تفاصيل الخبر

حزب الله في مواجهة ”داعش“  هو حزب كل اللبنانيين!

12/06/2015
حزب الله في مواجهة ”داعش“  هو حزب كل اللبنانيين!

حزب الله في مواجهة ”داعش“  هو حزب كل اللبنانيين!

بقلم خالد عوض 

jean-kahwagi مهما كان الثمن السياسي الداخلي الذي يمكن أن يطالب به حزب الله في المستقبل، فإن المنطق الوطني يفرض أن يجل كل اللبنانيين استعادة الأراضي اللبنانية في جرود عرسال من قبل الحزب وأن يعتبروا شهداءه  على الأراضي اللبنانية شهداء الوطن كله. يجب على الجميع من دون استثناء الانحناء لشهداء الحزب في قتالهم الباسل داخل الأراضي اللبنانية من أجل استرجاع المحتل منها.

هناك ثلاث أجندات سياسية وعسكرية لحزب الله: واحدة إقليمية تمتد من اليمن إلى البحرين والعراق، وثانية سورية أصبحت مرتبطة عضوياً بالنظام السوري وبالرئيس بشار الاسد، وثالثة لبنانية معنية باسترجاع الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب والشرق ومنع بقاء مسلحين سوريين فيها.

من غير المفيد أن يحاول حزب الله إقناع اللبنانيين بتكامل هذه الأجندات. لا مصلحة للبنان نهائياً بأي جزء من الأجندتين الأولى والثانية بل البلد وكل من فيه وأولهم جمهور الحزب ضحية لهاتين الأجندتين. في المقابل، من المعيب على أي لبناني أن ينكر على حزب الله وطنية مقاتليه وهم يطردون من احتل أي شبر من الأراضي اللبنانية.

إذاً المعادلة  بسيطة: من الخطأ وطنياً الوقوف ضد ما يفعله حزب الله في شرق لبنان.  ومن الخطأ أيضاً تبني أي مسلح غير لبناني مهما كان محقاً في ثورته إذا كان يريد أن يبني له موقعاً على الأرض اللبنانية. من يريد أن يحارب مع النظام السوري أو مع الثوار في سوريا فهو حر بما يفعله شرط أن يتخلى عن جنسيته اللبنانية. أما دعم الثورة السورية سياسياً، فخطه الأحمر حدود لبنان وسيادة أراضيه.

الحزب اليوم أصبح في تماس مع <داعش> في جرود القاع، وأجندة التنظيم الإرهابي منافية لوجود لبنان ككيان وكنموذج. وبالتالي، فإن دفاع الحزب عن الحدود يعلو فوق أي اعتبار داخلي آخر. لا يجوز التشفي بأخطاء وربما خطايا حزب الله في الداخل عبر الوقوف إلى جانب الإرهابيين أو مجرد التعاطف معهم أو عدم الإقرار بضرورة دحرهم. ولا يمكن الانتقام من الإهمال المزمن للدولة لكل هذه القرى الحدودية في شرق البلد وشمال شرقه عبر تسليم سيادة الوطن الى مقاتلين لا يهمهم مستقبل لبنان ولا يعترفون بحدوده. أما الحديث عن قدرة الجيش على حماية الحدود فهذا من واجب الجيش أن يقدره والظاهر أن قيادته ترى في عمليات حزب الله ضرورة عسكرية خاصة وأن الجيش ما زال بانتظار المزيد من السلاح والعتاد من فرنسا. كما أن الولايات المتحدة وافقت مؤخراً على منحه سلاحاً بقيمة ٤٦٠ مليون دولار عبارة عن طائرات دعم جوي ومعدات مراقبة متطورة، حتى وصول كل ذلك الجيش بحاجة إلى مساندة كي لا يستنزف.

الخلاف مع حزب الله عميق. والشك في وجود لبنان الكيان والرسالة والنموذج في سلم أولوياته مبرر. وضربه بعرض الحائط هيكلية الدولة ليس بحمقاتلو-حزب-اللهاجة إلى أدلة أو براهين. كل هذا يحل داخلياً ولكن ليس بانتقاص ما يقوم به الحزب على الحدود، حتى الوقوف على الحياد يدرج في سياق التخاذل الوطني. والكلام أن حزب الله استدرج التكفيريين وأدخل البلد في حرب لم تكن حتمية لا يصمد أمام ما نراه كل يوم من أفعال <داعش> وأخواتها.

يقول وليد جنبلاط انه ليس ضد <جبهة النصرة> في سوريا ولكنه ضدها في لبنان. فالجبهة هي مجموعة من السوريين يحاربون النظام الذي بطش بهم. ولكنهم عندما يطأون الأرض اللبنانية بسلاحهم يصبحون أعداء لنا. المنطق نفسه يجب أن يعمّم على حزب الله. كثيرون، وهم محقون، ضد مغامرات الحزب خارج الحدود اللبنانية. ولكن عندما يكون الحزب في معركة تحرير لأراضي الوطن فلا مجال للتأويل وفتح جردة حساب معه.

ما يحصل في الجرود الشرقية سيحدد جغرافية لبنان في المستقبل. وبغض النظر عن الهوية الايديولوجية والمحور الإقليمي الذي يخوض الحزب حربه من خلالهما، فهناك تلاقٍ مطلق اليوم على طول السلسلة الشرقية بين هذا الانتماء المذهبي الإقليمي لحزب الله والمصلحة اللبنانية العليا.

حبذا لو يرسل حزب الله بعض الأعلام اللبنانية ليزرعها مقاتلوه على التلال المحررة فيغنينا عن كل هذا الكلام.