تفاصيل الخبر

حــركـات الـجــسـد تــكـشــــف لااراديـــــــاً حـالــــة الانـســــان مـهـمــــا حــــاول اخـفـاءهـــــا!

01/12/2017
حــركـات الـجــسـد تــكـشــــف لااراديـــــــاً حـالــــة الانـســــان مـهـمــــا حــــاول اخـفـاءهـــــا!

حــركـات الـجــسـد تــكـشــــف لااراديـــــــاً حـالــــة الانـســــان مـهـمــــا حــــاول اخـفـاءهـــــا!

 

بقلم وردية بطرس

خبير-لغة-الجسد-حبيب-الخوري--a

لغة الجسد او <Body Language> هي تلك اللغة التي تشمل الحركات والايحاءات التي يقوم بها المرء عند حديثه بالاضافة الى أدق التفاصيل والتعابير على الوجه. ويعتقد البعض بشكل خاطىء ان الكلمات والجمل تمثل الجزء الأكبر والأساسي من طرق تواصل الأفراد في ما بينهم، لكن وفقاً للأبحاث والدراسات فإن الكلمات والجمل لا تمثل أكثر من 5 بالمئة من طرق تواصلنا مع عالمنا، بينما يذهب الجزء الأكبر الى حركاتنا وايماءاتنا التي تترجم في عقول المتلقين من دون وعي منهم.

فما أهمية لغة الجسد؟ والى اي مدى تكشف حركات الانسان حالته وشخصيته؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على خبير لغة الجسد حبيب الخوري الذي كان أول من تحدث عن لغة الجسد في العام 2008، وهو منذ ذاك العام ولغاية اليوم يدرّس لغة الجسد، وفي العام 2011 صُنف العاشر في العالم بالتعابير المصغرة <Micro Expression> مع الدكتور <بول ايكمان> الذي يعود الفض إليه بأن أصبحت لغة الجسد علماً في العالم، وهو يدرب لغة الجسد لشركات وأفراد، وأيضاً لموظفي الدولة اذ يدرّس <كورس> عن كيفية الكذب والاحتيال لموظفي وزارة المالية وغيرها من الوزارات من خلال المعهد الوطني للادارة، وقد أصدر كتابه بعنوان <ماذا تقول أجسادنا؟> كما له اطلالات عديدة على شاشات التلفزة والاذاعات للتحدث عن استخدام لغة الجسد. ونسأله أولاً:

ــ ما هي لغة الجسد؟

- لغة الجسد هي عبارة عن تعابير نقوم بها من خلال اللاوعي، اما اذا أردت ان أمسك غرضاً ما وأستخدمه فأفعل ذلك من خلال الوعي، فمثلاً عندما نكون مع أشخاص ولا نشعر اننا مرتاحون، فيكون السبب ان لغة الجسد لديهم لا تشبهنا، اذ نحن لا نتفق الا مع أشخاص تكون لغة أجسادهم مثل أجسادنا. وان لغة الجسد ثلاثة أنواع: الايجابية، والسلبية والطبيعية. الايجابية هي عندما تكون أجسامنا منقسمة الى قسمين: اليد اليمنى والقدم اليمنى، اليد اليسرى والقدم اليسرى، وفي كل مرة تتواصل هذه الأطراف مع بعضها البعض اي عندما نقوم بتكتيف اليدين او تشبيك الأصابع بعضها ببعض او عندما يضع الشخص ساقاً على أخرى فعندها نكون بحالة لغة جسد سلبية. للأسف في الدول العربية لدينا ما يُعرف بالعادة وهي عادات سيئة اذ اعتدنا ان نضع ساقاً على أخرى، واعتدنا ان نقوم بتكتيف اليدين، وبالتالي البلدان العربية هي من أكثر البلدان التي لديها عادات سيئة، بينما في دول الغرب لا يضعون ساقاً على أخرى ولا يقومون بتكتيف اليدين بينما عندنا نقوم بذلك كعادة. مع العلم أن الشخص يظن أنه اذا وضع ساقاً على أخرى فإنه سيرتاح أكثر، ولكنه لا يعلم انه بذلك يكون مرتاحاً عقلياً وليس جسدياً، لأنه لا يدرك ان وضع ساق على أخرى يسبب الدوالي والاصابة بديسك في الظهر.

وأضاف قائلاً:

ــ الأمر الثاني ان الناس لا يعرفون عن لغة الجسد جيداً او يقرأون لغة الجسد بشكل خاطىء، اذ يقولون انه اذا قام أحدهم بحك أنفه فانه يكذب، واذا وضع يده على جبينه فإنه يفكر، اي يقرأون اشارة واحدة وهذا دليل خاطىء، لأنه كما قلت بلغة الجسد تنقسم أجسادنا الى قسمين، كما أن الجسم أيضاً منقسم الى ثلاثة أقسام: الرأس، الجزء الأوسط والقدمان، وعندما نقرأ اي شخص علينا ان نعرف الحالة النفسية بلحظتها اذ علينا ان نقرأ ثلاثة أجزاء في الجسم، فاذا قرأنا اشارة واحدة او جزءاً واحداً فهذا خطأ، وهناك الكثيرون من الأشخاص ربما قرأوا الكتب عن لغة الجسد او يدعّون انهم يقرأون لغة الجسد وهذا خطأ لانهم يقرأون جزءاً واحداً.

فوائد لغة الجسد

shutterstock_65429692--c

ــ ما هي فوائد لغة الجسد وسلبياتها او مساوئها؟

- من فوائد لغة الجسد انها تمنع الانسان من ان يوقع نفسه بالمشاكل، لأنه بكل بساطة عندما لا نعرف لغة الجسد فسيكذب الناس علينا. ومثال آخر عندما تعتقد السيدة ان رجلاً ما معجب بها بينما لا يكون كذلك ولكنها قرأت شيئاً اوحى لها انه اعجب بها، والأمر نفسه بالنسبة للرجل اذ يظن ان امرأة أعجبت به بينما يكون ذلك غير صحيح، اذاً لغة الجسد تساعدنا بظروف عديدة في حياتنا. من المهم ان نقرأ لغة الجسد لاننا نقوم بفعل وردة فعل، فمثلاً قد يستفيد الشخص من خلال استخدام لغة الجسد عندما يتقدم بطلب وظيفة او اذا كان لديه اجتماع وهو متوتر وعصبي ولا يقدر ان يسيطر على نفسه عندها يستخدم لغة الجسد بايجابية، او في ان يدرك الأهل ما اذا كان أولادهم يتعلمون عادات سيئة او يكذبون او يتصرفون بطريقة سيئة، وبالتالي يمكن معرفة ذلك من خلال قراءة الجسد، اذاً فوائد لغة الجسد أكثر من مساوئها وهي تساعدنا في حياتنا اليومية... أما مساوئها فتكون عندما نقرأ بطريقة خاطئة ونحكم على الآخرين.

ــ ولكن اذا ركزنا على لغة الجسد كثيراً هل نقدر أن نركز على ما يقوله الشخص؟

- لغة الجسد هي عبارة عن 95 بالمئة من نسبة التواصل، فيما 5 بالمئة تعود للكلام، ففي لغة الجسد نقوم بالفعل وردة الفعل لذا عندما نقرأ لغة الجسد نسمع أيضاً.

الخطاب والاقناع

 

ــ  كيف نقتنع بما يقوله مثلاً السياسي او مدراء الأعمال وغيرهم على وسائل الاعلام او في المناسبات وما شابه؟

- اليوم هناك سياسيون يطلون على شاشات التلفزة ويلقون الخطابات، لكن نحن لا نقدر ان نقرأ الخطاب لانه ليس فعلاً وردة فعل، لأنه خطاب محضّر يقرأه السياسي وينتهي الموضوع، ومثلاً خلال نشرة الأخبار لا نقدر ان نقرأ لغة الجسد أيضاً.

