تفاصيل الخبر

كارولين شبطيني: أسعى لتحطيم الرقم القياسي في موسوعة "غينيس" للمرة الثانية من خلال صنع اكبر هلال في العالم!

30/04/2020
كارولين شبطيني: أسعى لتحطيم الرقم القياسي في موسوعة "غينيس" للمرة الثانية من خلال صنع اكبر هلال في العالم!

كارولين شبطيني: أسعى لتحطيم الرقم القياسي في موسوعة "غينيس" للمرة الثانية من خلال صنع اكبر هلال في العالم!

بقلم وردية بطرس

[caption id="attachment_77471" align="aligncenter" width="577"] كارولين شبطيني وشجرة الميلاد المصنوعة من بلاستيك وتحطيمها الرقم القياسي في موسوعة غينيس[/caption]

المرأة اللبنانية تثبت كل يوم انها قادرة على تحقيق الانجازات مهما كانت صعبة ايماناً منها بأن لديها القدرات والمؤهلات في مختلف المجالات... والسيدة كارولين شبطيني ابنة مزيارة تسعى لتحطيم الرقم القياسي في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية للمرة الثانية اذ تستعد لمغامرة جديدة من خلال اقامة

[caption id="attachment_77469" align="alignleft" width="267"] كارولين امام منزلها تعمل على صنع اكبر هلال في العالم[/caption]

أكبر هلال في العالم في شهر رمضان مصنوع من مليون طبقة بلاستيكية.

وتحرص السيدة كارولين شبطيني من خلال هذا المشروع على تحقيق هدفين: الأول بيئي والثاني انساني يعود ريعه الى جمعية "Kids First" التي تُعنى بمعالجة سرطان الأطفال في جبيل. اذ جمعت حتى الآن 300 ألف طبقة في عشرين يوماً وهي تحتاج الى 700 ألف طبقة اضافية لانجاز هذا  المشروع.

تجدر الاشارة الى ان كارولين دخلت مجموعة "غينيس" للأرقام القياسية العام الماضي في زمن الميلاد المجيد بأطول شجرة مصنوعة من 120 ألف عبوة بلاستيكية وبلغ طولها 29 متراً، اذ وجدت كارولين طريقة مبتكرة لتحفيز المجتمع في بلدة شكا في البترون على اعادة تدوير المخلفات البلاستيكية عوضاً عن رميها وذلك من خلال الشروع في مبادرة "جمعوها ما تكبوها".

وكان الدافع وراء هذه المبادرة الحفاظ على البيئة الطبيعية عن طريق ابقاء العبوات البلاستيكية عوضاً عن التخلص منها بطرق قد تحدث ضرراً بالبيئة وجمعها لتشكيل شجرة ميلاد ضخمة مكونة من هذه العبوات.

وقد استطاعت كارولين بفكرة بيئية – انسانية ادخال لبنان الى موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، وهذه الفكرة حملت بُعدين انسانياً وبيئياً، فبيئياً حملت الشجرة رسالة توعوية حول أهمية الفرز من المصدر خصوصاً البلاستيك الذي قد يشوّه بحار لبنان وطبيعته، وبذلك يتم ايضاً تعزيز دور المرأة الفعال في المجتمع لاسيما الأم العاملة والتي اذا أرادت تحقيق أحلامها صنعت المعجزات. يُذكر ان هذه الشجرة حطمّت رقم المكسيك في المسابقة.

كارولين شبطيني وفكرة صنع أكبر هلال من عبوات بلاستيكية

[caption id="attachment_77470" align="alignleft" width="188"] التحضير لصنع اكبر هلال في العالم مصنوع من عبوات بلاستيكية[/caption]

بالنسبة للسيدة كارولين شبطيني مهما كانت الظروف صعبة في زمن "الكورونا" فانه الوقت المناسب لابراز القدرات والابداعات، اذ انه بالرغم من انها ستضطر لان تعمل لوحدها لانجاز هذا العمل المبدع بسبب منع التجمعات تفادياً لانتشار العدوى بين الناس، الا انها تشعر بالسعادة للقيام بهذا العمل لرفع اسم لبنان للمرة الثانية من جهة، ومن جهة أخرى لابراز قدرات المرأة في أصعب الظروف.

