تفاصيل الخبر

هذه هي مصادر تمويل "داعش"…

04/12/2015
هذه هي مصادر تمويل "داعش"…

هذه هي مصادر تمويل "داعش"…

بقلم علي الحسيني

 

البغدادي يبدو لكل من يتتبع امر تنظيم <الدولة الإسلامية في العراق والشام> <داعش> انه تنظيم ممول بشكل جيد ومتقن خصوصاً اذا ما تمّ النظر الى اعداد المنتمين اليه والذين هم في تزايد مستمر اضافة الى عمليات التسليح التي يعتمدها بناء على تقنيات عالية من الاسلحة الحديثة التي لا تمتلكها الا جيوش النخب والصفوف الاولى.

احتمالات وأدلة غائبة حول تمويل <داعش>

 

في 15 شباط/ فبراير 2014 كشفت معلومات امنية اسماء بعض قيادات <داعش> ابرزها اسم كبير قادتها اي اميرها وهو عواد ابراهيم عواد القريشي الحسيني المعروف باسم أبو بكر البغدادي الذي كان امام وخطيب جامع القبيسي، وقبل ذلك كان استاذاً جامعياً في بغداد حاصلاً على الدكتوراه في العلوم الاسلامية. ولكن ما ظل مجهولاً هو السؤال: من يمول <داعش>؟ خصوصاً وان عملياتها على جبهتي العراق وسوريا وغيرها من البلدان التي تتمدد اليها تكلف الكثير من الأموال سواء لناحية عمليات التفجير اليومي للسيارات والقتال المتواصل في الرمادي وفي الفالوجة وفي صحراء الأنبار او لناحية قتالها المتواصل منذ سنتين ضد الجيش السوري النظامي واخيراً ضد الفصائل السورية المعارضة وتحديداً <جبهة النصرة>، وهذه العمليات مجتمعة تقتضي إنفاق مئات ملايين الدولارات ان لم نقل المليارات. وفي هذا المجال يبرز السؤال الاهم وهو: من يدفع فواتير <داعش>؟ او من هو المستفيد من وجودها وبقائها؟ وهنا تبرز قائمة احتمالات لدول يتمّ التداول باسمها على انها الممول الابرز لهذا التنظيم مثل: ايران، ودول خليجية، وتركيا، وسوريا، واسرائيل واميركا، لكن من دون وجود ادلة حاسمة ترجح ايا من هذه الاحتمالات.

 

ماذا عن الدور التركي؟

  

في معرض الاتهامات بين الدول يذهب المحور الممانع المؤيد لطهران والنظام السوري وبعض حلفائهما من دول غربية ودول عربية مثل العراق للقول ان تركيا هي المساهم الاكبر في انتشار حركة <داعش> وتمدده في سوريا كونها الممر الاهم وربما الوحيد الذي يسهل مرور المقاتلين والسلاح الى الداخل السوري، وسبب تسهيل تركيا لهذا الدخول ينبع من اعتقاد لدى المسؤولين الاتراك ان اي مؤتمر دولي جدي يمكن ان يُنهي الازمة السورية وفي هذه الحالة سوف ينكمش الدور التركي ويتراجع وبالتالي لن يعود ضرورياً وفاعلاً. ولذلك ربما وجدت تركيا انه لا بدّ ان يكون لها وجود قوي على الأرض السورية من اجل إبقاء دورها فاعلاً في اي تسوية سياسية، خصوصاً وان تأثيرها السابق بفتح حدودها على مصراعيها لن يعود ضرورياً او مفيداً للطرف الداعم للعصيان اذا ما توقف القتال لسبب من الأسباب، وربما تكون الدولة التركية قد سعت الة-تصنيع-الكابتاغونلايجاد قوات مسلحة مقاتلة تابعة لها على الاراضي السورية كما يُفترض ان قطر قد فعلت وللاسباب نفسها.

 

متبرعون وخطف وسرقة

وجزية ونفط

تقارير دولية عدة ومجموعة دراسات حول وضعية <داعش> وسبب تناميه وتعاظم قدرته المالية والعسكرية كانت مدار بحث طوال العام الماضي للعديد من الدول بعد سؤال ملح وهو من أين يأتي تنظيم الدولة الإسلامية بالأموال؟ وقد خلصت هذه الدراسات الى ان هناك ستة مصادر اساسية يعتمد عليها <داعش> لتمويل نشاطاته، ومع كل محطة بارزة وآخرها تفجيرات لبنان وباريس يعود السؤال عن مصادر تمويل هذا التنظيم الى الواجهة، خصوصاً وانه لم تبقَ هناك دولة عربية او اجنبية الا واستنكرت الاحداث التفجيرية ووضعتها في خانة الارهاب الذي يتمدد باتجاه العالم كله بعدما كان محصوراً ضمن دول محددة لفترة من الزمن.

