تفاصيل الخبر

خبيرة الموضة وتنسيق الأزياء ريتا لمع حنكش: كل متابع على وسائل التواصل إنّما يتبع سلّم القيم الذي وضعه لنفسه!

22/03/2019
خبيرة الموضة وتنسيق الأزياء ريتا لمع حنكش: كل متابع على وسائل التواصل إنّما يتبع سلّم القيم الذي وضعه لنفسه!

خبيرة الموضة وتنسيق الأزياء ريتا لمع حنكش: كل متابع على وسائل التواصل إنّما يتبع سلّم القيم الذي وضعه لنفسه!

 

بقلم عبير انطون

 

جميلة، مثقفة، خبيرة موضة وتنسيق أزياء. انها ذات العينين اللامعتين ذكاءً ودفئا ريتا لمع. زواجها من النائب عن حزب الكتائب اللبنانية الياس حنكش هو ما قرّبها من السياسة التي لا يعنيها منها سوى ان تكون البلد بخير حتى يكون اولادها كأولاد اللبنانيين جميعهم بخير فيؤمنوا مستقبلهم ويعيشوا بطمأنينة. ذوقها الراقي تستخدمه في مجال عملها هي الناشطة والمؤثرة عبر <انستغرام> في مجال الموضة والأناقة، وفي تقديم العديد من ورشات العمل في تنسيق الملابس، فضلا عن مساعدتها لمن يقصدنها في هذا المجال. تستثمر وزناتها المتعددة من دون أن تغفل دورها الأساسي كام، ولا أيضا جانب الخدمة الانسانية والمساعدة.

فماذا تقول ريتا لـ«الأفكار> عن عملها اليوم؟ ما رأيها بالصرخات حول صورة المرأة في الاعلان بشكل خاص؟ من لفتتها في احتفال <الأوسكار> مؤخرا، وقد لبست العديد من النجمات اثوابا وقعتها انامل مصممينا اللبنانيين المبدعين؟ وأيضا، ماذا تعلمت من اليابان التي عاشت فيها مدة عام؟

مع ريتا كان <حوار الأفكار> جميلا لفحته نسمات الموضة والازياء وسألناها أولا:

 ــ كيف اكتسبت الخبرة في عالم الموضة والأزياء وماذا أضافت عليها دراستك لها في لندن؟

 - انخرطت في مجال الموضة قبل دراستي لها، اذ عملت في مجال الادارة والتسويق وكان ذلك مع المصمم زهير مراد. الدراسة في <London College of Fashion> غيرت الكثير في نظرتي. كنت انتبه الى الامور واعرف انها غير صحيحة او مناسبة من دون ان أدرك السبب لذلك، الدراسة اوضحت هذه الأسئلة وزادتني معرفة بعالم الموضة القائم بذاته، لناحية الاشكال والقصات والألوان ومزجها وتناسقها مع بشرة السيدة وشعرها وحاجبيها، اذ يؤثر كل ذلك على الألوان وينعكس عليها ويبرزها بطريقة أجمل، فضلا عن مورفولوجيا الجسم التي تختلف بين سيدة وأخرى وتنعكس على الثوب ايضا، فالقطع الحلوة على سيدة قد لا نجدها كذلك على اخرى. دراسة الموضة جعلتني أكثر ثقة بقراراتي عمليا.

ــ هذا يعني ان الامور في هذا المجال لا تسير بشكل تلقائي فتلبس السيدة ما يعجبها؟

- يمكن ذلك في بعض الأحيان لدى السيدة التي تملك قواما مثاليا كأجسام العارضات، لكن ليس السيدات اللواتي لا يخضعن لهذه المقاييس او يملكن الـ<تدويرات> او الانحناءات، واللواتي تتغير اجسامهن بعد الولادة مثلا، فانني أعمل مع الكثير منهن. مهنتنا مهمة جدا لانها تساعد السيدة على إبراز نفسها بثقة حتى تكون جميلة وتحب ذاتها.