ولنطلع أكثر على مشروع صنع أكبر هلال في العالم في شهر رمضان تحدثت "الأفكار" مع السيدة كارولين شبطيني ونسألها:

* بعدما تمكنت من تحطيم الرقم القياسي في موسوعة "غينيس" بصنع أكبر شجرة ميلاد من عبوات بلاستيكية، هل قررت عندها ان تعملي على مشروع ثان لتحطيم الرقم القياسي؟ ولماذا قررت صنع اكبر هلال؟ وما هي الرسالة التي تريدين توجيهها للناس من خلال هذا العمل؟

- بعدما صنعت شجرة الميلاد من عبوات البلاستيك، لمست مدى اهتمام وثقة الناس بي اذ أبدوا سعادتهم ومساعدتهم بجمع العبوات، وبعدما قمنا بجمع تلك العبوات، قررت ان اعمل على تسجيل الرقم القياسي في موسوعة "غينيس" للمرة الثانية، اذ شعرت انني قادرة على تحقيق الهدف لأنني أدركت انني أحظى بدعم وقبول الناس بالمشروع الذي أسعى لانجازه، وأنه يمكن ان أكون شخصاً مؤثراً بالنسبة اليهم اذ ليس بالضرورة ان اكون مغنية او ممثلة للوصول الى الناس اذ نقدر ان نكون أناساً عاديين وان نترك أثراً لدى الناس من خلال عمل او ابداع الى ما هنالك...

وتتابع:

- شعرت بأنه علي ان أبدأ بنفسي، فقلت لماذا لا أجمع عبوات البلاستيك وأصنع منها شيئاً جميلاً وفنياً، وفي الوقت نفسه أظهر نفسي كامرأة ناجحة واحقق فوزاً بتحطيم رقم قياسي في موسوعة "غينيس"، وأيضاً في الوقت نفسه نستفيد من كمية البلاستيك بعد الانتهاء من استعمالها من خلال تقديمها لجمعيات متخصصة؟ طبعاً موضوع شجرة الميلاد حفزّني لأصنع الهلال الآن اذ عرفت ان الناس يحبون ما اقوم به ويثقون بي ولهذا أردت ان أقوم بمشروع آخر. أما لماذا اخترت ان أصنع الهلال الآن فذلك لانني أفكر بطريقة منطقية فنحن نعيش في بلد التعايش في لبنان، وكما قمت بصنع شجرة الميلاد في زمن الميلاد، اردت أن أقوم بالهلال في زمن رمضان أيضاً، اذ لدي أصدقاء من مختلف الطوائف وأحببت ان اقوم بصنع الهلال، واذا أراد الله فسأصنع الهلال في شهر رمضان لأنني لم ارد ان احضر شيئاً للميلاد قبل ان اكون قد قمت بهذا العمل في زمن رمضان.

تحقيق الفوز في زمن "الكورونا"

[caption id="attachment_77468" align="alignleft" width="188"] كارولين تصنع اكبر هلال في العالم من عبوات بلاستيكية[/caption]

* بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان بسبب جائحة "كورونا" ما سبب اصرارك على صنع أكبر هلال في العالم دون تأجيل المشروع لحين انتهاء الوباء؟ والى اي مدى تعتقدين انك ستتمكنين من تحطيم الرقم القياسي للمرة الثانية؟

- بخصوص المشروع الثاني فقد كنت قدمّت لـ"غينيس" قبل وباء "كورونا" اشعاراً بذلك ، وطبعاً كنت سأواجه مشكلة في هذا الخصوص اذ ليس هناك بلدة او قرية تريد ان يقصدها الناس الآن في ظل انتشار الفيروس خصوصاً بعد اعلان التعبئة العامة، وكنت قد فكرت باقامة المشروع في جبيل اذ كانت بلدية جبيل ستقوم بعرض المشروع امام الناس وزوار مدينة جبيل، ولكن بسبب هذه الجائحة اعتذرت البلدية وأيضاً اعتذر الجميع بسبب منع التجمعات، وطبعاً هذا ضروري لحماية الناس من انتقال العدوى في ما بينهم. ولقد ظن الناس انني سأقوم بتأجيل صنع الهلال الآن ولكن بصراحة أردت ان اصنع الهلال لأن هناك "كورونا" ولأنه لا يزال يُطلب من الناس ملازمة بيوتهم والتقيد بالتعليمات، اذ ان المكان الذي اقوم به بصنع الهلال هو بجانب منزلي اي لا أقوم بهذا العمل مع بلدية بل أقوم به كمشروع خاص لأن البلدية أيضاً لا تريد ان يزورها او يقصدها الناس في هذه الفترة منعاً لانتشار العدوى بين الناس. وما أواجهه الآن انني أعمل لوحدي وليس كما صنعت شجرة الميلاد في شكا اذ كان هناك فريق يعمل معي حيث ساعدني حوالى مئة شخص بصنع شجرة الميلاد، أما الآن فأعمل لوحدي التزاماً مني بالتعليمات الصادرة عن الدولة بمنع التجمعات اي ليس هناك أناس من حولي يساعدونني، ولكن في الوقت نفسه لا أريد ان أستسلم اذ أريد ان أقوم بهذا العمل لأعطي أملاً للناس بأنه بامكانهم القيام بأمور جميلة حتى في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم في زمن "الكورونا"، وقد تسجلت في "غينيس" بعد ان رأيت انني أقدر ان أتسجل ضمن فئة أكبر موزاييك مصنوعة من البلاستيك، وهذه المنافسة هي مع اليابان اي يجب ان تكون رسمة الموزاييك أكبر من 108 امتار مربع، ويتم تصويرها من السماء لأنني أصنعها على الأرض اي لا أقوم بتلزيق الطبقات لأنه ممنوع تلزيقها من أجل اعادة التدوير، ولهذا أتعب أكثر بهذا العمل وأصورّ كل شيء "By Drone" و"By Timelaps" لكي أظهر انني أعمل لوحدي، وما يشجعنني أنني أعمل لوحدي لأن اليابان سبق ان قامت بذلك الموازييك مع 1200 شخص فيما أنا أعمل لوحدي، وهذا يظهر بأن لدى المرأة القدرات لانجاح اي مشروع، اذ أريد ألا يُنسى بأن للمرأة قدرات كثيرة. وعندما أنهي هذا العمل سأرسل صوراً الى وسائل الاعلام و"غينيس" لأنه يُمنع من التجمعات وبالتالي لا يقدر الناس ان يقصدوا المكان لمشاهدة الهلال بعد الانتهاء من العمل لذا ليس أمامي حل آخر، وعندما أرسل الصور الى وسائل الاعلام بامكانها ان تنشر تلك الصور ليراها الناس، وعندئذٍ أقله سأحظى بتقديرهم لهذا العمل لأنهم لا يقدرون ان يحضروا إلى المكان في الوقت الحالي بسبب الفيروس.