 

التبرعات

العميد-عبد-القادر 

متبرعون اثرياء في الشرق الأوسط خاصة في بعض الدول العربية شكلوا مصادر الدخل المبدئي للتنظيم، وقد تبرع معظم هؤلاء سواء من خلال افراد او مؤسسات من اجل هدف واحد وهو الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد ونظامه، وعلى الرغم من ان تلك الأموال ما زالت تُستخدم حتى الآن لتسفير المقاتلين الاجانب إلى سوريا والعراق، فقد اصبح التنظيم الان يعتمد الى حد كبير على تمويله الخاص خصوصاً وان احدى الشخصيات العربية استمرت بدعم <داعش> لفترة تزيد عن العام من خلال شحنات سلاح وصلت الى المانيا واسرائيل والسودان وتركيا، إلا أن اوروبا والعالم العربي يدفعان اليوم اثماناً باهظة مقابل انخراط حكوماتها في مشروع التمويل هذا الذي نظمه <ديفيد بتريوس> مسؤول العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطـــى في نقــل المقاتلين من كل أرجاء العالم الى سوريا.

 

النفط

تقول وزارة الخزانة الأميركية أنه في عام 2014 كان تنظيم <داعش> يربح ما يصل الى 100 مليون دولار اسبوعياً من بيع النفط الخام والمكرر لوسطاء محليين يقومون بدورهم بتهريبه الى تركيا وايران او يبيعونه إلى الحكومة السورية، في حين نشرت عشرات التقارير ان تركيا تشتري النفط الخام من <داعش>.

عمليات الاختطاف والنهب والسلب

حصل <داعش> على نحو 20 مليون دولار عام 2014 من مبالغ الفدية للمختطفين، ويقول منشق عن التنظيم ان قسماً خاصاً لتنفيذ عمليات الاختطاف يُعرف باسم <جهاز المخابرات> يعمل على استهداف الصحافيين الاجانب وخطفهم فور وصولهم إلى الحدود السورية، وان عمليات الاختطاف هذه تُعد وسيلة دعائية مهمة لـ<داعش>.

كما يجمع التنظيم ملايين الدولارات شهريا بفعل ابتزاز ملايين الاشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها بصورة كلية او جزئية، وتتم جباية اموال من الذين يمرون في مناطق التنظيم او الذين يقومون بأعمال فيها او يعيشون على ارضها مقابل الخدمات او الحماية. ويحصل التنظيم ايضا على اموال عن طريق مهاجمة المصارف وبيع الآثار وعن طريق سرقة الماشية والمحاصيل أو السيطرة على بيعها، من دون اغفال سيطرة <داعش> على مدينة الموصل والأموال التي حصل عليها من البنك المركزي في المدينة والتي تُقدر بحوالى 225 مليون دولار أميركي وقد شكلت لديه ثروة لا تنافسه فيها أي جماعة أخرى.

الجنرال-بتريوس-منظم-مشروع-تمويل-داعش

اموال الجزية والمخدرات

ويقوم <داعش> بفرض نظام الجزية على الأقليات الدينية، وقد صدر في ذلك بيان تُلي في مساجد مدينة الموصل العراقية العام الماضي دعا المسيحيين الى اعتناق الاسلام او دفع الجزية، او القتل. واليوم يقوم التنظيم بالرقة والمدن السورية التي يسيطر عليها بالممارسات نفسها حيث يعمد كل صباح جمعة الى دعوة السكان عبر المآذن ممن هم من غير المسلمين للدخول في الاسلام تحت تهديد السيف وقطع الرقاب او دفع الجزية.

كما يجمع التنظيم أموالاًَ بفعل اختطاف الفتيات والنساء وبيعهن لاستغلالهن جنسياً، فعندما سيطر <داعش> على بلدة سنجار شمال العراق قام باسر آلاف النساء والفتيات ثم بيعهن لاستغلالهن جنسيا. وقالت امرأة ازيدية يومئذٍ تُدعى حنان انها هربت من تنظيم <داعش> بعدما كانت قد اقتيدت مع 200 فتاة وامرأة للبيع حيث يمكن للمقاتلين اختيار ما يحلو لهم منهن.