ــ ولكن أحياناً نرى من خلال تعابير وجه مقدم نشرة الأخبار ما اذا كان منحازاً لطرف ضد طرف آخر وما شابه؟

- هذا صحيح والأمر نفسه بالنسبة للخطاب، فاذا كان أحدهم قد كتب الخطاب ولكن الشخص الذي يقرأه غير مقتنع بالكلام فسيظهر ذلك من خلال تعابير وجهه، ولكن نحتاج للتركيز جيداً لنقدر ان نقرأ ذلك. أما خلال الحوارات بين السياسيين ومقدمي البرامج الحوارية، فنقدر ان نقرأ المقابلة اذا كان الشخص في وضع طبيعي، كما باستطاعتنا أن نعرف ما اذا كان أحدهم يكذب ام لا. واليوم هناك أشخاص يقولون ان <الاتيكيت> يعلم الناس كيف يقفون وكيف يتصرفون، وبالتالي ينظرون الى الموضوع من جانب <الاتيكيت> ولكن فعلياً هذه لغة الجسد. وفي لبنان للأسف العديدون من السياسيين لا يعرفون عن لغة الجسد ولا يأخذون الأمر بعين الاعتبار ويفضحون أنفسهم وهم يكذبون اذ يبدو الأمر جلياً. اما في اوروبا وأميركا وخصوصاً في روسيا فيتنبهّ السياسيون كثيراً للغة الجسد ويتطرقون الى أدق التفاصيل، اذ يعرفون ان لغة الجسد تأخذ الحيز الأكبر بالتعاطي بينهم وبين الآخرين وبينهم وبين الجمهور، اذ يركزون على طريقة الوقوف والكلام ويتحكمون بلغة أجسادهم.

ــ هلا أعطيتنا أمثلة عن لغة الجسد لدى القادة ورؤساء الدول؟

- عادة أتحدث عن لغة الجسد لدى رؤساء دول أوروبا وأميركا ولا اتطرق الى لغة الجسد عند رؤساء الدول العربية وأيضاً المشاهير في العالم العربي، لأنه للأسف لا يتقبلون الأمر. بالنسبة للرئيس الأميركي <دونالد ترامب> فكما تلاحظون انه غيّر طريقة مصافحته للآخرين، وقد كانت لي مقابلتان على قناة <الحرة> الأسبوع الماضي للتحدث عن لغة الجسد لدى الرئيس <دونالد ترامب>، فقبل ان يصبح رئيساً للولايات المتحدة كان يشدّ على يد الشخص أثناء مصافحته باتجاهه، وحتى عندما أصبح رئيساً ظل يصافح بهذه الطريقة ولكنه أدرك انه لا يقدر ان يقوم بذلك مع رؤساء الدول. يمكن القول ان <ترامب> يقوم بثورة بما يتعلق بلغة الجسد، اذ هناك من يقول عنه بأنه لا يعرف لغة جسده بينما العكس هو الصحيح فهو يعرف كثيراً عن لغة الجسد، ولكنه يتصرف بهذا الشكل ليظهر قوته وسلطته، بالنهاية انه رجل ملياردير ولديه شركات ويتمتع بالنفوذ والسلطة ولكنه عندما أصبح رئيساً للولايات المتحدة أدرك انه لا يقدر ان يتصرف هكذا مع رؤساء الدول والوزراء، فبدأ يغّير طريقة مصافحته، حتى انه يعمل على تحسين تعابير وجهه وان كان لا يزال يقوم ببعض الحركات أثناء القائه الخطابات الا انه يقوم بتحسين ذلك أيضاً.

shutterstock_103678478-(1)---b واستطرد قائلاً:

- بالنسبة للرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> فهو يعرف كيف يستخدم لغة جسده، وعالمياً صُنف <بوتين> الأول في لغة الجسد. وأود التذكير هنا الى ان أول من بدأ باستعمال لغة الجسد كان الرئيس الأميركي سابقاً <بيل كلينتون> اذ كان لديه ثلاثة مستشارين بلغة الجسد، ويليه الرئيس الأميركي سابقاً <جورج بوش الابن> فكان بارعاً أيضاً في لغة الجسد، أما الرئيس الأميركي السابق <باراك أوباما> فعندما انتخب رئيساً للولايات المتحدة صُنف الاسوأ لأنه لم يكن يجيد استخدام لغة الجسد بإيجابية، اذ كانت لديه عادات سيئة ولم يكن يتصرف بطريقة جيدة، ولكن طبعاً لاحقاً احضروا له مستشارين بلغة الجسد وبدأ يتعلم كيفية استخدام لغة الجسد، لكنه بالرغم من ذلك لم يبرع كما الرئيس <كلينتون> و<جورج بوش الابن> لأن حضوره كان ضعيفاً... والأمر نفسه بالنسبة للرئيس الفرنسي الأسبق <نيكولا ساركوزي> اذ لم يكن يجيد استخدام لغة الجسد بإيجابية، أما الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> فيتمتع بشخصية قوية وهو مدرب من قبل على استخدام لغة الجسد بايجابية.

ــ اذاً لا تتحدث عن لغة الجسد لدى الرؤساء والزعماء في لبنان والعالم العربي!

- في الحقيقة لا أدخل في هذا الموضوع، اذ قررت ألا اتحدث عن استخدام لغة الجسد لدى الرؤساء اللبنانيين والعرب، مع العلم انه اتصلت بي الاذاعات والمحطات التلفزيونية للتحدث عن ذلك فرفضت، لأنه أولاً لا أقدر ان أطل على الناس والا أقول الأمور كما هي لأن الصدقية بالنسبة الي أمر أساسي، للأسف في لبنان لا يقدر الشخص ان يطل على الناس ويتحدث في هذا الخصوص كما هو مئة بالمئة لانه ليس هناك حرية رأي، لذا فأنا لا أقرأ السياسيين والفنانين اللبنانيين والعرب.

ــ لكن للأسف اليوم يطل على شاشات التلفزة كل من يعتبر نفسه خبيراً في لغة الجسد ويتحدث كما يحلو له، فما رأيك؟

- هناك أمران لأن الاعلام يريد من اختصاصيي لغة الجسد ان يتحدثوا عن السياسيين بهدف السبق الصحفي <سكوب>. مثلاً ما حدث مؤخراً بعد تقديم استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري حيث رأينا أشخاصاً يتحدثون عن لغة الجسد لدى الرئيس سعد الحريري، مع احترامنا للجميع، لقد طُلب مني ان أتحدث عن لغة الجسد لدى الرئيس الحريري لكنني رفضت ذلك وقلت لهم لا يجب ان يطل أحدهم ويتحدث عن هذا الموضوع لأنه مهما قيل فسيكون خطأ لاننا لا نعرف ما كان وضعه، ففي لغة الجسد قانون مهم جداً الا وهو ان نعرف ما وضع الانسان، فإذا لم نكن نعرف وضعه لا نقدر ان نتحدث عن لغة الجسد، أما ما قيل عن طول الأظافر والساعة والتليفون فاعتبر الأمر وكأنه أشبه <باعرف الفوارق> التي كانت تنشرها المجلات، وبالتالي هذه ليست لغة جسد. أكرر احترامي لكل شخص أطل على شاشة التلفزيون وتحدث عن لغة الجسد لدى الرئيس سعد الحريري، ولكن الأمر بدا وكأنه تبصير وتحليل وهذا خطأ. بالنسبة الي رفضت التحدث عن ذلك لأنني لو فعلت فكنت سأقول الموضوع كما هو دون تملق او محاولة لإرضاء الآخرين وما شابه. واذا سألت عن رأيي ما اذا كنت أقدر ان أقرأ لغة الجسد لدى المسؤولين أثناء حواراتهم في المحطات التلفزيونية، فأقول لك انني أقدر ان أتحدث عنها لانني اعرف ما هو وضع السياسي الذي يجري الحوار داخل الاستديو، ولكن للأسف البعض اراد التحدث لمجرد كسب الشهرة او ايجاد فرصة أفضل في هذا المجال، ومن هذا المنطلق قررت الا اتحدث عن لغة الجسد عند السياسيين في لبنان لأنني أحافظ على الصدقية ولم أبحث يوماً عن الشهرة، وأسعى دائماً ان اقوم بعملي كما يجب، والحمد لله استطعت ان اكسب ثقة الناس منذ ان بدأت بالعمل كخبير في لغة الجسد.