ــ كيف يتم اللقاء مع السيدة التي تقصدك لتطلب تغييرا في مظهرها؟

 - بعيدا عن ورش العمل التي اقوم بها بشكل جماعي، فإنني اجلس مع السيدة التي تقصدني لحوالى الساعتين اتعرف عليها، واستفسر عن نمط حياتها، طبعها، عملها، نفسيتها وشخصيتها، وهذا التفاصيل أساسية لتغيير ايجابي تفرح به. فلا يمكنني ان اتعامل مع سيدة تعمل في مصرف مثلا بالطريقة نفسها لمذيعة او مقدمة تلفزيونية او لسيدة تعمل في البيت للتصميم الغرافيكي، كذلك لا يمكنني ان أطلب من امرأة تخجل بطبعها ان تلبس ما هو جريء.

ــ السيدات اللبنانيات معروفات بأناقتهن والاهتمام باطلالتهن. هل تلمسين اهتماما متزايدا بعد اجتياح وسائل التواصل الاجتماعي لعالمنا الحاضر حيث بتن تحت المجهر دائما؟

- السيدة اللبنانية معروفة بأناقتها وبالطبع زادت وسائل التواصل من اهتمامها بشكل أكبر. كل سيدة تعرف أسلوبها وما يليق بها لكن لا بد لها من تأكيد خياراتها مع اختصاصيين وخبراء.

ــ هل تلمسين فرقا كبيرا بين الذوق العربي والذوق الغربي ام ان سيل الصور بات واحدا للجميع اليوم ما وحّد الذوق نوعا ما؟

- هناك فرق في الميل والاذواق، فضلا عن ان مورفولوجيا المرأة العربية تختلف عن المرأة الغربية والأمر نفسه بالنسبة الى الألوان والقصات. صحيح أننا نتأثر بالغرب، لكن لا يمكن اغفال جمال المرأة العربية وما يميزها ويليق بها.

ــ تابعنا احتفال <الأوسكار> منذ فترة وقد لونته باقة من المصممين اللبنانيين المبدعين. اي فستان لفتك من بينها؟

- المخرجة والممثلة نادين لبكي ظهرت في <لوك> جميل طبعا، ومن بين النجمات الأجنبيات لفتتني النجمة <شارليز ثيرون> التي لبست من تصميم <ديور> وكان مميّزا تناسق اللون الذي اختارته مع قصة شعرها ولونه، علما أنه في مناسبات

مماثلة لا تجازف النجمات عادة ويجنحن صوب الكلاسيكي، وأنا أحب <لوك شارليز> بالإجمال.

ــ نادين كانت موفقة لكنها اختارت ان تبقى في منطقة الامان من دون اية مخاطرة، صحيح؟

 - بالطبع لن ترتدي ما لا يليق بشخصيتها. بقيت في المنطقة الآمنة بما يتناسب مع طبعها وهي رصينة في اطلالتها كما في كاراكتيرها. أحب أسلوبها في الحياة اليومية بالاجمال، وفستانها لفت نظري. وفضلا عن ذلك، فقد البس المصممون اللبنانيون العديد من النجمات في سهرة <فاينيتي فير> التي تترافق و<الأوسكار> عادة.

سياسة!

ــ ماذا عن زوجات السياسيين بعدما انضممت اليهن باقترانك بالنائب الياس حنكش؟ هل يتعاطين بأمور الموضة ايضا فيستشرنك في مجالها؟

- لا يمكنني الحديث عن صداقات تجمعني بهن، انما لقاءات في المناسبات المختلفة.

ــ ما هي علاقتك بالسياسة بشكل عام؟

- أنا بعيدة عنها جدا، وأعرفها من خلال زوجي الياس وقد غدوت مطلعة عليها بفضله. هناك أمور لم أكن انتبه لها، واليوم تهمني بقدر ما يهمني ان يكون مستقبل اولادي مؤمنا ومزدهرا.

ــ كيف تعرفت بسعادة النائب؟

- من خلال صديق مشترك في الجامعة. أعرف الياس منذ 19 سنة.

ــ عشتم فترة في اليابان؟

- تزوجنا وعشنا فيها. سبقني اليها وانا عشت فيها حوالى السنة.