ويذهب نشاط التمويل لدى <داعش> الى ابعد من كل هذه الامور وتحديداً الى المخدرات. فهناك شبكة ترويج له تغطي معظم الدول العربية والاجنبيةـ وتحديداً صناعة حبوب <الكابتاغون> حيث يمتلك مصانع برمتها لهذه الحبوب المخدّرة في الرقة والموصل والرمادي، وقد اظهرت دراسات عديدة اعدّها باحثون غربيون على جثث افراد التنظيم الذين يفجرون انفسهم بين الناس او داخل مراكز عسكرية، ان نسبة كبيرة منهم ان لم يكن جميعهم يقعون تحت تأثير هذه الحبوب المخدرة قبل تنفيذهم العمليات الانتحارية، وكانت اولى هذه الاكتشافات تمّت في مدينة القصير السورية بعد سقوطها بيد حزب الله والنظام السوري، يومئذٍ كُشفت ماكينات لتصنيع هذه الحبوب للمرة الاولى حيث كان يجري توزيعها على جبهات القتال خصوصاً تلك التي كانت تخضع لجماعات مسلحة من ليبيا والجزائر والمغرب وافغانستان.

عبد القادر: لا إرادة دولية

لمحاربة <داعش>

اكثر من ستين دولة ضمن التحالف الدولي اطلقت منذ تسعة اشهر حربها على تنظيم <داعش>، ورغم ذلك ما زالت للتنظيم قدرة كبيرة وربما أكثر من السابق في التحرك وضرب اهداف خارج حدود سيطرته في العديد من المدن العراقية والسورية. وبدورها جندت ايران إمكاناتها العسكرية وحرسها الثوري وحليفها حزب الله لمحاربة <داعش> في سوريا بالتعاون مع الجيش السوري بعداده وعديده، وساهمت روسيا على طريقتها بدعم الجيش السوري. وقبل فترة اجتمع ممثلو اربع وعشرين دولة ضمن التحالف الدولي في باريس ودرسوا كيفية تغيير استراتيجيتهم الفاشلة في مواجهة التنظيم، ومع هذا عوض ان يتقهقر <داعش> اخذ يتمدد في اكثر من منطقة عربية حتى وصلت ضرباته الارهابية مؤخراً الى بيروت وباريس ونيجيريا وتونس. وهنا يقول الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر عبر <الافكار> ان سبب تنامي قدرة <داعش> يعود الى غياب الجدية والإرادة الدولية وتحديدا الأميركية في القضاء على هذا التنظيم. ورأى ان الطريقة التي يتعامل بها التحالف الواسع تكاد تجعل من اللامعقول أمراً واقعاً اي تجعل هذه الشراذم المجتمعة من اطراف الدنيا تنتصر على الدول الكبرى والقوى العالمية وتصل إلى حدود تركيا وايران بعدما وصلت الى ديالا في العراق. والمفارقة ان بعض الدول التي تدعي شن حرب شعواء على <داعش> تشعر انها في حاجة الى استعماله خدمة لمصالحها.

وتساءل عبد القادر: كيف ينسحب الجيش العراقي من الموصل امام 800 مقاتل من <داعش>؟ وكيف ينسحب ما يقارب العشرين الف جندي عراقي من الرمادي من دون اي قتال وقبل وصول <داعش>؟ وكيف ينسحب الجيش السوري من مدينة تدمر الاستراتيجية من دون مقاومة؟ إننا نعيش حالة اشبه بالمؤامرة منها بالحرب على <داعش>. واريد ان اشير هنا الى ما عرضته الفضائيات العربية عن احد الذين اوقفوا في <غوانتانامو> في السابق وأُعيد إلى بلده في الشرق الأوسط، وكيف جُند للعمل في صفوف تنظيم <القاعدة> في اليمن، ويقول بالصوت والصورة ان الأميركيين كانوا يجتمعون مع تنظيم <القاعدة> في اليمن. ألم تقل <هيلاري كلينتون> نحن من خلق <داعش>؟.

