تفاصيل الخبر

قاصرات سوريات في قفص الدعارة!

19/02/2016
قاصرات سوريات  في قفص الدعارة!

قاصرات سوريات في قفص الدعارة!

 

بقلم علي الحسيني

الطفلة-اللاجئة-منال-تسأل-اين-حياتها  

تم تحويل جسد المرأة السورية بسبب الحرب في سوريا إلى سلعة رخيصة وإلى حقل تجارب واغتصاب لحرية وكرامة النساء السوريات، ففي سوريا تُغتصب النساء مرغمات، وفي لبنان يُغتصبن بإرادتهن بسبب ضريبة النزوح واللجوء وعوزهن الى الامن والامان والى المال، وأيضاً الى تأمين حياة كريمة لاولادهن بالدرجة الاولى ولعائلاتهن.

تكثر الاحاديث في الآونة الاخيرة عن خيم وبيوت للدعارة بطلاتها نازحات سوريّات يقمن في مناطق مختلفة من لبنان ويمارسن المهنة لقاء حصولهن على أجور زهيدة قد لا تكفي في بعض الاحيان لشراء مجمع حليب للأطفال، لكن المستغرب في الأمر هو ان بعض هؤلاء الفتيات هن من الاطفال اللواتي لم تتجاوز الواحدة منهن ثلاث عشرة سنة، معظمهن يُجبرن على ممارسة الدعارة من قبل ذويهن أو حتّى أزواجهن. ويُعتبر الإتجار الجنسي أسوأ اشكال الاضطهاد الإنساني. وتُعرّف الدعارة او ما يُسمى <البغاء> ببيع خدمات جنسية مقابل المال أي ممارسة الجنس قسراً او طواعية لقاء تعويض مادي، وهي تخص الفتيات غالبا، لكن لا يسلم منها الفتية أيضاً. ويرتبط الأمر بالفقر والجهل ما يفسر انتشارها في البيئات الفقيرة وفي الاوساط التي لم تنل قسطاً من التعليم. كما يُعدّ إجبار الفتيات الصغيرات على الزواج الشكلي لأسباب اقتصادية شكلا من اشكال الدعارة، فهن مرغوبات اكثر وأسهل استغلالاً وأقل قدرة على المطالبة بحقوقهن.

  

دعارة تحت ستار الشرف

الإتجار بالبشر او ما يُعرف بالدعارة له طرق غير مباشرة كالزواج المؤقت او القسري، اذ تجبر الظروف القاهرة بعض الأسر السورية المشردة على تزويج بناتها الصغيرات، وان كان الزواج اشبه بعملية بيع وشراء بين الرجل والاهل الذين يعتقدون بأن ذلك يقيهن شر الدعارة ويستر شرف بناتهن، خصوصاً في ظل الواقع الاجتماعي الجديد الذي بدأ يبرز على الساحة اللبنانية منذ فترة غير بعيدة حيث كان اللافت هو الانفلات الاخلاقي غير المسبوق والذي بلغ ذروته بإنشاء بيوت دعارة، بطلاتها سوريّات وقوادها لبنانيون وسوريون كنتيجة للفقر، وفي ظل عدم توافر فرص العمل، وبهذا يضيع مستقبل كثيرات من السوريات في ظروف منفلتة لا يستطيع أحد التحكم بها مخلفة اخطاراً وآثاراً سلبية على المجتمعين السوري واللبناني على حد سواء قد تستمر عقوداً من الزمن.

  

التزويج ضرورة قبل فقدان السيطرة عليهن

خيم-الاجئين-تضج-بالقاصرات-وتغلي-بالدعارة

داخل احد مخيمات النازحين في البقاع كان لا بد من تسليط الضوء بشكل أكبر على الواقع المستجد، بعد الشكاوى المتزايدة التي طفت على سطح الواقع الإجتماعي في لبنان حول وجود شبكات دعارة مؤلفة من سوريّات داخل عدد من البيوت والخيم. ندخل إلى مخيّم أقامته الدولة اللبنانية منذ فترة قصيرة عند مشارف البقاع الغربي لنسأل عن الشخص المسؤول عن كل هذا المخيّم، <اليوم في عرس والشيخ مشغول، إذا في شي ضروري بناديلك ياه>. لحظات ويقف الشيخ أمامنا ويصرّ على حضورنا العرس قبل التلفظ بأي سؤال. العروسان لم يحضرا بعد، يقول لنا الشيخ <راحوا يتنضفوا وبعد شي ساعتين بيجوا>. نسأل عن عمر العروس فيُجيب أحدهم عمرها 12 سنة، وهو أمر اعتبره الشيخ قلّة تهذيب من الصبي بأن يُجيب على سؤالنا قبل ان يسمح له بذلك، فطلب منه مغادرة المكان على الفور.

