تفاصيل الخبر

«هولاند» يحمل «أفكاراً» قد تسرّع»التوافق الرئاسي»، منها استضافة باريس للقاء وطني جامع.. عند الضرورة!  

08/04/2016
«هولاند» يحمل «أفكاراً» قد تسرّع»التوافق الرئاسي»،  منها استضافة باريس للقاء وطني جامع.. عند الضرورة!   

«هولاند» يحمل «أفكاراً» قد تسرّع»التوافق الرئاسي»، منها استضافة باريس للقاء وطني جامع.. عند الضرورة!  

هولاند-جنبلاط-1على رغم أن السفير الفرنسي في بيروت <ايمانويل بون> لم يؤكد - كما لم ينفِ - المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> للبنان يوم 26 نيسان/ ابريل الجاري، فإن المسؤولين اللبنانيين بدأوا يتصرّفون وكأن الزيارة حاصلة في موعدها وعلى مدى يومين في إطار جولة للرئيس الفرنسي الذي تراجعت شعبيته الى نسبة 18 بالمئة فقط، وتشمل الجولة كلاً من القاهرة وعمان. وفيما راجت في الأسبوع الماضي معلومات مصدرها العاصمة الفرنسية ان الرئيس <هولاند> تلقى <نصائح> من باريس ولبنان على حدٍ سواء لإرجاء زيارته مرة ثانية بعد إرجاء أول منذ أشهر، فإن ثمة مصادر ديبلوماسية تؤكد أن القرار المتخذ في قصر <الإيليزيه> هو لمصلحة إتمام الزيارة، وأن السفير <بون> تلقى توجيهات من الرئيس <هولاند> شخصياً (وهو كان مستشاره الأقرب قبل تعيينه سفيراً في بيروت)، بإعداد برنامج يمكّنه من الإعراب عن <تضامن> فرنسا مع اللبنانيين في الظروف الصعبة التي يمرون فيها، ودعمه حصول الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت لتفادي دخول لبنان في السنة الثالثة من الشغور الرئاسي يوم 25 أيار/ مايو المقبل، إضافة الى تأمين زيارة له لمخيم أو أكثر من مخيمات النزوح السوري في لبنان، لاسيما تلك التي يتلقى سكانها مساعدات ورعاية من مؤسسات إنسانية واجتماعية شبه حكومية فرنسية.

لا تبالغوا...

وقبيل حصول الزيارة، حرصت مصادر ديبلوماسية على الدعوة الى عدم <المبالغة> في الحديث عن <حلول> يحملها الرئيس <هولاند> للأزمة الرئاسية اللبنانية، وإن كانت لديه الرغبة في أن تشكّل لقاءاته مع رسميين وسياسيين وروحيين وناشطين في المجتمع الأهلي اللبناني، مناسبة تُحقق تقدّماً في مسار <التوافق اللبناني> على انتخاب رئيس للجمهورية، لاسيما وأن باريس قامت في السابق بعدة محاولات في هذا الاتجاه لم تُحقق نتائج عملية لأن الأطراف اللبنانيين لم يتجاوبوا معها، فضلاً عن الخلاف الإقليمي بين السعودية وإيران الذي لم يساعد على إنضاج حل رئاسي شبيه بالحل الذي <ولّد> حكومة الرئيس تمام سلام في العام 2014، وقد كان لفرنسا الدور المساعد حينئذٍ. وأشارت المصادر نفسها الى أن الرئيس <هولاند> الذي يدرك <الخصوصية اللبنانية والحساسية الإقليمية>، سيؤكد للبنانيين استعداده للمساعدة وسوف يشجع أي لقاء وطني جامع وصولاً الى حدّ استضافة فرنسا لمثل هذا اللقاء إذا تعذر انعقاده في لبنان لأي سبب كان، لكنه في المقابل، لا يملك <تفاصيل> الحلول للأزمات المتراكمة بدءاً من رئاسة الجمهورية الى قانون الانتخابات الى واقع السلاح غير الشرعي ومشاركة حزب الله في الحرب السورية وغيرها من المواضيع الخلافية.

