تفاصيل الخبر

«هـولانـــد» يـضـــرب سوريـــا جـويـــاً ويـسـاعــــد لـبـــنـان عـــلـى انـتـخـــاب رئـيـس.. بـــــريـاً!  

10/09/2015
«هـولانـــد» يـضـــرب سوريـــا جـويـــاً ويـسـاعــــد  لـبـــنـان عـــلـى انـتـخـــاب رئـيـس.. بـــــريـاً!   

«هـولانـــد» يـضـــرب سوريـــا جـويـــاً ويـسـاعــــد لـبـــنـان عـــلـى انـتـخـــاب رئـيـس.. بـــــريـاً!  

بقلم وليد عوض

5-(4) قالها السيد المسيح: <مرتا.. مرتا.. تقولين أشياء كثيرة والمطلوب واحد>. والى طاولة الحوار الوطني المنعقدة في الطابق الثالث لمجلس النواب جرى رص عدة مبادئ، ولكن المطلوب قبل أي شيء آخر الاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية، أي ان يصل الحوار مع العماد ميشال عون، والحاج محمد رعد رئيس كتلة حزب الله البرلمانية، الى اعلان الفريقين استعدادهما للنزول الى جلسة انتخابات رئاسية في مجلس النواب، وانتخاب رئيس.

   وهذا الأمر دونه أهوال. فالحاج محمد رعد وكتلته النيابية جاهزان للمجيء الى جلسة انتخابات رئاسية في مجلس النواب إذا كانت الحظوظ الرئاسية هي للعماد ميشال عون المرشح الرئاسي لحزب الله وليس الممر الاستراتيجي الى قصر بعبدا فقط، كما جاء في إحدى خطب السيد حسن نصر الله.

   وإذا حضرت كتلة حزب الله البرلمانية على هذا الأساس، فالمقاطعة هذه المرة ستأتي من كتلة 14 آذار التي لا تجاري حزب الله في أن يكون ميشال عون هو الرئيس، أي تنفرج المسألة من باب، ثم تنغلق من باب آخر، وتبقى المراوحة هي سيدة الحوار..

   وذهب العماد عون الى طاولة الحوار أمس الأول الأربعاء، وهو يحمل الصوت الهادر الذي سمعه الناس في مهرجان <التيار الوطني الحر> عند تمثال ساحة الشهداء، وهو من نحت الايطالي المشهور <مازوكاراتي> ناحت تمثال الزعيم الخالد رياض الصلح، حيث تجتمع القوى الشبابية بعنوان <طلعت ريحتكم> و<بدنا نحاسب> و<حلوا عنا>. والصوت الهادر ينادي بانتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، وبقانون انتخابات عصري على أساس النسبية، وهما الورقتان اللتان بسطهما العماد عون على طاولة الحوار.

   والورقتان تحتاجان الى صيغ دستورية جديدة. فانتخاب رئيس جمهورية من الشعب مباشرة يعني أن يقوم في البلاد نظام رئاسي، بدل النظام البرلماني. وهذا غير متفق عليه في الوقت الحاضر. أما قانون انتخاب جديد على أساس النسبية والدائرة الواحدة، فهو مطلب عريق لرئيس طاولة الحوار نبيه بري، ويستطيع لذلك أن يقول للعماد عون المثل المصري: <جاية تبيع المية في حارة السقايين؟!>. ومع ذلك فليس هناك إجماع حول قانون النسبية عند باقي الفرقاء. وثمة بينهم من يقول ان حاكم مصرف لبنان الياس سركيس بعد انتخابه رئيساً للبلاد عام 1976، أعلن التزامه بقانون الانتخابات على أساس النسبية، ثم عدل عن الفكرة بعدما ألغى البرلمان الفرنسي انتخاب النسبية. ولا بد أن يكون عند البرلمان الفرنسي دوافعه لهذا الإلغاء وأولها أن هذا القانون لم يحقق التمثيل البرلماني الصحيح للفرنسيين.

 

حصاد جعجع في قطر

   وقد اعتدل العماد عون في جلسته أمام طاولة الحوار، ليقول بالنظرات الى شركائه في الحوار ان مهرجان <التيار الوطني الحر> في ساحة الشهداء كان ميزان حرارته الشعبية، وانه سفير الشعب الى طاولة الحوار قبل باقي السفراء. أراد أن يقول لأهل الطاولة المستديرة: <هذا حجمي السياسي.. فخذوه بعين الاعتبار>.

Untitled   وكان لافتاً جداً صمت مذيعة احتفال <التيار الوطني الحر> والمتجمعين احتراماً لآذان المغرب الذي انطلق من جامع محمد الأمين وكان المشهد ظاهرة وطنية ملفتة.

   كذلك فالمرشح الرئاسي الآخر الدكتور سمير جعجع كانت له أيضاً تظاهرته الواسعة في قداس شهداء القوات اللبنانية على أرض معراب، وكان النصاب النوعي للحضور متلازماً مع النصاب العددي. وتتويجاً لهذا الحضور أعلن <الحكيم> مقاطعته لجلسة الحوار الوطني في البرلمان، لأنها، في حسابه، حركة في الوقت الضائع، والحل أن تكون هناك جلسة برلمانية دستورية متكاملة لانتخاب رئيس للبلاد. وقد أراد الدكتور جعجع أن يقول للقاصي والداني: <هذا جمهوري.. وتلك هي مبادئي ومواقفي>.

   وكان خطاب الدكتور جعجع في هذا القداس أشبه ببرنامج رئاسي، وينبغي أخذه هو أيضاً بعين الاعتبار.

