تفاصيل الخبر

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز: جرائم الارهاب جاوزت حدود عالمنا الاسلامي متمترساً براية الاسلام زوراً وبهتاناً

27/02/2015
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز: جرائم الارهاب جاوزت حدود عالمنا الاسلامي متمترساً براية الاسلام زوراً وبهتاناً

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز: جرائم الارهاب جاوزت حدود عالمنا الاسلامي متمترساً براية الاسلام زوراً وبهتاناً

خالد-الفيصل

باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ألقى أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل كلمة الافتتاح للمؤتمر العالمي لمحاربة الارهاب من مكة المكرمة، بحضور نخبة من العلماء المسلمين بينهم مفتي المملكة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الاسلامي، وشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وأمين عام الرابطة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، وكان المؤتمر العالمي بعنوان <الاسلام ومحاربة الارهاب>.

   ومما جاء في كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز:

   ــ إن بلاده لم تدخر جهداً في مكافحة الارهاب فكراً وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة. وعلى الصعيد الداخلي <تصدت أجهزتنا الأمنية للارهابيين بلا هوادة، ولم يتوان رجالها البواسل عن ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم في مهدها، وبذلوا أرواحهم في سبيل ذلك، وكذلك تشارك قواتنا الجوية في التحالف الدولي لمواجهة الارهاب.

   ــ أن تغول الارهاب المتأسلم بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم <أمر جلل يهدد أمتنا الاسلامية والعالم أجمع بعظيم الخطر، بعدما تجاوزت جرائمه حدود عالمنا الاسلامي متمترساً براية الاسلام زوراً وبهتاناً، والاسلام منه براء>.

  

مليار ونصف المليار

 

   وتابع المليك السعودي في خطابه بلسان الأمير خالد الفيصل:

   ــ إن الخطر عظيم من هؤلاء الارهابيين الذين وصفهم المليك السعودي بالضالين المضلين، وقد أعطوا الفرصة للمغرضين المتربصين بالاسلام حتى في الدوائر التي شجعت هذا الارهاب أو أغمضت عنه عينها، لكي يطعنوا في ديننا الكريم الحنيف ويتهموا أتباعه الذين يربو عددهم عن المليار ونصف المليار مسلم بجرم هذا الفصيل السفيه الذي لا يمثل الاسلام من قريب أو بعيد..

   ــ إن الارهابيين سوغت جرائمهم المنكرة تجريد الحملات العدائية ضد الأمة ودينها وخيرة رجالها، وترويج صورة الارهاب البشعة في أذهان الكثيرين من غير المسلمين، على أنها طابع الاسلام وأمته وتوظيفها لشحن الرأي العام العالمي بكراهية المسلمين كافة <حتى كادت هذه العلاقات تهتز وتتراجع في إطار موجة من الضيق بالمسلمين والتحامل عليهم جراء هذه خالد-الفيصل-2الجرائم الارهابية>.

   ــ إن علماء المملكة بادروا بالرد الحاسم، على ما يبثه الارهابيون من مسوغات دينية باطلة يخدعون بها الناس، وبينوا تحذير الاسلام من العنف والتطرف والغلو في الدين وتحزيب الأمة والخروج على ولاة أمرها.

   ــ إن السعودية وضعت يدها في أيدي الأشقاء لمواجهة الظاهرة الارهابية أمنياً وفكرياً وقانونياً، وكانت هي الداعية الى إقامة مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية يدرأ الفتن ويجمع الأمة بكامل أطيافها على كلمة سواء.

   ــ ان السعودية عملت على مكافحة الارهاب مع المجتمع الدولي من خلال المؤتمرات والمحافل والهيئات الدولية، وكانت هي الداعية لإنشاء مركز الحوار بين اتباع الديانات والثقافات والمؤسسة والداعمة للمركز الدولي لمكافحة الارهاب بالتعاون مع الأمم المتحدة.

