تفاصيل الخبر

حــــــزب الله يـرصـــــد الــــــــريــاح الإسـرائـيـلـيــــــــة

12/05/2017
حــــــزب الله يـرصـــــد الــــــــريــاح الإسـرائـيـلـيــــــــة

حــــــزب الله يـرصـــــد الــــــــريــاح الإسـرائـيـلـيــــــــة

 

بقلم علي الحسيني

جهوزية-الصواريخ-على-مدار-الساعة---A

أجواء الجنوب لا تبدو ضبابية كالرياح <الربيعية> التي تهب على الجنوبيين من خلال تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتعلقة باحتمال نشوب حرب قريبة بين إسرائيل وحزب الله. فثمة خارطة وحيدة للجنوب وأهله، تقوم على مبدأ وحيد يقول <من يُرد أن يقتلعني من أرضي، سأقتلع قلبه من مكانه>. ولكن لهذا المبدأ خيار آخر يرنو اليه الجنوبيون وهو تجنب أي حرب في الوقت الراهن خصوصاً وأن جميع الأطراف تؤكد ان اي حرب مُحتملة اليوم، لن تكون في مصلحة أحد.

هاجس إسرائيلي دائم

لدى اسرائيل هاجس ثابت اسمه حزب الله، احياناً يرتفع منسوب هذا الهاجس، واحياناً أخرى يتلاشى لفترة لكن محددة من الزمن. ولكن المؤكد ان اسرائيل وحزب الله، تحولا من قوتين عسكريتين بارزتين كل في دولته ومحيطه وأيضاً الى عقدة مستدامة في المنطقة يُصعب حلها في ظل التطورات والصراعات القائمة خصوصاً لجهة ما يجري اليوم في سوريا، مع العلم ان اسرائيل حاولت اكثر من مرة استفزاز الحزب من خلال توجيه ضربات تعتبرها استباقية، ضد اهداف له سواء كانت ثابتة او متحركة، ربما لجره الى حرب خاطفة تعتقد اسرائيل انه يمكنها من خلالها الحد من قدرة الحزب عسكرياً وأمنياً، وهو المنشغل أو ربما الغارق حتى أخمص قدميه في الحرب السورية، ولاعتقادها أيضاً، ان الحزب ربما اليوم، هو أوهن من ان يذهب الى حرب واسعة معها في ظل تركيزه على جبهة أخرى تستنزفه بقادته وعناصره، ولاعتقادها ايضاً، انه في مثل هذه الحشرة، يُمكن ان تُقلّب عليه الرأي العام الشيعي أولاً واللبناني ثانياً، خصوصاً بعد خسائر كبيرة كان تلقاها في الآونة الاخيرة في اكثر من منطقة سورية، على الرغم من نفيالحزب تأسّر وضعه الميداني بتلك الخسائر.

وضمن سياق الاستفزاز المتكرر، تشير تقارير امنية اسرائيلية إلى أن حزب الله لا يزال يشكل أكبر تهديد على إسرائيل، تليه إيران ثم حركة <حماس>. لكن قيادة حزب الله العسكرية، تعتبر في المقابل، ان التقارير والرسائل الاسرائيلية بالإضافة الى التهديدات المتواصلة سواء لجهة الخروقات في الجنوب او الاستهدافات المتكررة لعناصر الحزب ومراكزه في سوريا وعلى الحدود، ليست سوى عمليات استفزازية تدخل في اطار الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل على لبنان، على الرغم من تصاريح جنرالاتها عن التحضير لحرب ثالثة. وبدوره يمارس الحزب أيضاً حرباً نفسية على المستعمرات ظهرت من خلال الجولة الإعلامية التي نظمها، فيما تؤكد مصادره أنه جاهز للرد على أي حماقة اسرائيلية، وأن تل أبيب غير قادرة على تغيير توازن الردع والرعب، وأن ما يثيره القادة الإسرائيليون من تصريحات وتهديدات تغطيها القنابل الدخانية لم تصل بعد الى حدودها القصوى.

