كلما اقترب يوم 23 حزيران (يونيو) المقبل، موعد الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس وزراء بريطانيا <دايفيد كاميرون> للتصويت على بقاء انكلترا في منظومة الاتحاد الأوروبي، أو الخروج منها الى استقلالية مطلقة، كلما زاد قلق رئيس الوزراء الذي يحاول بشتى الطرق أن يبقي بلاده داخل الاتحاد الأوروبي، لأن الخروج منه قفزة في المجهول.

   وفي هذا السبيل دعا رئيس وزراء بريطانيا الى تأجيل خطاب الملكة <اليزابت الثانية> في مجلس العموم، وهو الخطاب الموعود في أيار (مايو) المقبل، والخاص باطلاق البرنامج التشريعي، في سبيل استيعاب حملة المعارضين لبقاء انكلترا في منظومة الاتحاد الأوروبي.

وتقليد الخطاب الملكي للبرنامج التشريعي لحكومة حزب المحافظين يعود الى عام 1536.

وفي تصور <كاميرون> ان الذين ينادون بالخروج من الاتحاد الأوروبي، إنما يهدفون أيضاً الى أخذ القرار المستقل في التعاطي مع موجة النازحين من سوريا الى أوروبا، وخصوصاً ميناء <كاليه> الواقع بين فرنسا وانكلترا!

وكان الاتفاق المبدئي حول مشكلة النازحين قد أخذ حصته من المناقشة في قمة <اميان> القريبة من منطقة <كاليه>، وقال البيان في مواجهة أحداث سوريا، ان باريس ولندن تدعوان روسيا والنظام السوري الى وضع حد فوري للهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة في الأراضي السورية، ووقف الزحف على مدينة حلب، لأن هذا الزحف يقوض فرص السلام ويهدد بتعميق أزمة اللاجئين ويخدم تنظيم <داعش>، كما دعا البيان روسيا وسوريا الى وقف الهجمات على العيادات والمستشفيات وانتهاكات حقوق الانسان.

وكان <كاميرون> و<هولاند> والمستشارة الألمانية <أنجيلا ميركل> قد عقدوا مؤتمراً عبر الهاتف مع الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> يوم الجمعة الماضي وقالوا للرئيس <بوتين>: <نرغب أن يصمد اطلاق النار في سوريا وأن يمهد لانتقال سياسي حقيقي>.