تفاصيل الخبر

«كـارافـــان بـيـــروت » فـرصـــة لـتـطـويـــر العـلاقـــات اللبنانيـــة - الأميركيـــة وإبـــراز مـــواهب لبــنان المذهلـــة!

08/04/2016
«كـارافـــان بـيـــروت » فـرصـــة لـتـطـويـــر العـلاقـــات  اللبنانيـــة - الأميركيـــة وإبـــراز مـــواهب لبــنان المذهلـــة!

«كـارافـــان بـيـــروت » فـرصـــة لـتـطـويـــر العـلاقـــات اللبنانيـــة - الأميركيـــة وإبـــراز مـــواهب لبــنان المذهلـــة!

 

بقلم عبير انطون

4-(1)

على مدى أربعة ايام ستكون بيروت في قلب العاصمة الاميركية واشنطن في حديقة <جورجتاون بارك> تحديدا، وذلك بازيائها وأثاثها ومجوهراتها وصورها فضلا عن مأكولات <سوق الطيب> والحرف اللبنانية وغيرها.. الخطوة تحت عنوان <كارافان بيروت> تكاتف على احيائها كل من شركة <بوكوليك> وهي منصة للتجارة الالكترونية ترئسها نور خوري مع شركة <ماريانا وهبة للعلاقات العامة> وبالتعاون الوثيق مع <غرفة التجارة اللبنانية - الأميركية>، وبرعاية السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية.

الحدث المنتظر لما يزيد عن ثلاثين مصمما لبنانيا موهوبا شكّل خطوة لافتة هي الاولى على هذا الصعيد، فكيف ولدت الفكرة؟ ما كانت كلفتها؟ اين كمنت الصعوبات؟ لماذا واشنطن؟ ومن يقوم بالتنفيذ؟

<الافكار> دخلت الى كواليس <الكارافان> وتحدثت مع االقيمين عليه..

<جونز>: لا ضرائب!

  

أعلنت <غرفة التجارة اللبنانية - الأميركية> بشخص رئيسها سليم الزعني، وبمشاركة القائم بالأعمال الأميركي السفير <ريتشارد جونز> وبحضور ممثل وزارة السياحة سيرج عقل والسيدتين ماريانا وهبة ونور خوري أن أكثر من 30 مصمماً لبنانياً معروفاً وصاعداً، في أكثر من مجال، يشاركون في سوق «كارافان بيروت Caravan Beirut> التي تُقام في العاصمة الأميركية واشنطن، على ان يتمّ التبرع بجزء من عائدات السوق لجمعية <سكون> للوقاية والعلاج لمدمني المخدرات.

في حديثها لـ<الافكار> اعتبرت ماريانا وهبة بنت النبطية المقيمة حاليا في لبنان والتي عاشت في الولايات المتحدة حتى عمر الثامنة عشرة ان هذا الحدث ليس سوى فكرة <مجنونة> وُضعت على سكة التنفيذ من قبل أشخاص آمنوا بها لاهميتها في مثل هذه الظروف بالذات.

بحماستها اللبنانية ولكنتها الاجنبية تقول ماريانا:

 - نور وانا امرأتان مجنونتان، ولو عرفنا صعوبات الخطوة في اقامة <كارافان> للبنان في قلب واشنطن ما كنا اقدمنا عليها ربما. الحافز الاول للانطلاق بالفكرة كان نتيجة تعبنا من الاخبار والسياسة والصور البشعة التي لم نعد نرى غيرها، فقررنا انه طالما اخترنا كشباب العيش في هذا البلد، علينا ان نتحرّك. ندرك تماماً ان هناك قضايا لا قدرة لنا على تغييرها، لكن هناك زوايا اخرى مضيئة بالامكان ابرازها والاستفادة منها لنصحح بعضا من الصورة التي يتصورها العالم عنا. نور خوري، شريكتي في المشروع لديها شركتها في الولايات المتحدة، وانا املك شركة علاقات عامة في لبنان ينضوي فيها زبائن رائعون في ما يقدّمونه من منتجات لبنانية نفتخر بها، فاردنا ان ننتقل بانتاجهم الى دول العالم، وها نحن ننطلق من اميركا ونتيح لهم فرصة الخروج الى البلدان الاخرى.

