تفاصيل الخبر

كارين سلامة: الخبث في عالم التمثيل أكبر منه في الإعلام... ووحده النضج هو من يلجمه

17/02/2021
كارين سلامة: الخبث في عالم التمثيل أكبر منه في الإعلام... ووحده النضج هو من يلجمه

كارين سلامة: الخبث في عالم التمثيل أكبر منه في الإعلام... ووحده النضج هو من يلجمه

 

بقلم عبير انطون 

[caption id="attachment_85895" align="alignleft" width="195"] عرفت الإحباط ..وقاومت .[/caption]

 تجربتها الناجحة في الإعلام تحملها معها كارين سلامة الى التمثيل الذي دخلته بأدوات مختلفة، منها ما اكتسبته من عالم التقديم أمام الكاميرا لما يفوق العشرين عاماً، وأخرى تشرّبتها من دورات في التمثيل خضعت لها، ومنها ما علّمتها إياه التجارب وما أكثرها في بلد مثل لبنان، فانعكست نضجاً وطبيعية ترتكز عليهما في كل ما تقوم به.

 كنحلة نشيطة تتنقل كارين بين زهرات التمثيل والتقديم التلفزيوني ومنصة "صوت بيروت انترناشونال" حيث تقدم برنامجها "مع السلامة" الذي ينقل تفاعلات منصات التواصل الاجتماعي ويخضعها لمجهره، وهي تتطلع الى أخ له اليوم مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

 ماذا تقول كارين عن عالمي التقديم والتمثيل، وهي التي يتابعها الجمهور في شخصية الوصولية "المحكشون" في مسلسل "هند خانم" مع النجمة ورد الخال؟ كيف تعلق على مشاركتها في مسلسل "لا حكم عليه" وهو يتناول تجارة الاعضاء البشرية وكان لافتاً من حيث نسبة من تابعه وأثنى عليه؟ وبغير ذلك كله، كيف ترد، وهي التي طالتها، كما الكثير من الاعلاميين والاعلاميات الذين انضموا الى "صوت بيروت انترناشيونال" سهام الـ"تخوين" ورمي الحجر في البئر التي شربت منها، اي تلفزيون المستقبل، خاصة وأن اسم بهاء الحريري اخ الشيخ سعد يتربع على اطلاق المنصة الالكترونية وبرامجها؟

مع كارين كان لقاء "الأفكار" صريحاً بدءاً من السؤال :

- هل دخلت عالم التمثيل لضيق الأبواب حالياً في الإعلام، أم جاء الأمر بالمصادفة؟

   اتخذت الخطوة عن قرار وليس اعتباطياً. دخلت عالم التمثيل وأحببته، وأشعر بجمال الأمر    لما أرى النتيجة على الهواء، فأنت تفرحين بها، وتدخلين بيوت الناس بشكل اوسع، او حتى من غير زاوية.

-  لكنك تردّدين: "الإعلام أولاً" لماذا؟

 لأنه مهنتي الأساسية، وما أنا أسسته. حين تؤسسين وتتعبين على عملك، يضحى هذا جزءاً من عائلتك. العمل مقدس في الحياة، وخوفك عليه يوازي خوفك على اي فرد من العائلة، ويصير عزيزاً جداً. أنا استثمرت في الإعلام لسنوات، وبت فيه مرتاحة، وأملك

[caption id="attachment_85892" align="alignleft" width="380"] مع قصي خولي وفاليري ابو شقرا في "لا حكم عليه".[/caption]

مختلف عناصره.

-  هل تندمين على عدم دخولك التمثيل من قبل والتأسيس فيه ؟

 نعم. ولكنت أسست فيه كما فعلت في الإعلام. لقد تغير المفهوم منذ فترة ليست بطويلة واختلفت عما كانت عليه. قبلاً، لم يكن بالامكان للمقدم ان يمثل او المغني او ان  يقدم برنامجاً. اليوم صارت الامور أسهل ومن دون تعقيد ونجد الممثل يقدم والمقدم يمثل وكذلك المغني .. 

