تفاصيل الخبر

”هيلاري كلينتون“ كليوباترا البيت الأبيض!  

11/03/2016
”هيلاري كلينتون“ كليوباترا البيت الأبيض!   

”هيلاري كلينتون“ كليوباترا البيت الأبيض!  

بقلم وليد عوض

hillary-clinton-super-tuesday

وعينا على هذه الدنيا وفي ناظرينا صور الماضي وراءنا وأمامنا، وسرب النساء اللواتي حكمن العالم بقدرة تفوق قدرة الرجال، وأولهن امتداداً الى زمن الفراعنة الملكة <نفرتيتي> امرأة <أخناتون>، و<كليوباترا> التي قضت نحبها بلسعة أفعى، وبلقيس ملكة سبأ أو اليمن التي أعجب الملك سليمان بجمالها فنقلها بسحر ساحر من اليمن الى القدس، و<شجرة الدر> التي دانت لها رقاب أهم الرجال وقضت نحبها تحت ضربات قبقاب لإحدى.. الجواري!

وفي العصر الحديث جاءتنا سيرة المرأة الحديدية في انكلترا <مارغريت تاتشر>، والمرأة القديرة في الهند <أنديرا غاندي>، والآن نحن أمام فتح جديد في تاريخ البيت الأبيض إذا تحقق وصول السيدة <هيلاري كلينتون> (68 سنة) الى سدة أعلى سلطة في العالم ممهورة بخاتم امرأة!

وتخوض <هيلاري كلينتون> انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة باسم الحزب الديموقراطي ضد مرشح رئاسي جمهوري غريب الأطوار هو الملياردير <دونالد ترامب> أو الرجل ذو الأربعة والثمانين مليار دولار، وصاحب التصريحات التي أربكت الحياة السياسية في الولايات المتحدة، ومنها عدم استقبال المسلمين في أميركا، وطرد من يوجد منهم في البلاد.

وأهمية <هيلاري كلينتون> أنها تقتحم أبواب البيت الأبيض في مرحلة يعاد فيها بناء شرق أوسط جديد بشرت به وزيرة الخارجية الأميركية السابقة <كوندوليسا رايس> وجاءت بفكرته الى القصر الجمهوري في لبنان لتشنف بها أذني الرئيس اميل لحود، فما لقيت إلا الصد، وحين حاولت الاتصال به بعد ذلك تليفونياً أخبرها المرافق ان فخامته استسلم للنوم.

وإذا كان الرئيس <باراك أوباما> هو صاحب القبضة السياسية في البيت الأبيض الآن، فإن هذه القبضة سوف تتلاشى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، مع رنين أجراس المعركة الرئاسية، وتكون <هيلاري كلينتون> هي صاحبة القرار ومصدر السلطات.

و<هيلاري رودام كلينتون> المولودة في شيكاغو (ولاية ايلينوي) كانت بين عام 2001 و2009 عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، ومن هذا الموقع ساندت عمليات التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق، وحملت روح هذا التدخل الى دورها الجديد كوزيرة للخارجية حتى عام 2013 حين خلفها في المنصب <جون كيري>. واشتهرت <هيلاري كلينتون> بقوة الأعصاب ورباطة الجأش وقوة الاحتمال. وما فضيحة التحرش الجنسي بين زوجها الرئيس <بيل كلينتون> وموظفة البيت الأبيض <مونيكا لوينسكي> سوى المثل والمثال، وقد تعاملت مع هذه الفضيحة وكأن شيئاً لم يكن، وتابعت حياتها الزوجية والعائلية مع <بيل> وابنتها <تشيلسي> بانفتاح جديد على الحياة. وميلها الى التدخل العسكري الأميركي حيث تدعو الحاجة لم يحجبها عن مجاراة حقوق الانسان، ومن لحظات سعادتها لقاؤها بالداعية الانساني الأميركي الكبير <مارتن لوثركنغ> عام 1964، وترك اغتياله في نفسها عام 1968 أعمق الأثر.

هذه هي المرأة الحديدية الجديدة التي ستتقاسم كعكة الشرق الأوسط انطلاقاً من مشروع تقسيم سوريا.

وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) فرياح <هيلاري كلينتون> هي التي تلفح أبواب البيت الأبيض بدون لسعة.. أفعى!