ــ ماذا عن <التجربة اليابانية> وما الذي تعلمته من تلك البلاد البعيدة والمتطورة؟

- النظام أولا. الشعب الياباني يتعامل باحترام مع الغير وهو مجتهد.كما انه يهتم ببلده، بنظافته، لا يخرق القانون ولو من دون رقيب عليه، ويحيا وفق قيم عديدة ابرزها الاحترام. يقدرون كبار السنّ والنساء الحوامل بشكل خاص، نظيفون على أنفسهم وعلى بلدهم <مهفهفين>.

 ــ هم صناعيون مرموقون، ورواد في التكنولوجيا، ماذا عن الفنون لديهم؟

ــ الفن لديهم متقدم، يمكن اعتبارهم رواداً و«افان غارديست>، حتى أنهم يسبقوننا في مجال الموضة لسنوات، والكثير من التصاميم تنطلق من عندهم ومن ثم تنتشر في العالم كله. في التكنولوجيا أيضاً هم مميزون، وسرّهم ان الشعب الياباني يتفانى في عمله ولا يتركه الا بعد انجازه على أكمل وجه، وهم اوفياء للمكان الذي يعملون فيه فتجدينهم لا يتنقلون كثيرا من شركة الى اخرى ومن عمل الى آخر.

 ــ أي مشروع، وفي اي مجال تنقلين عن اليابانيين مشروعا لتطبيقه في لبنان؟

 ــ مشروع حل للنفايات اولا، ومن بعده زحمة السير.

ــ تحدثت عن موضتهم في الأزياء. هل تناسب اذواقنا نحن ايضا؟

ــ هم يستوحون من محيطهم وتقاليدهم طبعا، وأحب وفاءهم لعملهم ومجتمعهم ما لا أراه كثيرا من حول العالم...

 

أحبي نفسك...!

 ــ لو عدت إلى التقديم، أي برنامج وأي مجال تختارين؟

- اقدم برنامجا في مجال الموضة طبعاً. <ميك أوفر> أغير فيه <اللوك> للسيدة... كنت أقدم برنامجاً مماثلاً على شاشة <أم تي في>. أقدمه بشكل أوسع وأغوص في التفاصيل أكثر.

ــ ما هي كلمتك للمرأة اللبنانية اليوم؟

- للمرأة بالإجمال، أقول لها أحبي نفسك حتى تحبي غيرك، وغيرك يحبك. وأدعوها ان لا تهمل مظهرها، فالناس من حولها هم المرآة التي ترى نفسها فيها.

ــ عرفت حملة <تويلف دايز فور كرستماس> التي اطلقتها مع عيد الميلاد المجيد صدى طيبا وكان الجانب الإنساني فيها لافتا. لنذكر بها، والخيط الذي ربط عملك الاعلاني بها؟

- أنا عضو في جمعية <بسمة> منذ حوالى 15 عاما. كجمعية، نساعد العائلات المحتاجة، المتعبة والمعقدة المشاكل، والتي تنتج مشاكل صحية ونفسية، فنساعد أفراد هذه العائلة مع اختصاصيين على بناء قدراتهم والايمان بالجانب الايجابي من الحياة، كما نساعد احيانا على تدريب الأب لإيجاد عمل يعيله اي اننا نساعد العائلة لتصبح مستقلة معنوياً ومادياً. وقد وصلنا الى نتائج ايجابية في الكثير من الأحيان لا بل الى قصص نجاحات، فمن بين اعضاء هذه العائلات من افتتحوا مطاعم خاصة بهم، ومنهم من عملوا في دور أزياء كبيرة، وقد استحق الكثيرون من الشباب والصبايا وظائف محترمة.

وتضيف ريتا:

- أما فكرة <تويلف دايز>، فقد انطلقت بعد ان كنت اردّد واولادي اغاني الميلاد المعروفة وسألتني ابنتي عن معنى <تويلف دايز فور كريستماس> فشرحت لها معناها الديني وفكرة ان نساعد او نهدي محتاجا، وبما أنني اعمل على <انستغرام> ولدي تعاون مع مجموعة من الماركات المعروفة أردت الاستفادة من هذا الباب وابراز انني استفيد منه لكنني افيد غيري أيضا، فجعلت من <انستغرام> منصة احصل عبرها على هدايا للمتابعين والاعلانات للماركات الـ12 التي تعاونت معها عادت بمبالغ معينة، فجهزنا بالمال الذي جمعناه بيتا لعائلة محتاجة على العيد، واشترينا أثاثا لعائلة محتاجة فرحت به وكانت مؤلفة من ام وولديها، صبي وبنت، ينامون جميعهم على الأرض.

