تفاصيل الخبر

حـسيــن فهمـــي: ”زمــن“.. بـرنـامـجـــي الـجـديــــد لـتـصـحـيــــح الـصــــورة عـــن الـعــــرب!

13/05/2016
حـسيــن فهمـــي: ”زمــن“.. بـرنـامـجـــي الـجـديــــد  لـتـصـحـيــــح الـصــــورة عـــن الـعــــرب!

حـسيــن فهمـــي: ”زمــن“.. بـرنـامـجـــي الـجـديــــد لـتـصـحـيــــح الـصــــورة عـــن الـعــــرب!

 

بقلم عبير انطون

IMG_8685

هو <الواد الثقيل> الذي يزداد وسامة عاماً بعد عام. الشيب يكلل رأسه، وتبرق عيناه الملونتان شغفاً وحباً بالحياة والحلوات اللواتي ما ان يلمحنه حتى يهرعن الى التقاط الصور معه. في السبعينات من عمره، لا يزال حسين فهمي الـ<جون برومييه> الساحر بابتسامته وكلامه ورقيه في ذاكرة وحاضر الكثيرات. في حفلة <رابطة سيدات مصر> التي اطلقت ترويقتها الخيرية في فندق <الرويال> عند منطقة الضبية، كان فهمي نجم الحفلة دون منازع، ولما اقتربنا منه لننقل له السلام من رئيس تحرير مجلتنا ونطلب إليه التحدّث لـ<الافكار> ابتسم وقال: <طبعاً يا افندم>.

 في لقاء حصري خصنا به، وعلى صوت موسيقى الرحابنة الناعمة <نسم علينا الهوى>، بدأنا بالسؤال:

 ــ يتزامن حضورك اليوم بيننا في بيروت مع انطلاقة برنامجك الجديد <زمن> ماذا تخبرنا عنه؟

- هو برنامج يُعرض على فضائية <الغد العربي> وتعرفون انها محطة اخبارية. <زمن> برنامج سياسي اجتماعي يحمل طابعاً ثقافياً لاحياء التراث العربي وهدفه تغيير الصورة التي تظهر بها مجتمعاتنا اليوم لابراز الصورة الحقيقية. نلف الدول العربية كلها، وندخل الى اماكن لم يسبق ان زارتها الفضائيات من قبل، فنتكلم من دون اية قيود عن الزمن فيها عبر مقارنة ما كنا فيه وما اصبحنا عليه، بعيدا عن الاستوديو والقوالب الجامدة وفي تواصل اجتماعي مباشر من قلب ما ننقله في البرنامج. نضيء على زمن كانت الدول العربية فيه تتقبل بعضها وتتسامح وتتماسك بعكس ما نعيشه اليوم للأسف.

ــ في اي المجالات تستعيدون الزمن وتقارنونه بالحاضر؟

- <في كل حاجة>.. اجتماعياً، فنياً، ثقافياً وسياسياً، لان الظروف التي نمر بها جميعنا في العالم العربي غيرت لنا اوضاعاً كثيرة. سنأخذ المشاهد العربي الى زمن جميل في لحظات تتأرجح ما بين الماضي والحاضر عبر تناول نماذج حية مستمدة من وقائع نبرز من خلالها الزمن وما فعله بنا عبر مقارنة بين الماضي والحاضر.

ــ ماذا عن لبنان وزمنه؟ هل تتناولونه ايضاً في البرنامج؟

- طبعاً وله حصة كبيرة. بدأنا في مصر، من خلال وقائع رواها شهود عيان عاصروا تحولات المجتمع المصري في حقباته المختلفة وتناولنا السينما المصرية بكافة عناصرها وادواتها. ومن الاسكندرية كانت لنا اطلالة واسعة على آثارها وفنانيها ومكتباتها. وفي الحلقة الثانية كانت لنا وقفة مع لبنان وصورنا الحلقة ما بين الجميزة وشارع الحمراء من منظار ثقافي تناولنا فيه الحالة الثقافية المتغيرة في العاصمة، خصوصاً ان شارع الحمراء له تاريخه العريق، ويمثل رمزاً مهمّاً من رموز الثقافة ليس اللبنانية فحسب بل العربية ايضاً، وقد تناولناه بشكل اساسي من زاوية المسرح اللبناني منذ فجر انطلاقته الى مراحل تطوره المختلفة حتى يومنا الحاضر، وصورنا بعض المشاهد من أمام كنيسة <السانتا> في الجميزة، وهي المكان الذي عُرضت فيه أول مسرحية في تاريخ المسرح العربي للرائد المسرحي اللبناني مارون النقاش عام ١٨٤٧.

