تفاصيل الخبر

حزب الله و «المستقبل ».. «حوار طرشان » أم عُقلاء؟

11/03/2016
حزب الله و «المستقبل ».. «حوار طرشان » أم عُقلاء؟

حزب الله و «المستقبل ».. «حوار طرشان » أم عُقلاء؟

بقلم علي الحسيني

الشيخ-رحيم

تحوّل الحوار بين حزب الله وتيار <المستقبل> الى دليل حسي وواقعي على حال البلد وصحته في الآونة الاخيرة، وأصبحت تُستشف من خلاله المراحل المقبلة والتقلبات السياسية والامنية على حد سواء، الأمر الذي يؤكد على أهمية هذا الحوار والتعويل على نتائجه، بالإضافة الى ضرورة دفعه نحو الامام وإنجاحه مهما بلغت الصعاب والتحديات.

كلام مشاكس من حزب الله

 

تؤكد مجريات الأمور في البلد ان الانسداد الذي ما زال يجري الحديث عنه في ملف رئاسة الجمهورية كان قد حصل قبل اندلاع موجة التصعيد السعودية - الايرانية الأخيرة، لا لشيء الا لأن حزب الله وعبره ايران كانا قررا عدم تسهيل مبادرة زعيم <التيار الازرق> الرئيس سعد الحريري لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، ولكن التصعيد الحاصل سلط النائب-الجراحالأضواء بشكل كبير على الانسداد كنتيجة حتمية للتوتر التصاعدي، وهو الأمر الذي لاقاه نواب من حزب الله في هجمات حادّة على الحريري يومئذٍ، منهم رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد الذي غالباً ما يتخذ الدور الهجومي الأساس في معارك حزبه الاعلامية والسياسية، فذهب في تهجّمه على الحريري من دون ان يسمّيه، الى حدود الحديث عن عدم وجود ملاذ له في بيروت، كما لمّح بوضوح الى رفض التسوية الرئاسية التي اقترحها، اذ اتهم الفريق الآخر بأنه يريد ان يصادر الدولة بمؤسساتها الدستورية وغير الدستورية، لمصلحة وكيل او لمصلحة سياسة غربية او عربية.

وفي التدليل على العقبة التي كان قد وضعها كل من الحزب وايران هو الجزء الاهم من كلام رعد الذي تابع تهجمه على الحريري حيث قال: <كفانا عهراً وافساداً وفساداً وسرقة، فمن يعش الإفلاس في ملاذه الذي يؤوي اليه الان يجب الا يجد مكاناً له في لبنان من أجل نهب البلاد مرة جديدة، وبالتالي فان كل ما يجري من محاولات لإجراء صفقات وتسويات تحت عنوان إعادة الاستقرار لهذا البلد انما هدفها رسم مسار اخضاع هذا البلد لسياسات هذه المملكة او تلك الدولة الكبرى، وعليه، المسألة ليست مسألة شخص نسلمه موقعاً في رئاسة الجمهورية ثم لا يجد صلاحيات يستطيع ان يحكم بها البلاد لان كل الصلاحيات مصادَرة من الشخص الموكل بحفظ سياسات هذه المملكة أو تلك الدولة>.

 

ردّ من المشنوق

امين-عام-الجماعة-الاسلامية-الشيخ-عزام-الايوبي

بعد كلام رعد الموجّه ضدّ الرئيس الحريري، ترك تيار <المستقبل> كلمة الرد لأحد صقوره، وزير الداخلية نهاد المشنوق أحد أبرز المنظرين للانفتاح على الحزب والتواصل المباشر معه حيث قال <ان تصريح رعد لا يسهل إتمام الحوار، والاستمرار في الحوار مع حزب الله قيد تشاور داخل التيار>. اختار المشنوق كلماته هذه بعناية على باب رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر من دون ان يُعلن وقف الحوار ولا استمراره، لكنه وصّف واقع الحال كما هو، لعلمه بأجواء تيار <المستقبل> واقتناعه بحسب ما تقول مصادره، بأن لا مجال للتغاضي عن الأصوات المستقبلية المعارضة داخل التيار خصوصا بعد كلام رعد، ولذلك عمد الى لملمة الوضع مع الحزب على الطريقة التي تحفظ <ماء الوجه> في حال تأكد لـ<التيار الازرق> انه لا غنى عن اللقاءات الثنائية مع الحزب، في ظل هذه الاجواء التي تعيشها المنطقة حتى ولو تقرر عقدها في السر.

التوتر المذهبي بديل عن الحوار

فعلاً، وعلى الرغم من كلام رعد، وارتفاع نبرة التخاطب بين تيار <المستقبل> وحزب الله، وبلوغ السجالات حدتها، الا ان الحوار الثنائي بينهما لم يتوقف رغم الضجيج الذي أُثير حول الموضوع حيث ذهب البعض للقول ان قصر عين التينة سيُطفئ انوار لقاءاته الليلية بين الفريقين، لكنه عاد واستؤنف بوتيرة انشط  بعد موافقة الفريقين على المضي به، ومن غير المستبعد ايضاً بروز ملامح مرونة قد تظهر خلال الفترة المقبلة لجهة ايجاد مسعى لتفعيل العمل الحكومي مع الفريقين المعنيين، وذلك بعدما بات من المسلم به انه لا افق واضحاً لاي انفراج في الملف الرئاسي، الأمر الذي يوجب العودة الى مساعي تفعيل الحكومة على قاعدة تحريك الملفات الاكثر الحاحا للمواطنين. وهنا لا تستبعد اوساط الطرفين ان تتناول جولة الحوار الجديدة بين حزب الله و<المستقبل> هذا الملف، خصوصاً ان الفريقين لمّحا تكراراً في السابق طاولة-حوار-الاقطاب-برئاسة-بريالى ضرورة تفعيل عمل المؤسسات.

 وتعتقد الاوساط نفسها ان السقف الذي يضبط هذا الحوار والذي يملي استمراره، بات يعكس مصالح حيوية للفريقين في تجنب التوتر المذهبي الحاد ومنع امتداده الى الشارع الاسلامي في لبنان. كما ان المصالح نفسها تحول دون انهيار الواقع الحكومي الذي يبقى يشكل مصلحة مشتركة لهما وللآخرين ما دام التوافق متعذرا على الملف الرئاسي، وهي مصالح للفريقين اللبنانيين وكذلك لراعيتيهما الاقليميتين اي السعودية وايران اللتين رغم الاختلاف الواضح والفاضح بينهما، لم تظهرا نيتهما في تفجير البؤرة اللبنانية وتجاوز الخطوط الحمراء التي تحكم علاقة المذاهب والطوائف اللبنانية ببعضها البعض.

الصراع المذهبي ينتقل الى  مواقع التواصل

سنة ونيف على بدء الحوار بين <التيار الازرق> و<الحزب الاصفر>، وهما الجهتان الاكثر خصومة في لبنان، بهدفين رئيسيين منذ البداية هما تخفيف الاحتقان السني - الشيعي في الشارع بالإضافة إلى النقاش حول موقع رئاسة الجمهورية، الا ان ما حصل في الاسبوعين الماضيين أفرغ الحوار من مضمونه، فبعد اكثر من 25 جلسة حوارية والفراغ الرئاسي لا يزال مستمراً مع تمسك حزب الله بترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، ورفض التسوية التي طرحها الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية، مما يعني ان الفراغ مستمر لأجل غير مسمى.

اما الاحتقان المذهبي الذي من اجله تُعقد جلسات الحوار، فقد ظهر من خلال اشتعال مواقع التواصل الإجتماعي مؤخراً بين جمهوري الحزب و<المستقبل>، حيث أطلق جمهور الاول <هاشتاغ> عبارة عن شتيمة بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الأمر الذي استدعى رداً من جمهور <المستقبل> بحق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. هذا الصراع الذي اقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي عكس صورة الاحتقان الحقيقية في الشارعين، رغم ان الفريقين عبرا خلال مواقف لهما بان ما يحدث على مواقع التواصل هو احد اوجه الديموقراطية وهو من طبيعة الخلاف السياسي في البلد. لكن هل فكر الطرفان فيما لو تفلتت الأمور ذات يوم وتحولت اللعبة الديموقراطية الى لعبة بشعة في الشارع؟ وماذا لو انفلت الشارع من ايدي هؤلاء السياسيين، فهل من يضمن عودة الأمور الى نصابها الطبيعي؟

النائب-مجدلانيبين حزب الله والمستقلين و<المستقبل>

مصدر بارز في حزب الله رفض الكشف عن اسمه اكد عبر <الافكار> ان الحزب يسعى على الدوام الى الحفاظ على العيش المشترك وعلى السلم الاهلي وبث أجواء التفاؤل في البلد على رغم سعي البعض لجره الى جهة مغايرة. ويقول المصدر: مستمرون في الحوار لانه منهج في التعاطي والتواصل مع الاطراف السياسية في الداخل اللبناني، والخلاف في الحياة السياسية هو طبيعي، وهو أثبت ايجابيته من خلال التواصل والاستماع الى آراء بعضنا البعض حتى ولو استمر الخلاف. ورفض المصدر اعتبار تصريح رعد تهديدياً بل هو كلام سياسي، فالطرف الآخر برأيه هو من يصعد ضد الحزب ليس بكلام سياسي فقط بل بشتائم واتهامات وتصريحات تحريضية، ومن الطبيعي أن يرد حزب الله بالكلام السياسي كما فعل رعد.

في المقابل، ترى اوساط مستقلة مواكبة للحوار انه عند بداية عاصفة الحزم في اليمن وصلت التصريحات بين نصر الله والحريري إلى ذروتها ومع ذلك استمر الحوار، والتصعيد بين الطرفين اليوم لا يعني انقطاع الحوار فاذا لم يكن هناك خلاف فلا ضرورة لاستمرار الحوار. ولفتت الأوساط الى ان بداية الخلاف والتصعيد الذي حصل على الصعيد السياسي والشعبي لم يحدث لقضايا داخلية بل على خلفية إعدام الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر، وبعدها بسبب الحصار على مضايا والزبداني اي لقضايا اقليمية، لذلك فكلما زاد الوضع الاقليمي التهابا كلما زادت اهمية الحوار وزادت أهمية دوره والتمسك به.

وقد توترت العلاقات بين تيار <المستقبل> و حزب الله منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري رغم ان بعض المراحل شهدت استقرارا متفاوتا بين محطة واخرى، لكنها لم تكن ابدا اقل توتراً وكانت ذروتها في السابع من ايار/ مايو العام 2008.

وفي كانون الاول/ ديسمبر 2014، بدأ حوار ثنائي بين الحزب والتيار، ويومئذ شدد مسؤولون من الطرفين على اهمية المحادثات في تأمين الحد الادنى من الاستقرار في لبنان والحفاظ عليه. وفي البداية اعتُبر الحوار خطوة ايجابية جدا للعلاقات المستقبلية بين الحزبين، ليتضح لاحقا بأن الانسجام والانتاجية بين حزب الله وتيار <المستقبل> لم يكونا اهم صفتي الحوار الذي جمعهما، فجدول اعماله كان يتغير على الدوام ولم يصلا الى اي اتفاقات بعد العديد من الجلسات. وفوق كل ذلك، تستمر قيادات الجانبين بتبادل الاتهامات والخطابات النارية وقلّما اتفقا في ملف او قضية.

