده الدكتور سمير جعجع، عما إذا كانت ردة فعل <القوات> على زيارة مسؤولين أو وزراء الى سوريا <ستكون الاستقالة من الحكومة أم الاعتكاف أم الاستمرار في إطلاق المواقف المعترضة الكلامية من دون ترجمة حسية على أرض الواقع>.

لماذا دفع وزراء <القوات> الى الاستقالة؟

 

وقد اعتبرت المصادر نفسها أن مقدمة الـ<او تي في> عكست الجو غير المستقر القائم بين الطرفين، لاسيما وان مضمون المقدمة فُسّر وكأنه عتب على رئيس <القوات> الذي كرر خلال الأيام الماضية مواقف وضعت العلاقة مع <التيار> في موقع متراجع عما كان عليه في السابق، في وقت تكثر الاسباب التي تدفع الى التباعد بين الجانبين مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي والترشيحات المتتالية التي يقدمها حزب <القوات> من دون التشاور مع <حليفه> حزب التيار الوطني الحر، وسط حديث متنامٍ أن لا لوائح مشتركة بين <التيار> و<القوات> لأن نظام النسبية قد يؤثر على مرشحي <القوات> في عدد من المناطق حيث لا قدرة لأي طرف أن يأتي باللائحة الكاملة. وفي اعتقاد المصادر نفسها انه لم تكن هناك أي حاجة للعمل على عدم وقوع الخلاف لأن هذا الخلاف واقع أصلاً، وما سيجري هو محاولة للحد من خسائر الطرفين وتفادي <شماتة> الذين تنبأوا بأن <شهر العسل> لن يدوم  طويلاً بين <القوات> و<التيار>.

ومع تصاعد الخلاف الى السطح أكثر فأكثر، نشطت المحاولات للتقليل من أهميته سواء من خلال ما قاله النائب كنعان والوزير رياشي عن ان لا عودة الى وراء، أو من خلال ما حرصت مصادر <القوات> على الإشارة اليه من أن الموضوع السوري سبّب في إظهار التباين ولاسيما مسألة زيارة وزراء <الثنائية الشيعية> لسوريا، في حين أن التقاء وجهات النظر قائم في مواضيع أخرى استراتيجية. غير أن <تطمينات>المتحدثين باسم <القوات> لم تصل الى حد القبول بـ<توجيه النصائح> الى معراب كما ذهبت مصادر في <التيار>، لأن لا ابتعاد عن الثوابت الأساسية التي تشير الى الحرية في التعبير عن المواقف بصرف النظر عما إذا كانت هذه المواقف ترضي <التيار> أو تغضبه. أما موضوع الاستقالة التي ألمحت إليها محطة <أو تي في> والتي اعتبرت رسالة موجهة الى الدكتور جعجع، فإن رد <القوات> كان حاسماً لجهة القول بأن استقالة وزراء <القوات> من الحكومة مسألة تقررها قيادة <القوات> ولا أحد غيرها، وان الموقف من رفض تلزيم بواخر الكهرباء سيبقى هو هو، وكذلك ردة الفعل الرافضة لزيارة الوزراء لسوريا.

رحلة <الثنائية المسيحية> انتهت؟

إلا أن مصادر متابعة ترى أن الوقائع والأدلة والمواقف الصادرة عن <القوات> حيناً وعن <التيار> أحياناً، تقطع الشك باليقين بأن الرحلة المشتركة لـ<الثنائية المسيحية> تقترب من النهاية، وإن كانت <الجرة> لم تنكسر بعد بين الطرفين لكنها باتت <مشعورة> حتماً لأن الخلاف، حسب المصادر نفسها، وقع على جميع المستويات ولا توجد أي قضية أساسية (غير المصالحة المسيحية - المسيحية) أو خدماتية تجمع ما بين <التيار> و<القوات> سواء في ما خص سلاح حزب الله، أم العلاقات الخارجية مع الدول، أو العمل البلدي، أو المرشحين الى الانتخابات النيابية، أو طريقة معالجة الملفات الحياتية الملحة من الكهرباء الى التعيينات الإدارية المجمدة أو التشكيلات الديبلوماسية، حتى المواضيع الرياضية وقع الخلاف حولها بدليل ما حصل بالنسبة الى طلب مساعدة الاتحاد اللبناني لكرة السلة الذي يرأسه قواتي هو بيار كاخيا، والذي اعترض باسيل والوزير رائد خوري على أن يكون المبلغ المخصص للمساعدة مليون دولار!