حالة سنية رافضة للحكم

في سوريا والعراق

ويقول عبد القادر: المشكلة هي في رفض الحل السياسي الذي يؤدي الى انهاء <داعش>. هناك حالة سنية موجودة في سوريا والعراق هي <داعش> ولكن مسماها غير ذلك، هي حالة سنية رافضة للحكم في سوريا وفي العراق، وتشكل 75 بالمئة في سوريا و24 بالمئة في العراق حيث حقوقها غير محفوظة، وهذا يعود للنفوذ الإيراني تجاه هاتين الدولتين العربيتين الرئيسيتين وتجاه اليمن ولبنان وقبلها البحرين. هذا المشروع السني الآن هو مقابل المشروع الإيراني المتمدد من اجل الهيمنة على العالم العربي. كما ان المشروع الايراني يسعى الى تقسيم العالم العربي لإضعافه والهيمنة عليه، ويبدو أن هذا الأمر يجري تحت نظر القوى الغربية الرئيسية وبرضى الولايات المتحدة بإدارة <باراك أوباما> الذي لا يملك استراتيجية ليس فقط حيال <داعش> بل تجاه كل أزمات المنطقة.

داعش. 

البغدادي.. كذبة ام حقيقة؟

 

ويكثر الحديث حول الشخصية الرئيسية التي تدير تنظيم <داعش>، فهل هو ابو بكر البغدادي او ابو محمد الجولاني الذي قيل ايضاً انه زعيم <جبهة النصرة>. هناك ايضاً من يقول ان شخصية البغدادي مزيفة لا حقيقة لوجودها حتى ان البعض شبهها بشخصية الملا عمر زعيم <حركة طالبان> والذي لم يظهر حتى الساعة ولم يُعثر له على صورة واضحة. ولكن بين خبر وآخر تخرج اوساط مطلعة بشكل كامل على تركيبة تنظيم <داعش> لتؤكد ان البغدادي هو ابراهيم عواد ابراهيم علي البدري السامرائي المعروف بأبو بكر البغدادي قائد تنظيم <القاعدة> في العراق والمُلقب بـ<أمير دولة العراق الإسلامية> الذي قام بإعلان الوحدة بين <دولة العراق الإسلامية> و<جبهة نصرة أهل الشام> في سوريا تحت مُسمى تنظيم <الدولة الإسلامية في العراق والشام> <داعش>، وبعد ذلك صدر التسجيل للرد على هذا الإعلان من خلال أمير <جبهة النصرة> أبو محمد الجولاني وقد جاء بعدم تأييد هذا الإعلان. وبعد سلسلة من العمليات أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في 4 اكتوبر 2011 ان البغدادي يُعتبر ارهابياً عالمياً معلنة عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله.

 

قُصر في نظر البغدادي

وتقول احدى الروايات ان البغدادي عندما كان تلميذاً في المدرسة اضطر إلى إعادة دراسة احدى السنوات المدرسية لمرة واحدة، وتمكن بعد ذلك من تخطي الثانوية العامة عام 1991 بنتيجة 481 من أصل 600 نقطة. وقد حصل في شهادة الثانوية العامة على درجات إضافية كونه شقيقاً لأحد الشهداء، إذ قد استشهد شقيقه الأصغر عندما كان جندياً في الجيش العراقي في عهد صدام حسين. أما البغدادي نفسه فلم يتمّ قبوله لتأدية الخدمة العسكرية لأن شهادة صحية صادرة عن جامعته أظهرت أنه يعاني من قصر النظر في العينين. وبعد إنهائه التعليم الثانوي تقدّم بطلب الدراسة في <جامعة بغداد> وأراد بحسب وثائق إدارة الجامعة دراسة القانون. وكانت رغبته الثانية والثالثة أن يدرس علم اللغات وعلم التربية، ولكن درجاته في شهادة الثانوية العامة لم تكن كافية لدخول احد هذه الفروع الدراسية فالتحق في نهاية المطاف بكلية الشريعة الإسلامية في <جامعة بغداد> وحصل على البكالوريوس في الدراسات القرآنية.

