تفاصيل الخبر

كفى هذا الكم من... العطل!

26/04/2014
كفى هذا الكم من... العطل!

كفى هذا الكم من... العطل!

 

    في البداية لا بد من توجيه تحية الى وزير الداخلية نهاد المشنوق لأنه لم يتقيد بعطلة الجمعة العظيمة، ولا بعطلة سبت النور، مع احترامه للمناسبتين الكريمتين، وأصر على عقد اجتماع أمني تكرر على مدى أربعين ساعة لانقاذ المحاصرين في بلدة <الطفيل> اللبنانية المأسورة بالجغرافيا السورية وأسلحة المقاتلين المعارضين، واستعادتهم الى الوطن في ممر أمني آمن لا مكان فيه للسلاح والمسلحين، بل لحضور القوات الأمنية اللبنانية دون سواها!

   كان في وسع نهاد المشنوق أن يستأخر هذا الاجتماع الأمني لما بعد العطلة، عطلة الأربعة أيام، كما تقررت في بيان رئاسة الحكومة، ونقابة الصحافة، ولكن الواجب الوطني وحق اللبنانيين الموجودين تحت الحصار كانا فوق كل اعتبار.

   وبالواجب الوطني الصحفي خرقت جريدة <المستقبل> قرار نقابة الصحافة واكتفت بعطلة يومي الاثنين والثلاثاء، وصدرت السبت، غداة الجمعة العظيمة، ويوم الأحد، غداة سبت النور. فالأحداث التي تغلي كالمرجل، لا تحتمل عطلة الأربعة أيام، وهذه صحف المملكة السعودية لا تعطل صدورها أيام الأعياد الاسلامية المباركة، لأن حياة الأعياد تزدهي بإشراقة الفكر والخبر، ولا تزدهي بغيابهما.

   ولبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يحتضن هذا الكم من الأعياد، بحيث تتجاوز العطل فيه التسعين يوماً، أي ربع أيام السنة، وهذا كثير، ومذبحة للانتاج، وخصوصاً في دوائر الدولة التي يتذرع الموظفون فيها بالأعياد إذا حصل تقصير في انجاز المعاملات التي ينتظرها أصحابها على نار.

   وقد ناقشنا هذا الموضوع الحساس في اجتماعات نقابة الصحافة. وتبين لنا أن يوم العطلة ليس قراراً من نقابة الصحافة وحدها، بل هو قرار مشترك مع نقابة المحررين، ونقابة عمال المطابع، ونقابة باعة الصحف. وإذا رضيت نقابة الصحافة باجتزاء أيام العطلة، وزادت أيام الصدور، فمن يضمن موافقة نقابة المحررين التي تمثل طاقم الانتاج؟ ومن يضمن موفقة عمال المطابع، الجناح الآخر في الانتاج؟! ومن يضمن رضا باعة الصحف الذين يريدون التمتع بالعطلة مع عائلاتهم؟

   الموضوع في حاجة الى درس جدي من كل الأطراف. فلا يرضى صاحب المطبوعة، ومثله المحرر، وعامل المطبعة، وبائع الصحف، أن يغيب الوطن عن نور الإعلام المكتوب طوال هذا الكم من العطل، خصوصاً وأن الاعلام المرئي والمسموع مستمر في تقديم الواجب الإعلامي ولا يغيب. وهذا التمايز بين الإعلام المرئي والمسموع وبين الإعلام المكتوب، ليس في صالح الصحافة، بل هي مناسبة جديدة لنقول إن التلفزيون والإذاعة و<الانترنت> و<الفايسبوك> و<التويتر> مسؤولة جميعاً عن تراجع مبيعات المطبوعات، بعدما تعود القارئ أن يلتقط من الإعلام المرئي والإليكتروني الأخبار بدل المطبوعات!

   وعطلة الأربعة أيام تسيء الى عائلات المتوفين والمتوفيات. فهي تغيّب أصدقاءهم عن واجب العزاء لأن أيام الدفن والثاني والثالث تنقضي دون أن يتاح للمعزين أن يشاركوا في العزاء.

   واختزال العطل السنوية بالقدر المتاح يتيح للوطن أن يتنفس أكثر عبر المطبوعات الصحفية يومية وأسبوعية!

   وإلا فيمكن اعتبار الوطن في.. عطلة!