تفاصيل الخبر

  حياة مرشاد بين 100 امرأة ملهمة من حول العالم ترفع الصوت : العنف الالكتروني خطير وأكثر ما تتعرض له الفتيات ما بين 12 و19 عاماً!  

02/12/2020
   حياة مرشاد بين 100 امرأة ملهمة من حول العالم ترفع الصوت :  العنف الالكتروني خطير وأكثر ما تتعرض له الفتيات ما بين 12 و19 عاماً!   

  حياة مرشاد بين 100 امرأة ملهمة من حول العالم ترفع الصوت : العنف الالكتروني خطير وأكثر ما تتعرض له الفتيات ما بين 12 و19 عاماً!  

بقلم عبير أنطون

[caption id="attachment_83536" align="alignleft" width="444"] لا للعنف[/caption]

 لما كشفت "بي بي سي" عن قائمة أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة لعام 2020، مع بقاء المركز الأول على القائمة بلا اسم محدد، إذ منحته "للبطلة المجهولة في هذا العام الاستثنائي"، ورد بين الأسماء المئة، 11 اسماً من البلدان العربية، ومن ضمنها اللبنانية حياة مرشاد. الاسم معروف لعدد كبير، في حين كان مجهولاً للبقية.

 فمن هي حياة مرشاد؟ ما نطاق عملها حتى اختيرت بين مئة امرأة "من اللواتي يقدن التغيير ويحدثن فرقاً خلال هذه الأوقات المضطربة"؟

كثيرون يعرفون حياة مرشاد الناشطة الاجتماعية والصحفية اللبنانية، التي ولدت في آب (اغسطس) من العام 1988 والحاصلة على إجازة في اللغة الإنكليزية وآدابها من الجامعة اللبنانية. تعمل حياة كمسؤولة التواصل والاعلام في "التجمع النسائي الديموقراطي اللبناني" ومدربة في مجال الاتصالات والحملات فيه، كما سبق لها ان عملت كمقدمة ومنتجة في أكثر من برنامج اذاعي، ومراسلة لاكثر من شاشة تلفزيونية، فضلاً عن عملها كمنسقة برامج ومشاريع ومسؤولة إعلامية في عدد من المنطمات النسوية، والتدريب على قضايا الجندر والإعلام. الا ان الاهم  يبقى ان حياة هي المديرة التتنفيذية بالشراكة في منظمة "في ميل" ومديرة التحرير في موقع "شريكة ولكن"، وهما الركنان اللذان ترتكز عليهما سيرة مرشاد. فما الذي يقدمانه؟

ضمان العدالة ...

 شكّل اختيار الـ "بي بي سي" مفاجاة سارّة لحياة، اذ انه يتم بسرية تامة، وبعد ترشيح الاسم فإن لجنة، لم تضم اسماء عربية لهذا الموسم، تسمي من ترى فيهن الجدارة والاستحقاق.الوقع الجميل ورسائل التهنئة من الاهل والصديقات والاصدقاء ورفيقات النضال جعلها "تستطعم" بحجم الانجاز، وحمّلها مسؤولية العمل والدفع قدماً الى الامام خاصة وان قضايا المرأة في بلدنا لا تزال كثيرة، بدءاً من اعتبارها مواطنة درجة ثانية ، الى الاحوال الشخصية وقضايا العنف والتحرش والزواج ومنح الجنسية والمشاركة السياسية وغيرها ....وتؤكّد حياة بأنه في قضايا النساء بالذات لا انجاز فردياً انما لجميع من سبقننا، ولمن يناضلن سوياً لأن التضامن هو الذي يولّد قوة تسمح بتحقيق الانجاز، واعدة بابقاء الصوت عالياً على المنابر المحلية والعالمية وفي الساحات والشوارع لأن من اختار النضال لحقوق المرأة فانما يختاره نهج حياة ولا يتوقف فيه .