دورية-اسرائيلية-عند-الحدود----Aحزب الله يرد بجولة للإعلاميين

التصريحات الاسرائيلية المترافقة مع تهديدات لمسؤولين كبار، تلقفها حزب الله ببرودة اعصاب وربما طمأنينة ذاتية تعتبر أن كل ما يتم التصريح به لا يتعدى فرقعة في الهواء. ولذلك اتت الجولة التي نظمها للإعلاميين عند الحدود اللبنانية او ضمن ما يُسمى بـ<جنوب الليطاني> والتي كانت لافتة في مضمونها وتوقيتها، كرد مناسب على كل التهويلات وللقول إن الحزب جاهز أكثر لكل الاحتمالات وإن الحرب التي يخوضها في سوريا، لن تُلهيه عن حدوده مع اسرائيل ولن تشغله عن تطوير ادائه وسلاحه ولا تدريباته، وبأنه مستعد للرد على العمليات الاستفزازية، برد تفوق خطورته عن مجرد الكلام والرسائل. كما آتت جولة الحزب لتبين أن انشغاله في معركة قانون الانتخابات والتحضيرات الاميركية لفرض مزيد من العقوبات عليه، لن تُلهيه عن معركته مع الاسرائيلي. والاهم أنه مجرد ان يتحدث احد قادة حزب الله الميدانيين خلال الجولة الاعلامية، هو ابلغ دليل على ان الحزب يقول لاسرائيل: اني أراقب واعرف كل تدابيركم بتفاصيلها، واتابع جيداً خططكم الحدودية وهي مكشوفة امامي، وارصدها لحظة بلحظة.

وإذا كانت التقديرات الإسرائيلية تنحو نحو تفسير الاستفزازات الأخيرة لـحزب الله وتحديداً جولة الإعلاميين بأنها نوع من تصعيد كلامي واستعراض قوة لا أكثر ولا أقل، فإن نيات الجانب الإسرائيلي بالنسبة للحرب المقبلة مع حزب الله تثير الشكوك والقلق. فقد كثر في الفترة الأخيرة الحديث الإسرائيلي عن احتمال نشوب مواجهة جديدة مع الحزب، قد لا تكون إسرائيل المبادرة إليها، لكنها قد تنشأ جراء خطأ في الحسابات، مثلما حدث على سبيل المثال عندما أطلق الجيش السوري صواريخ مضادة للطائرات على الطائرات الإسرائيلية التي أغارت على شحنة أسلحة متطورة، كانت في طريقها من سورية إلى قواعد حزب الله في لبنان، فلو سقط الصاروخ الذي ادعت إسرائيل أن منظومة <القبة الحديدية> اعترضته، على بلدة إسرائيلية مأهولة كيف كانت إسرائيل سترد؟. بالتأكيد أن تصرفاً آخر كانت ستظهره اسرائيل اقله امام شعبها وخصوصاً سكان المستعمرات الذين اصبحوا يعلنون على الملأ مدى تخوّفهم من وصول عناصر من الحزب اليهم.

الحريري يسحب فتيل التفجير

هذه <الاستفزازات> المتبادلة بين حزب الله واسرائيل والحرب الاعلامية القائمة بينهما منذ فترة طويلة والتي تُقرأ من وجهة نظر الدبولماسية الدولية بأنها قد توصل إلى أعلى مستويات الخطورة، أخذها رئيس الحكومة سعد الحريري على عاتقه وتلقفها بصدره محاولاً تبريد حدتها أو إطفاءها على ابعد تقدير، وذلك من خلال الجولة التي قام بها في اليوم التالي لجولة الحزب، على الحدود اللبنانية الاسرائيلية والتي رافقه فيها قائد الجيش جوزيف عون ووزير الدفاع يعقوب الصراف، فكانت المحطة الأولى لمركز قوات <اليونيفل> في <الناقورة>.