 

سجى الدليمي السر اللغز

وقد ذاع اسم سجى الدليمي للمرة الاولى يوم حصلت صفقة راهبات معلولا، وهي المقايضة التي حصلت بين النظام السوري والجماعات المسلحة والتي أوصلها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الى خواتيمها المرجوة. يومئذٍ كانت الدليمي موقوفة في سجون النظام والجميع يذكر ان الصفقة كانت تعقدت اكثر من مرة بسبب عدم شمولها في عداد النساء السجينات المفرج عنهن من سجون النظام السوري وقتئذٍِ، الا ان المسلحين أصروا على اطلاق سراحها ضمن ترتيب معين قضى بتسليم سجى في جرود عرسال ليصار بعدها الى اطلاق الراهبات، ويومئذٍ سارت القافلة التي تقلهن بعدما تأكد البغدادي نفسه من ان مسؤول <جبهة النصرة> في القلمون ابو مالك التلي قد تسلمها مع اولادها. وكانت مخابرات الجيش اللبناني قد ألقت القبض على الدليمي منذ عام تقريباً عند حاجز المدفون وكان بحوزتها ثلاث بطاقات هوية مزوّرة من بينها هوية لبنانية باسم ملك عبد الله.

الدليمي امام العسكرية

سجى-الدليمي

في الاسبوع ما قبل الماضي وقفت سجى الدليمي مطلقة الخليفة أبو بكر البغدادي أمام المحكمة العسكرية مع زوجها الفلسطيني كمال الخلف والمتهم الثالث لؤي المصري بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلّح وجرائم تزوير وثائق واستعمال مزور. كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد الظهر عندما قدّم رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم موعد جلستها على جلسات عدة أخرى وأوعز إلى أحد العسكريين بإدخالها آخذاً في الاعتبار أن طفلها الرضيع يوسف معها وأن أولادها الثلاثة الباقين ينتظرونها عند سجن النساء في بعبدا.

ولدى مثولها أمام هيئة المحكمة طلب العميد إبراهيم من احد العسكريين إخراج الطفل ريثما تنتهي الجلسة. لكنه التفت الى لهفة الوالد على طفله فطلب من العسكري تسليمه له لاحتضانه قبل ان يخرجه، ثم بادر الدليمي بالسؤال ان كانت اي من الجمعيات تزورها فردت: <لم يزرني أحد منذ أربعة أشهر>، علماً بأن رئاسة المحكمة طلبت في الجلسة الماضية ان تتولى احدى الجمعيات الاغاثية الاهتمام بأولادها وبينهم ابنة البغدادي. فكرر العميد إبراهيم طلبه في هذا الخصوص. وأضافت الدليمي أن المحامي حنا جعجع توكل عنها بعدما أبلغتها سجينة معها أنه بارع.

بعد ذلك ترافع وكيل الدليمي، فاعتبر أن ما يحصل مع سجى المثقفة غير مقبول، فقال: <أنا جلست معها وأعرف أنها مثقفة، هي أقسمت لي إنها تفدي بدمها العسكريين وعرضت مساعدتها، علماً انها لا تعرف رقم اهلها حتى، فردّ رئيس المحكمة طالباً من المحامي وقف هذا <البازار> وإبعاد السياسة لكون الملف قضائياً وتوجّه إلى سجى قائلاً: <نحن جبناك يا سجى كرمال ولادك، كان دورك بعد ساعتين>. فردّت: <أجلتوني أربعة أشهر>، فأجابها الرئيس بأن التأجيل يعود لعدم وجود محامٍ ليترافع عنها. وأضاف: <هناك وسائل إعلام في القاعة وأناشد أي جمعية أن تتقدم للاهتمام بأطفال سجى>.

هكذا عرفت ان زوجي السابق هو البغدادي

وقد تبين لاحقاً ان الدليمي الموقوفة بتهمة التدخل في القيام بأعمال ارهابية لم تعين محامياً للدفاع عنها، وقد أبلغت رئيس المحكمة بذلك، فقرر تكليف محامٍ لها من المعونة القضائية، ولم تكف الدليمي عن طلب النظر في وضعها ووضع اولادها معها في السجن باكية، فتعهّد المسؤول عن غرفة المحامين في النقابة المحامي صليبا الحاج للمحكمة تسريع كتاب تكليف محامٍ من المعونة القضائية للدليمي ومتابعة وضع اولادها. وقد أفادت الدليمي انها كانت متزوجة قبل ستة أعوام من شخص يُدعى هشام محمد، وبعدما اوقفت وخلال التحقيق معها قيل لها ان الصورة التي عُرضت على التلفزيون هي لأبي بكر البغدادي أي صورة الشخص الذي تزوجت منه وردّت بالقول انها لم تعرف انه البغدادي الا بعد فترة.