تفاصيل الخبر

حياتنــــا بــــدون الحشــــرات تعني فناء البشرية وانتشار الـجـيــــف والـنـفـايــــات

06/05/2016
حياتنــــا بــــدون الحشــــرات  تعني فناء البشرية وانتشار الـجـيــــف والـنـفـايــــات

حياتنــــا بــــدون الحشــــرات تعني فناء البشرية وانتشار الـجـيــــف والـنـفـايــــات

 

بقلم وردية بطرس

الدكتورة-خز---2امى-كنيعو-في-مختبر-في-الجامعة-الاميركية-في-بيروت  

ظهرت الحشرات فوق سطح الأرض منذ ملايين السنين، ولها فوائد اكثر مما هي مضرة، لا بل أكثر من ذلك فان شبه انعدام الحياة البشرية في ظل غياب الحشرات حقيقة ثابتة لاسباب عدة، أولها ان الانسان سيواجه خطر المجاعة، وثانياً بقاء جيف الحيوانات والجثث على وجه الأرض دون ان تتحلل. فما هي الحشرات المفيدة والضارة؟ وكيف نستفيد منها في حياتنا؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الدكتورة خزامى كنيعو الباحثة والاختصاصية في علم الحشرات، (وهي أستاذة جامعية تدّرس <Insect Plant> في الجامعة الأميركية في بيروت، اي دور الحشرات في الطبيعة وكيف تفيد في توازن الطبيعة. لقد نالت الاجازة والماجستير في <Plant Protection> او <حماية النباتات> من كلية الزراعة في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم انتقلت الى الولايات المتحدة وتابعت الدراسة هناك ونالت الدكتوراة من جامعة <كاليفورنيا>، وتستهل حديثها قائلة:

- أولاً أود أن اخص بالشكر العالم البحاثة الدكتور عبد المنعم تلحوق الذي كان أستاذي في الجامعة الأميركية في بيروت، لأنه شجعني لأتابع التخصص في الولايات المتحدة، وهو من أوائل وأهم علماء الحشرات في لبنان والمنطقة، اذ كان أول من درّس هذه المادة في لبنان (له كتاب بعنوان <فراش الليل في لبنان>)، وعندما عدت الى لبنان قدّم لنا الدكتور تلحوق مجموعته (حشرات محنطة محفوظة في زجاج) التي كان قد جمعها منذ أكثر من أربعين سنة، وهذه المجموعة محفوظة اليوم في <The Natural History Museum> او <المتحف التاريخي الطبيعي> في الجامعة الأميركية في بيروت.

ــ وماذا عن الدراسة التي تقومين بها؟

- بالنسبة الي أدرس <Fruit Flies> او <ذبابة الفاكهة> أي أنني أدرس النوع الذي يغط على الشوك البري، فأنثى هذه الحشرة تضع بيضها داخل زهرة الشوك ويقوم الدود الصغير بأكل الحبوب وبذلك تخفف من تكاثر الشوك وهذا مهم ليحصل توازن في الطبيعة.

وتتابع الدكتورة خزامى كنيعو:

ومنذ ان عدت الى لبنان في العام 1995 بدأت أدرس 18 نوعاً من <ذبابة الفاكهة>، وكلها حشرات مفيدة ويجب ان يدرك الناس ان الحشرات من أكثر أنواع الحيوانات الموجودة على الأرض، وطبعاً هناك أنواع عديدة من الحشرات اذ هناك اكثر من نصف مليون نوع من الحشرات على الكرة الأرضية، وقد وُجدت الحشرات على الأرض منذ 350 مليون سنة تقريباً، ونحن كبشر لا نقدر ان نعيش على هذه الأرض بدون الحشرات.

وعن فوائد الحشرات وأهميتها في حياة الانسان والأرض تقول: ربما 1 بالمئة من الحشرات يتفاعل مع الانسان ومعظمها لا نشعر بوجودها اي انها لا تؤثر على حياتنا، وأكثرها من أنواع <Beaten> مثل الزيز، وهناك أنواع لها علاقة بالارض والتراب، ولولاها لكانت الارض كلها مكب نفايات كبير. الذباب و<Beaten> وبعض النمل تُعتبر حشرات مهمة اذ انها تنظف الجثث والحيوانات والنباتات الميتة وتغذي التربة.