[caption id="attachment_83537" align="alignleft" width="414"] ملكة جمال لبنان مايا رعيدي في المتحف الوطني[/caption]

وفي معرض اختيارها ،ذكرت "بي بي سي" ان الناشطة النسوية والصحفية حياة مرشاد هي من مؤسسات منظمة (Fe-Male) وهي حراك جمعي نسوي رائد في لبنان، وان حياة تكرس وقتها وجهدها لضمان حصول النساء على العدالة والمعلومات والحماية والحقوق ،كما انها تنشر رسالتها عبر منابر عدة، من بينها تنظيم مسيرات تشمل البلاد بأسرها، وحث الجمهور على الوقوف بوجه الأنظمة الأبوية الفاسدة، والمطالبة بالتغيير". في عام 2012 تم تأسيس (Fe-Male) بمبادرة من مجموعة ناشطات نسويات، وهي منظمة مدنية لبنانية، غير طائفية لا تبغي الربح، مسجّلة في وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية تحت العلم والخبر رقم 867 وتعتمد مبدأ حقوق الإنسان كمرجعية لها وتستند إلى الإتفاقيات الدولية في عملها، وتؤمن بأن الدولة المدنية في لبنان هي من أهم الأسس التي ستحقق المساواة بين جميع المواطنين والمواطنات. كما وتهدف "في ميل" الى بناء جيل جديد من النسويات الشابات، والوعي ومناصرة عدد من القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان والنساء بشكل خاص عبر الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي وتمكين النساء، إضافةً إلى العمل على محاربة تسليع وتنميط النساء في الإعلام والإعلان وتعديل القوانين التمييزية ضدّهن .

 كذلك كانت جمعية "في ميل" أطلقت بالشراكة مع منظمة "أكشن إيد" مبادرة "الشبكة الوطنية لتغيير صورة النساء في الإعلام والإعلان في لبنان"، وما زالت تعمل على تسليط الضوء على كل أنواع التمييز بين الجنسين التي تصدرها وسائل الإعلام والإعلان إلى المشاهد والمستهلك، والضغط ورفع الوعي حول هذه القضية على كل الأراضي اللبنانية".

واستمر العمل على أكثر من جبهة حتى تأسيس موقع "شريكة ولكن"، وهو موقع إخباري نسوي مستقلّ، يأتي إستكمالاً لعمل "في-ميل" على رفع التوعية ومناصرة قضايا النساء في لبنان والعالم العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام، عبر مبادرتها الأولى وهي البرنامج الإذاعي النسوي الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي.

اما فريق العمل في الموقع فيتألف من مجموعة صحافيات نسويات مؤمنات بحقوق الإنسان وبدور الإعلام في رفع الوعي وتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات، وهو يركز على رصد واقع النساء في لبنان والعالم العربي ونقد هذا الواقع، ونشر الأخبار المتعلقة به وتعميمها على نطاق حقوقي وإعلامي واسع، فضلاً عن دعم عمل ونضال المنظمات النسوية والحقوقية في لبنان والوطن العربي. ويلتزم الموقع في عمله على حرية التعبير عن الآراء والأفكار ووجهات النظر والأخبار التي تهم النساء والرأي العام، فضلاً عن مراعاة الحساسية الجندرية في تحرير الأخبار، الى أمانة المعلومات وتوخّي أعلى مستويات الدقة عبر الإستناد إلى مصادر سليمة وموثوقة، عدم التحيّز، الشفافية، الموضوعية، عدم بثّ أي محتوى يحضّ على العنف أو الطائفية أو العنصرية أو التعصّب أو التمييز.

سقطة...السياحة!

[caption id="attachment_83535" align="alignleft" width="395"] حياة مرشاد والنضال النسوي[/caption]

 بين آخر ما نشره موقع "شريكة ولكن" في الخامس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت مقال ورد تحت عنوان  "عندما تسيء وزارة السياحة للبنانيات وتختصرهنّ بالجسد" معتبراً ما فعلته وزارة السياحة سقطة من السلطات الرسمية واستغلالاً لاجساد النساء، مع "تركيز على الاثارة واستغلال هذا العامل للتشجيع على زيارة لبنان" وذلك على خلفية الاعلان الترويجي من داخل المتحف الوطني اللبناني لملكة جمال لبنان مايا رعيدي ، وهي ترتدي فستاناً مكشوفاً جداً الامر الذي اعتبر"تسليعاً للنساء وأجسادهن ويختصر مواطنات يمثلن أكثر من نصف تعداد البلد السكاني بصورة سطحيّة ومبتذلة ومسيئة".

