تفاصيل الخبر

حسين فهمي حامل «جائزة فاتن حمامة» في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي: سينما هذه الأيام متهمة بتوجيه الجيل الى .... العنف!

04/12/2015
حسين فهمي حامل «جائزة فاتن حمامة» في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي:  سينما هذه الأيام متهمة بتوجيه الجيل الى .... العنف!

حسين فهمي حامل «جائزة فاتن حمامة» في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي: سينما هذه الأيام متهمة بتوجيه الجيل الى .... العنف!

 

2 آخر ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي جملة عن النجم السينمائي حسين فهمي رداً على الفنان الكبير عادل إمام لأنه قال في إحدى تغريداته: <الذي يريد أن يعرف تاريخ مصر، ما عليه إلا أن يشاهد أفلامي>، وقال حسين فهمي: <تاريخ مصر أكبر من أن تترجمه السينما وأفلام عادل إمام>.

ومع حسين فهمي كان هذا اللقاء، وهو الرئيس الثالث لـ<مهرجان القاهرة السينمائي الدولي> من ضمن سبعة رؤساء تعاقبوا على المهرجان وشاركوا في صناعة تاريخه.. فتى الشاشة المدلّل الذي لا يرى للنجومية نهاية أو للاعتزال ضرورة، والمدافع الشرس عن الفن والثقافة هو صاحب تاريخ من النجاحات كافٍ ليعطيه سبباً للشعور بالفخر طوال حياته.

في لقاء موجز يتحدث حسين فهمي عن تكريم الدورة الحالية من المهرجان له، ومنحه جائزة تحمل اسم <سيدة الشاشة فاتن حمامة>.

ــ كيف استقبلت تكريم <مهرجان القاهرة السينمائي الدولي> لك؟

- أنا سعيد بهذا التكريم خاصة وأنني كنت رئيس هذا المهرجان لفترة، وإنني قد أُكرمت كثيراً، ولكن التكريم من <مهرجان القاهرة السينمائي> أمر عظيم، وقد أسعدني أن الجوائز تحمل اسماء نجوم مهمّين مثل فاتن حمامة ونور الشريف وعمر الشريف، وكنت أتابع المهرجان وأرى بوادر جيدة ولجنة تحكيم عظيمة، وهذا ما جعل دورة المهرجان بتوفيق من الله دورة ناجحة.

ــ ماذا عن اختيارات المهرجان لبعض أفلامك للعرض ضمن قسم تكريمك لجمهور <دار الأوبرا>؟

- من وجهة نظري، أرى أن الأفلام التي اختارتها ادارة المهرجان لإعادة عرضها، تُعتبر من أهم أعمالي السينمائية في تاريخي الفني، فعرض فيلم <خلي بالك من زوزو> في المهرجان أعاد لي الكثير من ذكرياتي وأنا صغير، خاصة الكواليس التي جمعتني بالسندريلا سعاد حسني التي أعشقها، كما أنني سعدت باختيار فيلم <العار> أيضاً لعرضه وهو يجمعني بالراحل نور الشريف.

ــ وكيف ترى مستوى أفلام المهرجان في مقابل الأفلام التجارية في دور السينما المصرية؟

- يختلف صنّاع السينما عموماً بسبب انتمائهم لنظريتين: الأولى تعتبر أن السينما انعكاس للواقع، والثانية تقول أن الواقع يستمد أحداثه من السينما ويتأثر بها، ولكن الحياة في حد ذاتها هي عبارة عن مجموعة عوامل متضادة، فكما فيها الحب كذلك فيها الكراهية، فيها الجمال وأيضاً الوحشية، وأنا أرى أن السينما التي تختار عاملاً بعينه لتظهره على الشاشة وتتجاهل بقية العوامل، هي سينما غير موضوعية، حيث انه إذا رصدنا وحشية الواقع ونقلناها للسينما، علينا في المقابل رصد العاطفة فيه أيضاً، إذ حتى الناس القاسية تحمل في قلوبها عاطفة وحناناً، وإذا كانت هناك موجة من الأفلام التجارية تنقل الجزء العنيف من حياة المجتمع، فعليها أن تنقل الجزء الخيّر أيضاً، وأفلام المهرجان التي تأتي من كل مكان في العالم، يكون عليها الرهان بأن تكون متوازنة في نقل كل عوامل الحياة الواقعية دون مغالاة لصالح جانب على حساب جانب آخر.

