تفاصيل الخبر

حزب الله يضرب الداخل الإسرائيلي..

05/09/2019
حزب الله يضرب الداخل الإسرائيلي..

حزب الله يضرب الداخل الإسرائيلي..

  

من يرسم سيناريو المرحلة المُقبلة؟

 

بقلم علي الحسيني

بعد عملية الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة التي استهدفت الضاحية الجنوبية وما سبقها من سقوط عنصرين لـحزب الله في غارة نفذها الطيران الإسرائيلي في سوريا، كثر الحديث عن احتمال توجيه <الحزب> ضربة لإسرائيل لم يكن حتى ظهر الأحد الماضي زمانها أو مكانها، وهو أمر تكرّر في أكثر من مرّة كان تعرّض خلالها <الحزب> لاستهداف إسرائيلي، لكن المفاجآة أتت عند الساعة الرابعة والربع من بعد ظهر الأحد عندما وجه حزب الله صواريخه باتجاه آلية عسكرية لحظة مرورها في منطقة كان وضعها في مرمى نيرانه داخل مُستعمرة <أفيفيم>.

 

بانتظار المكان والزمان المناسبين!

كانت تركزت الأسئلة خلال الفترة التي تلت استهداف الضاحية الجنوبية بطائرات اسرائيلية مُسيّرة، حول كيفية الرد الذي سيعتمده حزب الله على العملية وأين ومتى، بعدما تجاوز جميع المعنيين واقع أن رد الحزب أكيد وحاصل. البعض حدد الساعة الصفر مع انتهاء الاحتفال بذكرى تغييب السيد موسى الصدر، والبعض رأى أن مجالس عاشوراء ستكون الحد المانع لأي رد من الحزب، في وقت أكد معنيون أن لا مانع يحول دون الرد على اعتداء إسرائيلي في هذه الأيام العشرة، ودخلت فيه التحليلات في المنطقة حول الواقع المستجد والخطير بين إسرائيل وحزب الله والتطور الأمني البارز الذي تمثّل بتهديد عاصمة القرار لدى <الحزب> (الضاحية الجنوبية) في خانة التأكيد بأن رد <الحزب> آت لا محالة وأن ما ينتظره هو فقط التوقيت بالإضافة إلى اختيار هدفه أو ربما اهدافه بدقة، ثمة من اعتبر أن لا <الحزب> ولا إسرائيل هما في وارد الدخول في حرب غير محسومة النتائج ولا التكلفة التي قد يتكبدها الطرفان خصوصاً في حرب مفتوحة على مصرعيها العسكري والأمني على الرغم من توعّد الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله إسرائيل وتأكيده ما بين سطور كلامه على أن الضربة قائمة لا محالة بغض النظر عن حجمها وتأثيرها، والتبعات التي يمكن أن تترتب عليها. وكان بارزاً في عدم تحديد حزب الله موعداً للضربة ما يُشبه مقولة إن انتظار حكم الإعدام أكثر ألماً من تنفيذه، وهذا ما كان انطبق حتّى قبل موعد الضربة حرفياً على الوضع الراهن، ولهذا عاشت دولة إسرائيل حالة من الهلع والتوتر انتظاراً لضربة انتقامية وشيكة، وسط حالة من الطوارئ غير مسبوقة، بما في ذلك وضع قواتها وطائراتها وقببها الحديدية في حال تأهب قصوى وجهوزية تامة لجيشها.

المؤكد أن حزب الله لم يكن ليذهب على لسان أمينه العام إلى مرحلة تأكيد الرد على الخرق الكبير الذي مارسته إسرائيل رغم استباحاتها اليومية للسيادة اللبنانية وبطرق مختلفة ومتعددة، لكن الجديد في الخرق الأخير هو ما كشفه <الحزب> عن أن إحدى الطائرتين المُسيرتين كانت تحمل متفجرة زنتها خمسة كيلوغرامات تقريباً من مادة <السي 4> الأمر الذي فسّرته قيادة حزب الله بأنه محاولة اسرائيلية جديدة لاغتيال شخصية قيادية كبيرة من <الحزب> لم يتم الكشف عن هويتها حتى اللحظة، وذلك في إطار مخطط اغتيالات ربما لا يستثني أحداً.