* ولماذا أردت استخدام العبوات البلاستيكية في كلا المشروعين شجرة الميلاد والهلال؟

- سبب استخدام العبوات البلاستيكية حصل دون التخطيط له مسبقاً، اذ كنت أجمع العبوات البلاستيكية ومن ثم أقدمها لجمعيات متخصصة باعادة التدوير اذ كانت تلك الجمعيات تقصدني، ولكن مرّت فترة ولم تقصدني تلك الجمعيات فتكدست تلك العبوات عندي، مع العلم انني لست ناشطة بيئية ولكنني لا أحب أن أرمي البلاستيك، وعندما وجدت ان الكمية كبيرة فكرت بأن أقوم بمشروع جميل على أساس ان أصنع شجرة ميلاد صغيرة ولكن النتيجة كانت شجرة كبيرة، وهكذا تمكنت من تحطيم الرقم القياسي في موسوعة "غينيس". ومنذ ذلك الوقت قلت: لماذا لا أجمع البلاستيك واقوم بمشاريع؟ وهذا المشروع الذي أقوم به الآن هو على أساس ان أقدم كل العبوات البلاستيكية التي سيبلغ عددها حوالى مليون عبوة لجمعية تدعى "Kids First" اذ كما تعلمين يدفعون ثمن المصنوعات البلاستيكية التي يجمعها الشخصي، ولكن بالنسبة الي فلن أتقاضى ثمنها بل سأقدمها بدون مقابل للجمعية.

* في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الناس من ألم وقهر وفقر، ما اهمية انجاز عمل مبدع في هذا الوقت بالذات؟

-  صحيح الناس يتألمون كثيراً في هذا الوقت العصيب، وبزمن الوباء في رأيي هذا أكثر زمن لا يجب ان نفقد فيه الأمل اذ أنني انسانة ايجابية ولم أفكر يوماً بأمر سيء ولهذا لدي اصرار على مواصلة العمل ضمن هذا المشروع في هذه الظروف الصعبة، اذ انه عندما صنعت شجرة الميلاد كان ذلك ضمن أجواء الثورة وقد تعرضت للضغط، والآن في زمن "الكورونا" الوضع أسوأ كوني أعمل لوحدي دون مساعدة مادية ودون دعم من أي أحد وتحت المطر والبرد اذ بالأمس عملت ثلاث ساعات بالهواء الطلق، اذ بالكاد أضع متراً من ثم أغطيها بالحجارة لأنه يُمنع تلزيقها وبالتالي هذا العمل صعب، ولكن بالرغم من كل ذلك أشعر بالسعادة، ومن الجميل ايصال رسالة انه بالرغم من الوجع والوباء هناك مكان للابداع والأشياء الجميلة.

وتختم شبطيني بالقول:

- اقول للجميع بأن المرأة تستطيع أن تحقق ما تريد اذا تجرأت وحلمت... والأجمل من كل ذلك ثقة الناس بقدرات المرأة، ويسعدني أن احظى بثقتهم لأن هذا يحفزّني لمواصلة العمل على صنع أكبر هلال في العالم في هذا الشهر الفضيل.