تفاصيل الخبر

هـشـاشــــة الـعـظـــــام أكـثـــــر الأمــــــراض شيـوعــــــاً فــي العـالـــم وخـاصـــة فــي الـشــرق الأوســط وافـريقـيـــا!

28/09/2018
هـشـاشــــة الـعـظـــــام أكـثـــــر الأمــــــراض شيـوعــــــاً  فــي العـالـــم وخـاصـــة فــي الـشــرق الأوســط وافـريقـيـــا!

هـشـاشــــة الـعـظـــــام أكـثـــــر الأمــــــراض شيـوعــــــاً فــي العـالـــم وخـاصـــة فــي الـشــرق الأوســط وافـريقـيـــا!

 

بقلم وردية بطرس

تعدّ هشاشة العظام من الأمراض الشائعة في العالم وخصوصاً في الشرق الأوسط وافريقيا، وان اسم المرض يعبّر بشكل كبير عن حقيقة ما يحدث للعظام حيث تقل كثافتها وتتسع الفراغات الداخلية بها ويفقد الجسم القدرة على تجديد الأنسجة التالفة فيها بالسرعة نفسها التي كان عليها سابقاً، ما يجعل العظمة معرضة للكسر. وتكون العظام قوية وصحية في فترة العشرينات من العمر، بينما تبدأ في فقدان كثافتها بعد سن الخامسة والثلاثين من عمرها حيث تتحلل الخلايا العظمية بمعدل أسرع من قدرة الجسم على انتاج خلايا جديدة. ويعاني الشخص من مرض هشاشة العظام عندما تقل كثافة عظامه ويعجز الجسم عن انتاج خلايا عظمية جديدة بالمعدل نفسه الذي كان عليه في السابق. وتحدث هشاشة العظام للرجال والنساء، الا ان النساء هن الأكثر عرضة للاصابة بالمرض وخصوصاً في سن انقطاع الطمث، وذلك بسبب الانخفاض المفاجىء في مستوى هرمون الاستروجين وهو هرمون يعمل على حماية الجسم من هشاشة العظام ضمن العديد من الوظائف الأخرى. ويتسبب المرض في كسور مؤلمة وخطيرة تحتاج لوقت طويل حتى تلتئم ما يؤثر على حياة المريض. وعندما تُصاب العظام بالهشاشة تكون أكثر عرضة للكسر في حالة السقوط وفي الحالات المتقدمة قد تنكسر اذا ما تعرضت لرضّة بسيطة. ويقدر عدد المصابين بمرض هشاشة العظام في الولايات المتحدة الأميركية وحدها بحوالى 53 مليون شخص في الوقت الحالي.

وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية هشاشة العظام على أنها مرض يتسبب بنقصان كتلة العظم والأنسجة الدقيقة المكونة له، مما يؤدي الى ضعف العظام وهشاشتها، وبذلك تزيد فرصة تعرضها للكسور، فالعظم السليم يمر بعمليات متوازنة من الهدم والبناء بشكل مستمر، وان حدوث خلل في هذا التوازن يتسبب بمعاناة الشخص من الهشاشة، اي بمعنى آخر يمكن القول ان تراجع عمليات البناء او سيطرة عمليات الهدم وزيادتها عن المعدل الطبيعي يؤدي الى جعل العظام هشة وأكثر عرضة للكسر.

العوامل المسببة لهشاشة العظام

 

اما بالنسبة للعوامل التي تزيد احتمالية الاصابة بهشاشة العظام فهناك العديد من العوامل التي تزيد احتمالية الاصابة بهشاشة العظام، ومن هذه العوامل: التقدم في السن حيث تصل العظام الى أعلى كتلة لها عند بلوغ الانسان الثلاثين من العمر، وبعد ذلك يبدأ الجسم بفقدان جزء من نسيجه العظمي. الجنس: اذ تُعتبر النساء أكثر عرضة للاصابة بهشاشة العظام مقارنة بالرجال، ويُعزى ذلك لانخفاض الكتلة العظمية لديهن وصغر حجم العظام. ويجدر التنويه الى ان انخفاض هرمون الاستروجين في الجسم عند بلوغ المرأة سن اليأس يزيد من احتمالية هدم العظام، وهذا بدوره يزيد احتمالية المعاناة من هشاشة العظام.

وتعتبر النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث وهو ما يجعلهن أكثر عرضة للكسور، ويطلق الأطباء على مرض <هشاشة العظام> اسم <اللص الصامت> فهو عادة ما يسبب الألم ولا تظهر عوارضه حتى يحدث كسر في جسم المريض. وهناك مجموعة من العوامل التي تساهم في ظهور علامات هشاشة العظام من أهمها السن والنوع سواء عند المرأة او الرجل، لأنه اكثر شيوعاً بين النساء من الرجال، فضلاً عن الأنظمة الغذائية والحياة الصحية التي تتمثل في ممارسة الرياضة التي يتبعها الفرد ومدى قدرتها في الحفاظ على كثافة العظام. ويعد الكشف المبكر لهشاشة العظام من أفضل الطرق للوقاية من الكسور في مرحلة الشيخوخة، فهناك اختبار كثافة العظام لتحديد ما اذا كان هناك من مرض ام لا وفي اي مرحلة منه، وللتعرف على المرضى المعرضين لخطورة الاصابة بهشاشة العظام ووقايتهم من مضاعفات هذا المرض الصامت بالغذاء والأدوية. ومن جانب آخر كشفت مجموعة من الباحثين البريطانيين خلال دراستهم ان تناول الأطعمة الغنية بفيتامين <ك> مثل كبدة الدجاج والجبن وصفار البيض يساهم في حماية الشخص من الاصابة بهشاشة العظام، وفسّر الباحثون ذلك مشيرين الى ان فيتامين <ك> يساهم في تنشيط أحد البروتينات التي تساهم في تقوية الكالسيوم، وبالتالي تقليل مخاطر هشاشة العظام، وذلك حسبما أكدت نتائج الدراسة التي شملت 150 سيدة واستمرت لمدة 18 شهراً، وتوصي الأبحاث الطبية الحديثة بالاكثار من منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالكالسيوم للوقاية من الاصابة بهشاشة العظام، بالاضافة الى تناول الثوم لقيامه بالدور نفسه في زيادة هرمون الاستروجين عند الاناث.

 وبما يتعلق بنمط الحياة فان التدخين وشرب الكحول من الأمور التي تزيد احتمالية الاصابة بهشاشة العظام، وكذلك ترتفع احتمالية الاصابة بهشاشة العظام في حال لم يتناول الشخص ما يحتاجه من الكالسيوم وفيتامين <د>. وهناك العوامل الوراثية حيث ان تعرض أحد الوالدين خصوصاً لكسور في الحوض يزيد من احتمالية الاصابة بالهشاشة لدى الأبناء. العِرق: اذ ان الشعوب القوقازية والآسيوية هي من أكثر الشعوب اصابة بالهشاشة. وكذلك فإن تناول بعض الأدوية قد يتسبب بهشاشة العظام مثل بعض أدوية الصرع، ومضادات الذهان، وبعض الأدوية التي تُستخدم في حالات زراعة الأعضاء، والعلاج الكيميائي، والهرمونات القشرية التي تُستخدم في علاج بعض الأمراض الالتهابية المزمنة مثل التهاب المفاصل.

 

نصائح للوقاية من هشاشة العظام

 

 ان هشاشة العظام من الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي الى كسور في العظام، وهناك سبع نصائح للوقاية من هذا المرض: من الضروري ان يمشي الانسان بسرعة لمدة عشر دقائق ثلاث مرات في اليوم، اذ يساعد المشي والجري على الحفاظ على قوة العظام. كما ينصح بممارسة تمارين القوة مثل الضغط ورفع الأثقال. ولا يدخن خصوصاً اذا كان صغيراً، اذ ان للتدخين تأثيراً سلبياً على خلايا بناء العظم، وخصوصاً لدى الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين سنة إذ يزداد خطر الاصابة بهشاشة العظام والكسور لدى المدخنين. وان يتجنب ان يكون نحيلاً جداً بصورة مرضية، اي ان يكون معدل كتلة الجسم لديك أقل من 18.5. وبعد انقطاع الطمث يجب ان تستشير المرأة طبيبها بشأن العلاج الهرموني، فالنساء أكثر عرضة للاصابة بهشاشة العظام أربع مرات من الرجال، وفيما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث، يمكن ان يساعد العلاج بالهرمونات البديلة في الحفاظ على العظام قوية ومنع الكسور. وان يحصل الشخص على الكالسيوم (1000 ــ 1200 مليغرام من الكالسيوم يومياً)، واذا كانت المرأة تعاني من نقص فيتامين <د> فيجب ان تستشير الطبيب ليعطيها المكملات. ويجب ان تحرص ان يكون بيتها آمناً وخالياً من الأماكن المنزلقة او العثرات التي تؤدي للسقوط او الكسور. وتجدر الاشارة الى ان بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة لهشاشة العظام مثل المسنين والنساء ومن لديه كسور سابقة ومن يتعاطى <الستيرويدات> ويجب مناقشة ذلك مع الطبيب إذ يمكن الخضوع لفحص كثافة العظام او أخذ علاجات للوقاية.

البروفيسور غسان معلوف واسباب

 الاصابة بهشاشة العظام

فما هي الأسباب التي تؤدي للاصابة بهشاشة العظام؟ وماذا عن العوارض؟ والعلاج؟ وطرق الوقاية؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على البروفيسور غسان معلوف وسألناه أولاً:

- ما هي الأسباب او العوامل التي تؤدي للاصابة بهشاشة العظام؟

- هناك أسباب عديدة ومنها أسباب وراثية: تتمثل بنقص مادة <الكولاجين> المهمة في قوة العظام وحمايتها من الكسور، وهذا السبب يكون ملازماً للشخص منذ ان يكون جنيناً في بطن أمه، وفي الحالات المزمنة قد يؤدي هذا السبب الى وفاة الطفل في سن مبكرة بسبب كسر الجمجمة. ثانياً: نقص فيتامين <د> و<الكالسيوم> وسببه عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ، وعدم تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه الأنواع. وان العلاج الطويل نسبياً بأحد مركبات <الكورتيزون> حيث ان الاصابة بأي نوع من أنواع الأمراض التي تتطلب العلاج بأحد أنواع مركبات <الكورتيزون> لوقت طويل نسبياً قد يؤدي في نهاية المطاف الى الاصابة بمرض هشاشة العظام. أمراض الغدد الصماء: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية. الأمراض الوراثية للدم: مثل <أنيميا> البحر المتوسط. عدم ممارسة الرياضة او النشاطات البدنية بشكل عام. أدوية الصرع ومضادات التشنج لوقت طويل نسبياً. عامل وراثي مثل اصابة أحد أفراد العائلة بمرض هشاشة العظام.

- ما هي عوارض هشاشة العظام عند الرجال والنساء؟

- الآم واوجاع حادة في مختلف أنحاء الجسم وخصوصاً في منطقة الظهر، كذلك يبدأ الانسان بفقدان الوزن رويداً رويداً وتبدأ القامة بالانحناء، وتحدث بعض الكسور وخصوصاً في الفقرات وبعض المفاصل والفخذين من جراء حادث بسيط.

المضاعفات

- وماذا عن مضاعفات هشاشة العظام؟

- ان مرض هشاشة العظام غالباً ما يُسمى <مرض صامت> لأنه يسبب فقدان العظام بدون عوارض، فقد لا يعرف الناس ان لديهم هشاشة العظام حتى تصبح تلك العظام ضعيفة مما قد يؤدي أحياناً الى السقوط او للتعرض الى كسور او فقدان الطول او تشوهات في العمود الفقري.