 

موقف لبنان الرسمي.. والحريري المدافع الأبرز!

من نافل القول إن الدور العسكري الذي يؤديه أو يُمارسه حزب الله في لبنان والمنطقة لا يحظى بإجماع شعبي ولا سياسي ولا حتى حكومي، لكن في كل الحالات فإن <الحزب> حالة قائمة لا يُمكن التنكّر لها ولا لشعبيتها خصوصاً داخل البيئة الشيعية. من هنا فإن ما أظهره الحزب من مواقف واحتياطات عقب حادثة الطائرتين، وُجه برفض من بعض القوى السياسية والشعبية، ولكن في ما يتعلق بلبنان الرسمي وتحديداً مواقف الرؤساء الثلاثة، فإن ما عبروا عنه هو أكثر من كاف وتحديداً لجهة الدعوة الدولية لإدانة الخرق الإسرائيلي بالإضافة إلى اتهامها بمحاولة جر المنطقة إلى حرب لا يُمكن لأي طرف تحمّل نتائجها. أمّا الأبرز في هذا السياق، فقد كان ما سُرّب عن رئيس الحكومة سعد الحريري خلال جلسة مجلس الوزراء قوله إن من حق لبنان الرد على الإعتداء الاسرائيلي. وبحسب المصادر فإن وزراء القوات اللبنانية أكدوا ان ما حصل هو اعتداء ولكن طالبوا بترك حق الرد للدولة، مشيرة الى ان جواب رئيس الحكومة سعد الحريري كان واضحاً بأن إسرائيل هي من بدأت بالاعتداء.

المؤكد أن الرئيس الحريري نزع بكلامه فتيل التفجير الداخلي ومنع في الوقت نفسه تحويل الإعتداء الإسرائيلي إلى مادة سجال سياسي وشعبي وهذا ربما ما كانت تسعى اليه إسرائيل في عدوانها، أي بث الخلافات بين اللبنانيين وتحويل دور المقاومة فيه إلى مادة خلافية في ما بينهم. منعاً للإنزلاق والذهاب إلى مرحلة يُصعب فيها بعدها إعادة الأمور إلى حجمها أو نصابها المُفترض، واستباقاً منه لأي محاولة إسرائيلية بجر لبنان إلى حرب مفتوحة، فقد أجرى الحريري اتصالاً بوزير الخارجية الروسي <سيرغي لافروف> ابلغه خلاله ان الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف منطقة ضاحية بيروت الجنوبية هو عمل خطير واعتداء على السيادة اللبنانية وخرق للقرار 1701 الذي أرسى الهدوء والاستقرار طوال السنوات الماضية.

وأوضح الحريري ان لبنان يعول على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر، وتوجيه رسائل واضحة لاسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية. وأكد ان اعتداء اسرائيل على منطقة مأهولة بالسكان المدنيين وجه ضربة لأسس حالة الاستقرار التي سادت الحدود منذ صدور القرار 1701، ويهدد بتصعيد خطير للأوضاع في المنطقة، لا يمكن التكهن بنتائجه.

وحدة الموقف بين السياسة والعسكر!

خلال الاجتماع الطارئ الذي عقده المجلس الأعلى للدفاع، أجمع الحاضرون على موقف واحد سياسياً وأمنياً، انطلاقاً من موقف رئيسي الجمهورية والحكومة على اعتبار أن أي اعتداء إسرائيلي هو اعتداء على كل لبنان، وأن لبنان يجب أن يرد بكل الوسائل المتاحة له. والتأكيد الثاني هو ربط الموقف السياسي بالعسكري، لأن الجيش جزء أساسي في ما يمكن أن يعدّ للبنان. قائد الجيش العماد جوزف عون حدد خيار المؤسسة العسكرية أن الرد على أي اعتداء إسرائيلي أمر مفروغ منه، وهذه أوامر معطاة لكل القوى العسكرية قبل الحادثة وبعدها، لا يمكن أن يقف الجيش على حياد أو متفرجاً على أي عملية عسكرية ضد لبنان. وبدوره أبلغ الجيش الجميع أنه حاضر وجاهز لمواجهة كل الاحتمالات المطروحة، وأن ألويته وقطعه مستنفرة، وأن أي جندي أو ضابط لن يحتاج الى أوامر جديدة كي يرد على أي عمل عسكري إسرائيلي، وهذا ما تبلغته مجدداً كل القطع والألوية.