ــ اي ذكرى خاصة تحملها معك دائماً من لبنان؟

- ذكرياتي كثيرة، آتي الى لبنان منذ السبعينات اي ما قبل الحرب الاهلية وما بعدها من دون انقطاع. أنا مرتبط ومتعلق بالشعب اللبناني بشكل وثيق جداً ولي صداقات كثيرة، ويُعرف عني ما أردّده بأنني لست مزدوج الجنسية لكنني مزدوج الهوية بمعنى انني احمل الهوى المصري والهوى اللبناني ايضاً.

ــ هل من مكان معين لك ذكرى فيه؟

- هي بشكل خاص أماكن التصوير وعادة ما تكون جميلة. <زحلة، الله على زحلة>، لا يمكن ان انساها، كذلك جبيل ونهر الكلب حيث صورنا ايضا، وأذكر بيت الدين فضلاً عن بيروت <ست الدنيا>. الآن أستعيد في ذاكرتي النجوم اللبنانيين الذين تعاونت معهم مثل في فيلم <نار الشوق>، وكان أول فيلم صورته يتضمّن استعراضات واغنيات مع النجوم الكبار، منهم صباح ووديع الصافي ورشدي أباظة من اخراج حسن الامام، كما اذكر فيلم <ليلة بكى فيها القمر> مع الشحرورة الراحلة صباح، وفيلم <أجمل ايام حياتي> مع نجلاء فتحي وعماد حمدي، وكانت غالبية المشاهد يجري تصويرها في بلدكم، فضلاً عن عدة افلام اخرى.

القوة الناعمة..

ــ كيف هو حال مصر اليوم، كيف تصف وضعها؟

- ما زالت مصر مهدّدة وهناك من يريد إيقاعها، لكن الكثيرين من المصريين محترسون. أتمنى ان تسير الى الأمام وان تبقى على تضامنها ووحدتها وثورتها الرائعة التي شهدناها في الثلاثين من يونيو. نحن نحتفل معكم اليوم باحتفال <شم النسيم> المصري، وهو من الاعياد التي لها دلالة كبيرة في تاريخنا منذ آلاف السنين. لقد كشف لكم سعادة السفير الصديق الدكتور محمد بدر الدين زايد في كلمته عن حديث دار منذ فترة بيننا حول <قوة مصر الناعمة> وأدواتها في التأثير بمعنى انه يمكن لمصر ان تشكّل نموذجا لتعايش مختلف الاطراف، مع التركيز على وحدة النسيج للشعب المصري المتنوع، تماما كما هو الحال عندكم في لبنان.فـ <شم النسيم> يحتفل به المصريون مسلمين ومسيحيين منذ آلاف السنين، وهو يرتبط بالبيض الملون رمز الحياة والمستقبل، كما يرتبط بالفسيخ ويُعنى به السمك المملّح الذي يرمز الى طريقة التحنيط التي اتبعها المصريون القدماء تعبيراً عن اهتمامهم بالحياة والموت. ان حضارة مصر القديمة بلغت العالم اجمع، وشعبها على امتداد الاجيال، لعب دوراً اساسياً في نقلها والمحافظة عليها بعيداً عن فتاوى وأفكار ظلامية حديثة نسمعها تعلو من هنا او هناك..

ــ في اي بلدان ستصورون بعد مصر ولبنان؟

 - في مختلف الدول، وقريباً في الامارات والمغرب. خارطة العواصم والمدن واسعة من رام الله في فلسطين الى المنــــاطق الكرديـــــة في الاردن، وبغداد في العراق، ودمشق في سوريا التي تحمل حضارة عظيمة وغيرها.. نأمــــل فعـــــلاً مـــن خــــلال البرنــــامج الذي شجعني عليه بشكل كبير رئيس قناة <الغد الاخبارية> عبد اللطيف المناوي، بلوغ ليس المشاهد العربي فحسب، بل المشاهد الغربي ايضاً لتصحيح الصورة.

 

أولاد الأكابر..

ــ هل يسرق تقديم البرامج رئيس <مهرجان القاهرة السينمائي> السابق من التمثيل؟ خاصة وان محبيك في هذا المجال كثيرون؟

- المجالان مختلفان الا انهما يتكاملان في النهاية. صحيح انني اتجهت مؤخراً الى تقديم برامج مختلفة مثل <الناس وانا> و<مع تحياتي وتقديري>، الا انهما كانا في ظرفهما الصحيح والذي تحتاجه مصر فعلاً. اردت من خلال تقديم البرامج ايصال رسالة، وتحفيز الناس والابقاء على الامل بداخلها خاصة في الفترة ما بين ثورتي 25 و30 حزيران/ يونيو، وتعرفون جميعكم الظروف التي مرّت بها مصر في تلك الفترة. فللفنان دور كبير في المراحل الصعبة تجاه بلده وناسها.

