تفاصيل الخبر

كارولين شبطيني : تحطيمي للأرقام القياسية لن يتوقف، وأنا بخدمة البيئة والإنسان!

08/07/2020
كارولين شبطيني : تحطيمي للأرقام القياسية لن يتوقف، وأنا بخدمة البيئة والإنسان!

كارولين شبطيني : تحطيمي للأرقام القياسية لن يتوقف، وأنا بخدمة البيئة والإنسان!

بقلم عبير أنطون

  [caption id="attachment_79340" align="alignleft" width="431"] كارولين وسط أكبر لوحة من الفسيفساء حضنت الهلال والنجوم[/caption]

 تعمل كارولين شبطيني في محل لبيع النظارات، وبعد نظرها جعلها تدخل بلدها في موسوعة "غينيس" للمرة الثانية، حتى باتت تلقب بـ"امرأة غينيس اللبنانية". لا تدعي أنها ستغيّر الكون وتوقف ثقب الاوزون، فجلّ همّها اثبات اكثر من أمر، أولها الايمان بقدراتها ، ثانيها نظرة الفخر بعيني ابنتها "صوفي" التي تربيها هي "الأم العزباء" بدموع العينين وزرع الطموح فيها الى ابعد الحدود، وثالثها، وله الأولوية، الحفاظ على البيئة ودعوة الناس الى عدم رمي البلاستيك، إنما استخدامه بفن وجمال، شرط ان يعاد تدويره، والتبرع به الى جمعيات انسانية قد تشكل لها هذه المساعدة الـ"بحصة" التي تسند فيها خابية العوز والفاقة  في هذه الأيام الشديدة الصعوبة على اللبنانيين.

 فماذا تقول كارولين في دخولها الثاني الى موسوعة "غينيس العالمية" عبر أكبر لوحة من الفسيفساء حضنت الهلال والنجوم ؟ كيف تستمر؟ ما هو مشروعها الجديد ، وأي مواد تطلب من الناس مدّها بها لانجاز تحديها الثالث والوجهة فيه "غينيس" ايضاً وايضاً؟

في لقاء "الأفكار" مع كارولين كان السؤال الأول:

* انجزت هلال رمضان الكريم ، ودخلت الـ "غينيس بوك" إثر تحطيمك الرقم القياسي واشتراكك عبر فئة "أكبر موزاييك مصنوعة من البلاستيك"، أخبرينا عن المشروع وصولاً الى الفوز بالاستحقاق؟

ـ فزت بالـ"غينيس وورد ريكورد" للمرة الثانية وفعلاً حطمنا الرقم الذي سجلته اليابان في العام 2019  بموزاييك احتوت على 200 الف طبقة لعبوات مياه بلاستيكية وامتدّت على مساحة 108،568 أمتار مربعة، عمل عليها 1200 شخص، فيما عملت بمفردي من جانبي بسبب اجراءات التعبئة العامة التي فرضها الـ"كوفيد 19" وقد امتدت الموزاييك التي صنعتها على 196،94 متراً مربعاً استخدمت لانجازها  400 الف غطاء عبوة بلاستيكية باللونين الازرق والابيض، ما يعني اننا كلبنانيين كسرنا الرقم  بطريقة خيالية الحمد لله. ولما انتهيت تبرعت بالـ"طبقات" لجمعية "كيدز فيرست"، وهي بدورها تبيعها لمهتمين في إعادة التدوير، وقد علمت انها عادت عليهم بمبلغ مليوني ليرة، قد تسندهم في جهدهم الدؤوب في مساعدة الأولاد  المصابين بالسرطان وليست لديهم القدرة على العلاج.

