تفاصيل الخبر

”هيل“ لا يعارض تسلّم حزب الله حقيبة الصحة ولا يرى أي مبرر للتأخير في تشكيل الحكومة!

01/02/2019
”هيل“ لا يعارض تسلّم حزب الله حقيبة الصحة  ولا يرى أي مبرر للتأخير في تشكيل الحكومة!

”هيل“ لا يعارض تسلّم حزب الله حقيبة الصحة ولا يرى أي مبرر للتأخير في تشكيل الحكومة!

كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة انه خلال زيارة نائب وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا السفير <دايفيد هيل> الى بيروت، أثار عدد من الذين التقوه من قيادات رسمية وسياسية، مسألة تعثر تشكيل الحكومة الجديدة وما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تساهم في <حلحلة> العقد التي واجهت التأليف بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. إلا ان الذين طرحوا هذه الأسئلة على السفير <هيل>، لم يحصلوا على أجوبة مباشرة لاسيما وان السفير <هيل> <ديبلوماسي عتيق> وسبق له أن عمل في السفارة الأميركية في بيروت في وسط ظروف صعبة مرت بها البلاد، فضلاً عن العلاقات التي تربطه بسياسيين لبنانيين ظل على تواصل معهم حتى بعد مغادرته السفارة الأميركية في عوكر وانتقاله الى السفارة في اسلام آباد (باكستان) وعودته مجدداً الى الخارجية الأميركية مع بداية عهد الرئيس الأميركي <دونالد ترامب>.

إلا انه حيال الحاح السائلين وشعور السفير <هيل> بضرورة الإجابة عن بعض الأسئلة المطروحة، أكد الديبلوماسي الأميركي المخضرم ان زيارته لبيروت هي استطلاعية من جهة، ولنقل بعض المواقف من الادارة الأميركية الى المسؤولين اللبنانيين والتأكيد على ثوابت واشنطن حيال الوضع في لبنان. أما في شأن دعوة واشنطن بيروت للمشاركة في قمة بولندا الشهر المقبل المخصصة للبحث في مواجهة إيران، فقد أشار السفير <هيل> ــ استناداً الى المصادر نفسها ــ الى ان الدعوة ستوجه رسمياً للبنان وإن كان يدرك من خلال ما سمعه من المسؤولين والسياسيين، ان لبنان يتجه الى عدم المشاركة في هذه القمة للاعتبارات المعروفة، وانه سوف يطبق سياسة النأي بالنفس عندما تصل الأمور الى حد اتخاذ القرار النهائي. والانطباع الذي كونه <هيل> حيال هذه المسألة قد يجعل واشنطن تعيد النظر بامكانية توجيه الدعوة حتى لا تُرفض.

الصحة لحزب الله

أما في الشأن الحكومي، فبدا <هيل> مستغرباً كيف ان الرئيس سعد الحريري لم يتمكن بعد من اعلان تشكيلة حكومته، وهو الذي كان أعلن قبل أشهر ان التركيبة الحكومية جاهزة وانها تحتاج الى بعض <الروتوش> لتصبح نهائية وعلنية. لكن <هيل> لم يشأ أن يدلي بأي تعليقات حول هذه المسألة بالذات، مراهناً على عامل الوقت الذي من شأنه أن ينسي الناس الكثير من المداولات سواء كانت مكتوبة أو مقرؤة. إلا ان مسألة واحدة كان فيها <هيل> واضحاً في أجوبته هي تلك التي تعلقت بموقف واشنطن حيال مسألة مشاركة حزب الله في الحكومة العتيدة، وتحديداً تسلم ممثل عنه وزارة الصحة العامة. في هذا الإطار، تقول المصادر المطلعة ان السفير <هيل> كرر مواقف بلاده من حزب الله وخصوصاً من التعاون القائم بين الحزب وإيران، قائلاً ان <الحرب> الأميركية ضد إيران ستشتد ولا بد أن تصيب شظاياها حزب الله لاسيما الشق العسكري منه لتعطيل أي قدرة على القيام بأعمال عسكرية الطابع، أو تهديد أمن اسرائيل أو محاولة احداث اضطرابات في سوريا من شأنها أن تعرقل الحلول التي يجري العمل لها للأزمة السورية والتي تختلف عما يسعى إليه النظام السوري. أما في الشأن الحكومي ومشاركة حزب الله، فإن السفير <هيل> قال بصراحة ان بلاده <لا تعترض> على إعطاء حزب الله حقيبة الصحة، لكنها تريد أن تبقي أداء الوزير الذي سوف يمثل الحزب <تحت المجهر> للحؤول دون تصرفه في الوزارة من دون حسيب أو رقيب، أو يعمل على جعلها فرعاً للهيئة الصحية في حزب الله، أو المؤسسات التابعة له والتي تعنى بالشؤون الصحية والاجتماعية. وفي هذا الإطار، أضاف <هيل> ان مسؤولية الرئيس سعد الحريري <مباشرة> في هذا المجال لأنه أولاً رئيس الحكومة، ولأنه ثانياً لم يعارض تسليم حزب الله وزارة الصحة و<خاطر> في هذه المسألة ما يعني ان لديه ضمانات بعدم <تمدد> الإطار الحزبي الى وزارة الصحة التي يفترض أن تكون في خدمة جميع المواطنين الذين يحتاجون الى خدماتها. وفي سياق الحديث قيل للسفير <هيل> ان قيادة الحزب أعلنت حرباً على الفساد وان الأمين العام السيد حسن نصر الله شكل لجنة مهمتها ملاحقة مسائل الفساد والفاسدين وحري أن يطبق الحزب <الشفافية> في عمله الوزاري في الصحة وغيرها، إضافة الى ان وزراء الحزب عُرفوا بـ<الاستقامة> و<نظافة الكف> ولم يثبت على أي منهم ضلوعه في <صفقات> مشبوهة وخلافه. إلا ان السفير <هيل> اكتفى بالاستماع الى <وجهة النظر> هذه من دون أن يعلق على مضمونها، لافتاً الى عدم وجود معلومات دقيقة لديه عن هذا الأمر.

مسألة ثالثة ركز عليها <هيل> في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين تتناول موضوع النفط والغاز والخلاف مع اسرائيل في شأنهما... إذ اكتفى بسماع وجهات نظر المسؤولين الذين التقاهم من دون أن يضيف على ما قاله السفير <دايفيد ساترفيلد> في زيارته الأخيرة الى بيروت لجهة ضرورة الاتفاق مع اسرائيل على ترسيم الحدود البرية أولاً ثم البحث في الحدود البحرية لاحقاً، وهذه هي وجهة نظر اسرائيل بالنسبة الى الموضوع النفطي. وقد استطاع السفير <هيل> أن يتفادى المزيد من الشروحات في هذا الإطار، إذ أحال سائليه الى الحكومة الجديدة عندما تُشكل لافتاً الى ان هذا الموضوع يجب أن يكون من أولوياتها.