وللمشاركة في <كارافان بيروت> شروط تحدّدها ماريانا:

- لا نقبل باية منتوجات، ولدينا شروط <ستاندرد> فنحن نخرج بالمستوى اللبناني الراقي تحت عنوان <أفضل الافضل> ولسنا <اي بازار> وهذه نقطة ارتكاز حتى يكون لنا حضور في السنوات المقبلة. فالمشارك عليه ان يكون مسجلاً لشركته بشكل رسمي في <غرفة التجارة والصناعة> ولديه مصنعه.. على المشارك تقديم المنتج الفاخر وعلينا بالامور اللوجستية والعلاقات العامة والتسهيلات، وهي تسهيلات كبيرة ومهمة أعرب عنها سعادة القائم بالاعمال <ريتشارد جونز> الذي اوضح ان <معظم الصادرات اللبنانية الى الولايات المتحدة، والتي تتجاوز قيمتها 60 مليون دولار سنوياً، تدخل من دون رسوم جمركية، وهي بداية رائعة>، كما عبّر عن الدعم القوي للسوق التي تُقام في واشنطن. ففي رأيه، لا تقل اهمية العلاقات بين الشركات اللبنانية والأميركية عن العلاقة بين حكومتي البلدين، ويشكّل حدث <كارافان بيروت> فرصة مهمة لتعزيز العلاقات التجارية وتسليط الضوء على مواهب مذهلة في لبنان.

<باتمان>.. <سوبرمان>!

4-(3) 

 ــ ماذا عن الاسماء المشاركة، وهل جميعها معروفة في مجالاتها؟

تجيب ماريانا:

 - المشاركون هم من زبائننا الذين نعرفهم جيدا من خلال تعاملنا معهم، وفي <الكارافان> منتوجات في ميادين المفروشات والمجوهرات والتصاميم والصور والأعمال اليدوية وغيرها، واذكر هنا بين آخرين مجموعة <بونجا>، <ساراز باغ>، سليم مزنر، ندى <لو كافالييه>، <باتريك باز> الشهير والذي صوّر ملصق فيلم <باتمان> مقابل <سوبرمان> عند منطقة مار مخايل في الاشرفية، فاحتلت الصورة الرائعة صفحة جريدة <نيويورك تايمز> العريقة، معنا ايضاً المصور روجيه مكرزل المعروف والذي لم يتوانَ لحظة عن المشاركة، كذلك الشيف كمال مزوق من  <سوق الطيب> وهو الشخص الذي نقل فكرة الاكل اللبناني التراثي الى العالم عبر سيدات قرويات، فسافرت نساء من زغرتا والجنوب لاعداد المأكولات اللبنانية في <فلورانس> وغيرها من ارقى المدن. واذكر ايضاً، جومانة لصنع اليدويات و<البليكسي> العربي، ميشال كرسوني، وهيلين زغيب التي تعيش في <واشنطن دي سي> وهي فنانة معروفة وموهوبة.

10 طن!

 وحول شحن البضائع، الامر غير اليسير في مشروع مماثل تقول مريانا لـ<الافكار>:

 - انها المرة الاولى التي نعرض فيها بمثل هذا الاتساع في اميركا، وأشكر الله انني املك خبرة <لوجستية> في مجال الشحن لانني سبق وعملت في شركة متخصصة فيه. ما ننقله الى اميركا يبلغ عشرة أطنان، اي ما يوازي حمولة نصف طائرة تقريباً. ولا بدّ لي في هذا المجال من تذكير اللبنانيين باتفاقيات قد تغيب عن بال البعض، بينها اتفاقية <التيسير العربي> بين لبنان والدول العربية ما يسمح بدخول البضائع الى هذه الدول من دون رسوم جمركية، ومع الولايات المتحدة هناك اتفاقية <جي اس بي> الذي تناولها سعادة السفير <جونز> في كلمته وهي عبارة عن برنامج عالمي.