من جهته وبعدما أفادت بعض الوسائل الاعلامية بأن حزب الله قال إنه سيرد على الاعتداء الاسرائيلي وإنه أبلغ المجلس الاعلى للدفاع بخياره هذا، نفى وزير الدفاع الياس بوصعب هذا الأمر وليؤكد أن هذا الموضوع لم يطرح في جلسة المجلس إنما كل ما تمت مناقشته هو فقط ما صدر في البيان الرسمي. وبالتزامن، فلم تكن قد مضت فترة 48 ساعة على اجتماع المجلس الأعلى   برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، حتى بدأت أولى الخطوات العمليّة للبنان الرسمي بمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية، إذ أطلق عناصر من الجيش اللبناني النار على ثلاث طائرات اسرائيلية مسيّرة حلّقت فوق أحد مراكزه في منطقة العديسة الجنوبية، والتي باتت عنواناً للتصدّي بعد حادثة <الشجرة> الشهيرة في شهر آب عام 2010.

وعلى الخط السياسي نفسه اكد عضو كتلة <التنمية والتحرير> النائب محمد خواجة أن ما حدث في الضاحية الجنوبية هو اعتداء وعدوان اسرائيلي سافر على منطقة عزيزة من لبنان، ما حدث لم يكن مصادفة انما كان فعلاً اسرائيلياً عن سابق تصور وتصميم، والهدف منه محاولة تعديل قواعد الاشتباك لمعادلة رسمناها بدماء آلاف الشهداء والجرحى والاسرى، معادلة رسمناها بتحرير العام 2000 وكرسناها بانتصار عام 2006، ولا يمكن أن نسمح للاسرائيلي أو غيره أن يكسر هذه المعادلة.

ماذا يقول حزب الله؟

ثمة ثابتة مؤكدة وهي أن التهديد الخطير لإسرائيل ليس إيرانياً فقط، بل هو تهديد السيد نصر الله الذي أعلن أن إسرائيل قد تجاوزت خطاً أحمر ولا بد من محاسبتها، وعليه استمر الاستنفار وحالة التأهب الشديد على الجانب الإسرائيلي حتّى الساعة ريثما تخرج بوادر اخرى قد تُعيد الوضع الميداني إلى ما كان عليه قبل الخرق الإسرائيلي وما بعد رد <الحزب> الصاروخي. هذا مع العلم أن نصر الله وخلال لقاء علمائي مع قرّاء عزاء لمناسبة قرب حلول ذكرى عاشوراء، كان تطرق إلى موضوع الطائرات المسيّرة، فقال: حزب الله ما التزم يسقّط كل الطائرات، فما حدا يقول يا سيد في mk بالجو، المقاومة بتقدّر أيمتى ووين تضرب، يمكن تنزل 4-5 طيارات مش أكتر بشكل يقيّد حركة الإسرائيلي الاستطلاعية. فإذا عنا سلاح نوعي مش رح نستهلكه بالطائرات المسيرة.

وأضاف نصر الله: <فيكن تناموا مرتاحين، الرد مش اليوم، وقت ضربة القنيطرة كان الجو حامي وفي 6 شهدا ونطرنا 10 أيّام، فهلق مش مستعجلين أبداً، خلي الإسرائيلي مستنفر>. وتابع قائلاً: بحوزتنا (مسيّرات) مثل التي ارسلوها إلينا، وقد نرسل لهم مثلها، ثم يستهدفونها بصاروخ ثمنه عشرات بل مئات آلاف الدولارات، عندها نخسر نحن بضعة آلاف الدولارات فيما هم سيخسرون الكثير. ولفت إلى أن المسيرة في معوض كان هدفها واضح ومحدد وعلمنا ما هو هدفها وطبعاً نتحفظ عليه. وفي مجال آخر، قال نصر الله: لن نخرج من سوريا حتى بعد انتهاء المعارك هناك، وهذا طلب الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً.