واعتبر المقال "ان وزارة السياحة اعتبرت أنَّه بأجساد النساء فقط هي قادرة على جذب السيّاح، في بلد قادت نساؤه وفتياته الثورة نهار 17 تشرين رفضاً للتهميش والتمييز والقمع الذي يمارسه هذا النظام ضدّها"، وتساءل المقال كيف يمكن لدولة أن تستغلّ أجساد النساء للترويج للسياحة، بما يتضمن هذا الاستغلال من تسليع للمرأة والذي يكرّس العنف الممارس ضدها في المجتمع، ونشهده اليوم بوتيرة مرتفعة استناداً إلى الأرقام التي تنشرها القوى الأمنية والتي أكدت على ارتفاع نسبة العنف الاسري ضد النساء والفتيات إلى 122%.  

ويذكر في هذا الصدد ان جمعيّة "في ميل" عملت منذ تأسيسها على الرصد والتوثيق المستمر للمواد الإعلامية وللإعلانات التي تسيء لصورة النساء وموقعهن وكرامتهن الإنسانية في المجتمع اللبناني".

 

الأردن مقلق ...

 ولا تنحصر الاضاءة من خلال موقع "شريكة ولكن" على ما يختص بلبنان فقط، إنما يتوسع الى واقع المرأة وقضاياها الى ما هو خارج الحدود اللبنانية فتناول مثلاً الارقام المقلقة حول أرقام العنف ضد النساء في الأردن، حيث تؤكد أرقام مؤسسات المجتمع المدني في المملكة الهاشمية ، أن جرائم القتل الأسرية بحق الإناث بلغت 17 جريمة منذ بداية العام الحالي، وحتى نهاية الشهر الماضي، فيما أعلنت إدارة حماية الأسرة عن ارتفاع حالات العنف الأسري، بنسبة 33 في المئة، خلال أشهر الحظر الشامل، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2019، كما بلغ عدد حالات العنف الأسري التي تعاملت معها مكاتب الخدمة الاجتماعية في إدارة حماية الأسرة، 1685 حالة خلال أشهر آذار (مارس) ونيسان (أبريل) وأيار (مايو) من العام الحالي، وذلك وفق اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة .

هذه الأرقام وغيرها تعبّر عن حجم ما تعانيه النساء والفتيات في الأردن، بالتزامن مع حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، وسط دعوات منظمات المجتمع المدني الحكومات إلى تنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس حول مدى حجم المشكلة في هذه الاحتفالية الدولية، خاصة أن مسح السكان والصحة الأسرية العام 2017 – 2018، أظهر أنَّ 69 في المئة من الرجال و46 في المئة من السيدات يعتقدون أن ضرب الزوجة له ما يبرره، ما يحتم ضرورة العمل الدؤوب على تغيير الثقافة الذكورية المجتمعية السائدة.

العنف الالكتروني والابتزاز...

[caption id="attachment_83533" align="alignleft" width="443"] التحرش الالكتروني[/caption]

الصرخة من حياة اليوم هي باتجاه العنف الالكتروني الذي تعانيه الكثير من الفتيات بشكل خاص، والذي ارتفعت نسبته بشكل كبير مع الحجر المنزلي الذي فرضته جائحة "كورونا". وتقول مرشاد في هذا الصدد : نسبة العنف المنزلي مرتفعة في الأيام العادية ، فكيف بالامر في ايام الجائحة ؟ صحيح ان من يقوم بممارسات مماثلة لا ينتظر جائحة او ضغوطاً كي يقوم باعمال عنفية، الا ان ذلك قد يفاقم من الوضع في ظل الأزمات والأوبئة، وهذه الظاهرة انتشرت من حول العالم في فترة الـ"كوفيد 19". ففي حين ان ثلث النساء من حول العالم تتعرضن للعنف المنزلي، ارتفع الرقم الى 240 مليون امراة من حول العالم ولبنان ليس بعيداً عنها، حيث ان المنظّمات التي تعنى بالعنف المنزلي تجمع على ان نسبة الارقام ارتفعت بنسبة 122% عما كانت عليه وكذلك الشكاوى التي تقع في هذا الاطار، والأرقام مقلقة. اما الاسباب فمعروفة ، اذ انه مع الحجر لا يمكن للمعنفات الخروج من البيت والتوجه الى اماكن الشكوى او الحماية وتصعب عليهن آليات التواصل مع الخارج .  