 آراء مستقبلية في الحوار

اليوم بات الحوار اكثر من ضرورة بالاضافة الى انه حدث ينتظره اللبنانيون لتخفيف الاحتقان الداخلي، وعلى امل التفاهم المبدئي على اساسيات من شأنها ان تمنح اللبناني فترة من الاستقرار، ولكن الى اي مدى يمكن للحوار ان يساهم في الحد من الجنون الطائفي ما دامت عوامل التوتر لا تزال موجودة؟ ولعل ابرزها مشاركة حزب الله في الحرب السورية وهذه قضية بات مؤكداً انها لن تكون في جدول اعمال الحوارات مع تيار <المستقبل> لانها ترتبط بقضايا اقليمية اكبر من لبنان. لكن ماذا تقول الاطراف اللبنانية في هذا الحوار؟ وماذا تتوقع منه بعد اكثر من عام على انطلاقه؟

 

هل-يلتئم-الحوار-مجددا؟مجدلاني: الحوار هدفه تخفيف التشنج

يؤكد عضو كتلة <المستقبل> النيابية النائب عاطف مجدلاني ان هدف الحوار بين تيار <المستقبل> وحزب الله هو تخفيف التشنج المذهبي ووضع خارطة طريق لانتخاب رئيس الجمهورية. وبالنسبة الى ملف الاستحقاق الرئاسي فبالرغم من الجهد الكبير الذي قام به تيار <المستقبل> والتنازل وترشيح احد أركان 8 آذار النائب سليمان فرنجية، لم يحصل اي تجاوب من حزب الله، وهذا ما ينطبق ايضاً على الناحية الامنية حيث ممارسات سرايا المقاومة مستمرة وكان آخرها ما حصل في السعديات. واعتبر ان تدخل حزب الله في الشؤون الداخلية للدول العربية لا يتطابق اطلاقاً مع سياسة النأي بالنفس. وعن الدور الذي يمكن ان يلعبه الرئيس نبيه بري في إطار الازمة المستجدة مع السعودية، أجاب: لدى الرئيس بري دائماً افكار ايجابية تؤدي الى تفادي الاعظم، فهو يستطيع استنباط الحلول ونعوّل على حكمته وحكمة الرئيس سعد الحريري للتوصل الى حلول مشتركة تعود بالفائدة على الوطن والمواطن.

بدوره يؤكد عضو كتلة <المستقبل> النائب جمال الجراح ان الحوار بين تيار <المستقبل> وحزب الله لم يحقق أي تقدم ملموس، ولاسيما في النقطتين اللتين يبحث فيهما، وهما تخفيف الاحتقان في الشارع ومحاولة التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، ومن غير المجدي استمراره بعد اليوم. وشدد على ان هناك حرصاً على بقاء الحكومة على الرغم من عدم انتاجيتها، مستغرباً كيف ان حل ملف النفايات أصبح يحتاج الى حوار وطني.

من جهته يلفت عضو كتلة <المستقبل> النائب محمد الحجار الى ان مصير الحوار يتوقف على ما ننشده من ورائه، الكل يعلم بأننا ذهبنا بهذا الحوار مع حزب الله بهدف تأمين الحد الأدنى اللازم لحماية البلد، نحن لم نقل في يوم من الأيام باننا سنصنع المعجزات بفعل هذا الحوار مع حزب الله، ففي موضوع رئاسة الجمهورية الكل يعلم بأننا لم نحقق اي شيء، كما لا يزال هناك مجال للنقاش وهذا ما نقوم به في موضوع تخفيف الاحتقان الداخلي، وقد استطعنا أن نؤمن نجاحاً ولو محدوداً في هذا الشأن. وكذلك موضوع الفلتان الأمني، وهذا بفعل سرايا المقاومة، او سرايا الفتنة في رأيي التي يزرعها حزب الله في القرى والبلدات اللبنانية، ونأمل من وراء هذا الحوار أن نقنع الحزب بأهمية ان يوقف عمل هذه السرايا لان استمرارها بالطريقة التي تتعاطى بها في المناطق الموجودة فيها والمناطق التي تُزرع فيها، ينذر بانعكاسات سيئة جدا على مجمل الوضع الداخلي.