من جهته أشار رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الى أن السيد نصر الله قال لـ<نتنياهو> إن عليه الوقوف على رجل ونصف، وأنا اقول له انتظر <الكف>، ولن تبقى واقفاً على رجل ونصف، وأنتم تعلمون ما سيحصل له عند ذلك. وقال: نحن لا نتحدث للادعاء، وإنما نتحدث عن وقائع وتجارب، ونعرف أن <نتنياهو> لا يستطيع سوى ان يتهددنا بقصف طائراته وبالاعتداء وقتل الناس، مشدداً على أننا لم ولن نسعى للحرب، لكننا ندافع عن أهلنا وبلدنا وسيادتنا وكرامتنا وهذا هو الأهم.

في هذا الصدد تؤكد مصادر مقربة من حزب الله لـ<الافكار> أن كلام نصر الله وصفي الدين، جاء ضمن سياق اللعبة الإعلامية التي يمتهنها نصر الله خصوصاً في حروبه مع الإسرائيلي، فإذا عدنا إلى منطق أن الرد <ليس اليوم>، نرى ان الصدق فعلاً تجلّى في كلامه إذ ان الرد جاء بعد عدة أيّام. من هنا فإن الإسرائيلي أخذ تهديدات نصر الله على محمل الجد يوم توعد الجيش الإسرائيلي.

.. وجاءت ساعة الصفر!

بعد اسبوع بالتمام وضع حزب الله تهديداته ضد إسرائيل موضع التنفيذ مع إعلانه تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في مستعمرة <أفيفيم> القريبة من الحدود اللبنانية. فقد أعلن <الحزب> إنه عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم الأحد بتاريخ 1 أيلول (سبتمبر) 2019 قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها. من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء تبادل إطلاق النار مع حزب الله على طول الحدود مع لبنان بدون وقوع إصابات في صفوفه، وقال المتحدث باسمه <جوناثان كونريكوس> للصحافيين إن <الحدث التكتيكي بالقرب من أفيفيم والذي تمثل في تبادل إطلاق النار انتهى على الأرجح>، مشيراً إلى إصابة سيارة إسعاف عسكرية جراء ما حصل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن عدداً من الصواريخ المضادة للدبابات أطلقت من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية ومركبات عسكرية. وأشار إلى انه أطلق أكثر من 40 قذيفة صاروخية على جنوب البلاد، وقد استهدف خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون مما أدى إلى إندلاع حرائق في أحراج البلدات التي تعرضت للقصف. وبعد التقارير الأولية عن إطلاق النار، دعا متحدث عسكري الإسرائيليين الذين يعيشون على بعد أربعة كيلومترات من الحدود مع لبنان إلى البقاء في منازلهم وتجهيز ملاجئ الإيواء بدون مطالبتهم بالدخول إليها في الوقت الحالي.

وفي وقت أطل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي <بنيامين نتنياهو> مؤكداً أن لا إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي نتيجة رد حزب الله، نشرت صحيفة <يديعوت أحرنوت> مشاهد تظهر نقل جرحى جنود إسرائيليين، اصيبوا في عملية <الحزب> في مستوطنة افيفيم على الحدود مع لبنان.

قوة حزب الله.. أين تكمن؟

المُلاحظ أن حزب الله قام بتنفيذ سلسلة خطوات ميدانية إستبقاية بعد عملية الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة، فقد قامت عناصر <الحزب> بعمليات دهم وتوقيفات في الضّاحية على خلفيّة إعتداء الطائرتين. وقد أكدت مصادر مقربة من <الحزب> أن ما جري في الضاحية الجنوبية اجراءات أمنية مشددة مرتبطة بذكرى عاشوراء ولا توقيفات ولا علاقة لها بالاعتداء الاسرائيلي الأخير. لكن في جانب من عملية ضبط الأمن، تم الكشف عن مجموعة أمور امنية تُترك لحينه.

