تفاصيل الخبر

حملــــة ”دفــــي اجـريـهـــــم“ و”عـتـيـــق إلك جديــــد لغيــرك“ لكســاء الفقـــراء والـمـعــوزيـــن فــي الـشـتــــــاء  

13/01/2017
حملــــة ”دفــــي اجـريـهـــــم“ و”عـتـيـــق إلك جديــــد لغيــرك“ لكســاء الفقـــراء والـمـعــوزيـــن فــي الـشـتــــــاء   

حملــــة ”دفــــي اجـريـهـــــم“ و”عـتـيـــق إلك جديــــد لغيــرك“ لكســاء الفقـــراء والـمـعــوزيـــن فــي الـشـتــــــاء  

بقلم وردية بطرس

10533550_755271004561035_8112989524642362125_n----------1  

اذا كان الصيف فصل الفقراء فالشتاء هو فصل الأغنياء، ففي الشتاء يعاني الفقير الذي لا يوجد في منزله مدفأة ولا بطانية ولا ثياب دافئة تقيه من البرد الشديد الذي يحمل معه هموماً لا يعرفها الا الفقراء والمحتاجون. صحيح ان تأمين لقمة العيش أمر أساسي بالنسبة للفقراء ولكن أيضاء كساءهم من البرد القارس لا يقل أهمية لاسيما مع اشتداد العواصف الثلجية حيث يعانون بسبب عدم توافر الألبسة والأحذية الدافئة لتقيهم من البرد.

عندما يطرق الشتاء الأبواب يسارع الناس الى الاختباء داخل غرفهم او بجانب المدفأة ليحتموا من لسعات البرد القارسة، وفي الوقت الذي يكون فيه الفقراء في أشد الحاجة الى الألبسة الدافئة والبطانيات والمدافئ، نجد هناك من يتباهى بأفخر اللباس الصوفي والفرو وغيره من الألبسة التي تحميه من البرد فيكون الشتاء بالنسبة اليه فصلاً ممتعاً، بينما هناك الكثيرون يعانون من البرد اذ لا يجدون باباً يوصد على منازلهم ليقيهم هبات الهواء الشديدة البرودة، وهم لا يملكون ولا حتى القليل من المال ليشتروا من الطعام ما يدفئ بطونهم، ولا يملكون البطانيات والثياب الدافئة، وبالتالي يكون الشتاء فصل العذاب والقهر بالنسبة للفقراء اينما وجدوا.

وطبعاً مع اشتداد العواصف الرعدية والبرد الشديد يقوم الأهل بتدفئة المنزل ويوفرون لأولادهم الملابس الدافئة وكل احتياجاتهم الشتوية مسبقاً وهذه أمور طبيعية، ولكن الأمر مختلف عند الأهل المحتاجين والذين لا يملكون ولا حتى القليل من المال لتأمين ليس الملبس فقط بل الطعام، فكيف لهم ان يشتروا لأولادهم الثياب والأحذية الدافئة؟ هذا هو حال العديد من العائلات في الشمال وتحديداً في المناطق الفقيرة في عكار حيث يعاني الناس من الفقر والحرمان لاسيما في فصل الشتاء اذ لا تتوافر لهم الألبسة الدافئة ولا المدافئ.

واليوم مع قدوم العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان هرع الناس لتأمين وسائل التدفئة في منازلهم وملابس الشتاء وهناك من صرف الكثير لشراء الثياب وتأمين تدفئة كاملة للمنزل، لكن ترى هل فكرنا بالفقراء ماذا يفعلون في هذا البرد الشديد؟ صحيح انه في كل مجتمع هناك الفقراء والأغنياء، ولكن في لبنان مع تزايد نسبة الفقر والعوز خصوصاً في الشمال وتحديداً في عكار يعاني الفقراء كثيراً ولا من يسأل عنهم ولا من يقدم لهم التدفئة والبطانيات والملابس الشتوية... فمعاناة البرد والمطر لا يشعر بعذابها الا الفقراء. نعم الفقراء وحدهم يشعرون بالبرد، فهل نفكر بهم؟ وهل ندرك معاناتهم اليومية في فصل الشتاء؟ وهل نفكر بان هناك أطفالاً لا يملكون الثياب الدافئة عند ذهابهم الى المدرسة، وليس لديهم مدافئ تدفىء بيوتهم عندما يعودون منها؟

يصعب على الانسان أحياناً ان يلتمس معاناة الآخرين عن بعد ولا يستطيع ان يسبر غور المأساة من فوق أبراجه العالية ودون ان يحضر في ديار البؤساء.

مبادرة جمعية <آفاق>

 