   وقد أراد <الحكيم> أن يستكمل وهجه الزعامي بزيارة لدولة قطر مع عقيلته نائبة بشري السيدة ستريدا جعجع بدعوة رسمية حملها إليه السفير القطري في بيروت علي حمد المري، ويباحث أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد في موضوع العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى <داعش> و<النصرة>، وقدرة دولة قطر على بذل وساطتها الايجابية في هذا الموضوع، إضافة الى قضية المصور الصحافي اللبناني المخطوف في سوريا سمير كساب منذ ثلاث سنوات. وأبدى الأمير تميم تفهمه للموضوعين واستعداده لبذل الوساطة في الملفين، وعاد <الحكيم> من الدوحة وهو مطمئن الى وساطة أمير دولة قطر. وإذا نجحت الوساطة فسوف تكون باقة زهر لصالح سمير جعجع، وقدرته على حل القضايا العالقة، ولسان حال المحيطين به يقول: إذا استطاع <الحكيم> تحرير المخطوفين العسكريين والمصور الصحافي اللبناني، وهو خارج سلطة الرئاسة، فكيف سيكون حاله كمرشح رئاسي إذا دخل قصر بعبدا؟

 

<هولاند> في لبنان

   وقصر بعبدا هاجس لبناني وعربي ودولي مستمر. ومن أجل هذا الهاجس سوف ينتقل الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> في أواخر أيلول (سبتمبر) الجاري من نيويورك الى بيروت، بعدما يكون قد ألقى خطابه في هيئة الأمم، وربما فتح فيه سيرة انتخابات الرئاسة في لبنان. وعنوان الزيارة للبنان هو تفقد مخيمات اللاجئين، بينما المضمون هو معالجة الشغور الرئاسي.

   ولا يتخذ الرئيس <هولاند> قرار المجيء الى بيروت دون أن تكون بين يديه أوراق تخص المعركة الرئاسية في لبنان، وهو في القبض على هذه الأوراق متفاهم مع الرئيس الأميركي <باراك أوباما>، أي انه يمثل القرارين الفرنسي والأميركي معاً.

   ويهبط الرئيس الفرنسي في مطار رفيق الحريري بعدما تكون القوات الجوية الفرنسية قد حققت غارات جوية مباشرة ضد معاقل تنظيم <داعش> في سوريا، حيث ثبت للرئيس الفرنسي ان العمل مع قوات التحالف في هذا الشأن لم يصل الى نتيجة.

   وقد جوبه هذا القرار العسكري الجوي الفرنسي برد عنيف من فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، على أثير إذاعة الـ<بي بي سي> صباح الثلاثاء الماضي، واعتبر مقداد هذا القرار اعتداء على الدولة السورية، خلافاً للمواثيق الدولية، وفي الحسبان الفرنسي ان النظام السوري و<داعش> وجهان لعملة واحدة. فهل ستنزل زيارة <هولاند> للبنان برداً وسلاماً على الحليف الأول لسوريا وهو حزب الله؟!

   وفي الموضوع السوري نفسه يأتي الانزال العسكري الروسي في مطار اللاذقية، استكمالاً للوجود العسكري الروسي في قاعدة بانياس، وهو ما أثار رداً أميركياً تمثل في الطلب الى حكومة اليونان التي يرئسها جعجع-قطر-2<تسيبراس> أن تمنع مرور الطائرات الروسية فوق الأراضي اليونانية، وحتى الآن لم نسمع رداً يونانياً على هذا الطلب.

   والمفهوم من ذلك كله ان سوريا تكرست من جديد كمنطقة مشتعلة في هذا الجزء من العالم، وبحل المشكلة السورية يكون الحل لباقي قضايا المنطقة، ومنها الشغور الرئاسي في لبنان.

   وحجة التدخل العسكري الجوي الفرنسي المباشر في سوريا عند الرئيس <هولاند> ان هذه التدفقات من المهاجرين السوريين بين اليونان والنمسا وفرنسا وألمانيا ما هي إلا تظهير لمشكلة <داعش> في سوريا والعراق، وبالقبض على منبع هذا الارهاب تكون الدول الأوروبية، ولاسيما فرنسا وبريطانيا، وألمانيا، في حل من استقبال مهاجرين سوريين جدد، إذ يكفي أن تكون فرنسا قد أعلنت ترحيبها بأربعة وعشرين ألف لاجئ سوري، وبريطانيا بعشرين ألفاً، وألمانيا بثمانمئة ألف، ولم تعد هناك حاجة الى مزيد.

عرفان بالجميل

 

   ويأتي <هولاند> الى لبنان بعدما يكون الرئيس تمام سلام، بصلاحيات رئيس الجمهورية، قد ألقى خطاباً أمام الجمعية العامة لهيئة الأمم، وأرسل ترحيباً الى الرئيس الفرنسي <هولاند> لدعمه لبنان، وعرفاناً للملك سلمان بن عبد العزيز على متابعته صفقة الأسلحة الفرنسية للبنان بعدما كان الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز قد وضع أسسها بهبة الثلاثة مليارات دولار.

   وفي المنطقة نفسها (راجع <مرحبا> في الصفحة الثانية) تنفتح الأبواب أمام لقاء سعودي ــ إيراني في العاصمة العمانية مسقط يرعاه سلطان عمان قابوس بن سعيد. وحين يخيم الصفاء على العلاقات السعودية ــ الإيرانية، بعدما تتراجع إيران عن التدخل في شؤون الجوار، يكون لبنان قد رسم الأمل المنشود في حل الشغور الرئاسي، ومجيء رئيس جديد الى قصر بعبدا..

   متاهات هي أم تمنيات في ضمائر اللبنانيين؟! حتى نحكم على هذه التمنيات، والخروج من المتاهات، قولوا للرئيس <هولاند>: أهلاً وسهلاً.. وهات ما عندك في الجعبة!