يبدو أن هناك مجموعة سيناريوات كانت أُدرجت قبل رد الحزب بأيّأم قليلة تتعلق بكيفية رده على إعتداء الضاحية، وعلى منزل تحصن فيه عناصر الحزب في سوريا. السيناريو الأول يتعلق بقيام حزب الله بعملية عسكرية غير نظامية، من خلال زرع عبوة تستهدف آلية إسرائيلية، أو إستهدافها بصواريخ موجهة عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وكان هذا السيناريو الأكثر اقناعاً من جانب الجيش الإسرائيلي الذي قيل إنه قام بإخلاء المنطقة بعمق 7 كيلومتر منتقلاً إلى خط الدفاع الثاني، لمنع إتاحة أي هدف للحزب، وذلك في مسعىّ منه لتجفيف الأهداف ليكتفي الحزب بأي هدف صغير قد يمرره الإسرائيلي عن قصد.

أمّأ السيناريو الثاني فتمثل بإستخدام حزب الله لطائرة إستطلاع مفخخة، مماثلة لتلك التي أستخدمت في الضاحية لضرب هدف عسكري إسرائيلي عبر تفجيرها داخله. وهذا ما نُقل عن نصر الله نفسه خلال اللقاء الذي كان جمعه بقرّاء العزاء، إذ قال إن الحزب يمكنه إرسال طائرة مسيرة مفخخة، ويمكن لإسرائيل إسقاطها بصاروخ سعره يفوق بآلاف المرات سعر الطائرة. والسيناريو الثالث يتحدث عن إسقاط طائرات إستطلاع فوق الأراضي اللبنانية، ومن غير الصحيح ما يُشاع حول أن تل أبيب هي من يتقصد إرسال طائرات إستطلاع ليقوم الحزب بإسقاطها ويكتفي بهذا الردّ، إذ إن هذا الرصد الدقيق الذي تقوم به إسرائيل عبر مسيّراتها، هو لمراقبة كيفية تحرك حزب الله بعد خطاب نصر الله وما إذا كان هذا التحرك هو مؤشر تصعيد خطير أم لا.

أمّا السيناريو الرابع وهو الأكثر غموضاً كان خصوصاً وانه تحدث عن أن الحزب لا يمكن أن يحدّ خياراته بإستهداف آلية على الحدود، فالأمور قد تصل إلى ما هو أبعد، ميدانياً وجغرافياً، والبعض تحدث هنا عن عمليات خارج نطاق سوريا ولبنان.

من جهته كان استعاد المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي <أفيخاي أدرعي> نغمة نشر صورة لشخصيات قال إنها المسؤولة عن مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان، مشيراً الى أنه مشروع إيراني يهدد أركان الدولة اللبنانية ويدار بسرية تامة من قبل حزب الله. وقال: إن العميد محمد حسين زادة حجازي ــ قائد فيلق لبنان في قوة القدس ــ الذي يقود مشروع الصواريخ الدقيقة، هو ضابط رفيع المستوى يعمل مباشرة تحت إمرة قائد فيلق القدس قاسم سليماني وإنه يقود القوات الإيرانية المعتمدة بشكل دائم في لبنان. والعقيد مجيد نواب المسؤول التكنولوجي للمشروع والذي يعمل تحت توجيهات سليماني وهو مهندس خبير في مجال صواريخ أرض أرض ويشرف على الجوانب التكنولوجية للمشروع ويتابع ويشرف بشكل فعال على مواقع مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان>.

وأضاف: فؤاد شكر وهو من كبار قادة حزب الله والذي يقود مشروع الصواريخ الدقيقة في التنظيم وهو مستشار كبير للأمين العام لحزب الله وعضو الهيئة العليا في حزب الله ــ مجلس الجهاد ــ ويندرج في قائمة المطلوبين لدى وزارة الخارجية الأميركية.