 

نحن من نصنع واقعنا

 

ــ إذاً أنت تؤمن بالنظرية الأولى وهي أن السينما انعكاس للواقع؟

- نعم، الأفلام السينمائية تُستمدّ من الواقع، ونحن من نصنع واقعنا، وبالتالي نحن من نختار ما الذي سننقله للشاشة، وحينما أعود بذاكرتي للسبعينات أجد أن كان هناك الكثير من الأفلام الرومانسية، لأن الانسان بطبيعته كائن رومانسي، فلماذا لا نظهر هذا الجانب الإنساني في السينما وننقل هذه الايجابية للمشاهد؟

ــ لماذا في رأيك يلجأ صنّاع الأفلام التجارية للمراهنة على مشاهد العنف والدماء للترويج لأفلامهم؟

- أعتقد أن السبب يعود لكون صنّاع هذه النوعية من الأفلام من الجيل الصغير، وهم يصنعون هذا النوع من الأفلام لجذب المشاهدين من الفئة العمرية نفسها، ولكن في الواقع، إنهم لا يجذبونهم فقط بل يؤثرون فيهم بمحتوى تلك الأفلام ويوجّهون هذا الجيل للعنف، وبالتالي لو اتجه أبناء هذا الجيل لممارسة العنف في الشوارع، فليس علينا لوم أحد سوى صنّاع هذه السينما، لأنهم هم من صدّروا هذه العوامل السلبية في أفلامهم ووجهوها للمشاهد بذريعة انها انعكاس للواقع.

ــ ما رأيك في التوجه الذي اتخذته السينما المصرية في الفترة الأخيرة بعد موجة الأفلام الكوميدية الخفيفة؟

- السينما المصرية تصنع حالياً أفلاماً جيدة ولديها صناع من الطراز الأول، كما أن المعدات السينمائية اليوم تطورت كثيراً عما كانت عليه في الماضي وأصبحت أفضل بكثير.

حسين-فهمي1ــ كيف ترى استمرارية المهرجان في انعقاد فعالياته رغم التوترات السياسية الحالية؟

- القاهرة هي عاصمة السينما في العالم العربي ويجب أن يكون لها مهرجان سينمائي قوي، واستمرار المهرجان مقابل أي ظروف انعكاس لقوة القاهرة، كما أن الفن في حد ذاته قوة ضاربة في أي مجتمع، والمجتمعات المتحضرة يُقاس تحضّرها بمدى قوّة الفن فيها.

ــ بالعودة الى الفترة التي كنت تُمارس فيها الإخراج، هل صحيح ان يوسف شاهين ساعدك في بداياتك؟

- يوسف شاهين كان أستاذي وصديقي وكنت أراسله وأنا مع البعثة في أميركا، وهو تطوّع وقتئذٍ وتحدّث إلى وزير الثقافة عبد القادر حاتم عني، ورشحني لإخراج فيلم من انتاج الوزارة، خصوصاً وانني خلال بعثتي الى الخارج كنت أعمل في الإخراج بالفعل وكنت أنفذ إعلانات وأفلاماً قصيرة، وحينما عدت لمصر كنت أستعدّ للعمل كمخرج، ولكن فور عودتي عرض علي يوسف شاهين أن أخرج له فيلماً اسمه <الاختيار> كان هو الممثل فيه.

ــ ولكن هذا الفيلم أخرجه يوسف شاهين في النهاية، فما الذي حدث؟

- اختلف الأستاذ يوسف شاهين مع المؤسسة المنتجة للفيلم لأن مسؤوليها رأوا أنه كممثل سيستهلك الكثير من الـ<نيغاتيف> لأنه يقطع في نطق الكلام ما يستدعي الإعادة كثيراً، فقرّروا أن يأتي رشدي أباظة مكانه، وعاد هو لمقعد المخرج، وأصبحت أنا بالتالي مساعد مخرج، وفي ذلك الوقت كنت تلميذه وصديقه في الوقت نفسه، وكنت أحترمه، فعملت معه.

ــ وكيف تحوّلت من مخرج إلى ممثل؟

- لذلك قصة أيضاً، فأثناء الإعداد لفيلم يوسف شاهين، كانت هناك مشكلة تخص عقد الفنانة سعاد حسني بطلة الفيلم، وقمنا بتعديل العقد، ويومئذٍ كانت تصور فيلماً آخر، فذهبت إليها في مكان التصوير لأسلّمها العقد بعد تعديله، فرآني المنتج رمسيس نجيب ودعاني للتمثيل، فقمت بإجراء اختبار أمام الكاميرا، وفي اليوم نفسه قرّروا أنني سأعمل معهم في فيلم <الحب الضائع>، ومنذ ذلك الوقت دخلت في قصة تلو الأخرى وتحوّلت الى ممثل.

خارج التواصل الاجتماعي

 

ــ هل تشاهد أفلامك الآن؟

- بالطبع، وأستمتع بها جداً، لأنني حتى أثناء قيامي بها كنت مستمتعاً وأقدمها بحب وشغف.

ــ ما أبرز ما اختلف في كواليس الأعمال الفنية عن الماضي؟

- كل شيء تقريباً اختلف وصولاً حتى للعمال والفنيين، ففي الماضي، كانوا من يعملون في الأفلام <اسطاوات>، ولكن الآن للأسف أغلب من يعمل في المجال الفني متسرّعون ولا يفهمون معنى القيم الفنية التي كنا نطبقها ونعيشها في الحياة الفنية.

ــ لماذا ليست لديك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي؟

- لأنني أرى أنها مضيعة كبيرة للوقت، وليست لدي لا صفحات ولا حسابات على أي من تلك المواقع الشبيهة بالـ<فيسبوك>، فلا منفعة في رأيي من القراءة والردّ عليها طوال الوقت، فهناك أشياء في الحياة الواقعية أهم بكثير.