ومنعاً لأي محاولة لتحريف وجهة العهد الجديد الحازم والعازم على استعادة الثقة بالشرعية وبقدرتها على حفظ السيادة والحدود، أعاد الحريري من خلال الجولة، تصويب البوصلة الوطنية نحو مؤشر الدولة التي لا شريك لجيشها في حماية لبنان وشعبه ولا سلطة فوق سلطتها على امتداد الخارطة من الشمال إلى الجنوب. وقد تركت زيارة الحريري، إرتياحاً داخلياً بدا واضحاً لجهة التقييم السياسي والشعبي خصوصاً وأنها جاءت في ظل التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد لبنان، إضافة إلى انها الأولى لرئيس حكومة يزور فيها هذه المنطقة وتحديداً الحدود المتاخمة للحدود اللبنانية الإسرائيلية، ما شكل نقلة نوعية لجهة تعاطي الدولة المسؤول مع القضايا التي تهم أمن البلد والمواطن بالدرجة الأولى، وهي أثبتت أيضاً أن الجنوب في ذهنية الحكومة، ولا ينفصل على الإطلاق عن بقية المناطق سواء لجهة دعم الإستقرار فيه، أو لجهة تثبيت وجود الدولة بكافة مؤسساتها.

 

حميّد: للجيش دور أساسي في مواجهة الاسرائيلي

مناورة-اسرائيلية-قرب-الحدود-اللبنانية----AS 

عضو كتلة <التنمية والتحرير> النائب أيوب حميّد، شدد على أن <تعزيز حضور الدولة ومؤسساتها في الجنوب ووجودها مع الدور الذي تقوم به، هو أمر يبعث  على الإرتياح، بمعنى أن غياب الدولة ومؤسساتها وأجهزتها عن بعض المناطق، يترك خللاً ونوعاً من المرارة لدى المواطن الذي يسعى إلى الاستقرار وديمومة حياته اليومية. ونأمل المزيد من الزيارات للدولة لتعزيز حضورها ووجودها على كافة الصعد، مؤكداً أن الجيش اللبناني له دور أساسي ومفصلي في حماية الأمن الداخلي والاستقرار، إضافة إلى دوره وما قدمه من تضحيات في مواجهة الإرهاب وفي مواجهة العدو الإسرائيلي. ولذلك نقول دائماً بضرورة تعزيز حضور القوى الأمنية النظامية ورفدها بكل ما تحتاجإليه لتكون قادرة على القيام بواجباتها ومسؤولياتها>.

ويرى حميد أن الرئيس الحريري ومن خلال زيارته للجنوب، إنما كان بين أهله وناسه وفي بلده والجنوب هو أرض لكل اللبنانيين. وتابع: إن الزيارة إرتبطت بحدث ما حصل قبل وجاءت لترد على هذا الحدث بموقف آخر، وهو تحدث من موقعه كرئيس للحكومة وبالتزامات لا يُمكن الخروج منها في ما يتعلق بالرأي العام الدولي وتحديداً القرار 1701، وهذا لا يتعارض مع مسلكنا وتصرفنا بأن اسرائيل هي دائماً التي تخرق هذا القرار، مؤكداً انه من حقنا كلبنانيين مواجهة هذا العدوان إلى جانب كل المقاومين وأهلنا الصامدين الصابرين وبالطليعة جيشنا الوطني.

ويُذكر أنه كان لنواب حزب الله محط كلام رئيسي من محاولات اسرائيل الاستفزازية حيث اعتبر  رئيس كتلة <الوفاء للمقاومة> النائب محمد رعد في حديث صحافي أن إسرائيل غير مؤهلة بعد لكي تشن حرباً على لبنان، قائلاً:  <العدو أعجز وأضعف من أن يضمن نتائج حرب يمكن أن ينزلق اليها، كما أن اسرائيل ليس بمقدورها اتخاذ قرار بشن عدوان على المنطقة من دون إذن الادارة الاميركية. وبدوره، أكد زميله في <الكتلة> النائب علي فياض أن المقاومة في حالة تموضع دفاعي وهي تسعى للحفاظ على معادلة الردع مع الاسرائيلي وتكريس حالة الاستقرار في الجنوب>، مشدداً على أنها <تهدف الى صيانة معادلة الردع وعدم السماح للعدو بالغاء هذه المعادلة>.

غاب المستوطنون وحضر الجيش

وبالتزامن مع جولة حزب الله، غاب المزارعون الإسرائيليون عن بساتين الحمضيات في المستعمرات الحدودية، واقتصر الأمر على تمركز دوريات مؤللة في تلك البساتين بعيدة نسبياً عن الطريق الدولية، وفي المواقع الاسرائيلية المطلة على كفركلا غاب الجنود عن الظهور، حيث كانوا يكتفون بالمراقبة من داخل الأبراج وتسجيل كل الملاحظات، فيما كان يسير الجيش اللبناني واليونيفل دوريات مؤللة على تلك الحدود ليلاً ونهاراً منعاً من تفاقم الأمور وتصعيدها.

