تفاصيل الخبر

حزب الله أمام خيار حرب وشيكة على إسرائيل وإسدال الستار على مسيرته العسكرية 

16/09/2020
حزب الله أمام خيار حرب وشيكة على إسرائيل وإسدال الستار على مسيرته العسكرية 

حزب الله أمام خيار حرب وشيكة على إسرائيل وإسدال الستار على مسيرته العسكرية 

[caption id="attachment_81131" align="alignleft" width="428"] الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين": ملائكته حاضرة في كل الإستعدادات اللوجستية للحرب أو.. للتسوية.[/caption]

كان لافتاً كلام الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" منذ أيام أن إيران ستهرول لتوقيع إتفاقية مع الولايات المتحدة بعد أسبوع أو شهر من بدء ولاية الرئيس المقبل (أي معه). ليس هذا هو الجو السائد في إيران اليوم لا من قريب ولا من بعيد. يبدو أن الرئيس الأميركي يتجرأ ف

ي وضع هكذا مهل فقط لأنه يعرف أن إدارته قررت تكثيف الضغوط على إيران في المرحلة الحالية حتى موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، بل حتى خلال الشهرين اللذين سيتبعانها، خاصة إذا خسر "ترامب". ماذا يعني ذلك على الأرض؟

حزب الله أصبح عقدة إقليمية وليس فقط لبنانية 

من فنزويلا إلى بلغاريا مروراً بألمانيا لا تنفك الإتهامات تنهال على حزب الله حول ضلوعه بتفجيرات من هنا وإرهاب أو تبييض أموال من هناك، من دون أدلة دامغة ضده كمنظمة بل ضد أشخاص قريبين من الحزب. ولعل حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ضد سليم عياش من دون إثبات تورط قيادة حزب الله في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نموذج من هذه الإتهامات. هذا ما أعطى الفرنسيين القدرة على التفرقة بين الجناح السياسي والجناح العسكري للحزب. المصالح الفرنسية في لبنان وإيران وبراغماتية فرنسا المتوسطية تفسر إلى حد كبير تعاملها المختلف مع إيران وأذرعها في المنطقة. ولكن الجانب الآخر من الغرب والذي إلتصق بالكامل بالأجندة الأميركية في مسألة حزب الله مقتنع أن حجم الحزب تخطى ما يمكن أن "يهضموه". وليست المسألة متعلقة فقط بحرص الغرب على أمن إسرائيل، فهذا لا لبس فيه، بل أصبح الحزب يشكل قوة عسكرية منظمة يتجاوز نفوذها حدود لبنان وسوريا وبإمكانه تعطيل أي تسوية في المنطقة لأن تأثيره على الإيرانيين يكاد يوازي تأثير الإيرانيين عليه. ولم يعد خفياً أن إيران تستشير قياديي حزب الله في مسائل لا علاقة لها مباشرة بلبنان أو سوريا. في منطقة وعالم مقبل على تسوية كبيرة يصبح حزب مثل حزب الله عقبة يجب ازاحتها أو على الأقل إرجاعها إلى حجم مضبوط أي من دون... سلاح.

الحرب قاب قوسين أو...أدنى 

[caption id="attachment_81132" align="alignleft" width="409"] أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله هل يقود حزب الله إلى إنتصار على إسرائيل أو يقبل بتسوية تجرده من سلاحه؟[/caption]

بعد تفجير مرفأ بيروت في ٤ آب (أغسطس) الماضي توقفت كل الإنفجارات في إيران بسحر ساحر مع أنها لم تغب عن مدنها أكثر من أسبوع منذ شهر أيار (مايو). ولكنها عادت منذ أيام، وتحديداً في ٤ أيلول (سبتمبر) الماضي، أي بعد شهر من إنفجار المرفأ، بالقرب من مدينة "إللام" غرب إيران. بعد ذلك بأربعة أيام صدرت أول عقوبة أميركية ضد مسؤولين سياسيين لبنانيين هما وزير المال السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس بتهمة تسهيل أعمال حزب الله. ثم تبع كل ذلك تصريحات نارية لـ"ترامب" ووزير خارجيته "مايك بومبيو" ضد إيران وكأنها إعلان حرب. الرئيس الأميركي هدد برد أقوى بألف مرة على أي هجوم إيراني و"بومبيو" صرح من قطر أن التساهل الفرنسي مع حزب الله في غير محله محذراً سياسيي لبنان من أن العظيم من العقوبات لم يأت بعد. في هذا الوقت ظهرت عقدة حقيبة وزارة المالية مع أن السبب خلف عرقلة المبادرة الفرنسية ليس مسألة وزارة. من الواضح أن حزب الله استشعر الخطر الآتي إليه، إما معسولاً بصورة "ماكرون" أو بعصا العقوبات الأميركية التي ستؤذي حلفاءه الواحد تلو الآخر. أما موضوع عودة التفجيرات إلى إيران فقد أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية في ٧ أيلول (سبتمبر) أن سبب إنفجار مفاعل "ناتانز" في تموز (يوليو) قد توضحت كل ملابساته تماماً وتم تحديد المسؤولين وطريقة إتمام التفجير. كل هذه المعطيات معطوفة على رد حزب الله المنتظر على مقتل أحد عناصره (علي كامل محسن) في سوريا بالقصف الإسرائيلي المباشر يوم ٢١ تموز (يوليو) تؤكد أن قرار الحرب على إسرائيل أصبح وشيكاً جداً وأن حزب الله وخلفه إيران، من دون أن يكون الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الغائب الحاضر بعيداً منهما، يتحين اللحظة المناسبة لوجستياً لبدئها أو جرّ إسرائيل إليها. المطلوب حكومة في لبنان قادرة على مواكبة الحرب والتفاوض دولياً على تسوية سلمية لا تطعن حزب الله في الظهر. لا مالية ولا داخلية بل حكومة لن تتعاون مع الغرب ضد الحزب ولن تستدرج قراراً دولياً يؤذيه في حالة الحرب. 

شكل المواجهة الإيرانية الأميركية في الأسابيع المقبلة سيحدد مستقبل لبنان. وعليه ستتأسس المعادلات والتقسيمات الجديدة في المنطقة كلها. إنتصار إيران ولو جزئياً يمكن أن يؤدي إلى إنكفاء أميركي نهائي عن المنطقة أو إلى تسوية أميركية روسية إيرانية تشبه التسوية السورية الأميركية التي أنتجت فترة ما بعد "الطائف". والعكس سيؤسس لمرحلة لن يكون فيها دور لسلاح حزب الله في لبنان. فرنسا اشتمت رائحة الحرب عند إنفجار مرفأ بيروت يوم ٤ آب (أغسطس) وحاول الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" تجنيب لبنان منها عن طريق إعداد حكومة ترضي إيران والولايات المتحدة في الوقت نفسه. 

الأميركيون فخخوا مبادرة "ماكرون" وإيران رفضتها مع وافر الشكر. الكلام اليوم للأسلحة الذكية والخفية والفتاكة وليس لـ...فيروز.