-  كنت تقدّمين على شاشة "المستقبل" برنامج "تيلي ستارز" تنتقدين فيه النجوم والممثلين والمسلسلات. اليوم بعدما دخلت هذا العالم، هل صرت "ترحمينه"، وتتفهمين اكثر ما كنت تنتقدينه؟

نعم. وبتّ أقدر جهد هذه المهنة لأنها متعبة جداً. التمثيل مهمة شاقة. فيها انتظار، وسهر، وتتطلب وقتاً، كما أن فيها استنزافاً للطاقة بشكل كبير. بت ّاقدر كل ذلك، واتفهم ان عناصر متداخلة يمكن ان تكون أثرت على اداء الممثل او تقديم الصورة الافضل، في حين انه كممثل  يقوم بما عليه بشكل كامل. هذا طبعاً لا ينطبق على الممثل الذي يكون مستواه هابطاً في مختلف الادوار والمسلسلات. نحكم احياناً على الممثلين بناء على المسلسل ككل وهذا فيه بعض الظلم .

-  ما هو العنصر الأساس برأيك لنجاح مسلسل ما؟

النص هو الأهم، ويعقبه الدفء في الصورة، في الإخراج. بعض المسلسلات صورتها باردة فيهبط المسلسل. الدفء في الصورة مهم جداً.

- هل اكتشفت في نفسك قدرات تمثيلية كنت تعتقدين أنك لا تملكينها لمشاهد صعبة او معقدة مثلاً؟

أكيد. إنما أنا ايضاً خضعت لدورات تمثيل مع المخرج المسرحي جاك مارون. للتمثيل أثر علاجي يجعلك  تكتشفين الكثير من المزايا في نفسك، والانسان يصل الى

[caption id="attachment_85893" align="alignleft" width="188"] مع وسام صباغ من مسلسل "هند خانم".[/caption]

أواخر عمره وهو يكتشف نفسه.

-كان لك بمثابة العلاج ؟ لأية أمور فيك؟

 مع دخول عالم التمثيل تخرج من داخلك مخاوف وأحاسيس تكتشفينها كما لو أنك عند طبيب نفسي. تغوصين في عمق روحك ومشاعرك. "كتير حلوة" .

- أليس في التقديم بعض التمثيل أيضاً؟

بلى. كله "شو بزنس" وكله فيه تمثيل. والمقدم التلفزيوني الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، يقوم ببعض التمثيل، الا أنه يجب ان يقوم به بطبيعية. واليوم، بعد الكورونا صار كل شيء مكشوفاً. في الإعلام ومواقع التواصل كما في التمثيل، الناس يميلون الى الطبيعي، الى التلقائي اكثر من قبل.

 

زكزكة..

 

- دخلت كواليس العالمين. أيهما فيه خبث أكثر او لنسمّها "زكزكة"، التمثيل ام التقديم؟

كل مجالات العمل فيها خبث، إلا أنني اتكلم عن التمثيل والتقديم لأنني في مجالهما. في التمثيل الخبث أكبر. في التقديم لما تؤسسين اسماً وتثبتين مكاناً لك، وتعرفين امكاناتك لا يستطيع احد ان يكسّر بك، ثم إن اهل الاعلام الذين يحسب لهم حساباً ليسوا كثيرين، في التمثيل العدد أكبر. وفي كل الأحوال ، النضج يلعب دوره، واي مرحلة منه بلغها الانسان .

-وأنتِ في اية مرحلة؟

أوه..أنا في مرحلة نضج ، ونضج كبير. أنا اليوم غير ما كنت عليه منذ سنة.

- هل تطمحين الى البطولة المطلقة في التمثيل؟

[caption id="attachment_85894" align="alignleft" width="445"] نعم أطمح للبطولة الأولى[/caption]

لن أكذب وأجيب بالنفي، إلا أنني إن لم العب دور البطولة المطلقة لن أموت ابداً.

-  سمعت الممثلة مارينال سركيس في حوار معها تقول: البطولة آخر همي بدي مثل، وخلص!