وفي تقدير المصادر نفسها أن رغبة الرئيس <هولاند> في زيارة لبنان رغم التحذيرات التي أخّرت الإعلان الرسمي عن الزيارة، تندرج في إطار الاهتمام الدولي بلبنان، لكنها لا تضع في الأولوية أوضاع النازحين السوريين كما حصل بالنسبة الى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة <بان كي مون> ووزير الخارجية البريطانية <فيليب هاموند>، لأن باريس لن تكرّر <الخطأ> الذي وقع فيه <بان> و<هاموند> في إبداء الاهتمام بأزمة النازحين أكثر من الاهتمام بالازمات اللبنانية المتلاحقة، وفي مقدمها الأزمة الرئاسية. إلا أن ذلك لا يعني - حسب المصادر نفسها - أن ملف النازحين لا يلقى اهتماماً فرنسياً متزايداً خصوصاً بعد الاحداث الأمنية التي شهدتها باريس ومن بعدها بروكسل، لذلك من المتوقع ان يعيد <هولاند> التأكيد على دعم لبنان للتخفيف من الأعباء الملقاة على عاتقه في رعاية النازحين والحد من الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني، وهو ما سبق أن عرضه أكثر من مسؤول فرنسي زار لبنان، أو استقبل في باريس قيادات لبنانية كان آخرها النائب وليد جنبلاط الذي كان نقل عن <هولاند> <تضامنه> مع لبنان و<عدم تخلي> فرنسا عنه، على رغم الصعوبات الإقليمية التي يمر بها.

عتاد الجيش... سيبقى للجيش

وكشف مرجع رسمي لـ<الأفكار> أن الرئيس <هولاند> الذي كان أعلن في أيلول/ سبتمبر الماضي عن رغبته في زيارة لبنان غداة المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي عُقد في نيويورك، كان يتمنى أن يكون أول رئيس دولة يستقبله الرئيس العتيد. وهو انتظر ستة أشهر لحصول الانتخاب، لكن حساباته الرئاسية اللبنانية لم تتطابق مع الواقع اللبناني الراهن، فاتخذ القرار بحصول الزيارة خلال الشهر الجاري لمناسبة سفره الى مصر والأردن، لأنه من غير المقبول أن يصل الى المنطقة ولا يزور لبنان الذي تربطه بفرنسا علاقات تاريخية ومتجذرة، علماً أن الجولة كانت تشمل سلطنة عُمان لكن وجود السلطان قابوس في ألمانيا للعلاج أسقطها، وأشار المرجع الى أن الرئيس الفرنسي راغب في إظهار <اهتمام> بلاده بضرورة استمرار الاستقرار الأمني في لبنان، وهو لهذه الغاية سيضمّن برنامج زيارته لبيروت ما يؤشر بوضوح الى هذه المسألة، وذلك من خلال التشديد على أن العتاد الذي طلبه الجيش اللبناني وموّلته هبة الـ3 مليارات دولار التي قدّمتها السعودية ثم جمّدتها مؤخراً على خلفية حملات الأمين العام لحزب الله على قيادتها، سيبقى للجيش اللبناني ولن يحوّل لأي دولة أخرى، وان هذا الأمر تمّ التفاهم عليه بين الرئيس <هولاند> والقيادة السعودية خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز للعاصمة الفرنسية قبل أسابيع.

وكان اللافت في إطار الحديث عن زيارة <هولاند> لبيروت، أن الصحافة الفرنسية اعتبرت ان الرئيس الفرنسي يأتي الى لبنان وليس في جعبته أي شيء يمكن أن يقدّمه للبنانيين، ما دفع بالمصادر الديبلوماسية الى القول بأن <هولاند> يحمل <بعض الأفكار> سيتداولها مع القيادات اللبنانية لعلها تعيد خلط الأوراق في اتجاه تسهيل انتخاب رئيس توافقي للبنان.. لكن المصادر نفسها تبدو حذرة في التأكيد على <حتمية> الوصول الى هذه النتيجة، وترجح دعم <هولاند> لحوار لبناني جامع، ولو على الأرض الفرنسية إذا اقتضى الأمر.