تفاصيل الخبر

هناك علاقة وطيدة بين تأثير الإصابة بـ"كورونا" والقدرة الجنسية لدى الرجال 

17/02/2021
هناك علاقة وطيدة بين تأثير الإصابة بـ"كورونا" والقدرة الجنسية لدى الرجال 

هناك علاقة وطيدة بين تأثير الإصابة بـ"كورونا" والقدرة الجنسية لدى الرجال 

بقلم وردية بطرس

الاختصاصي في جراحة المسالك البولية والتناسلية الدكتور باسكال الحاج: "كورونا" تحدث نقصاً في الخصوبة وتؤثر على الهرمونات الذكورية والقدرة الجنسية لكن غالبية المصابين يستعيدون عافيتهم بعد الشفاء 

[caption id="attachment_85903" align="alignleft" width="375"] الدكتور باسكال الحاج: نتخوّف من حالات متقدمة بما يتعلق بالأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان وغيرهما بعد انتهاء الوباء.[/caption]

 منذ بداية جائحة الـ"كورونا" كانت الأعراض الشائعة هي ارتفاع درجة الحرارة وفقدان حاستي الشم والتذوق، ولكن حتى الآن يقدم الأطباء قائمة بعدد من الآثار الجانبية الجديدة التي تكشف إصابة الشخص بالفيروس. وبحسب بعض الدراسات هناك علاقة وطيدة بين الإصابة بالـ"كورونا" والقدرة الجنسية عند الرجال، إذ يؤكد الخبراء أنه عندما يبدأ الفيروس في التكاثر في الجسم يمكن أن يفسد المرض الناتج مع كل جزء من هذا النظام، من الأوعية الدموية الى مستويات هرمون "التستوستيرون" مما يؤدي الى الضعف الجنسي.

وكان موقع "كليفلاند كلينك" الطبي قد نشر تقريراً عن تأثير فيروس "كورونا المستجد" على القدرة الجنسية لدى الرجال، حيث كشفت أبحاث طبية حديثة أنه ممكن أن يعرّض الفيروس الرجال المصابين به لبعض المشكلات الجنسية، وأوضحت ان الالتهابات التي تسببها عدوى "كوفيد-19" للأوعية الدموية قد تعيق تدفق الدم المحمّل بالأوكسجين الى العضو الذكري، وهذا ما يؤدي الى حدوث ضعف في حدوث الانتصاب.

الدكتور الحاج وتأثير الفيروس على الخصوبة والقدرة الجنسية

 

 فكيف يؤثر فيروس "كورونا المستجد" على القدرة الجنسية لدى الرجال؟ وما مدى تأثير ذلك على الهرمونات الذكورية والخصوبة ؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها "الأفكار" على الاختصاصي في جراحة المسالك البولية والتناسلية الدكتور باسكال الحاج وهو رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مركز بلفو الطبي وسألناه:

* مؤخراً أظهرت بعض الدراسات أن لفيروس "كورونا المستجد" تأثير على القدرة الجنسية لدى الرجل فكيف يؤثر ذلك؟