ونسأل الشيخ عن سبب تزويج الفتيات القاصرات فيقول: <يا ابني الزواج سترة، وديننا أمرنا بتزويج البنات قبل الشباب، خصوصاً وأننا اليوم في وضع صعب حيث لم نعد نستطيع السيطرة على بناتنا في ظل الفقر الذي نعيشه، وإذا كان الشاب <آدمياً> و<ابن حلال> فلمَ نرفض تزويجه من بناتنا؟ واليوم يا ابني كثر الفحش بين النازحين، وكما ترى، البنات أعدادهن قليلة هنا، فكلهن موجدات خارج المخيم إما بسبب العمل وإما بسبب أمور أخرى والعياذ بالله، ولذلك نفضل تزويجهن في هذه الاعمار، وأحياناً كثيرة يكون العريس لبنانياً ومن منطقة لا نعرفها فنقوم بتزويجه من عندنا، وأحياناً تسير الأمور على ما يرام، وأحياناً تعود العروس لبيت أهلها بعد فترة>.

 

قاصرات يمتهنّ الدعارة

الانتقال الى مخيم آخر في البقاع يجمع الحديث نفسه. فتيات يتعرضن لتحرشات جنسية على يد لبنانيين وسوريين، وأخريات يتمّ اغتصابهن، وبعضهن يمارسن الدعارة بملء ارادتهن والسبب دائماً موجود، العوز والفقر. يُشير لنا محمد بيده اليمنى وهو رجل مقعد وكأنه يريد ان يُخبرنا بأمور كثيرة تحصل في هذا المخيم. <بدك تعرف شو عم بصير هون؟> يسألنا محمد، <نعم. هون كل الخيم بيصير فيها دعارة وفتيات قاصرات بعمر العشر سنوات وأكثر بقليل، هون ما في دولة وما في أكل، هون الدولة هو الدولار... يللي عندو بنات بعيش بلبنان أحسن عيشي ويللي عندو صبيان بموت من الجوع، بس بدك يكون الواحد بلا شرف وأنا ما فيني كون بلا شرف، رغم ان عندي تسع بنات ومن يومين زوجت الكبيرة لابن عمها هون بلبنان وهو عايش في بيروت>.

<س:> أعمل في تنظيف البيوت و..

سناء-تروي-قصتها

هي فتاة جريئة وكأنها اكتسبت خلال فترة وجودها القصيرة في لبنان عمراً آخر، تقول <س> وبكل جرأة أو ربما وقاحة <أنا أعمل خادمة في منزل لأحد الأغنياء من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الخامسة مساءً مقابل عشرة الاف ليرة لبنانية وأحياناً يعطونني طعاماً لعائلتي>. نسألها إذا كان صاحب البيت يعاملها بشكل جيد؟ تجيب: <هني كتير مناح بس في ابنهن كان يترازل بس بعدين قلي انو بحبني وصار في علاقة بيناتنا>. هل أخبرت والدك بالأمر؟ أجابت: <نعم ما قال شي بس بدو ياني انتبه على حالي>. هل أخبرت أهله؟ ردت قائلة: <لا أنا هيدي مو أول مرّة بيصير معي هيك لأني مطلقة من ابن عمي كان يكبرني بعشرين سنة>.

