تفاصيل الخبر

قداس كنيسة سيدة الدر في المختارة  يحيي مصالحة الجبل!

12/08/2016
قداس كنيسة سيدة الدر في  المختارة  يحيي مصالحة الجبل!

قداس كنيسة سيدة الدر في المختارة  يحيي مصالحة الجبل!

 

SAM_4151 عندما يهل يوم السادس من آب/ أغسطس عام 2020 يكون عمر كنيسة السيدة في بلدة المختارة قد بلغ مئتي سنة، وتكون دولة لبنان الكبير في الطريق الى الاحتفال بالعيد المئوي لتأسيسها على يد البطريرك الياس الحويك ورئيس وزراء فرنسا <جورج كليمنصو>. ويوم السبت الماضي السادس من آب/ أغسطس كان هناك بطريرك آخر من الرجال التاريخيين هو الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يفتتح في المختارة كنيسة سيدة الدر المرممة بعد حوادث حرب الجبل، بالتعاون مع زعيم المختارة وليد جنبلاط.

وكما ضم احتفال اعلان دولة لبنان الكبير شخصيات تاريخية مثل اميل إده والمفتي الشيخ مصطفى نجا، والشيخ محمد الجسر قاضي قضاة بيروت في ذلك الحين، كذلك ضم الاحتفال لمناسبة مرور 15 عاماً على مصالحة الجبل والاحتفال بترميم كنيسة المختارة، الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان ووليد جنبلاط والأمير طلال أرسلان، وقائد الجيش العماد جان قهوجي والنائب جورج عدوان ممثلاً الدكتور سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية ومدير عام الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وراعي الأبرشية المارونية في بيروت المطران بولس مطر ومتروبوليت الروم الأرثوذكس في بيروت المطران الياس عودة، والوزير جبران باسيل ممثلاً العماد ميشال عون والوزير ميشال فرعون، والوزير  أكرم شهيب وسمير فرنجية، والوزير السابق فريد هيكل الخازن، وتيمور جنبلاط، ونائب التيار الوطني الحر فريد الياس الخازن، وممثل حزب الله النائب علي فياض الذي جلس الى يمين قائد الجيش.

 

 عروبة المعوشي

وفي القداس استذكر بعض الحضور من المخضرمين البطريرك مار بولس المعوشي الذي فرض اللغة العربية على القداس بعدما كان يقام باللغة اللاتينية، دلالة على عروبة سادة بكركي. وقد ارتفعت على باب الكنيسة باسم الأهالي لافتة حملت عبارة <قرارنا أن نعيش معاً>، إشارة الى العيش الوطني المشترك في منطقة المختارة بين الكاثوليك الممثلين بالنائب نعمة طعمة، والدروز الممثلين بالزعيم وليد جنبلاط والموارنة الممثلين في احتفال المختارة بالنائب جورج عدوان ورئيس حزب الوطنيين SAM_4152 الأحرار المهندس دوري شمعون.

وكان الشيخ بشير جنبلاط أول من بنى كنيسة السيدة في المختارة عام 1820 كهدية الى الكاثوليك والموارنة حتى يقيموا الصلاة في رحابها، وهذه واقعة تاريخية مهمة كانت من دعامات المصالحة بعد حرب الجبل.

وكان لافتاً غياب القيادات السنية عن هذا الاحتفــــــــــــــــــــــــــال التاريخي والذبيحة المقدســـــــــــــــــــــــــــــــــة التي أقامها البطريرك الراعي، مثل الرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري (تمثل بالدكتور داوود الصايغ) والرئيس نجيب ميقاتي الممثل بالوزيــــــــــــــــــــــــــــــــر السابق وليد الداعوق، فيما حضر النائب علي فياض باسم حزب الله والشيعة. أما الغائب الحاضر فكان البطريــــــــــــــــــــــــــــــــرك السابق مار نصر الله بطرس صفير راعي مصالحة الجبل مع وليد جنبلاط.

 

في وجه الشغور الرئاسي

 

ولم يغب عن خطبة القداس للبطريرك الراعي وقوع الشغور الرئاسي الذي كان ولا يزال مفتاح <الصول> في خطب وأحاديث سيد بكركي، من أبرز ما قاله في هذه المناسبة وهو يركز على القرار اللبناني الداخلي وطاولة الحوار:

<عبثاً نحاول التسلق الى الدولة من مكان آخر. وما الجدوى من طرح جميع المواضيع قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو وحده الكفيل بطرحها والنظر فيها كلها، عبر برلمان هو المكان المخول طبيعياً وبسلطة للتشاور والتداول والتصويت واتخاذ SAM_4155القرار>.

ثم يتابع قائلاً: <وبأي حق يعطل انتخاب الرئيس، لهذا أو ذاك من الاعتبارات، ويتعطل معه المجلس النيابي وتتعثر الحكومة وتدب الفوضى في المؤسسات العامة وتتوقف التعيينات، وتستسهل عادة التمديد، مع حرمان العديد من المستحقين، وينطبق خناق الفقر والحرمان على المواطنين وتشل الحركة الاقتصادية وتتناقص فرص العمل ونخسر سنوياً بالهجرة المئات من قوانا الحية>.

والشغور الرئاسي لم يغب كذلك عن كلمة الزعيم وليد جنبلاط وهو يدشن الحالة الجديدة لكنيسة الدر.

<نتمنى أن تدر علينا الأيام المقبلة رئيساً للجمهورية كي نحفظ جميعاً لبنان من الرياح العاتية، وحلولاً لمشاكلنا المعقدة، فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها وتعود عجلة الدولة الى الدوران بانتظام>.

وكان لافتاً كلام نائب دير القمر ورئيس حزب الوطنيين الاحرار المهندس دوري شمعون وهو يربط تحسين مستوى أبناء الجبل لا بالمصالحة الوطنية وحدهـــــــــــــــــــا، بل كذلك بمشاريع الإنماء التي تحتاجها كل قرية عاد إليها المهجـــــــــــــــــــــرون بعد خمس عشرة سنة من حرب التهجير.

ويمكن اعتبار عودة المهجرين الى قرى الجبل بعد تدشين وترميم كنيسة الدر مدخلاً الى المصالحة الوطنية الشاملة التي دعا إليها الكاردينال الراعي مركزاً على المصالحة بين فريق 14 آذار وفريق 8 آذار، وتحرير البلد من انقسام الفريقين، وهو الانقسام الذي يعطل انتخاب رئيس الجمهورية منذ أكثر من سنتين.

SAM_4440SAM_4626SAM_4284SAM_4253