وعن مساعدة السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة الاميركية فجاءت مشكورة جداً من قبل ماريانا التي شرحتها:

- السفارة اللبنانية في اميركا قدّمت لنا الكثير، وكانت السيدة كارلا جزار خير مساعدة، فمدينة واشنطن بأكملها باتت على علم بمشروعنا. المساهمة المادية من قبل السفارة بلغت نحو 30 ألف دولار اميركي، اما مساهمة <غرفة التجارة اللبنانية - الاميركية> فكانت مهمة ايضا ويكفي انهم قدّموا الرعاية والمساعدة لتنفيذ المشروع، فكان السيد سليم الزعني سندا قويا بعد ان قلنا له: <علينا العمل وعليكم الدعم>، وفعلاً لم يبخلوا بالرعاية والدعم المادي فضلاً عن مدّنا بجميع ارقام الشخصيات والشركات المفيدة لمشروعنا. ويمكنني القول ان اتحادنا شكّل طاقة لبنانية واحدة.

وعن الكلفة تقول ماريانا بشفافية:

- بلغت الكلفة الاجمالية لـ<كارافان بيروت> نحو 200 ألف دولار شملت كل المصاريف ومن بينها الشحن، العرض، واعادة الشحن الى بيروت. اما مكان العرض فيتم تجهيزه على الطريقة اللبنانية ليستقبل على مدى أربعة ايام المعروضات اللبنانية. ولاجل هذا التجهيز كان لا بدّ من سلسلة اذونات صعبة في اميركا.. طلينا الجدران، حصلنا على أذونات المأكل، التأمين، الأمن، وأجرينا الاتصالات مع مختلف التلفزيونات ووسائل الاعلام.

عرب وأجانب!..

لكل مشارك في <الكارافان> رسم خاص يدفعه وهو عبارة عن 350 دولاراً، لا يشكّل اي ربح للمنظمين انما يوازي الكلفة فقط. تقول ماريانا: <ليتنا منظمة لا تبغي الربح ما كنا تقاضينا قرشاً واحداً. ولكنت دفعت من جيبي، الا انني ام عزباء ولدي التزاماتي وحياتي>.

 ــ ونسألها: ماذا عن الرواد والزائرين هل سيكونون من اللبنانيين، من الجاليات العربية، ومن تتوقعون من الاجانب؟

 - سيزورنا لبنانيون واميركيون و<بلوغيرز> و<برس>.. وسنزور بدورنا مدناً عدة، من هنا كان عنوان المشروع. اردناه <كارافاناً> متنقلاً فنكون بعد واشنطن في <دالاس> ونيويورك وطوكيو. بدأنا في واشنطن لوجود شركة <بوكوليك> فيها وهي تعود لشريكتي في المشروع نور خوري وحيث لديها شبكة واسعة من الاتصالات، فضلاً عن القدرة الشرائية العالية في هذه المدينة.. طبعاً لن نضخّم الامر ونقول اننا سنصل الى كافة الزبائن من المرة الاولى، والكثير من المنتجات العالمية لا تُطلب الا بعد ثالث او رابع معرض لها، الا انه باب نفتحه. واختيارنا لـ<دالاس> بعد العاصمة مردّه الى ان <دالاس> تُعتبر من اكبر المراكز لانتقاء البضاعة للشراء في الولايات المتحدة، وسوقها واسع.

 

 <لانجري.. بوزيتيف Positive>!

 

بين المشاركين في <كارافان بيروت> سيدات بارزات ليس على الصعيد المحلي فقط. ستيفاني بوغوصيان التي تحضّر لـ<كارافان بيروت> في واشنطن واحدة منهن..

تقول ستيفاني لـ<الأفكار>:

 - لدي انتاجي وتصاميمي الخاصة في <اللانجري> الراقي، أُنتجها في مصنعي في بيروت تحت اسم: <لالا روز>.

وعن التسمية التي تُذّكر للتوّ بالمغرب العربي ودخولها الى هذا العالم تشرح بوغوصيان:

 - تخصصت في الهندسة الداخلية ومن ثم انتقلت الى دراسة الموضة لثلاث سنوات في باريس ومن بعدها درست لسنتين تاريخ الفنون في <معهد اللوفر>، وتابعت اكثر من دورة في كبريات بيوت الازياء العالمية مثل <ايف سان لوران> وغيرها. وقد أردت ادخال مفهوم <اللانجري> الـ<بوزيتيف> (الايجابي) اي الذي تدخله الالوان بعيداً عن <الكلاسيكيات>، بحيث تشعر السيدة بالراحة والفرح، ويمكن لبعض التصاميم ارتداؤها خارج البيت لانها جميعها بمستوى عالٍ، هي <الخياطة الراقية> في الملابس الداخلية.