- من الممكن أن يؤثر على القدرة الجنسية لدى الرجل خلال مدة معينة، ولكن لا نعرف ما هو تأثيره على المدى الطويل، إذ إنه يظهر تأثيره خلال فترة الإصابة بالفيروس، وأيضاً في المرحلة الأولى من الشفاء أي خلال التعافي. تجدر الاشارة الى أن الرجال معرضون للإصابة بالفيروس أكثر من النساء، وأيضاً بما يتعلق بخطورة المرض ونسبة الوفيات. وبالنسبة لتأثير الفيروس على الرجل فهناك محاور عدة وهي تتعلق بـ: الخصوبة، والقدرة الجنسية، والهرمونات، وعما اذا تنتقل العدوى جنسياً ام لا اذا كان الفيروس موجوداً بالسائل المنوي. كما تعلمين أن مواقع التواصل الاجتماعية تتداول أخباراً كثيرة بما يتعلق بتأثير الفيروس على الخصوبة، ولكن طبعاً استناداً الى الدراسات الطبية التي تُجرى من قبل الجمعيات الأوروبية  والفرنسية والأميركية، فلسوء الحظ لا تزال هناك الكثير من الأسئلة لا أجوبة عليها. أولاً: تأثير الفيروس على الخصوبة عند الرجل، اذ أظهرت الدراسات أنه يحصل نقص في الخصوبة خلال فترة المرض، ولكن غالبية المرضى يستعيدون عافيتهم بعد الشفاء من الـ"كورونا". كما تبيّن الدراسات أن نسبة الخصوبة تصبح أضعف من بقية الرجال، ولكن هنا نتحدث عن فترة قصيرة اي بأشهر بعد الاصابة بالفيروس. صحيح ان نسبة الخصوبة لديهم تكون جيدة ولكنها أضعف من بقية الرجال غير المصابين بالفيروس، وطبعاً هذا الأمر أسبابه متعددة لأننا نعلم أنه اذا أصيب الشخص بالكريب يعاني من ارتفاع درجة الحرارة وهذه الأمور تؤثر على الخصوبة في الفترة التي تلي التعافي لأن الخصية تتأثر بالحرارة وغيرها من العوامل. ويبدو أن الـ"كورونا" تؤثر أكثر كمرض وتطول فترة ارتفاع الحرارة، مما يؤثر بالتالي على هرمونات المناعة التي تتضرر، وبالتالي تؤثر على إفراز الهرمونات في الخصية وعلى وظيفة الخصية بإفراز الحيوانات المنوية. إذاً الفيروس يؤثر على الخصوبة في الخصية ولكن غالبية المصابين بالفيروس يتعافون، ولكننا لا نعلم على المدى الطويل اذا سيتم التعافي نهائياً ويعود الشخص كما كان قبل الاصابة بالفيروس، ولكن على الأرجح نعم ، ولكن حتى الآن ليست لدينا الاجابة الكاملة، وبالتالي يجب ان تكون هناك متابعة خصوصاً لدى الشباب،  اذ عليهم ان يتابعوا الوضع بعدما يتعافون من الفيروس من قبل الطبيب المختص لمراقبة الخصوبة، وكيف تستعيد حيويتها، حيث نعلم أن كل ما له علاقة بالخصية والخصوبة فإن مدة الدورة هي ثلاثة أشهر تقربياً ما يعني انه اذا أصيبت الخصية بمرض فتحتاج لمدة ثلاثة أشهر لكي تتعافى ولهذا هناك حاجة للوقت لاجراء دراسات أكثر لنرى كيف تتعافى الخصية وهل تستعيد وظيفتها مع مرور الوقت.

ويتابع:

ثانياً: تأثير الفيروس على الهرمونات الذكورية عند الرجل، اذ تهبط مستويات هرمون "التستوستيرون" لدى الرجل خلال فترة الاصابة بالفيروس، من ثم ترتفع هذه المستويات بعد الشفاء من المرض. وطبعاً هناك أشخاص يمكن أن يتأثروا أكثر من غيرهم، اذ تبقى منخفضة لفترة أطول، ولكن غالبية المرضى يتعافون بعد ذلك.

 ثالثاً: ما يتعلق بالمشاكل الجنسية هنا تدخل عوامل عدة ونذكر منها العامل الهرموني الذي  تكون له علاقة بـ"التستوستيرون" الذي يهبط بفترة المرض، وبالتالي له علاقة بالمرض بحد ذاته مثل التعب والارهاق الجسدي. وهناك العامل النفسي، اذ كما دائماً بالمشاكل الجنسية يكون للعامل النفسي تأثير كبير، حيث يعاني المصاب من الخوف وتوتر الأعصاب، كما أن الرغبة الجنسية تهبط بسبب الخوف والقلق والحجر المنزلي بسبب جائحة الـ"كورونا"،  الا أن الأمور تعود تدريجياً لوضعها الطبيعي، ولكنها تترك أثراً لدى بعض الرجال بشكل طويل الأمد لأنه من الممكن نفسياً ان  يتأثروا بالأمر ويسبب لهم صدمة نفسية، لهذا تطول الفترة الى ان يتعافوا منها. كما ننتظر تعافي الهرمونات الذكورية لتعود الى عملها الطبيعي وأيضاً لتنعش الحياة الجنسية من حيث الرغبة والانتصاب.

 رابعاً: هناك تأثير الفيروس على القدرة الجنسية على الرجل، إذ إن غالبية الدراسات أظهرت أن الفيروس غير موجود في السائل المنوي، مع العلم أن بعض الدراسات أظهرت أن الفيروس يوجد في السائل المنوي ولكن بشكل نادر، اي أكثر من 97 في المئة لا يوجد الفيروس في السائل المنوي وحتى لو كان موجوداً فلا نعرف أنه قد لا ينقل العدوى، وبالتالي لغاية اليوم لا يُعتبر فيروس "كورونا" المستجد فيروساً منقولاً جنسياً.

* هل يختلف الأمر بالنسبة للأعمار اي اذا كان المصاب شاباً او متقدماً في السن؟

- طبعاً أهمية الاصابة تختلف بالنسبة للعمر. بالنسبة للخصوبة فهي تهم الشباب ولا تهم الكبار في السن. أما المشاكل الجنسية فتهم الشريحة الأكبر الا المتقدمين في السن اي بعد تجاوز سن الثمانين اذ لا يشكل الأمر أهمية لهم . بالنسبة للهرمونات فكل الرجال سواء الشباب او المتقدمين في السن فتتأثر عند الاصابة بالفيروس.