أكثر من ذلك، تضيف المصادر نفسها ان <القوات> تحيّد الرئيس عون عن الخلافات وتؤكد على احترامها له وتعاونها معه، لكنها في المقابل تحمل على الوزير باسيل وتتهمه بـ<التفرّد> و<الاستئثار> بكل شيء، من التعيينات المسيحية، الى الاعتمادات المالية، الى التحالفات السياسية والعلاقة خصوصاً مع تيار <المستقبل>، إضافة الى مستقبل الانتخابات النيابية حيث لا تعاون أكيداً بين مرشحي <التيار> و<القوات>، ما يجعل إمكانية ترميم العلاقة مهمة مستحيلة على رغم النيات الطيبة التي يظهرها الثنائي رياشي - كنعان. ولعل ما قاله الدكتور جعجع خلال زيارته لزحلة (أتت بعد أسبوع من زيارة الوزير باسيل الى عاصمة البقاع) من انه في النظام الانتخابي الجديد <لا لزوم للتحالفات> خير دليل على أن لا لوائح مشتركة ولا من يحزنون... وان التفاهم بين الجانبين لا يعني تحالفاً انتخابياً بل ان لكل فريق الحق في أن يتصرف وفق مصلحته. ولعل الترشيحات التي قدمتها <القوات> في كل من البترون والكورة وبعلبك - الهرمل، وما ستعلنه قريباً في كسروان (تحالف مع نعمت افرام) وجبيل (مع زياد حواط) أبلغ مؤشر على أن رحلة <تفاهم معراب> تكاد تنتهي عند محطة فراق. وفي هذا الإطار تقول مصادر <التيار> ان <غزلاً خجولاً> بدأ بين <القوات> و<المردة> في منطقة البترون هدفه مواجهة التيار البرتقالي، وهو قوبل بقرار <التيار> اعتماد مرشح كاثوليكي في دائرة المتن الشمالي يواجه احتمال ترشيح الوزير رياشي عن المقعد نفسه. أما في زحلة حيث التنافس على أشده، فإن الوزير باسيل أوحى خلال زيارته الأخيرة ان التعاون بين المرشح الماروني لـ<التيار> النائب السابق سليم عون والمرشح الكاثوليكي المحتمل ميشال ضاهر سيشكل نواة اللائحة العونية في عاصمة البقاع. ويبقى المثل الأكثر فقاعة على الخلاف المستحكم بين <التيار> و<القوات> هو الذي حصل في دير القمر من تغييب <قواتي> مفتعل لـ<التيار> عن الاحتفالات بذكرى <مصالحة الجبل>، ولولا مشاركة الرئيس عون بقداس عيد سيدة التلة، لما كان لـ<التيار> أي دور في <الهمروجة> التي شهدتها دير القمر، علماً أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أبقى نفسه بعيداً عن الخلاف المسيحي - المسيحي المستجد فـ<غيّب> نفسه عن القداس والاحتفال، وأناب نجله تيمور، مكتفياً بزيارة سريعة لدار مطرانية الموارنة للترحيب بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي والسفير البابوي ثم غادر على عجل متذرعاً بـ<وجع رأس> حادّ!

 

لقاء عون - جعجع يبرّد

الأجواء فقط!

ويلتقي أكثر من طرف على القول بأن إمكانية عودة الحرارة الى العلاقة بين <التيار> و<القوات> صعبة جداً، لكن ثمة من يعتقد بأن لقاء الرئيس عون والدكتور جعجع - لا يشارك فيه الوزير باسيل - يمكن أن يخفف من حدة الخصومة السياسية ليبقي على العلاقة الشخصية، إلا أن مثل هذا اللقاء قد يبقى في إطار بروتوكولي إذا لم يقترن بخطوات تصالحية عملية لا بوادر في الأفق لها، في المدى المنظور على الأقل، وفي هذا السياق، يقول متابعون ان القانون الانتخابي الذي <جاهد> الوزير باسيل لإقراره، زرع ألغاماً في طريــــق التحالف <القواتــــــي> - <العوني> يمكن أن تنفجــــر في أي لحظـــــة لأن خطــــــوط تعطيلها شبــــه مستحيلـــــة، خصوصاً ان الوزير باسيل يعتبر أن <القــــوات> كانت البادئـــــة بـــــزرع لغم ترشيح فادي سعــــد في البترون، علماً أن باسيل كان ينتظر ان ترشح <القوات> شخصية من تنورين نظراً الى الثقل الانتخابي لهذه البلدة، في حين ان سعد ينتمي الى بلدة بترونية صغيرة في الوسط، كذلك يكشف القانون الانتخابي الجديد عمق التباين بين الطرفين إذ انه في بعض الدوائر الانتخابية، سيكون الحلف الثنائي أمام تحدٍ من نوع جديد يتمثل في إحراج الشريك التاريخي من هذا التحالف كما هو حال الصوت الشيعي المرتبط بحزب الله في دائرة صيدا - جزيــــــن، وفي دائـــــرة بعبدا، خصوصاً ان الصوت الشيعي لن يذهب مطلقاً الى أي مرشح <قواتي> ولو تحالف مع <التيار> وهذا ما لن يتم قطعاً...

مع نهاية الأسبوع الماضي، صدرت صحيفة <الأخبار> بعنوان رئيسي جاء فيه ان <تفاهم معراب> بات يترنح... فعلق مسؤول رفيع في التيار الوطني الحر بالقول: <وين بعدن؟ سقط وخلص>!