وأهم من الذباب هناك ما يُسمى <Dung Beetle> وسأعطي مثالاً  عن ما حدث في قارة أستراليا: فعند مجيء الاوروبيين الى قارة أستراليا أخذوا معهم قطيعاً من البقر والخراف غير الموجود أساساً في تلك القارة، وعندما نشروها في المراعي لاحظوا أن المراعي مع مرور السنوات أصبحت مغطاة بـ<Excreta> اي روث الحيوانات، ورأوا ان تلك القارة سيغطيها روث الحيوانات وتساءلوا كيف ان هذه المشكلة لا يعانون منها في أوروبا، وعندئذ أتوا بالذباب من أوروبا الى أستراليا الا ان الأمر ازداد سوءاً الى ان اكتشفوا ان السبب هو غياب < Dung Beetle> التي هي أسرع من الذباب في الوصول الى الروث، وعندما تكاثر الذباب في استراليا بشكل هائل ولم يقدر الناس ان يفتحوا نوافذهم، ما كان منهم الا ان أتوا بـ<Dung Beetle> الى أستراليا، وهي حشرة تقطّع روث الحيوانات وتجعلها مثل دوائر وتغطيها في الأرض، وخلال ساعة يرجعها لداخل الأرض، فحصل عندئذ التوازن الطبيعي في استراليا. وأود ان أنبه هنا الى خطأ يحصل في بيروت لجهة قيام الأشخاص الذين يربون الكلاب داخل بيوتهم بالمشي مع كلابهم وترك روث الكلاب على الطرقات فيغط عليها الذباب، ولكن قد يحتاج الذباب لأسبوعين ليتخلص من الروث، بينما لو كان الروث على التراب لقضت حشرة <Beaten> عليه خلال ساعة وأعادته الى داخل الأرض، ونحن لدينا هذه الحشرة في لبنان، ولكنها توجد في التراب اي في الطبيعة وليس في الباطون وللأسف الباطون قد غطى مساحات كبيرة في المدن.

النحل أنظف الحشرات

ــ وما هي أنظف الحشرات؟

- طبعاً النحل من أنظف الحشرات، لا بل أكثر من ذلك فلولا النحل ما كان لدينا الفاكهة والخضار لأن زهور الفاكهة والخضار تعتمد على النحل لتلقيحه وتكاثره، وبالتالي لا يُنتج هذا الثمار لولا النحل، وتقريباً 90 بالمئة من طعامنا يأتي من النحل. ولا ننسى العسل المنتج من النحل والذي فيه العديد من الفوائد الغذائية، تماماً مثل دودة القز التي تنتج الحرير، والشمع الأصلي الذي هو من منتجات النحل الصحية والتي لا تذوب.

وتتابع:

- أود ان القي الضوء على أمر الا وهو ان نصف الحشرات التي تُعد <Natural Enemy> أو <عدواً طبيعياً> وهي التي تعيش على بقية الحشرات، ومن دونها فان الحشرات التي تأكل النبات ستتكاثر وتسبب الأمراض للنبات، مثلاً <Dragonfly> ونسميها باللغة العربية <هليكوبتر> وهي تأكل الحشرات الضارة، أما <Coccinelle> فهي مفيدة وتأكل المن، وجمل النبي تأكل جميع الحشرات الضارة، اذ 50 بالمئة من الحشرات التي هي مهمة للتوازن الطبيعي لا تدع الحشرات الضارة تتكاثر، ولا يحدث الخلل الا عندما يتدخل الانسان، لأن الناس لا يدركون ان كل نوع من الحشرات له دور ويفيد الطبيعة والأرض.

ــ وهل لدينا حشرات مفيدة في لبنان؟

- طبعاً لدينا هذه الحشرات وهي موجودة في الحدائق، ولكن المهم الا يستعمل الانسان المبيدات بشكل عشوائي لئلا تموت الحشرات المفيدة. من المفروض ان يعرف الناس لماذا يتم رش الحشرات بالمبيدات وما شابه. فللأسف المزارعون يستخدمون مبيدات الحشرات بطريقة عشوائية، ولكن عليهم ان يتنبهوا كيف يرشون لئلا يؤثر الأمر على الفاكهة. ويجب التذكير أنه لا يجدر توزيع الفاكهة في الأسواق بعد رشها بالمبيدات، اذ يجب الانتظار لمدة اسبوعين على الأقل من ثم تُوزع في الأسواق، لأن المبيدات تضر بصحة الانسان وبحسب نوع المبيدات التي يستعملونها. فمثلاً البعوض ينتشر في منازلنا ويستخدم الناس أنواعاً من المبيدات للتخلص منه، ولكن تلك المبيدات باتت ممنوعة من الاستعمال على الصعيد العالمي، بينما نحن في لبنان لا نزال نستعملها وهذا أمر يجب التوقف عنده ومعالجته. ويجب ان يكون هناك مراقبة من قبل وزارة الزراعة.

ــ كما ذكرت ان علماء الحشرات قليلون في لبنان، فهل تشجعون الطلاب للتخصص في هذا المجال والعمل فيه؟

- طبعاً نشجع الطلاب لدراسة هذا الاختصاص ولكن المشكلة ان فرص العمل في هذا المجال في لبنان محدودة، ولكنني أشجع الطلاب على دراسة هذا الاختصاص لأن عالم الحشرات كبير ويقدر الطالب ان يتخصص باختصاصات متعددة في هذ المجال ويقدرون مثلاً ان يعملوا في مجال مكافحة الحشرات وغيرها.

 

البعوض وخطر الاصابة بـ<الملاريا>

وعن الدراسة حول البعوض في لبنان تقول الدكتورة كنيعو:

- لا شك ان اجراء الدراسات العلمية حول الحشرات مهم جداً. فمثلاً عندما بدأت باجراء الدراسات المتعلقة بالحشرات ما بين عامي 1995 و1999 قمنا بدراسة حول أنواع البعوض الموجود في لبنان، وتبين آنذاك ان هناك 12 نوعاً من البعوض، وأن أكثر نوع منتشر هو الذي يوجد في البيوت، وقد تبين لحسن الحظ انه لا ينقل الأمراض كثيراً ولكنه موجود وعدده قليل. ولحسن الحظ أيضاً اننا وجدنا عدداً ضئيلاً من البعوض الذي يسبب <الملاريا> (Anopheles Claire’s) اذ وجدنا عدداً ضئيلاً منه في بعض الأحياء السكنية مثل عين الرمانة، وعين سعادة، وفي الشمال، وعيون السمك في عكار، وفي بعلبك لأن هذا البعوض يحب المياه الباردة والنظيفة جداً، ولكن لا نسمع بحالات اصابة بـ<الملاريا> بشكل وبائي اي اذا كان الأشخاص لم يسافروا الى المناطق الموبوءة او حيث ينتشر فيها <الملاريا> فان احتمال انتقال <الملاريا> اليهم يكون ضئيلاً، ولكن اذا اتى الشخص من أفريقيا وكان مصاباً بـ<الملاريا> فستظل الجرثومة بجسمه لفترة طويلة، وقد يستمر ذلك لمدى الحياة وذلك حسب حالته، ولكن اذا عقصه البعوض من ثم عقص شخصاً سليماً فستنتقل العدوى اليه. عندنا في لبنان حالات الاصابة بـ<الملاريا> قليلة حيث تم رصد عدد قليل من الاصابات في العام 2001، ولهذا هي ليست منتشرة بين الناس انما موجودة بنسبة ضئيلة.

وفي العام 1940 كان هناك الكثير من حشرة <Anopheles Claire’s> التي كانت موجودة في منطقة عمّيق في البقاع الغربي، وكانت هناك بحيرة كبيرة تتكاثر فيها هذه الحشرة، فقررت الدولة مكافحة <الملاريا> فوضعت نوعاً من السمك الصغير في البحيرة وتم القضاء على هذا البعوض. ثم وجدنا نوعاً من البعوض الموجود على شط صخري وهو من النوع الذي يُربى في المياه المالحة، وعقصته مؤلمة جداً ولكنه يعقص بعد غياب الشمس ولا ينقل اي مرض.

وتتابع:

- ان زميلي في الجامعة اللبنانية الدكتور نبيل حداد كان قد اكتشف ان هناك بعوضاً أتى الى حوض المتوسط منذ بضع سنوات، فوجدنا من الجيد القيام بهذه الدراسة اذ لم نكن نعرف انها موجودة وتعلمين ان المناخ يتغير، وبسبب تغيير المناخ وارتفاع درجات الحرارة اتى هذا البعوض الذي يُدعى <Aedes Alborpictus or Tiger Mosquito> الى كل حوض المتوسط اذ وصل الى فرنسا وايطاليا وأيضاً الى لبنان منذ سنتين او ثلاث سنوات ومن الممكن ان ينقل الأمراض، وبالتالي الدكتور نبيل اكتشفها أولاً، ومن الجيد اننا قمنا بهذه الدراسة لأننا لم نكن نعلم انها موجودة وبدأت تنتشر وتعقص في الصباح وبعد الظهر، ولونها أسود، وفي الليل يكون عددها أقل.

وأضافت:

- هناك مفهوم خاطئ جداً عن البعوض وأسمع ذلك في نشرات الأخبار عندما يقولون ان هناك نفايات يعني هناك بعوض، فعندما يكون هناك نفايات يعني هناك مواد عضوية فيحدث التحلل او التعفن فيأتي أنواع من البعوض على الطعام الذي يتخمر لأنها تحتوي على الكثير من البكتيريا، والبعوض يأكل البكتيريا على سطح النفايات وهو لا يأكل النفايات، ولكن أنثى البعوض تضع بيضها في النفايات وتعمل دوداً من ثم يحصل تفعن في النفايات ولكن هذا يتطلب وقتاً ليحدث ذلك، صحيح ان البعوض يغط على النفايات ولكنه لا يأكل النفايات بل تضع الانثى بيضها وبيضها يأكل المواد المعفنة.

النفايات---A 

احتمال الاصابة بـ<الكوليرا>

 

ــ ولكن هذا لا يمنع من ان انتشار النفايات على الطرقات أدى لتكاثر البعوض فيها؟

- يجب التنبيه هنا ان البعوض يحتاج للماء ليتكاثر. فمثلاً هذا الشتاء أمطرت السماء كثيراً في لبنان، وبالتالي يغط البعوض في المياه الراكدة بشكل كبير. كما ان البعوض يغط على خزانات المياه الموجودة على أسطح البنايات او اي مكان، وبالتالي اذا لم تكن الخزانات مقفلة بشكل جيد سيدخل اليها البعوض. والأمر الثاني ان الوعاء الذي يُوضع فيه النبات او الشتلة اذا كان يحتوي على مياه راكدة فحتماً سيغط عليه البعوض وبالتالي يجب ان يتنبه الشخص الا تكون هناك مياه راكدة لأن البعوض ينمو فيها، كما انه اذا كانت هناك حفرة صغيرة في الحديقة ومليئة بالمياه فستجذب البعوض أيضاً، والأمر نفسه بالنسبة للبرك وبراميل المياه. كما اننا نرى الكثير من اطارات السيارات المرمية على الطرقات او في اماكن مختلفة وهذا أيضاً يجذب البعوض لأنه يكون بداخله مياه راكدة أيضاً. ويجب الاشارة هنا الى ان أنثى البعوض تعقص لأنها تحتاج للدماء لتضع البيض، بينما ذكر البعوض لا يعقص بل يأكل حبوب الزهور. كما يجب ان يدرك الناس ان البعوض ينتشر في المجارير المفتوحة مثلاً بعض القرى اللبنانية المكتظة بالسكان وخصوصاً التي اقبل عليها اللاجئون تعاني أحياناً من المجارير المفتوحة التي اذا كانت مفتوحة سيتكاثر البعوض فيها ومن الممكن ان يسبب الكوليرا.