 ــ وهل سيرى الجمهور <برنس الشاشة العربية> على الشاشة الذهبية في فيلم جديد؟

 - سينمائياً ما من عمل جديد حالياً.

ــ هل سنراك في عمل رمضاني لهذا العام ونحن على أبوابه؟

- للأسف اغيب عن شاشة رمضان لهذا العام الا اننا نحضر لما بعد الشهر الفضيل او رمضان المقبل مسلسلاً بعنوان <أولاد الاكابر>.

ــ ماذا عن تفاصيله، سبق ان قدّمت مسلسلاً بهذا العنوان، هل هو جزء جديد منه؟

- لا زلنا في مرحلة <نوضب فيها الكاستينغ> ولا يمكنني الدخول في اية تفاصيل.

ــ يُعرف عنك تفضيلك عرض مسلسلاتك خارج السباق الرمضاني، لماذا؟

- أفضّل ان يأخذ المسلسل حقه في العرض والانتقاد، وأفضّل ان تمتد الدراما على مدى فصول السنة فيتسنى للمشاهد تقييمها بطريقة هادئة بعيدا عن حمى المنافسة.

IMG_8689ــ في السنة الماضية كان لك مسلسل <وش تاني>، كيف استقبله الجمهور؟

 - دار الموضوع حول كواليس عالم رجال الأعمال، وسرقة ونهب ثروات الشعب واستغلال النفوذ وعلاقاتهم برجال السلطة وقادة مؤسسات الدولة، وقد لعبت دور احد هؤلاء الرجال الذي يهرب خارج مصر بثروته التي جمعها بطرق غير مشروعة. عُرض المسلسل في رمضان الـ2015 وقد لاقى صدى طيباً عند الجمهور.

ــ غنت لك اليوم في ترويقة <رابطة سيدات مصر> الفنانة ملكة أغنية <يا واد يا تقيل..>، ماذا تعني لك هذه الاغنية؟

 - هي مأخوذة من فيلم <خلي بالك من زوزو> كما تعرفون كتبها صلاح جاهين ولحنها كمال الطويل. اذكر انني اتجهت لجاهين في منزله مرة فوجدت حسن الإمام وسعاد حسني عنده وكنت يافعاً حينذاك وسمعتهم يرددون الكلمات التي استغربتها نوعاً ما، الا انني لم انطق بكلمة لانني كنت في حضرة عمالقة ذلك الزمن. وضع الطويل الكلمات أمامه على البيانو وجلسنا من 7 ليلاً حتى 7 صباحاً لتظهر الأغنية بالشكل الذي سمعتموه، وهي لا تزال حتى اليوم حاضرة في ذهن الجمهور وفي ذاكرتي طبعاً.

ــ نهاية نشكرك ونتمنى لك طيب الاقامة في بلدنا!

- <فرصة سعيدة اوي يا افندم>..

ايناس العبد الميس

وضيف الشرف

 

وحول اختيار النجم حسين فهمي كضيف شرف في حفلة <شم النسيم> الذي تحييه <رابطة سيدات مصر> التي تأسست منذ 17 عاماً، اكدت رئيسة <الرابطة> السيدة ايناس العبد الميس لـ<الافكار> ان اقتراح اسم النجم الكبير حسين فهمي أتى اضافة كبرى لـ<الرابطة> بعد ان استقبلت في سنوات سابقة العديد من رموز الثقافة والعلم، من مخرجة مسلسل <ام كلثوم> انعام محمد علي، الى العالم المصري الكبير احمد زويل الحائز جائزة <نوبل>، الى السيدة ميرفت التلاوي الأمينة التنفيذية للـ<اسكوا> سابقاً، وكل من الاعلامي عماد الدين اديب، وسيدة الشاشة الراحلة فاتن حمامة، والشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي. أما اقتراح حضور الفنان حسين فهمي لهذا العام فأتى للصراحة من قبل سعادة السفير المصري محمد بدر الدين زايد، ولم يتردد النجم في تلبية الدعوة باعتباره رمزاً من رموز الثقافة والفن، خاصة وان الحفلة خيرية يعود ريعها الى قسم سرطان الاطفال في مستشفى <المقاصد الخيرية> في بيروت ولمساعدة بعض اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان.