تفاصيل الخبر

هيام صقر رئيسة «الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا»: نـنـفــــرد بـيـــن الـجـامـعـــات بعـلـــوم الـبـصـريــــات وقـيـــــاس الـنـظــــــر!  

24/12/2015
هيام صقر رئيسة «الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا»: نـنـفــــرد بـيـــن الـجـامـعـــات بعـلـــوم الـبـصـريــــات وقـيـــــاس الـنـظــــــر!  

هيام صقر رئيسة «الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا»: نـنـفــــرد بـيـــن الـجـامـعـــات بعـلـــوم الـبـصـريــــات وقـيـــــاس الـنـظــــــر!  

بقلم وردية بطرس

1هيام-صقر-رئيسة-الجامعة-الاميركية-للعلوم-والتكنولوجيا بالرغم من ان <الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا> أُنشئت منذ 15 سنة إلا أنه تتوافر فيها اختصاصات متعددة، وتتميز بمواكبتها للتطور العلمي الى جانب اهتمامها بالجانب الثقافي. فالجامعة تضم ثلاثة فروع: بيروت (الحرم الجامعي الرئيسي في الاشرفية)، وزحلة وصيدا. وتتألف الجامعة من أربع كليات هي: كلية ادارة الاعمال والاقتصاد، كلية العلوم والفنون، كلية العلوم الصحية، وكلية الهندسة. وتتميز الجامعة بأن لديها اختصاصات جديدة وفريدة غير متوافرة في الجامعات الاخرى ابرزها: علوم البصريات وقياس النظر، وعلوم الأشعة المتوافر فقط في الجامعة اللبنانية. وتمنح الجامعة ايضاً شهادة في العلوم الجنائية من خلال اتفاق تعاون مع كلية العدل في جامعة <لوزان>، وكذلك اختصاص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واختصاص الترميم وهو الأول من نوعه في الشرق الاوسط ضمن قسم الفنون والتصميم. أما نظام التدريس في الجامعة فهو: وحدات - أرصدة نصف سنوية.

<الافكار> قصدت الجامعة وكان لها حديث مع رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر، ثم قمنا بجولة في المختبرات التي تتميز بها الجامعة اذ تُعتبر من أهم المختبرات في لبنان والمنطقة. ونسأل السيدة هيام صقر عن مواكبة الجامعة للتطور العلمي منذ انشاء الجامعة حتى اليوم فتقول:

- أولاً ان الاتفاقيات مع الخارج أنتجت تعاوناً أكبر، وهي اكثر من خمسة وثلاثين اتفاقاً مع أبرز جامعات أوروبا وأميركا. ومن خلال هذه الاتفاقيات للتعاون والتبادل يتم ارسال طلابنا الى الخارج لمتابعة دراساتهم العليا، ولكن معظمهم يعودون الى لبنان متسلحين بالشهادات والخبرة. وأحياناً نقوم بتوظيفهم في الجامعة التي تخرّجوا منها. وفي اطار التوسع تم استحداث مبان جديدة للجامعة في منطقة الاشرفية. كما ان الجامعة تقوم بتطوير المختبرات خصوصاً مختبرات الهندسة، وتزورنا لجنة اعتماد من اميركا للكشف على كل التجهيزات في الجامعة، لان الاختصاصات العلمية والتكنولوجيا تحتاج للتطوير المستمر.

