تفاصيل الخبر

هوة الخلاف بين بري وعون... الى اتساع ومساعي كنعان لردمها تصطدم بغياب الرغبة المتبادلة!

18/06/2015
هوة الخلاف بين بري وعون... الى اتساع  ومساعي كنعان لردمها تصطدم بغياب الرغبة المتبادلة!

هوة الخلاف بين بري وعون... الى اتساع ومساعي كنعان لردمها تصطدم بغياب الرغبة المتبادلة!

بري-ابراهيم-كنعان استفاد أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان من إيفاد رئيس التكتل العماد ميشال عون الى قصر عين التينة لإطلاع رئيس مجلس النواب نبيه بري على حصيلة <إعلان النيات> بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بعد لقاء <الجنرال> مع الدكتور سمير جعجع ليعمل على خط إعادة المياه الى مجاريها بين الرئيس بري والعماد عون، بعدما اتضح ان العلاقة بين الرجلين تجاوزت الخطوط الحمر وتكاد تؤدي الى قطيعة نهائية على خلفية ما صدر عن الرئيس بري من ردود فعل تعليقاً على مواقف <حادة> من العماد عون.

وتقول مصادر اطلعت على سعي النائب كنعان ان المهمة لن تكون سهلة لأن الهوّة عادت لتتسع بين الرابية وعين التينة رغم المحاولات التي بُذلت سابقاً لردمها والتي كانت تتوج دائماً بزيارة يقوم بها العماد عون لمقر الرئاسة الثانية يعقبها غداء. إلا ان هذه <الصلحة> لم تكن لتدوم طويلاً، إذ سرعان ما تطرأ مستجدات تعيد عقارب الساعة الى الوراء. ولعل ما سمعه النائب كنعان من الرئيس بري من كلام في لقائهما الاخير ما يدل على ان كل الملفات العالقة بين الرجلين تؤشر الى صعوبة عودة الانتظام الى العلاقة في المدى المنظور، وانه لا بد من بذل المزيد من الجهد وترك الأمور لعامل الوقت لاسيما وان الرئيس بري <يرفض> الكثير من مواقف العماد عون الأخيرة ومنها ما يتصل بمسألة التعيينات العسكرية وعمل الحكومة، في حين لن يرضى العماد عون بأن يسجل على نفسه انه تجاهل ما يقوم به وزراء الرئيس بري ولاسيما منهم وزير المال علي حسن خليل من <عرقلة> لمشاريع وزراء <التكتل>، وأنه سعى الى كسب ود بري على حساب قناعاته والتزاماته وصراحته.

بري-عونعوائق... وصدام الوزراء

 

ورغم ان النائب كنعان حرص على القول ان <الجليد انكسر نسبياً>، فإن الوقائع تشير الى وجود العديد من العوائق التي لا تزال قائمة ولن يكون من السهل إزالتها في المدى المنظور، لعل أبرزها <الصدام المستمر> بين المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل، ووزير الخارجية جبران باسيل الذي يشكو من <مضايقات> يمارسها وزير المال على كل المعاملات المتعلقة بوزارة الخارجية، في وقت يسجل الرئيس بري ومعاونه السياسي <تفرد> الوزير باسيل في إدارة شؤون وزارة الخارجية و<تهميش> الممثل الشرعي الوحيد للرئيس بري فيها، أي المدير العام للمغتربين هيثم جمعة. وقد برز هذا الأمر واضحاً خلال ما رافق المؤتمر الاغترابي الذي انعقد في بيروت بدعوة من وزارة الخارجية، من ملابسات وخلافات ظهرت على السطح علناً، على نحو تم خلاله تجاوز الكثير من الأصول والضوابط، وكان من مظاهرها عدم دعوة مدير المغتربين هيثم جمعة الى مؤتمر الاغتراب.

وما زاد طين الخلاف بين بري وعون بلّة في الأسابيع الأخيرة كان التباين في وجهات النظر حيال انتظام العمل الحكومي وموضوع التعيينات الأمنية وتبني بري خطوة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي سنتين، ودفاعه عن هذا الموقف الذي وجد فيه عون <استفزازاً> غير مسبوق، وان تريث في الرد المباشر لاستكمال المعطيات. وهذا الأمر - يضاف إليه غياب التواصل والتنسيق بين بري وعون -  زاد في تأجيج الخلاف، لاسيما بعد <الرسالة المباشرة> التي وجهها بري الى عون من ان <لا أحد أكبر من بلده>، إضافة الى مواقف أخرى حفلت بها <لقاءات - الدردشة> التي يعقدها الرئيس بري كل يوم أحد مع الإعلاميين والتي يصارح فيها <أبو مصطفى> ضيوفه، ومنهم من يعممه، ومنهم من يعتبر ان <المجالس بالأمانات> رغم وصول رذاذ من <الكلام المزعج> الى الرابية مع قليل من <البهار والملح>... أي مضخّماً بعض الشيء.

في أي حال، لا يبدو من خلال مجريات الأحداث المتسارعة ان مهمة النائب كنعان ستنجح في إعادة الحرارة الى خطوة التواصل بين عين التينة والرابية، لكن كنعان لن ييأس بل سيستمر في محاولة إعادة التفاهم الى <عروق> الزعيمين على أساس ان القواسم المشتركة بينهما أكثر بكثير من الخلافات ولا يمكن مقارنتها مع النقاط التي اختلف عليها العماد عون والدكتور جعجع، ذلك ان النائب كنعان بات رمزاً للمصالحات داخل التيار الوطني الحر وخارجه، و<النجــــاح> الـــذي حققـــه بين الرابية ومعراب يمكن ان يحققه بين الرابية وعين التينة رغم إقرار متابعين لهذا الملف بأن الأصداء في كل من المكانين غير مشجعة... حتى الآن!