 وتزيد المصممة اللبنانية قائلة:

 - يذكّرنا اسم <لالا روز> بالمغرب فعلاً، وقد استمديته من هناك. إذ قد دعتني العائلة المالكة المغربية الى زفاف فسموني <لالا> (الاميرة)، ولدى عودتي الى لبنان وجدت الاسم جميلاً وسجلته لمنتجاتي. انجزت تصميمي الاول منذ 14 عاماً بغير معملي الذي يقع حالياً في منطقة جل الديب وانتقل به قريباً الى منطقة الاشرفية حيث الكثير من زبائني. فأنا أفصّل <اللانجري> بحسب الطلب والمقاييس للكثير من السيدات اللبنانيات وللصبايا المقبلات على الزواج، كما ان لدي الكثير من الزبائن في الخليج العربي وبينهن الاميرات. بجهدي ومساعدة من يعاونونني اصبحت ماركة <لالا روز> الاولى من حيث مبيعات <اللانجري> في الشرق، والتي أعرضها في افخر المتاجر في دبي وقطر ومختلف الدول الاوروبية والاميركية حتى اننا وصلنا بمنتجاتنا الى <هونغ كونغ> ونيويورك، وهنا انوّه بضرورة ايمان المرأة بقدراتها لانها بإصرارها وارادتها تصل بعيداً.

 اما بالنسبة لـ<كارافان بيروت> وما تخصّه به، تقول ستيفاني:

 - حاولت بقدر الوقت المُتاح لي ان أخصص ما هو جميل في منتوجات اجمع فيها المهارة الشرقية بالالوان والحرفية الاجنبية، في تطعيم شرقي - غربي لمنتجاتي، وقد تكون بين المعروضات عباءة يُحاك عليها العلم اللبناني من دون ان أؤكد انني أستطيع انجازها قبل الوقت المحدد. المشاركة بالنسبة لي هي من أولوياتي، فكل ما يدعم اسم بلدنا هو واجب علينا. وتعوّل بوغوصيان على الدور النشيط الذي قامت به السفيرة كارلا جزار في واشنطن، معلنة لنا انها بصدد التحضير ايضاً لمعرض بات قريباً في العاصمة الاردنية عمان تحت رعاية جلالة الملكة رانيا.

SAM_8679

بنايات.. من فخار!

رشا نوام مع شريكتها مالين مسعود ستعرضان الفخار اللبناني في <كارافان بيروت> بأشكال مختلفة، منها ما هو تجهيزات للمائدة وبينها المجسّمات من عصافير وغيرها. فبعد المعارض السابقة منذ مدة وجيزة في كل من لندن وفرنسا وبعد اكثر من معرض في بيروت باتت المنتوجات اليدوية التي تقدّمانها تعرف شهرة واسعة. لـ<كارافان بيروت> حضّرت السيدتان بعض المجسمات وقد ادخلتا عليها احرفاً باللغة العربية في كلمات عزيزة علينا جميعا: <حرية.. سعادة.. وغيرها>! تأمل نوام ان تكون هذه الخطوة باباً لمنتجات حرفية مشغولة بعناية فتلقى الصدى المطلوب كتلك التي عرفتها مجسّمات بنايات لبنانية عريقة صُنعت من الفخار وتم عرضها في لندن وباريس، بينها مثلاً بناية <برج المر> المعروفة..

 

عقل: لبنان.. وتحضيرات <كان>

من جهته، سيرج عقل ممثل وزير السياحة ميشال فرعون اثنى على الخطوة الجبارة لـ<كارافان بيروت> قائلاً: <فالوزارة موجودة حيث يكون مشروع لبناني رائد>. وعقل الذي يرئس مكتب السياحة اللبنانية في باريس اخبرنا عن استعدادات المكتب لـ<مهرجان كان السينمائي الدولي> قريباً حيث قد يشارك اكثر من فيلم لبناني.

وبالنسبة لوضع الجالية اللبنانية في فرنسا بعد الهجمات الارهابية مؤخراً يؤكد عقل ان الوضع جيد، ما أتاح للجالية احياء ايام لبنان في باريس على مدى ثلاثة ايام في الدائرة الرابعة من دون اية معوقات، متمنياً لـ<كارافان بيروت> في واشنطن النجاح في خطوته الرائدة.