 

المضاعفات وأهمية المتابعة بعد الشفاء

[caption id="attachment_85902" align="alignleft" width="196"] الرغبة الجنسية تهبط جراء الخوف والقلق والحجر المنزلي بسبب جائحة الـ"كورونا".[/caption]

* هل يختلف الأمر اذا كانت المضاعفات لدى الرجل عند الاصابة بالفيروس شديدة ام خفيفة؟

- سؤال مهم، فالدراسات دائماً تميّز ما بين الاصابات الخفيفة، والمتوسطة، والشديدة. وأيضاً يتأثر بشدة المرض، فاذا كانت المضاعفات شديدة لدى الرجل فالضرر أكثر مما اذا كانت الأعراض خفيفة لديه لأن درجة الحرارة تكون أقل عند الاصابة الخفيفة، وايضاً الضرر الذي يحدث في الرئة يكون أقل منه بالخصية لأن المرض خفيف عليه. وبالتالي هناك فرق بين شدة المرض والتأثيرات الجنسية عليه.

* ما أهمية مراجعة الطبيب المختص بعد الشفاء من الـ"كورونا" لتفادي حدوث مشاكل لاحقاً؟

- المتابعة مهمة خصوصاً بما يتعلق بالموضوع الجنسي لأنه بالنسبة للخصوبة فاذا لم يكن الشريكان يخططان للانجاب في هذه المرحلة فلا مشكلة، ولكن المشكلة أنه من الممكن أن يترك أثراً على النفسية واذا لم يتعالج قد يتفاقم الوضع، وبدورنا نساعد بالعلاجات لكي يتخطى المشكلة بسرعة ويتعافى أسرع لاحقاً.

* غالبية الناس يترددون بإجراء الفحوصات الدورية خوفاً من انتقال العدوى اليهم، فهل سنرى أمراضاً مزمنة أكثر بعد انتهاء الوباء؟

- كما يحصل عندنا في لبنان يحصل بكل العالم، فقد يتأخر الكثير من الأشخاص بالكشف عن سرطانات مبكرة، ويصلون الينا متأخرين، أو يصل أشخاص مصابون بأورام سرطانية ويتوجب متابعتهم بشكل دوري لأنهم تأخروا كثيراً على المراجعة، فهذه لسوء الحظ من الآثار الجانبية لوباء الـ"كورونا"، اي الكشف المبكر عن السرطان يتأثر نتيجة التأخر باجراء الفحوصات الدورية او متابعة الأشخاص المصابين بالسرطان تتأخر أيضاً، وبالتالي هذا أمر خطير، ولقد أقيمت حملات توعية عن هذا الموضوع ولهذا من المفترض على كل مريض أن يسأل طبيبه عما اذا يقدر أن يؤخر المراجعة أم لا. من جهتنا نحاول قدر المستطاع أن نساعد عبر مكالمة هاتفية مثلاً اذا ما كان يسمح وضع الشخص بتأخير المراجعة لشهرين او ثلاثة أشهر، ولكن اذا كان الوضع يستدعي المراجعة بشكل سريع فلا يجب اهمال الأمر. كأطباء نتخوّف من حالات متقدمة بما يتعلق بالأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان وغيرهما بعد انتهاء الوباء.

وعن المراجعة بما يتعلق بالخصوبة يشرح:

- بالنسبة للخصوبة فإن المراجعة تكون كل ثلاثة أشهر بعد الاصابة،  فبعد مرور هذا الوقت على الاصابة يتوجب على الرجل أن يخضع للفحوصات، او اذا كان الشريكان يخططان لاجراء عملية طفل انبوب فذلك يمكن بعد ثلاثة أشهر من الإصابة، ثم يُدرس السائل المنوي لدى الرجل، ولكن قبل ثلاثة أشهر من ذلك فعلى الأرجح يكون هناك ضعف بعد الاصابة. ولهذا يجب أن ينتظر الرجل ثلاثة أشهر من ناحية الخصوبة. أما المواضيع الأخرى فيقدر أن يراجع طبيبه فلا مشكلة بذلك.

ويختم قائلاً:

- يجب ألا يهمل الرجل الأعراض التي تظهر لديه، اذ عليه أن يستشير طبيبه ، وألا يعتبر الأمر عابراً، لأن الحديث يكثر اليوم عن الأمراض المزمنة أو ما بعد الـ"كورونا" أي الأعراض ما بعد الاصابة ، اذ كما يتابعون القلب والرئتين أيضاً يتوجب عليهم الاهتمام بالمسالك البولية والأمور الجنسية لتفادي حدوث مشاكل أخرى.