 هي طبعاً تقول ما تفكر به. أنا البارحة لفتني جداً حوار في مسلسل اتابعه على "نت فلكس" يسأل فيه الممثل الفنانة التي يلعب دور مدير أعمالها :"هل سمعت يوماً باسم من رفض نص هاري بوتر"؟ أجابته لا، قال لها تماماً! بمعنى انه في الكثير من الأحيان هناك مواهب لا تكتشف، وهنا لا يقع الأمر على الموهبة إنما على من لم يكتشفها او يعطها فرصة، ويبقى مصراً على الاسماء التي يعرفها فلا يستثمر بغيرها. أصبو طبعاً الى دور بطولة مطلقة، وان لم يكن فبدور اكبر، هذا اكيد.

- سؤال افتراضي. بين مسلسل كبير او برنامج إنتاجه ضخم، أيهما تختارين ؟

برنامج إنتاجه ضخم.

-  أي من الأدوار التي لعبتها تعلمت منها شخصياً ؟

تعلمت من كل شخصية لعبتها، ومن السياق، ومن المجموعة التي تقع فيها هذه الشخصية. النص يعلمك، طريقة التعاطي، طريقة التمثيل، الدخول في الأحداث واستشراف ما يمكن أن يحصل. كله يعلّم.

-  وفي الأداء وتقنياته، أين طورت نفسك، ما الذي بتّ تنتبهين له أكثر؟ 

 اشتغلت على أن أكون طبيعية أكثر، فلا أمثل أنني لا أمثل، وهذا يتطلب سنوات وخبرة وممارسة. أحاول أن تكون الشخصية طبيعية الى أبعد الحدود.

-  في مسلسل "هند خانم" هل سهلت مشاركة يمنى شري وجوزيف حويك وهما إعلاميان زميلان لك الأمور؟ 

 طبعاً، وكذلك الفريق كله. كنا مرتاحين في جو من الألفة وأشعر أنني أتوجه لجلسة مع الاصدقاء. جوزيف ويمنى عشرة عمر وخبز وملح. هذا سهل الأمور جداً. كذلك الأمر في   مسلسل "لا حكم عليه"، ولو أن الموضوع والتعاطي مختلف وكذلك الانتاج، وقد فرحت جداً بالصدى الذي لقيه.

- هل كان أصعب عليك؟

لا، ففي "لا حكم عليه" لعبت دور إعلامية وهو يشبهني بالحياة الشخصية. ليست قصة صعوبة انما جو. كل مسلسل، كل شركة انتاج لها جو معين.

 

الطحنة...

[caption id="attachment_85891" align="alignleft" width="123"] كارين والمخرج فيليب اسمر (لا حكم عليه).[/caption]

- تقدمين برنامجاً عبر "صوت بيروت انترناشيونال"، وتلقيت كما العديد من زملائك  تساؤلات وانتقادات بأنك نقلت "البارودة" من كتف "المستقبل" الى كتف "صوت بيروت انترناشيونال"؟ كيف تردين؟ 

لا يتساءلون فقط بل تسمعينهم أيضاً يتهجمون. اذ انه في آخر ست أو سبع سنوات، لما كنا نعاني "كان المنتقدون عم يجيبولي الطحنة عالبيت". الكلام سهل، وهذا الانتقاد لا معنى له، وانا لم اذهب عند العدو الاسرائيلي لأقدم برنامجاً. توجهت الى هذه المنصة بعد ان اتصلوا بي منها وطرحوا علي الفكرة. وأنا لا يمكن ان اقوم بأي أمر مؤذ لتاريخ وعشرة العمر مع "المستقبل". لن ادخل في التفاصيل ولن اخبر لأنها امور خاصة جداً، لكن ما هو اكيد وما يجب ان يعرفه الناس هو أنني لا اقدم على خطوة ممكن أن "تغبّر" على مؤسسة كان لحم أكتافي من خيرها. واللبيب من الإشارة يفهم .

- يعني أنك حصلت على الضوء الأخضر؟

 أكيد! ثم في "تلفزيون المستقبل" لا يمكنهم أن يقفوا في وجهك، وأنت تريدين أن تعتاشي وتؤمني قوتك. كما أنها فرصة مع اعلاميين كبار، على منصة مشاهدة جداً. لماذا أقول لا، لأمر أتقدم فيه ولا اؤذي به أحداً. هذا عمل. والعمل عرض وطلب. لا يمكن الحكم على وفائي بناء على هذا الأمر. كنت آخر واحدة تترك "شاشة المستقبل". الحياة تستمر، وعلي أن أغتنم فرصي .