ــ وهل يمكن ان يكون هناك حالات اصابة بالكوليرا في لبنان؟

- ممكن ان يحدث ذلك في لبنان لأن المجارير مفتوحة في بعض المناطق والقرى، مع العلم ان الكوليرا تضاءلت في لبنان وسوريا ولكن اذا لم يُصر الى اغلاق المجارير فمن الممكن ان يسبب ذلك الاصابة بالكوليرا، وخصوصاً مع حلول فصل الصيف حيث المياه التي تحمل <الدزنتريا> وتسبب الاسهال، وهناك أنواع من البعوض الذي يغط على النفايات ومن ثم يغط على الطعام وهو يقوم بنقل <الدزنتريا> الى الانسان.

ــ وماذا عن النمل؟ وما هي فوائده في الطبيعة؟ ولماذا يوجد في البيوت أيضاً؟

- طبعاً النمل له فائدة في الطبيعة اذ يقوم باعادة التدوير عندما يأكل أوراق الأشجار المتساقطة. وهناك أنواع عديدة من النمل اذ هناك نوع يأكل الحشرات الميتة الى ما هنالك. اذاً النمل في الطبيعة له منافع. أما في البيوت فيبحث النمل عن مكان ليبني فيه العش، كما ان النمل يحب السكر. بالنسبة للنمل الأبيض، فهو يأكل الخشب ولهذا يُرمى الخشب الذي يوجد فيه النمل الأبيض، والنمل الابيض موجود في الطبيعة، ولكن أكثر من يعاني من النمل الابيض هم الأشخاص الذين يقيمون في بيوت مصنوعة من الخشب وليس من الباطون... النمل يعقص، والنحل يعقص أيضاً انما للدفاع عن نفسه ثم يموت، والدبور يعقص اذا خاف للدفاع عن نفسه. والقمل يمص الدم ولكن هناك مفهوماً خاطئاً انه اذا كان لدى الولد قمل انه يجب ان يقص شعره، ولكن المهم في هذه الحالة ان يستعمل شامبو خاصاً للقضاء على القمل، كما يجب ان يستعمل كل أفراد العائلة هذا الشامبو لئلا يُصابوا به.

ــ الناس تحب الفراشات ويتفاءلون بها، فما هي فوائدها في الطبيعة؟

- هذا صحيح الناس يحبون الفراشات وأشكالها الجميلة، ولكن عندما تكون الفراشة صغيرة تأكل النبات، واذا كانت تأكل الزرع فستكون مضرة، مثلاً الدود الكبير يأكل الخس وزهرة القطن اي المحصولات الزراعية، وهذا ما لا يروق للمزارعين لأن الفراشات الصغيرة تأكل تلك المزروعات.

ــ ماذا عن الحشرات المهاجرة الى لبنان؟

- الجراد هو من الحشرات المهاجرة، وهو يتكون عندما يحدث الجفاف ويزول العشب، وبعد جيلين يتكاثر عددهم ويكونون جائعين وبذلك يصبح حجمهم أكبر، وجوانحهم تصبح أكبر ولونهم يصبح داكناً ويتجمعون بالآلاف ويقررون ان يهاجروا فيطيرون باتجاه الهواء الذي يأخذهم الى مكان فيه أمطار لأنهم يبحثون عن العشب، فمثلاً قسم من الجراد يهاجر من أفريقيا الى الجزائر والقسم الآخر يكمل الى تونس وجزء منهم يصل الى لبنان. عادة لا تهاجر أنواع أخرى من الحشرات الى لبنان، والجراد لم يعد يشكّل خطراً على حياة الانسان والطبيعة لأن الانسان أصبح يعرف متى يتكاثر ويهاجر من بلد لآخر، وبالتالي يرش عليه المبيدات وعندما يصل الى لبنان يكون ضعيفاً ويموت بعد ان يصل الينا.