تفاصيل الخبر

حركة تصحيحية من رحم "التيار" ترفع نسبة المعترضين على سياسة باسيل!

08/07/2020
حركة تصحيحية من رحم "التيار"  ترفع نسبة المعترضين على سياسة باسيل!

حركة تصحيحية من رحم "التيار" ترفع نسبة المعترضين على سياسة باسيل!

[caption id="attachment_79372" align="alignleft" width="516"] رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وعديله النائب شامل روكز أيام الوفاق الذي مضى[/caption]

 يعتقد كثيرون أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لا يولي الشأن الحزبي الداخلي الاهتمام الذي يستحقه وينصرف اكثر الى التعاطي مع الشؤون السياسية الكبرى غير آبه بما يحصل في القاعدة العونية من ردود فعل على ما يجري في البلاد من احداث وتطورات. ولعل أبلغ دليل على هذا الاعتقاد، تنامي ظاهرة المعارضة العونية التي اتخذت لنفسها اسم "التيار – الخط التاريخي"، والتي اعلنت عن ولادة تنظيمها خلال الاسبوع الماضي تتويجاً لتحرك واسع كان بدأ قبل اشهر رافقته سلسلة استقالات من صفوف "التيار"، اعقبتها اقالات لعدد من العونيين الذين وصفوا بــ "المتمردين". واذا كان عدد هؤلاء الى تزايد لكنه لم يبلغ بعد مرحلة الضوء الاحمر، الا ان استمرار هذا "النزف" سيؤدي بطبيعة الحال الى واقع جديد داخل "التيار" هو واقع "المعترضين" من غير الخارجين عن الشرعية الحزبية.

 من الواضح ان التعاطي مع هذه الظاهرة داخل "التيار الوطني الحر" ليس وفق حجم ما يجري، ولسان حال من هم في قيادة "التيار" ان حزباً كبيراً مثل "التيار الوطني الحر" الممتد من الشمال الى الجنوب، ومن الجبل الى البقاع مروراً بالعاصمة بيروت، لا بد ان يشهد حالات خروج من الصفوف من معترضين قد لا يلتقون مع القيادة الحزبية في ما تراه في تعاطيها مع الشأن العام في البلاد، والاستحقاقات والتحديات التي تواجه لبنان في هذه المرحلة. ويضيف القريبون من القيادة بأن الخروج المبكر لهؤلاء المعترضين من صفوف الحزب افضل من اي خروج متأخر تكون خلاله الظروف غير مؤاتية. اما الآن فهي مناسبة ليتم جلاء المواقف واحتسابها بشكل صحيح. وفي رأي هؤلاء ان "التيار الوطني الحر" يستطيع ان يتقبل كل اعتراض ولو اعقبته رغبة في الخروج من الصفوف الحزبية، علماً ان هؤلاء الخارجين- كما يقول القريبون من القيادة، سرعان ما سيكتشفون انهم وحيدون لا قاعدة كبيرة معهم ولا حيثية حزبية لأن من يخرج من عباءة الحزب سيصاب بالبرد!.

المعارضون من رحم " التيار"

 في المقابل، يحرص المعارضون لــ "التيار" على التمييز بين وفائهم لمؤسس "التيار" الرئيس ميشال عون مع ما يمثله من قيمة كبيرة ومدرسة في الوطنية، وبين القيادة الحالية برئاسة النائب جبران باسيل، لأنهم يعتبرون أن الاحداث قد تجاوزت باسيل وأن الانتخابات النيابية المقبلة ستظهر مدى صوابية مواقفهم، لاسيما وأنهم وضعوا رؤية لتحركهم فيها سبل ادارة الازمة التي تشهدها  البلاد حالياً وطريقة مواكبة الاحداث الجارية في ظل قناعة راسخة لديهم بأن لا وجود لمثل هذه الرؤية لدى قيادة "التيار" التي تكتفي بــ "التنظير" واطلاق المواقف السياسية التي لا افق لها. ويؤمن المعارضون ان المعالجة ليست منعدمـــة بل الحلول موجودة، والمشكلة الاساسية ليست اسبابها اقتصادية بل تكمن بالدرجة الاولى في الطبقة السياسية الحاكمة التي اوصلت البلد الى ما وصل اليها اليوم، وهم يطالبون بتغييرها من دون ان يعني ذلك التعرض لرئيس الجمهورية الذي له مكانة كبيرة في صفوف المعترضين الذين يحملون باسيل مسؤولية ما اصاب العهد والحزب على حد سواء من وهن وضعف خصوصاً ان باسيل، حسب رأيهم، يتفرد بالرأي ولا يعود الى القاعدة لاستشارتها، ولا الى المجلس السياسي بل يتحرك منفردا "ويورط" في احيان كثيرة "التيار" بمواقف لا تتناغم مع التوجهات الاساسية لــ "التيار".

 ويتحـدث المعترضون عن انه منذ عام بدأت تتدحرج الامور بشكـــل دراماتيكي داخل "التيار" فالشخصيات المستقلة التي انضمت الى "تكتل لبنان القوي" مثــــل النواب نعمة افرام، وميشال ضاهر، وميشال معوض وايلي الفرزلي وحتى شامل روكز، اصبحت خارج دائرته ومنهم من يسعى الى انشاء جبهة معارضة او الانضمام الى جبهة مماثلة، ومنهم من حافظ على علاقته برئيس الجمهورية لكنه قطعها مع رئيس "التيار".

 أما على مستوى النواب الحزبيين، فقد بدا واضحاً في الفترة الاخيرة عودة الصقور الى الساحة السياسية بعد السيطرة المطلقة للنائب باسيل في السنتين الاوليين من عمر المجلس، لكن هذه المرة من باب التمايز، فمن يتابع النواب ابراهيم كنعان والان عون وزياد اسود وسيمون ابي رميا في المدة الاخيرة، يعتقد انهم اصبحوا ايضاً في المعارضة.

 ويضيف المعترضون ان بعض الخلافات بين باسيل وعدد من النواب عمرها من عمر الانتخابات النيابية، لكن ظهرت اكثر في الآونة الاخيرة على نحو لم يتمكن باسيل من استيعابها فبدت وكأنها اخذت منحى تصاعدياً. في اي حال، يتوقف المراقبون خصوصاً عند تحركات النائب روكز الذي ينشط تحت جناح حراك المعارضة وهو منكب حالياً على توسعة "حركة الانقاذ الوطني" المؤلفة من الضباط المتقاعدين لضمان تمددهما في كل المناطق وهي حركة تعمل في ظل الثورة وتهدف الى بناء دولة القانون والمؤسسات والاولوية حالياً للعمل على الحركة لكن ذلك لا يمنع مواصلة النقاشات في موضوع "الجبهة النيابية المعارضة".

وهكـــــذا بين فريق يحمل عنــــوان "التيار- الخط التاريخي"، وفريق يعمل على إحياء "حركة الانقاذ الوطني"، يبدو ان "التيار الوطني الحر" بدأ يستولد جبهات معارضة لن تكون في مصلحة النائب باسيل ان تمددت، علماً انه- اي باسيل- يعتبرها ظاهرة موقتة سرعان مع ستذوب في خضم المتغيرات المتسارعة...