 

موقفا الأيوبي ورحيم

يؤكد الامين العام لـ<الجماعة الاسلامية في لبنان> عزام الايوبي أننا لا نرى مشكلة في حوار <المستقبل> - حزب الله في المبدأ، فنحن نؤمن بان الحوار هو السبيل الافضل لحل الخلافات السياسية بين الافرقاء لكننا نخشى ان يكون حواراً غير جدي ويتجنب البحث في العناوين الاساسية التي يحتاج اليها الواقع اللبناني للخروج من ازمات تهدده، او ان يكون مظهراً لتهدئة النفوس مؤقتاً ريثما تنجلي الملفات التي يُراهَن عليها اقليمياً. ويلفت الى ان هذا الحوار لا يمكن ان يختصر بقية المكونات السياسية وانما يمكنه العمل على تمهيد الطريق لحوار وطني شامل ليس الا.

اما الشيخ نبيل رحيم فينظر الى الحوار بعين ايجابية، متمنيا لو انه حصل منذ زمن لكنا وفرنا على البلاد أزمات عدة، ويتمنى ان تُكتب له الخاتمة السعيدة على قواعد العدل لانه اكثر ما نفتقده في لبنان، وهو الاساس لتحقيق مصالح الناس. ويشير الى صعوبة البحث في مسألة انسحاب حزب الله من سوريا لانه يعتبر معركته هناك معركة حياة او موت. اما اذا كان المقصود اخراجه من الوحل السوري فهذا لن يحصل، لذلك نأمل من هذا الحوار ان يبعد الأزمات عن لبنان ويخفف من الفتنة السنية - الشيعية، وان تعمل جميع القوى السياسية لرفع الظلم وتحقيق العدل بين الناس.

النائب-الحجارفي آخر الجلسات، هل من جديد؟

في الاسبوع ما قبل المنصرم عُقدت جلسة الحوار السادسة والعشرون بين حزب الله  وتيار <المستقبل> في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار <المستقبل>، كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. وبعد الجلسة صدر بيان عن المجتمعين اكدوا من خلاله اصرارهم على التمسك بالحوار واستكماله، وشددوا على ضرورة تهيئة الاجواء لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية حكومة ومجلسا نيابيا لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والحياتية، وعلى أهمية تعزيز الامن في كل المناطق اللبنانية واستكمال جميع الاجراءات المتفق عليها في هذا الشأن.

وهنا يؤكد مصدر سياسي مطلع ان الاهتزاز الحاد الذي جرى في الأسابيع القليلة الماضية بين حزب الله وتيار <المستقبل> كاد يؤثر تأثيرا سلبيا وحاسما على الحوار، لكن تدخلات رئيس مجلس النواب نبيه بري والقرار الاقليمي لعبا ويلعبان دوراً اساسيا في استمراره بغض النظر عن حجم النتائج التي يحققها. ورأى المصدر نفسه أنه رغم كل المحطات المتوترة التي شهدناها بين حزب الله و<المستقبل>، او المواجهة الساخنة والمستمرة بين طهران والرياض، فإن هذا الحوار بقي صامداً ما يؤكد انه حاجة وضرورة لتحصين البلد وتعزيز استقراره.

ولفت إلى انه يلاحظ ان الطرفين رغم الخلافات العميقة بينهما متفاهمان على موضوعين أساسيين: حماية السلم الاهلي وتعزيز الاستقرار الأمني في البلاد، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية وانتظام عمل الحكومة واتخاذ القرارات اللازمة بشأن العديد من الملفات والقضايا المطروحة. واعرب عن اعتقاده بأن الاتفاق على الدفع باتجاه استئناف جلسات مجلس الوزراء كان عاملاً مهماً، الى جانب ما بذله الرئيس بري مع الأطراف الأخرى للوصول الى النتائج الايجابية التي ظهرت في الجلسات الثلاث الأخيرة.

ومن المرتقب لا بل من المؤكد ان سلسلة حوارات سوف تُعقد لاحقاً بين <المستقبل> وحزب الله او بين معظم الاقطاب السياسيين ضمن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ايضاً، لكن الاهم يبقى في ما سيخرج عن هذه اللقاءات التي ينتظر المواطن قراراتها بفارغ الصبر علّه يستعيد بعضاً من روح سُرقت منه على مراحل تُشبه مراحل الحوارات التي من المرجح ان تطول أكثر.