وعلى صعيد متصل، كان وضع الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية في حالة تأهب تحسباً لأي تطور، وهو أجرى للمرة الثالثة مع <اليونيفل> تدريبات عسكرية مشتركة على حماية شخصية قيادية، بهدف رفع مستوى الخبرة وتبادل المهارات القتالية، وبحسب مصدر أمني كان شارك في هذه التدريبات، هي تهدف أيضاً إلى تحسين مستوى التفاهم ومكافحة الشغب وإلقاء القبض على مثيريه والتعامل مع حالات وقوع الاصابات، بالإضافة رفع الجهوزية للقوات العسكرية اللبنانية المنتشرة في جنوب الليطاني والتدخل السريع في مختلف الظروف القتالية تحاكي القضاء على مجموعات ارهابية محصنة.

التوازن بين حزب الله واسرائيل

ثمة مسألة لا تقل أهمية، هي تزايد قلق إسرائيل من تعاظم القوة العسكرية لـحزب الله الذي تحول في السنوات الأخيرة من مليشيا إلى جيش نظامي، يملك ترسانة صاروخية، تشكل تهديداً حقيقياً. وبالاستناد إلى تقارير عسكرية إسرائيلية، يملك الحزب اليوم أكثر من 130 ألف صاروخ مقابل 15 ألفاً كانت في حوزته في حرب تموز 2006، ما يجعله قادراً على إطلاق ألف صاروخ يومياً على إسرائيل إذا نشبت الحرب. اما المتغير الثاني هو نوعية السلاح، اذ لدى الحزب حالياً صواريخ بعيدة المدى من طراز M-600 من صنع سوري مشابهة لصاروخ الفاتح 110 الإيراني، والقادر على الوصول إلى 300 كيلومتر، ويمكنه حمل رأس متفجر بزنة 500 كيلوغرام، بالإضافة إلى صواريخ <سكود> التي تصل الى 700 كيلومتر التي تستطيع اصابة مبنى الكنيست في القدس، ومفاعل <ديمونا> في النقب، ومحطات الطاقة في عسقلان. هذا من دون الحديث عن الخبرة القتالية التي اكتسبها مقاتلو الحزب، جراء مشاركتهم في الحرب في سورية إلى جانب النظام السوري، وتدربهم على يد الروس والإيرانيين. ذلك كله سيجعل إسرائيل تتكبد خسائر بشرية لم تعرفها من قبل.

ويضع الإسرائيليون سيناريوهات عديدة للمواجهة المقبلة مع حزب الله، من بينها تسلل وحدات تابعة لفرقة النخبة في حزب الله إلى داخل إسرائيل واحتلالها مؤقتاً مستوطنات إسرائيلية في الجليل وتحقيق نصر رمزي يمكن أن يترك أثره العميق في وعي الإسرائيليين، واستخدام الحزب طائرات من دون طيار محملة بالمتفجرات واستهداف العمق الإسرائيلي وأهداف ذات أهمية استراتيجية بقصف مفاجئ بالصواريخ البعيدة المدى، قبل أن يتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من تدمير هذه الصواريخ، مثلما فعل في حرب تموز 2006، هجوم <سيبراني> يعرقل عمل الأجهزة في إسرائيل ويعيق حركة قواتها العسكرية، التحرك على أكثر من جبهة وامكانية استخدام جبهة الجولان، لا سيما المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام بشار الأسد. وفي المقابل، يتحدث الإسرائيليون عن خطط يضعونها لمواجهة حرب جديدة، في طليعتها أن الحرب المقبلة ضد حزب الله لن تميز بين أهداف تابعة للحزب وأخرى للحكومة اللبنانية. ومنذ الآن تسوق إسرائيل فكرة أن الحكم في لبنان والحزب يشكلان جزءاً لا يتجزأ، مستغلين كلام رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، في هذا الشأن.