لم تنتهِ قصة <س> عند هذا الحد بل استفاضت بكلامها لتكشف من خلاله ما يجري في بعض الخيم والبيوت إن بعلم الأهالي أو من دونه، فتؤكد أن جارتهم في الخيمة المجاورة وتدعى <ث> تدير شبكة للدعارة بين مجموعة خيم، وأكثر زبائنها لبنانيون من خارج المنطقة، وأنها عملت معها لفترة شهرين او اكثر بقليل قبل أن تتركها بسبب عدم إعطائها حقها المادي، وتروي <س> يوم قرّرت التوجه إلى اقرب نقطة أمنية للإبلاغ عما يجري داخل الخيم، فما كان من أحد العناصر الا ان بدأ بالتحرش بها وعندما صدته طلب منها مغادرة النقطة مهدّداً إياها بوضعها في السجن.

يتمتعون بنا ثم يتركوننا

تمتلك شخصية قوية، علمتها الحياة ثقافة المواجهة، تشترط <ن> عدم تصويرها: <أبعد الكاميرا عني>. لماذا تمارسين هذا النوع من العمل علماً انك فتاة جميلة وبإمكانك أن تمتهني عملاً آخر؟ <أرشدني أين هو العمل الذي تتكلم عنه؟ علماً انني جرّبت اكثر من مرة أن اعمل ضمن وظيفة محترمة لكن لا يوجد رب عمل محترم وتحديداً هنا في هذه المنطقة، وأنا لا أسمح لأي شخص بأن يعيّرني أو يسخر مني. من لا يعجبه وضعي فليأت ويجرب العيش هنا في الخيم حيث الشرب والمأكل وبيت الخلاء في الغرفة ذاتها>. وتضيف: <تزوجت مرتين مُكرهة في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، الاولى من رجل لبناني والثانية من سوري. ماذا أفعل؟ الأول طلقني بعدما استمتع بي ودفع لي النصيب، والثاني قال لي: انت طالقة علماً ان زواجي منه لم يُسجل في الدوائر الرسمية ولم يعطني ورقة زواجنا التي كتبها أحد المشايخ>.

من المسؤول؟

تختلف وجهات النظر في تفسير القضية، فبعضهم يعتبرها مسؤولية الحكومة التي لجأت إلى أمرين: الإهمال الشديد والعنف الشديد حيث لم تترك للنازحين أي خيار آخر، فبعض الناس تعمد البيع والشراء بموضوع الدعارة لإظهار سلبيات الثورة السورية، وبأنها كرست الفوضى ودفعت البشر نحو التشرد والحرمان، بينما يحاول البعض الآخر إنكار المشكلة تماماً، معتقداً ان فضح الأمر المستور يسيء إلى المرأة السورية ويشجع تجار البشر أكثر على اقتناص الفرص والإيقاع بالفتيات المحتاجات، لدرجة أن المتاجرة الجنسية بالسوريات أضحت خبراً عابراً يتمّ التعاطي معه وكأنه شيء طبيعي لا يخص إلا الضحيّة نفسها.

تأثيرات تصل لحد الانتحار

 

قضية زواج القاصرات من اللاجئات السوريات فتحت ابواب النقاش في لبنان حول التأثيرات النفسية والجسدية على الفتاة القاصر، خصوصاً أن البعض منهن يصل الى حدّ الانتحار لعدم قدرتهن على تحمّلها. وتقول المعالجة النفسية ماري حلو: <إن القاصر تواجه الكثير من المشاكل أبرزها ما يرتبط بالجانب النفسي، فهي تُحرم من عاطفة والديها ومن عيش طفولتها، ما قد يؤدي إلى حدوث امراض نفسية كالهستيريا والاكتئاب والقلق. كما ان العلاقة الزوجية تكون مضطربة بـسبب عدم إدراك الطـفلة طبـيعة هذه العلاقة>. وتضيف: <ان الفتاة القاصر غالباً ما لا تتكيف مع واقعها الجديد وما يترتب عنه من مسؤوليات من ناحية الاهتمام بالزوج والاعتناء بالمنزل وإنجاب الأطفال، ما يمكن ان يؤدي إلى الانتحار او هروبها عبر ادمان الكحول او المخدّرات>.