كلمة الأزهر

   وكان لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمة في افتتاح المؤتمر بدأها بالدعاء والرحمة للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، إذ قال: <أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع مغفرته ورحمته ورضوانه، وأن يتقبله مع الأنبياء والشهداء والصالحين>.

   وجدد شيخ الأزهر في كلمته التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتوليه مقاليد الحكم في البلاد، و<نسأل الله تعالى أن يوفقه لما فيه خير البلاد والعباد، ولما فيه مصلحة العرب والمسلمين، وأن يحقق على يديه وأيدي اخوانه قادة العرب والمسلمين وحدة هذه الأمة وإعلاء كلمة الاسلام وعز المسلمين ومجدهم>.

   وأوضح شيخ الأزهر ان المؤتمر في مكة المكرمة أتى في وقته الصحيح للتصدي لهذا البلاء الشديد الذي ابتليت به منطقتنا العربية، والمتمثل في جماعات العنف والارهاب الغريبة عن الاسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وتاريخاً وحضارة، والتي لا تمت الى هدي هذا الدين الحنيف بأدنى صلة أو سبب، بل نبذت هذه الجماعات حكم القرآن الكريم والسنة وراء ظهورها، واتخذت من الوحشية البربرية منهجاً ومذهباً واعتقاداً، ونزعت الرحمة من قلوبهم، فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وقد برئ الله منهم ورسوله وصالح المؤمنين. وانه لمن المؤلم أن هؤلاء قساة القلوب غلاظ الأكباد قد خرجوا عن السيطرة، حتى كدنا نعتاد أساليبهم المتوحشة وممارساتهم اللاانسانية في تنفيذ جرائمهم البشعة.

   وأشار شيخ الأزهر الى ان الأمة أفضت بها الأيام الى حاضر بئيس وخطب فادح وأمر جلل ارتكست معه الأمة العربية والاسلامية في حمأة الفوضى والاضطراب والتمزق والانفلات، وتشوهت صورة الاسلام في عبد-اللطيف-دريانعيون الناس في الشرق والغرب، بل أكاد أقول في عيون الناشئة من أبناء المسلمين أنفسهم.

 

مفتي لبنان والقضية الفلسطينية

   وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان قد ترأس الجلسة الأولى في المؤتمر العالمي عن الاسلام ومحاربة الارهاب، فقال: <لا ارهاب في لبنان بل هناك مجموعات تتسلل إليه لزجه في صراعات المنطقة ويواجهها الجيش والقوى الأمنية اللبنانية بكل بسالة وشجاعة للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره>.

   وأضاف سماحته: إن الارهاب يتجسد في العدو الاسرائيلي المغتصب لأرض فلسطين العربية، وعلينا أن لا ننسى القضية الفلسطينية التي هي القضية الأولى والمركزية في قضايانا العربية والاسلامية، كما علينا أن لا ننسى ارهاب العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وأهلنا في القدس الشريف الذين نحيي صمودهم ومقاومتهم بوجه الغطرسة الصهيونية.

   وأردف قائلاً: إن الارهاب هو وباء ينبغي استئصاله أو الحد من انتشاره في مجتمعاتنا العربية. فالمسلمون والمسيحيون هم ضحية هذه الأعمال العدوانية الاجرامية التي تنم عن مرض فكري يسيء الى الأديان التي تدعو الى المحبة والرحمة والعيش بسلام، وان الاسلام والعروبة لا يمثلان الارهاب الذي يتخذ عدة أشكال وأنواع باسم الدين والدين براء منهم. ومن يقوم بهذه الأعمال العدوانية من قتل وترويع وذبح وحرق للأبرياء لديه فكر خاطئ عن الدين، وتصور غير صحيح عن المفاهيم الاسلامية السمحة، وعلينا جميعاً مواجهة هذا الفكر بفكر صحيح، وبالحوار وبنشر الثقافة الدينية المبنية على أسس غير مغلوطة.