النساء هن الاكثر عرضة للاصابة بهشاشة العظام

- ماذا عن نسبة الاصابة بهشاشة العظام؟ وهل النساء معرضات للاصابة بهشاشة العظام أكثر من الرجال؟

- تتشابه أرقام لبنان مع النسب العالمية فتُصاب سنوياً نسبة 0.129 بالمئة من السكان بالكسر ( 0.153 بالمئة بين النساء و0.100 بالمئة بين الرجال) وهو معدل يتزايد مع التقدم في السن بين النساء أكثر مما يزداد بين الرجال، مع الاشارة انه لم تصدر بيانات جديدة هذا العام. وان اعتبار هشاشة العظام مرضاً نسائياً فقط من الأخطاء الشائعة في مجتمعاتنا وذلك لأن هشاشة العظام تصيب رجلاً من أصل خمسة رجال ما فوق الخمسين، وان هذا الرقم قد يكبر مع الوقت وذلك لأن رجال العالم باتوا يشيخون بسرعة فائقة، وقد تبين ان احتمال اصابة الرجال الذين يتخطون عمر الخمسين سنة بهشاشة العظام هو بنسبة 27 بالمئة أكبر من خطر اصابتهم بسرطان البروستات.

- وما هي طرق علاج هشاشة العظام؟

- اتباع برنامج غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين <د> إذ يعد الكالسيوم من أكثر المعادن المكونة للكثافة العظمية، ومصادره: الأجبان، الحليب، الألبان، النباتات الخضراء والبقوليات. بينما فيتامين <د> فيشارك في تمعدن العظام بواسطة دوره في تنظيم مستويات الكالسيوم والفسفور في الدم وترسيبهما في العظام، ومصادره بعد أشعة الشمس هي زيت السمك والحليب وصفار البيض والخضار. ويمكن تناول مكملات الكالسيوم وجرعات وقائية من فيتامين <د> وهي منتجات طبية على شكل كبسولات دوائية فيها فعالية الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين <د> نفسها.

ويتابع:

- وتبقى العلاجات الدوائية اذ في كثير من الأحيان لا تكفي المكملات الغذائية ولا النظام الغذائي الغني بالكالسيوم وفيتامين <د> لعلاج هشاشة العظام، فيصبح من المحتمل التداخل الدوائي مع النظام الغذائي والمكملات الغذائية. ويمكن اجمال العلاج الدوائي لهشاشة العظام كما يلي: هو العلاج التعويضي لهرمون <الأستروجين> للأنثى. علاج معدلات مستقبلات <الأستروجين> مثل علاج <الرالوكسفين> وهذا العلاج حديث نسبياً يعطي تأثير هرمون <الأستروجين> نفسه عند السيدات وهو يحد من تناقص كثافة العظام وبالتالي الهشاشة العظمية عندهن. العلاج بـ<البيسفوسفونات> وهي علاجات غير هرمونية تركز على تبطيء عملية خسارة العظم لكثافته او كتلته عن طريق وقف نشاط الخلايا ذات المسؤولية عن هدم العظم او تحلله، مما يعني وقف فقدان العظم في هذه العملية الحيوية.

 

الوقاية

- هل من طرق وقائية لحماية الانسان من الاصابة بهشاشة العظام؟

- هناك طرق وقائية لحماية الانسان من الاصابة بهشاشة العظام، وان اتباع نظام غذائي متوازن مع سعرات حرارية كافية من مغذيات مناسبة يشكل الأساس لتطوير كل أنسجة الجسم بما فيها النسيج العظمي. كذلك ممارسة الأنشطة الحركية تعد درع الوقاية الثاني من الاصابة بهشاشة العظام، فكلما كانت العضلات أقوى زادت كتلة العظام واستقرارها. وان المشي السريع يعد الرياضة الأنسب لهذا الغرض، على ان تتم ممارستها بمعدل ساعة الى ساعتين يومياً، لأنه النشاط الرياضي الوحيد الذي يمكن ممارسته في اي مرحلة عمرية.