 وعن مدى استجابة القوى الأمنية مع الشكاوى التي تصل من المعنفات تعتبر مرشاد ان قوى الامن جزء من هذا المجتمع وهذه البيئة وبعضهم يتلكأ ولا يزال تحت وطأة الاحمال الذكورية والتمييزية على الرغم من الجهود والتدريبات. وتؤكد مرشاد ان السبيل الأكثر فعالية يبقى الاتصال على الخط 1745 التابع لقوى الأمن الداخلي ومختلف الخطوط الساخنة التابعة للجمعيات والمنظمات المختصة ، الا ان ما تشدد عليه مرشاد بشكل خاص فهو العنف الالكتروني والابتزاز الذي يمارس بشكل خاص على فتيات ما بين 12 و19 عاما ، خاصة مع قضاء الكثير من الوقت على الانترنت ووسائل التواصل في ظل الحجر، مشددةً على ضرورة التبليغ والاتصال بالقوى الأمنية فضلاً عن دعم الفتيات اللواتي يتعرضن للعنف الالكتروني ومؤازرتهن بشكل خاص من قبل الأهل. فالابتزاز بالنهاية هو جريمة المبتز. وقد ارتفعت ارقام العنف الالكتروني لاكثر من 180 في المئة عما كانت عليه سابقاً وفي شهري تموز وآب ارتفعت بنسبة 104 في المئة ايضاً .

[caption id="attachment_83534" align="alignleft" width="300"] حياة امامنا الكثير بعد.[/caption]

ووفقاً لمعطيات المديرية العامة للأمن العام التي حصلت عليها "في-مايل"، فإنّ العام 2019 شهد انتحار فتاتين بسبب الإبتزاز الإلكتروني ومحاولة انتحار لثالثة. وأشارت المديرية الى إن أنواع الجرائم الإلكترونية التي تتعرض لها النساء والفتيات توزّعت بين: التحرش – التعرض للآداب والاخلاق العامة – الابتزاز الجنسي – الابتزاز المادي – التهديد بالتشهير – قدح وذم – سرقة حساب الكتروني (تواصل اجتماعي – بريد الكتروني – وغيرهم). فأزمة "كورونا" وتبعاتها على كل الصّعد الاجتماعية والاقتصادية والصحية جعلت من وسائل التواصل الاجتماعي المتنفس الوحيد الذي نقوم من خلاله بنشاطاتنا على أنواعها. وهذا ما يعرّض الفتيات والنساء إلى خطر التعنيف من قبل المعتدين والمتحرشين على هذه المواقع".

الشاشة ما بتحمي!

 وكانت منظمة "في-مايل" نظمت في هذا الصدد حملة في لبنان للتوعية من العنف الالكتروني الذي تتعرض له النساء تحت عنوان "الشاشة ما بتحمي" ، مع التأكيد على أن النساء والفتيات في لبنان والعالم العربي لهن الحقّ في الوصول إلى الإنترنت واستخدامه بحريّة وأمان من دون التعرّض للعنف الإلكتروني بكافة أنواعه .

 اما الهدف من الحملة فهو أولاً ، اعلام النساء والفتيات بحقهن باستخدام الانترنت ولكن في الوقت نفسه اطلاعهن على كل التهديدات والتحديات التي تترافق مع هذا الاستخدام، و ثانياً، اعطاء النساء والفتيات بعض التقنيات التي يمكنهنّ من خلالها الحرص على استخدام آمن للانترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي. هذا فضلاً عن اعلام الفتيات والنساء ان المعتدي لا يمكنه الهروب والإفلات من العقاب ولو أن الإعتداء تمّ على مواقع التواصل الاجتماعي فبإمكانهنّ محاسبته وفضحه والتبليغ عنه .