 -يحكى عن عودة الى "المستقبل". هل يمكن أن ترجعي اليه؟

لا يمكنني الحسم بنعم او لا . علمتني الحياة أن ليس هناك من نعم  لا او نعم بالمطلق . لو أخبرني أحدهم  منذ عشرين عاماً بأن "تلفزيون المستقبل" سوف يقفل أبوابه لاعتبرته يهذي.  ولو قلت لي إن جائحة سوف تجتاح العالم وتجلسنا قصراً في بيوتنا لاعتبرتك شاهدت فيلماً وتقصينه علي. ما من شي بالحياة مضمون اليوم، وكيف بالحري في لبنان؟ ما هو أكيد أنني سأكون بغاية السعادة إن عادت الشاشة الى الحياة. وهناك موظفون يستحقون أن يشتغلوا ويجدوا رزقتهم.

- النشاط على أكثر من صعيد، مما تستمدينه، وهل هو إلهاء لنفسك كما كثيرين حتى لا يجلسوا في بيوتهم ويلطموا خدهم على الظروف التي نحن فيها، ام هو بسبب العائلة والاولاد والقيام بالواجب تجاههم، ام أنه الشغف للكاميرا الذي يتملكك؟

 يمكنك بكل بساطة أن تستسلمي خاصة وانك في بلد يكسّر بك، "يطبش" على رأسك في كل أمر، وهذا ليس في مجال الاعلام فقط انما في كل المجالات. يمكنك ان  تقولي بدي أستسلم وأقعد، او أن تواجهي. وأنا عرفت الإحباط بالمعنى الصحيح للكلمة، لما أقفل تلفزيون المستقبل. جلست في فراشي لا أقوى على القيام بشيء، بعدما انسلخت عن محطة كنت فيها لـ 22 عاماً وانتمي اليها . ثم توفي والدي، وعرفت احباطاً جديداً. ومع كورونا شعرت بالشيء نفسه. هذه الضربات على الصعيد الشخصي "قتلتني". لا ادعي انني شخص سعادته لخلف اذنيه . لكنني أم وربة عائلة ، واخترت ان أكافح. القوة استمدها فقط من الله، ومن اولادي. لا يمكنني القول إن غيري وصل وأنا مستلقية على ظهري. لا بد من الكفاح وشرف المحاولة للوصول الى الافضل .

- تشاركين في "صباح اليوم" على شاشة الجديد مع عدد من الزملاء. ما الذي زادته الى رصيدك هذه المشاركة؟

تجربة الجديد ليست جديدة علي، وانا كنت من مقدمات "عالم الصباح" على شاشة المستقبل  طوال عشر سنوات. بالنسبة لي "صباح اليوم" برنامج حلو، مهضوم، يدخل بيوت الناس ويبقيني موجودة خاصة وأن كورونا ماشية، والناس قابعة في بيوتها، وهذه سابقة قد لا تتكرر. بغير ذلك فإن الصرخات التي اطلقها من عبر هذه الشاشة تصل الى الناس ووقعها ايجابي. التجربة ليست جديدة إنما الجمهور في قسم منه جديد.

 - هل أنت مع أن يعبر الفنانون والاعلاميون عن رأيهم في أخذ اللقاح من عدمه علناً ؟

 يحق لهم ان يطرحوا الاسئلة الطبيعية والشرعية.

-وشخصياً هل ستخضعين للقاح ؟

 اذا قررت تلقيه فسآخذ الصيني، والبعض يشجعني على الروسي. لم نحسم بعد!

-وفي مسلسلات جديدة، هل من حسم لأدوار معينة تطلين بها؟

-حالياً الـ "كورونا" تكبّلنا. أكثر من مسلسل الغي تصويره بسبب الجائحة. من ناحية اخرى  توقفنا لحوالي الاسبوعين في "صوت بيروت انترناشيونال" لاننا انتقلنا الى "ستوديو فيزيون" والآن سأعود الى "التقليع" ببرنامجي والعمل عليه بكدّ، فضلاً عن تقديم  فكرة حلوة لرمضان آمل ان القى الموافقة بشأنها.