مصر تحت حكم السيسي
حصل المشير عبد الفتاح السيسي في صندوقة الاقتراع للشعب المصري على أكثر مما كانت التوقعات: 96,91 بالمئة من الأصوات مقابل 3,09 من الأصوات لمنافسه حمدين صباحي. وكان نزول صباحي الى ساحة المعركة الرئاسية رافداً للديموقراطية في مصر، وهو لذلك، برغم طعنه في بعض الاجراءات الانتخابية، جزء من النصر الانتخابي الساحق الذي حققه المشير السيسي.
ومما قاله الرئيس السيسي بعد اعلان فوزه الساحق انه يثمّن موقف منافسه الخاسر حمدين صباحي لأنه وفر فرصة جادة للمنافسة، وبعدما شكر الرئيس السيسي ملايين المصريين على ثقتهم، قال لهم: <أتطلع أن أكون أهلاً لثقتكم الغالية، وانه حان وقت العمل الذي تنتقل به مصرنا العزيزة الى غد مشرق يعود بها الى الاستقرار. ان المستقبل صفحة بيضاء، في أيدينا أن نملأها بما شئنا عيشاً وحرية وعدالة وكرامة اجتماعية>.
وكان لافتاً ذلك الاتصال التليفوني الذي أجراه المرشح الخاسر حمدين صباحي بالرئيس السيسي متمنياً له التوفيق والسداد خلال الفترة المقبلة، داعياً الله القدير أن يوفقه لما فيه الخير لمصر وشعبها.
وقال المستشار أنور العاصي رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية إن اجمالي المشاركين في الداخل والخارج بلغ 25 مليوناً و578 ألفاً و223 ناخباً وناخبة بحضور نسبته 47,45 بالمئة تقريباً، ويبلغ عدد الناخبين المقيدين في قاعدة بيانات الناخبين ما يناهز 54 مليون ناخب مصري.
وبعد اعلان المستشار عاصي للنتائج الانتخابية سادت قاعة المؤتمر الصحفي فرحة عارمة وردد المشاركون <سيسي سيسي> و<تحيا مصر> في حين تولى آخرون اطلاق الزغاريد تعبيراً عن فرحتهم، كما رددوا أغنية <بشرة خير> للفنان حسين الجسمي، وأغنية <تسلم الأيادي>.
ويتولى المشير السيسي منصب الرئاسة خلفاً للمستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، وربما عهد إليه الرئيس السيسي رئاسة الحكومة، أو اختاره ككبير المستشارين. وهو ــ أي السيسي ــ يصبح خامس رئيس جمهورية لمصر بعد جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي، والاثنان الأخيران موجودان وراء قضبان السجن.
برقيات الملوك والأمراء
وبعد اعلان فوز المشير السيسي بالرئاسة رسمياً، توالت برقيات التهنئة وكانت البرقية الأولى من رئيس دولة الامارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وقال فيها: <نهنئكم على الثقة الغالية التي منحكم إياها الشعب المصري الشقيق في مواجهة التحديات التي يمر بها وتحقيق تطلعاته وطموحاته في الاستقرار، والتنمية والتقدم والازدهار والعزة والكرامة>، مؤكداً حرص دولة الإمارات على المضي قدماً في كل ما من شأنه تمتين الصلات الوثيقة وتعزيز التعاون الصادق القائم بين البلدين ودفعها الى آفاق أرحب وأوسع بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويسهم في الوقت نفسه في خدمة المصالح القومية العليا للأمة العربية ويصون مستقبلها.
وكذلك تلقى الرئيس السيسي برقيات من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والعاهل المغربي الملك محمد السادس الذي قال في برقية التهنئة: <أغتنم هذه المناسبة التاريخية لأشيد بالثقة التي حظيتم بها من لدن الشعب المصري الشقيق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه الحديث لقيادته الى تحقيق ما يصبو إليه من ترسيخ لروح الوئام والطمأنينة وتقدم وازدهار في ظل الأمن والاستقرار>.
برقية الملك السعودي
لكن البرقية الملفتة كانت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الموجود في الدار البيضاء، إذ دعا الى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وحذر العاهل السعودي كل من يتخاذل عن تلبية هذا الواجب، وهو قادر ومقتدر، <فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات>.
وناشد العاهل السعودي في برقيته <كل الأشقاء والأصدقاء الابتعاد والنأي بأنفسهم عن شؤون مصر الداخلية بأي شكل من الأشكال <معتبراً> ان المساس بمصر يعد مساساً بالاسلام والعروبة وهو في الوقت نفسه مساس بالمملكة العربية السعودية، و<هو مبدأ لا نقبل المساومة عليه أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان>.
وحرص الملك عبد الله بن عبد العزيز كذلك على إسداء النصيحة للرئيس السيسي قائلاً: <ليكن صدرك رحباً فسيحاً لتقبل الرأي الآخر مهما كان توجهه، وفق حوار وطني مع كل فئة لم تلوث يدها بسفك دماء الأبرياء وترهيب الآمنين>.
وأضاف خادم الحرمين قائلاً:
<إن الحوار متى ما التقى على هدف واحد نبيل، وحسنت فيه النيات، فإن النفس لا تأنف منه ولا تكبر عليه>، ووصف الأحداث التي طالت جمهورية مصر العربية وشعبها في الفترة الماضية، وما خلفته من فوضى بأنها <فوضى الضياع والمصير الغامض الذي استهدف ويستهدف مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها>، ووصف فوز السيسي بأنه يوم تاريخي ومرحلة جديدة من مسيرة مصر الاسلام والعروبة.