ــ كثيرا من نسمع اعتراضا من جمعيات نسائية حول <تسليع> المرأة واستخدامها في الاعلانات حتى ان بعضها وصل للمطالبة بالغاء مسابقات الجمال. هل الانتقاد هذا في محله برأيك؟

- لا ليس في محله وبشكل خاص اليوم. في مرحلة سابقة كانت المرأة <موديل> لا تنبس بشفة هنا يمكن ان اتفهم، وهذا موضوع آخر. الترويج للماركات كان يتم عبر الطريقة الإعلانية والإعلامية التقليدية، بشكل خاص في التلفزيون. انعكس الحال الآن مع وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاته وقد أعطت هذه للمرأة كما للجميع، مجالاً لتتكلم وتناقش وتبرز مهارتها. باتت لها فرصة التواصل ليس في شؤون الموضة فقط إنما في مختلف المجالات. خذوا مثلا جانب الفنون كالنحت او الرسم، كان الفنان او الفنانة مهما بلغت براعته يجد صعوبة في الوصول الى عرض اعماله للجمهور العريض بينما جعلت منصات التواصل الأمر ممكنا بشكل سريع.

وتضيف ريتا:

- اذا أنعم الله على المرأة بشكل جميل وبإمكانها ايصال رسالة معينة، ما الضير في ذلك؟ بالعكس جعلت منصات التواصل الامور أكثر عمقا اذ يمكن للمرأة وفي معرض ترويجها لماركة معينة ان تتكلم وتبرز شخصيتها فيعدو الأمر كونه إبرازا للمظهر الحسن. لا يخلو الأمر من بعض السطحية والسذاجة في التعاطي من قبل البعض، لكن، وفي المحصّلة تقدم كل سيدة نفسها، ومن لا يستسيغ المادة المعروضة يمكنه ان يوقف <الفولو> بكبسة زر، فكل متابع يلحق بسلم القيم الذي رسمه لنفسه في النهاية.

ــ برأيك هل من عمر محدد للسيدة الـ<انفلوانسر> التي تعمل في المجال على <انستغرام>، وكيف تتعاطين مع المنافسة التي باتت واسعة في هذا المجال؟

- لا اعتقد ان هناك عمرا محددا، الا انني الفت الى ان لكل عمر ما يناسب ان يظهر به ويروج له. أسير وفق نمط الحياة الذي اعيشه والذي اعكسه عبر صفحتي. في ما خص المنافسة فانني أسعى الى التميز بما اقدمه وانتقاء العلامات التجارية والمنتوجات التي تشبهني فاكون صادقة مع الناس وهم يلمسون ذلك. وانا لا اقوم بالاعلانات بشكل عشوائي ولا اروج ابدا لما لست مقتنعة به.

ــ كيف تطورين المدونة الخاصة بك؟

- من خلال المضمون الذي أعمل عليه بجهد والذي يشمل مختلف المجالات.

ــ مَن تعتبرينها ايقونة للموضة اليوم؟

- لا <ايدول> أو مثال معينا. انا لا الحق بموضة رائجة انما اتبع الـ<مود> الخاص بي. هناك من هن مميزات لكن لا يمكنني اعتبارهن ايقونات.

ــ مَن مثلا؟

- <ميروسلافا دوما> مثلا التي لم تكتف بإبراز جمالها وأسلوبها فقط انما بنت امبراطورية <Bureau 24/7> من وراء عملها، <اوليفيا باليرمو> كانت ايضا فعالة في حياتها من خلال الموضة.

ــ أخيرا اين انت من التمثيل، هل دق ابوابك؟

- عرض علي الكثير خاصة بعد مرحلة <ميس ليبان> (وصيفة ثانية لملكة جمال لبنان للعام 2003) لكنني بعيدة عنه ولا اعتقد بأنني سأدخل عالمه الجميل.