وتجدرالاشارة إلى أنه، على الرغم من التحصينات الدفاعية التي يقيمها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان، فإنه لم يغير عقيدته العسكرية من هجومية الى دفاعية، لكنه جعل من عنصر الدفاع مكوناً رابعاً في عقيدته السابقة التي اعتمدت على ثلاثة عناصر أساسية، الردع والإنذار المبكر والحسم.

تأثير العقوبات الأميركية

جولة-حزب-الله-للاعلاميين----Aعلى حزب الله

 

تحركت خلال الفترة الاخيرة، الكثير من المرجعيات السياسية باتجاه احتواء العقوبات التي سوف تفرضتها الولايات المتحدة الاميركية على حزب الله وبيئته وذلك ضمن مشروعي قرار يحضر لهما في أقبية الكونغرس الأميركي، الأول مقدم من سيناتور ولاية فلوريدا <ماركو روبيو>، أما الثاني فقدمه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب <إد رويس> وينصان على <تشديد الحصارِ المالي على حزب الله كنموذج معدل عن الحزمة التي صدرت عام 2015. هذه العقوبات التي يُهيئ لها، استدعت استنفاراً من الحكومة اللبنانية التي تبحث كل السبل في سبيل ايجاد طريقة ملائمة للتعاطي مع قانون العقوبات هذا والتخفيف من حدته. لكن حزب الله الذي يُساهم الى حد ما من اجل ايجاد طريقة <لينة> لامتصاص فورة الغضب الاميركية، يركن في طروحاته الى خيارات غير سياسية خصوصا ًوأن القرار الاميركي يشمل الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وكل أعضاء مجالس الشورى والتنفيذي والسياسي، وكل المؤسسات التابعة للحزب أو التي تربطها علاقات به، سواء أكانت تربوية أم خيرية أو ربحية أو اجتماعية.

مصادر معنية بسياسة التهدئة التي تعتمدها الدولة اللبنانية، تعتبر أنه في حال صدور قانون العقوبات بالصيغة المطروحة حالياً، بالإضافة إلى استمرار التضييق الأميركي على حزب الله وإيران، فهذا يعني أن الامور قد تتجه إلى تصعيد أكبر، وذلك عبر اندلاع حرب بشكل أو آخر، سواء أكان ذلك في لبنان أم في سوريا. إذ يستحيل على حزب الله السكوت على ما يُمكن ان يتعرض له. بالتالي، فإن أي حرب إسرائيلية، قد تسهم في إعادة البحث بإمكانية التخفيف من حدة هذه العقوبات. لكن طروحات اخرى وأراء، تستبعد امكانية نشوب حرب باعتبار أن ما يهم الحزب هو منع إسرائيل من شن حرب، تجنباً لتكاليفها وبالتالي، كل الرسائل التي يوجهها الحزب وتصب في خانة التصعيد، هدفها الإشارة إلى أن أي حرب ستقدم إسرائيل عليها ستكون تكلفتها باهظة.

حماية الكنيست من صواريخ الحزب

وفي المفهوم الاسرائيلي للحرب مع حزب الله اليوم، فقد تركز على عمليات محدودة استهدفت منشآت وقوافل للحزب لكن ضمن الاراضي السورية تقول اسرائيل انها كانت تحوي أسلحة كاسرة للتوازن كان ينوي الحزب إدخالها الى لبنان. وقد ساعدت هذه الخصوصية مع الغموض الإسرائيلي في منع تطور المعركة إلى حرب على الرغم من إدراك إسرائيل أن كميات من أنواع الصواريخ التي دمرتها في سوريا قد وصلت بالفعل إلى مخازن ومنشآت حزب الله في لبنان. وها هو قائد قاعدة حيفا البحرية العميد <ديفيد ساعر سلما> يُصرح بأن حزب الله تحول إلى ما يشبه الجيش مع كميات كبيرة من الصواريخ بمديات مختلفة ورؤوس حربية متنوعة، معتبراً ذلك تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، في الوقت التي تحدثت فيه صحيفة <معاريف> عن تدريبات تجريها الجبهة الداخلية في القدس بهدف الاستعداد لحماية الكنيست من صواريخ <حماس> وحزب الله.