وفي هذا السياق حذرت بعض الدراسات الطبية الحديثة من زواج القاصرات لأنه يؤدي الى مخاطر جسدية كبرى، ذلك ان جسد الفتاة لا يكون مستعداً للتجربة الزوجية ما يؤدي الى الكثير من الاضطرابات وتأخر الحمل والولادة المبكرة، وحتّى مواليد هذه الفئة من الزوجات يعانون من مشاكل صحية كاختناق الجنين في بطن الأم او ولادته مبكرا ًما يسبب له الكثير من المضاعفات، ولأن الطفل يولد في بيئة غير متجانسة ولا تكون والدته قادرة على تربيته بالشكل الصحيح يكون هو ايضاً مهدّداً بالإصابة باضطرابات نفسية كالفصام والاكتئاب.

شعار-رفضا-للخضوع

قواد سوري في عين المريسة

تقود المصادفة في موضوع البحث حول تفشي ظاهرة الدعارة بين عدد كبير من النازحات السوريات في لبنان، الى اسم قوّاد سوري معروف بـ<سامو>. ويقول لنا صاحب <كافيه> في منطقة عين المريسة <ان هذا الشخص يعمل على تجنيد فتيات سوريات قاصرات يلتقيهن على الطرقات ثم يعرض عليهن العمل لديه ويعدهم بمبالغ مالية كبيرة، وأحاديثه مع الفتيات تتم داخل بعض <الكافيات> في المنطقة حيث يعمد الى اغرائهن بنوعية الطعام الذي يقدّمه لهنّ>، والاخطر ان <سامو> يقوم بتزويج هؤلاء الفتيات الى أصحابه لكي يسهل عليه إخراجهن من السجن في حال أُلقي القبض عليهن اثناء ممارستهن الدعارة، لدرجة ان كل فرد من أصحابه توجد على ذمته اكثر من ثلاث او اربع فتيات، ولكي يضمن هذا الرجل سرية عمله يعمد الى الاحتفاظ بجوازات السفر الخاصة بالفتيات اللواتي يعملن لديه.

 

شبكات دعارة في قبضة

القوى الامنية

منذ فترة قريبة تمكن مكتب حماية الآداب - قسم المباحث الجنائية العامة في وحدة الشرطة القضائية في القوى الامن الداخلي من إلقاء القبض على شبكتين تسهلان الدعارة، وذلك بعد ورود معلومات تُفيد عن وجود اشخاص يقومون بإرتكاب جرائم إتجار بالأشخاص بهدف الاستغلال الجنسي والدعارة في منطقتي وادي الزينة وكفرعبيدا، يدير الشبكة الأولى كل من: (م.ع. مواليد 1992 - سوري) وزوجته اللبنانية (ت.ع. مواليد 1966)، بينما يُدير الثانية كل من (ف.ت. مواليد 1984) و(م.ت. مواليد 1985) سوريين و(م.غ. مواليد 1990) و(س.أ. مواليد 1967) وهي موقوفة في احد السجون بجرم سرقة. وقد تبين من خلال التحقيقات ان بين الموقوفات عدداً من الفتيات القاصرات كان يتمّ إجبارهن على ممارسة الدعارة تحت وطأة التهديد واستعمال العنف، وبعــــد نقلهــــــن مـــــــن سوريـــــــــا بالخداع او بطرق احتيالية كان يتمّ حجز اوراقهن الثبوتية كوسيلة ضغــــط كي لا يهــــــربن من مكان اقامتهن.

للدعارة الالكترونية

دور أيضاً

لا تكمن المشكلة في عدم قانونية عملية الدعارة الحاصلة عبر بيع وشراء الخدمات الجنسية لقاصرات، بل أيضاً في ابتزاز الزبائن عبر التهديد بفضحهم خصوصاً اذا ما كان الزبون قد مارس الجنس عبر <الويب كام>، اذ يتمّ تصويره وبعدها التهديد بفضحه، والأغرب ان عدداً كبيراً من هؤلاء الزبائن هم وجوه معروفة منهم فنانون وسياسيون لبنانيون يستدرجهم أصحاب المواقع كل بطريقة مختلفة ليبتزوهم لاحقاً. وكان مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية استطاع كشف هويات الذين يديرون هذه الشبكة الاحترافية، وتبين ان مواقعهم الجغرافية في منطقة الضاحية الجنوبية، كما استطاع المكتب تحديد هويات الأشخاص الذين يديرون هذه المواقع وهم ثلاثة: الأول يدعى (ع. ف.) وهو من أصحاب السوابق ومهمته التسويق. اما الثاني فيبدأ اسم عائلته بحرف (ص) والثالث يبدأ اسمه بحرف (خ) وهما ناشطان الى جانب عمليات الدعارة بعمليات احتيال على الانترنت، وجميع المطلوبين يتنقلون بين الجنوب والضاحية الجنوبية، وتدير هؤلاء شبكات أخرى تعمل داخل المنتجعات السياحية التي تمتدّ من بيروت وصولاً الى منطقة جبيل وجوارها.