وتتابع السيدة هيام صقر:

- تقضي سياسة الجامعة بأن يتدرّب الطلاب ضمن اختصاصاتهم أثناء سنوات الدراسة لكي يتمكنوا من استخدام التجهيزات والتكنولوجيا عندما ينطلقون الى سوق العمل، حتى لا تكون المرة الأولى التي يتعرفون فيها الى هذه التجهيزات عندما يبدأون مشوارهم المهني. وهذا الأمر يجعل الطالب يتطور ويتقدم بعمله ويمكّنه من الحصول على ترقية. كان لدينا نشاط هذا العام ليس فقط بما يتعلق بتطور علاقاتنا مع الجامعات في الخارج، بل مع القطاع الخاص في لبنان اذ وقعنا حوالى 20 اتفاقية مع الشركات لتوظيف طلابنا أثناء دراستهم الجامعية، كما انهم يتدربون في الشركات أثناء الدراسة ومنهم من يحظى بوظيفة أثناء التدريب في تلك الشركات، وبذلك لا تراودهم فكرة السفر الى الخارج بحثاً عن العمل. حالياً يبلغ عدد طلابنا 5500 في كل فروع الجامعة (الاشرفية، زحلة وصيدا).

 ــ بالرغم من أن الجامعة تولي اهتماماً كبيراً بالجانب العلمي والأبحاث والمختبرات الا انها تولي بالتوازي اهتماماً كبيراً بالثقافة، فما أهمية ذلك؟

- طبعاً تهتم الجامعة بالجانب الثقافي، فنحن لا نعيش في جزيرة بل ان الجامعة تتفاعل مع محيطها، ولهذا نتفاعل مع الحي والمدينة وكل ما يتعلق بالارث الثقافي، تقيم الجامعة المحاضرات والنشاطات الأكاديمية والتربوية والعلمية والتثقيفية، فهذا العام لدينا سلسلة لقاءات تحت عنوان <لبنان ارض اللقاء والحوار>، وفي العام الماضي أقامت الجامعة سلسلة ندوات شهرية تحت عنوان <تجربتي سفيراً> حيث عرض السفراء محاضرات على امتداد السنة الجامعية تحدثوا فيها عن مسيراتهم ومهامهم وتجاربهم المهنية في البلدان التي ترأسوا فيها بعثات لبنان، إضافة الى إقامة المعارض الفنية والمؤتمرات العلمية.

ــ وماذا عن مختبر الـ<DNA> أوالحمض النووي؟

- لدى الجامعة مختبر لاجراء تحاليل <الحمض النووي DNA> الذي يقوم بعمل مميز مع الوزارات المعنية بإجراء فحوصات متخصصة غير متوافرة في مختبرات أخرى. ونحن في تعاون دائم في هذا الصدد مع القوى الأمنية وأجهزة الدولة المختصة.

وتختم السيدة هيام:

- لقد ضُمت مبانٍ جديدة وأصبح عددها 11 مبنى، وسيتوافر للطلاب والاساتذة مرآب للسيارات تحت الارض يتسع لـ400 سيارة وذلك بدون اي بدل، وهذا أمر يخفف العناء عليهم تفادياً لمضيعة الوقت لركن سياراتهم هنا وهناك. كما ان الجامعة لن تزيد من أقساطها للعام الجامعي، اذ كما تعلمين ان أقساطنا مدروسة، مع العلم انه أُضيفت اختصاصات علمية ولكن نأخذ بعين الاعتبار انه يجب ان نقدم لطلابنا الأفضل لأننا بذلك نقدمه للوطن.

ولنتعرف أكثر على المختبرات التي تتميز بها الجامعة كان لنا حديث مع الدكتورة غريتا أبو سليمان رئيسة قسم العلوم المخبرية والتكنولوجيا لتشرح لنا كيف يعمل هذا القسم، وعن أهمية تحاليل <DNA الحمض الدكتورة-غريتا-ابو-سليمان2النووي>.

 تقول الدكتورة غريتا ابو سليمان:

- تضم كلية العلوم الصحية أربعة أقسام: قسم العلوم المخبرية والتكنولوجيا، قسم البصريات، قسم العلوم الجنائية، وقسم علوم الأشعة. ان قسم العلوم المخبرية والتكنولوجيا يضم بالاضافة الى الاجازة الجامعية، شهادات اختصاص في تحليل الحمض النووي، وعلم السموم التطبيقية. ويقدم مختبر الحمض النووي عدة أنواع من التحاليل المختصة كالتحاليل الجنائية واثبات الأبوة وتحاليل الكائنات المعدلة جينياً <GMO>.

وعن الكائنات المعدلة جينياً تشرح الدكتورة أبو سليمان:

- هي كائنات تعدّلت جينياً بطرق غير تقليدية اي ليس كما كانت تتم بطرق اتبعها أجدادنا (التطعيم). اذاً هي كائنات تم تعديل صفاتها الوراثية باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية، وتسمح الهندسة الوراثية بنقل الجينات من صنف الى آخر قد لا يمت اليه بقرابة، وذلك بهدف تعديل او اضافة صفة وراثية لم تكن لديه سابقاً كمقاومة الجفاف ومبيدات الأعشاب والحشرات. وأذكر هنا ان اول تعديل جيني كان قد أُجري على البندورة وذلك في الولايات المتحدة وكان الهدف إطالة عمرها. أما أكثر النباتات المعدلة جينياً هي فول الصويا، الذرة، زيت الكانولا، والأرز والقمح. وان التوسع المستمر في انتاج الكائنات المعدلة وراثياً أدى الى اثارة قلق عالمي بشأن آثارها على التنوع البيولوجي والصحة العامة، الأمر الذي حمل على ضرورة تحليل ومراقبة اي تعامل مع هذه الكائنات. وفي هذا الاطار لقد أجرى مختبر الـ<AUST> للكائنات المعدلة وراثياً بالتعاون مع وزارة الزراعة أول دراسة شاملة في لبنان، لكشف وتحديد طبيعة الحدث وكميته في سبائك فول الصويا العلفية المستوردة بين عامي 2009 و 2011.

وتابعت تقول:

- ان دراستنا توفر للمرة الأولى تحليلاً كاملاً للكائنات المعدلة وراثياً في شحنات السبائك العلفية لفول الصويا المستوردة، ويشتمل هذا التحليل على الكشف عن التعديل الوراثي وتحديد نوع الحدث وكميته وفقاً لشهادة الاعتماد <آيزو> 17025:2005. وتثبت نتائجنا بأن السبائك العلفية المعدلة وراثياً قد تم استيرادها الى لبنان، مما يدل على ضرورة اتخاذ تدابير تنظيمية وتطبيق التشريعات بهذا الخصوص.

وبالسؤال عما اذا كانت للكائنات المعدلة جينياً مخاطر على البيئة تقول الدكتورة أبو سليمان:

- على المستوى العالمي هناك جدل حول ما اذا كانت للكائنات المعدلة جينياً مخاطر محتملة على البيئة وعلى صحة الانسان، اذ من الممكن ان تتسبب بمشاكل مثل الحساسية والسرطان. ولكن المسألة معقدة، فإذا كانت للكائنات المعدلة جينياً مخاطر على البيئة، فليست هناك دراسات أظهرت مباشرة بأنه اذا تناول الشخص من الكائنات المعدلة جينياً سيُصاب بالحساسية او السرطان. في العام 2012 نشر الباحث الفرنسي <سيراليني> دراسة أشار من خلالها الى ان الذرة المعدلة وراثياً تتسبب في اصابة فئران التجارب بالسرطان، ولكن هذه الدراسة تعرضت للكثير من الانتقادات حيث لم يتم التأكد ما إذا كانت الكائنات المعدلة جينياً نارمين-الملاح3تسبب الورم.

وعن <بروتوكول قرطاجنة بشأن السلامة الاحيائية> تشرح الدكتورة مردفة:

- بما ان هناك جدلاً عالمياً حول <الكائنات المعدلة جينياً> او <GMO>، وكل الدول اتخذت موقفاً منها، وعما اذا كان مسموحاً بها ام لا، فلكل دولة رأي وموقف من ذلك، ففي اطار عالمي <Cartagena Protocol for Biosafety> او <بروتوكول قرطاجنة بشأن السلامة الاحيائية> التابع لـ<اتفاقية التنوع البيولوجي> (وهو اتفاق دولي يهدف الى مراقبة استخدام وتصدير واستيراد الـ<GMO>) في لبنان للأسف لا يوجد حتى الآن اي قوانين ترعى استعمال الـ<GMO> في الأغذية والأعلاف، ولهذا قامت <الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا> بانشاء هذا المختبر الذي يقدم خدمات فحص الـ<GMO> وفقاً للاعتماد رقم <ISO17025>، بالاضافة الى ان مختبرنا حائز على ترخيص من وزارة الاقتصاد والتجارة لاجراء تحليل الـ<GMO> في الأغذية والبذور والأعلاف. وفي ظل غياب القوانين، فإن خدماتنا تتركز للشركات المصدرة الى الخارج والهادفة للحصول على شهادات تحاليل <GMO> معترف بها في دول الخارج ولا سيما الاوروبية. وفي هذا الاطار، فمركزنا يعمل بالتنسيق مع المختبر المركزي الأوروبي  European Reference Laboratory for GM Food & Feed> )(EURL GMFF>.

ومن الجدير بالذكر ان مختبر الـ<AUST> هو المختبر الوحيد في كل الدول العربية وشمال أفريقيا الحائز على الاعتماد <ISO 17025>، وهو يُعتبر مختبراً مرجعياً في لبنان والمنطقة.

وتتابع:

- على سبيل المثال لا الحصر، نحن نعمل حالياً ضمن مشروع يتعلق بكشف وجود الـ<GMO> في الأرز المتوفر في الدول العربية، ونركز على الأرز لأن هناك بلداناً لا تزرع الأرز بل تستورده من بلدان أخرى وقد تحتوي على <كائنات معدلة جينياً>. ويضم هذا المشروع 13 دولة عربية. كما وان مختبرنا هو مركز لتدريب الأشخاص الذين هم مؤهلون للعمل في هذا المجال، اذ ندرب أشخاصاً قادمين من دول عديدة مجاورة على تحاليل الـ<GMO>.

وفي سؤال حول اهتمام ووعي الشعب اللبناني حول الـ<GMO>، أضافت الدكتورة ابو سليمان:

- ان المختبر يقوم حالياً بدراسة استقصائية حول هذا الموضوع. يتعاون مختبرنا أيضاً مع وزارة البيئة التي عينتنا انا والآنسة نارمين الملاح المتخصصة في تحاليل <GMO> والـ<GMO> خبراء وطنيين للسلامة الاحيائية، فنمثلها في الخارج.

ــ هل يجذب المختبر طلاباً من خارج الجامعة للدراسة؟

- طلابنا ليسوا فقط ضمن طلاب الجامعة بل يأتون من جامعات أخرى، اذ كما ذكرت ان للمختبر أهمية لأنه يتعاون مع المختبر المركزي في ايطاليا. أحد هؤلاء الطلاب كانت الآنسة نارمين الملاح (حائزة على الليسانس في الكيمياء الحيوية من الجامعة اللبنانية) اذ انه نظراً لأهمية المختبرات في جامعة <AUST> التحقت بالجامعة وأكملت دراستها ونالت دبلوم تحاليل الحمض النووي <دي ان اي>، وبفضل خبراتها في هذا المجال أصبحت أيضاً مسؤولة عن تدريب الطلاب والأشخاص الذين يأتون من دول عربية، وذلك بالتعاون مع الدكتورة غريتا ابو سليمان المسؤولة عن قسم العلوم المخبرية والتكنولوجيا. وتشــــارك الآنســـة نـــــارمـين المـــــلاح في دورات تدريبيـــــة في <EURL GMFF> في ايطاليا وبلجيكا، ويمثل مختبرنا لبنان في هذه اللقاءات. ولهذه الورش التدريبية أهميــــة كـــــبرى في بقـــــاء مختبرنـــــا مواكبـــــاً لكــــل جديــــد في مجــــــال تحاليـــــل <GMO> وللحفـــــاظ علـــــــى الاعتمـــــاد < ISO 17025>.