وتشرح كارولين:

[caption id="attachment_79343" align="alignleft" width="466"] لوحة جمالية صنعت بالصبر والجهد[/caption]

 ـ أما ولادة الفكرة فهي انه، بعد دخولي مجموعة "غينيس" للأرقام القياسية العام الماضي في زمن الميلاد المجيد بأطول شجرة مصنوعة من 120 ألف عبوة بلاستيكية وبلغ طولها 29 متراً، طرأت على بالي فكرة القيام بهلال رمضان، خاصة واننا بلد تتعايش فيه الاديان فقمت بأبحاثي ووجدت أنني قد أكون الأولى في هذا المجال. وقبل ثلاثة اشهر من بدء العمل عليه  نشرت فيديو عبر مواقع التواصل طلبت فيه  تجميع أغطية عبوات المياه البلاستيكية ، وبالفعل وجدت دعماً وتشجيعاً كبيرين ، فساعدني الكثير من الناس ،وكانت تصلني العبوات من الشمال الى الجنوب ،حتى ان اشخاصاً من الدول العربية ، من قطر والبحرين والسعودية والامارات العربية المتحدة  قبل ان يقفل المطار كانوا يرسلونها الي ووصل عددها الى حوالي المليون،  استخدمت اربعمئة منها بسبب محدودية الارض. كان مقرراً ان اتعاون لانجاز الهلال مع  البلدية في جبيل لعرضه امام زوار المدينة  لكن فاجأتنا "الكورونا" فاضطررت ان اقوم به في ضيعتي الشمالية في مزيارة ، ولما اعتذرت  بلديتي أيضاً عن قبول المشروع بسبب الاجراءات التي فرضتها "كورونا" اضطررت ان اقوم به على عاتقي وواجهت بذلك صعوبات جمة لأن الطقس كان مزعجاً ،اذ أعدت ترتيب الأغطية بشكل شبه كامل اربع مرات بعدما كانت تقتلعها الرياح، ولم يكن الدعم المعنوي ولا المادي كبيراً، إلا أنني نجحت فيها  علماً انها تطلبت وقتاً طويلاً وجهداً استثنائياً ، حتى انني تعرضت للمرض جراءها. استغرقت الفسيفساء  حوالي المئتي ساعة  توقفت فيها في ايام الهواء والشتاء والعواصف. لم يكن سهلاً على الإطلاق ان أبقى منحنية بمعدل عشر ساعات يومياً لرصف الاغطية كقطع الـ"بازل" الواحدة بجانب اختها من دون لصقها، لأنه باستخدام اللاصق لا يمكن اعادة تدويرها لاحقاً.

[caption id="attachment_79339" align="alignleft" width="523"] بلدة منيارة[/caption]

* تقومين بعمل يتطلب الصبر والجهد الجسدي. هل من رسالة تودين إيصالها من خلال ذلك؟

ـ بالتأكيد. فالصبر يعلّم الكثير، لكن الأهم هي الرسالة التي أتوجه بها الى المرأة. اقول لها  تجرأي واحلمي لأن كل ما تحلمين به سوف يتحقق بالمبادرة والمثابرة. ثقي بنفسك واقتنعي بأنك قوية بغض النظر ان كان المجتمع يهمشك، والمهم ان تعملي بشغف وستصلين لأعلى قمة إن اردت، وأحبي نفسك كما انت. بالنسبة الي، الشروع في المضي قدماً مستمر، فلن أتوقف.  

* ما الذي يشجعك على المضي قدماً، خاصة وانك لا تعرفين عن نفسك بأنك ناشطة بيئية ؟

ـ بعد ان كسرت رقم المكسيك ودخلت الـ"غينييس بوك" من خلال  شجرة الميلاد  شعرت انه يمكنني ان اكون "انفلوانسر" او مؤثرة بين الناس، خاصة اليوم مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من دون ان أكون مشهورة او تحت الأضواء كـ"موديل" او فنانة او مغنية ..  شعرت بمسؤولية تجاه مجتمعي، فالبيئة تنادينا جميعاً وارتأيت الاستمرار في هذه الافكار المفيدة . فمن جهة اشجع الناس على المحافظة على البيئة من خلال جمع البلاسيتك واعادة التدوير، وادعم من جهة ثانية، ومن خلال ريع هذه المواد البلاستيكية التي يعاد  بيعها لتدويرها، بعض الجمعيات الانسانية، فهي كثيرة في بلدنا والعديد منها مهمل ومهمش. ففي المرة الاولى تبرعنا بها الى الصليب الاحمر اللبناني ولجمعية اسمها "ايكوت  l Ecoute’" لا تتوخى الربح وتؤمن الـ "سماعات" للأذنين.