 

هذه شروط الإتجار بالبشر

الجدير بالذكر ان جميع شروط الإتجار بالبشر كانت واردة في قانون العقوبات اللبناني، الا انه لم يكن هناك باب تحت اسم الإتجار، فجاء قانون الإتجار ليعطي تعريفاً واضحاً عن الإتجار بالاشخاص والذي اعتبره استغلالاً، اي اجتذاب شخص او نقله أو استقباله او احتجازه او إيجاد مأوى له بواسطة التهديد بالقوة او الإغراء بالمال، كما لاحق وعاقب كل شخص يستغل أي انسان آخر. وكانت وردت في القانون عقوبة الاستغلال بالقساوة والدعارة والبغاء والرق الا ان قانون العقوبات لم يجرّم الإتجار. فجاء قانون الإتجار ليسد ثغرة قانون العقوبات ويحمي ضحايا الإتجار. على سبيل المثال، الاجراءات التي اتخذها القانون لمنع استغلال الفنانات، كما منع القانون أن تبقى الفنانة الغربية في لبنان لأكثر من ستة أشهر، أو أن تتزوج من لبناني لكي لا يستغلها، وفي حال خرجت من لبنان فيجب أن تبقى سنة في الخارج قبل عودتها الى لبنان، وفي حال ادّعت يجب ملاحقة من استغلها للدعارة والبغاء وتقديم التعويض لها. والجدير ذكره ايضاً، انه لم يكن في القانون اللبناني ما يشير الى حماية الضحية عبر ملاحقة ومعاقبة المتاجر والحكم عليه بالتعويض.

رفضن-النظر-الى-الكاميراحماية الضحايا

كما حمى القانون ضحايا الإتجار، من خلال إعطاء وزير العدل صلاحية الاتفاق مع مؤسسات وجمعيات متخصصة لتقديم المساعدات للضحايا ورعايتهم وحمايتهم. وتقدّم وزارة الشؤون الاجتماعية المأوى للأيتام والعجزة والأطفال المشردين ولكن ذلك لا يحميهم من الإتجار. ومن المؤسسات الاجتماعية التي تعمل على حماية الأطفال من الإتجار، هناك مؤسسة الأب عفيف عسيران بيت العناية التي تعتني بالأولاد المشردين الذين يأتون من عائلات فقيرة او مفكّكة وتعلّمهم مهنة ليخرجوا من الجمعية الى سوق العمل، وبذلك تحميهم من التشرّد أو التعرّض للإتجار والاستغلال، ولدى المؤسسة ايضاً برنامج الأحداث للأطفال المخالفين للقانون.

بدأت بجهاد النكاح

وانتهت بالدعارة

في أواخر شهر ايلول/ سبتمبر الماضي اطلت الفتاة (ر.ق) على التلفزيون السوري وروت كيف انها كانت تستحم عندما دخل رجل تعدى الخمسين من العمر مرتدياً فقط ملابسه الداخلية وأمسكها بشعرها واخذها عنوة الى الغرفة، وعندما صرخت منادية والدها لم يحرّك هذا الاخير ساكناً، وتحدثت كيف ان والدها باع شرفها للثوار. ومن ثم أطلّّ عدد من الفتيات العربيات على شاشات التلفزة ليقرن بقدومهن الى سوريا تحت عنوان <جهاد النكاح> بهدف التخفيف من الكبت الجنسي بين الثوار. واليوم يُخشى ان تتحول ظاهرة هذا الجهاد الى عنوان جديد في لبنان تحت مُسمى <جهاد من أجل لقمة العيش>.