وتضيف كارولين:

ـ أذكر أنه في العام 2019 وضعت بوست على انستغرام تمنيت فيه على الناس أن لا يرموا عبوات البلاستيك وأغطيتها لحاجتي إليها، والـ"سوشيل ميديا" ساعدني جداً حتى انني وجدت  دعماً من المشاهير والناس المعروفين من خلال اعادة  نشر ما طلبته، وصارت الكرة تكبر من 10 الاف قنينة صار عددها 30 والـ30 صارت خمسين حتى وصلنا لقرار ان اقوم بشجرة الميلاد التي ساعدني فيها كثيرون على رأسهم بلدية شكا فضلاً عن الجمعيات والكشاف والطلائع، وقد انجزناها بظرف عشرين يوماً وبلغ طولها 28 متراً ونصف المتر مصنوعة من  140 الف قنينة في مقابل شجرة المكسيك بطول 27 متراً ونصف المتر مع 98 الف عبوة، وكان الاحتفال بالنجاح عزيزاً، خاصة وانه مقرون برسالة توعوية تهدف الى الفرز من المصدر، وعدم رمي العبوات الفارغة عشوائياً في طبيعتنا وبحرنا .

[caption id="attachment_79338" align="alignleft" width="438"] المشروع يتجسد على الارض في بلدة منيارة الشمالية[/caption]

* فكرة الشجرة ولدت من "أمر شخصي مهضوم" اخبرينا عنه .

ـ لست خبيرة بيئية او شخصاً مختصاً بالـ"غرافيك ديزاين" او الهندسة او غيرها. انا اعمل في محل لبيع النظارات منذ ست سنوات .شجرة الميلاد البلاستيكية ولدت من "خبرية" انني أردت انقاص وزني علماً ان فكرة الدايت تزعجني . تلقيت النصيحة بأن اشرب عشر عبوات بالحجم الصغير من المياه يومياً ما يساهم في تخفيض نسبة الدهون في البطن والتي تراكمت اثر الولادة القيصرية لابنتي "صوفي"، وانا لا احب شرب الماء كثيراً. و"مكرهة لا بطلة" ، رحت اشرب العبوات العشر يومياً وأضع الفارغ منها تحت الدرج في محل النظارات حيث يمر احد مصانع التدوير لاخذها. ولما توقف عن المرور لاكثر من شهرين تكدست هذه بكميات كبيرة ، فقمت ببحث عبر الانترنت عما يمكنني صنعه بها حتى لا ارميها فكانت الشجرة، التي صنعت واحدة منها لابنتي في البيت، وكانت فكرة أن تكون أكبر بكثير لتدخل "غينيس" تحت "اجمعوها وما تكبوها".

* ما المشروع الذي تعملين عليه حالياً ، وأي مواد تطلبينها عبر "الافكار" من الناس لمساعدتك بها ؟ 

ـ اعذروني لن افصح عن المشروع الا انني اؤكد لكم ان المباشرة به كما الانتهاء منه سيكونان في العام 2020 والوجهة هذه المرة ايضاً الموسوعة العالمية عبر تحطيم رقم قياسي جديد ، فأنا اتمنى في سنة واحدة أن أحصد الدخول الثالث الى "غينيس" بإذن الله. أما المطلوب فهي العبوات البلاستيكية وأغطيتها (الطبقة) ومباسم النارجيلة، فضلاً عن خرطوش الصيد الفارغ  الذي يقع في الطبيعة ويتركه الصيادون.