ولكن جمعية <آفاق> أخذت على عاتقها كساء الفقراء والمعوزين من خلال الحملة التي تطلقها سنوياً: حملة <دفي اجريهم> وحملة <عتيق إلك جديد لغيرك>... ان جمعية <آفاق> الخيرية الاجتماعية هي جمعية أهلية غير حكومية ذات منفعة عامة أسستها السيدة رولى المراد عام 2004 لتعنى بالأطفال المحرومين والمعوقين في منطقة الشمال، بالاضافة الى مسائل عدة تصب جميعها في خانة الحرمان والاهمال. ومن أولويات الجمعية التركيز على الناحية النفسية عند الأطفال وبناء الشخصية الى جانب عمل الجمعية الميداني في توزيع الثياب والألعاب والقيام بنشاطات ومشاريع متعددة. وجمعية <آفاق> طموحاتها كبيرة بحجم حبها لوطنها لبنان وخصوصاً لمنطقة الشمال، فهي تشعر دائماً بالظلام يلف هذه المنطقة وخصوصاً عكار، ولديها رغبة قوية بأن تساعد هذه المنطقة للتغلب على الحرمان والحزن والجهل. ومن أهداف الجمعية: القيام بجميع أعمال الرعاية الاجتماعية والأعمال الخيرية والصحية والثقافية والانمائية وهي تقوم على سبيل المثال لا الحصر بالأعمال التالية: توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية والتعليمية لذوي الحاجة لاسيما الأطفال والأيتام والمعوزين والمسنين. العمل على نشر التعليم بكل مستوياته وانشاء المؤسسات التربوية وذلك وفقاً للأنظمة والقوانين المرعية. العمل على تطوير الكفاءات ورعاية المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة عبر انشاء وادارة مركز التدريب والتأهيل وانشاء المشاغل واقامة المعارض وتسويق انتاجها لصالح منتجيها. تقديم المساعدة والارشاد والتوجيه الاجتماعي. اقامة دورات محو الأمية والاسعافات الأولية. القيام بنشاطات تجعل من ذوي الاحتياجات الخاصة والشباب بشكل عام طاقة خلاقة فاعلة في خدمة المجتمع. القيام بالنشاطات الثقافية والفنية والسعي لرفع مستوى الاهتمام العام بها. التعاون مع مختلف الهيئات والجمعيات والمؤسسات الحكومية والأهلية والدولية والاجتماعية في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة على ان تطبق البنود المذكورة أعلاه وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية الاجراء.

 

رلى المراد تشرح أهداف الحملة

ر-------3ولى-المراد-توزع-الجوارب-على-تلاميذ-المدارس-في-عكار 

فكيف تساعد جمعية <آفاق> الفقراء والمعوزين في الشتاء؟ ولماذا اطلقت هاتين الحملتين؟ ولماذا يعاني أهل الشمال وخصوصاً عكار من الفقر والحرمان؟

<الأفكار> التقت الناشطة الاجتماعية السيدة رلى المراد رئيسة جمعية <آفاق> وهي ابنة عكار خريجة جامعة <البلمند> اختصاص أدب فرنسي، وهي لطالما ناصرت ودافعت عن حقوق المرأة والطفل، ولقد بدأت العمل التطوعي منذ ان كانت في السابعة عشرة من عمرها عندما كانت لا تزال طالبة في جامعة <البلمند> اذ أنشأت مع مجموعة من الصبايا والشبان نادياً للمساعدة الاجتماعية، وبعدما تزوجت وسافرت الى الولايات المتحدة الأميركية واقامت هناك مع اسرتها لمدة 11 سنة، عملت متطوعة في المجتمع الأميركي وكانت لديها نشاطات تتعلق بالمرأة والطفل والمعوقين. ومنذ ان عادت الى لبنان أسست جمعية <آفاق> التي تُعنى بالطفل والمرأة لأن هذين العنصرين يمثلان مستقبل المجتمع وأساس بنيانه. ونسأل السيدة رلى المراد:

ــ ما الهدف من اطلاق حملة <دفي أجريهم> و<عتيق إلك جديد لغيرك؟> ولماذا؟

- لقد انطلقت فكرة حملة <دفي اجريهم> من خلال جولاتنا في عكار واطلاعنا على أوضاع العائلات الفقيرة هناك، اذ رأينا الفقراء والمعوزين يرتدون ثياباً غير دافئة وهم كذلك لا يملكون المال لشراء الأحذية الدافئة، وبالتالي فإن الناس في عكار لا يملكون الألبسة الدافئة لتقيهم من البرد القارس، كما رأينا ان هناك عدداً كبيراً من العائلات الفقيرة التي لا تملك وسائل التدفئة في المنازل حيث تعاني طيلة الشتاء من البرد والمطر. وهكذا انطلقت الفكرة <دفي اجريهم> لنصل الى اكبر عدد ممكن من الفقراء وتقديم الألبسة والأحذية لهم. ولهذا أطلقنا هذا المشروع الذي نقوم به كل سنة، وفي كل سنة يتجدد ويكبر أكثر لأن عدد أهل الخير يزداد من سنة لسنة اذ يثقون بنا وبالأعمال التي نقوم بها على مدار السنة لتقديم المساعدة لجميع الفقراء والمحتاجين.

وأضافت:

- والى جانب حملة <دفي اجريهم> نقوم بحملة <عتيق إلك جديد لغيرك> اذ أطلقنا أيضاً فكرة تأمين المدافئ للفقراء حيث قمنا بجولة على المدارس في جرود عكار وقدمنا المدافئ للمدارس حيث زودنا كل الصفوف بتلك التي تعمل على المازوت لكي يقدر التلاميذ ان يركزوا على الدروس لأنهم لن يتمكنوا من متابعة الحصص اذا كانوا يشعرون بالبرد، وبين الوقت والآخر نقصد تلك المدارس لنرى ما اذا كانت المدافئ تعمل بشكل جيد، ونحن لا نزال نقوم بهذه الحملة.

ــ مؤخراً اقيمت حملة  لتقديم الألبسة وما شابه، فلماذا اردتم التركيز على هذه المسألة اي الدفء؟

- صحيح انه اقيمت مؤخراً حملة تتعلق بهذه المسألة ولكن نحن سبق ان بدأنا بهذا النوع من الحملات منذ العام 2004 اي منذ تأسيس جمعية <آفاق> حيث أخذت الجمعية على عاتقها منذ انشائها العمل ضمن هذين المشروعين: <دفي اجريهم> و<عتيق إلك جديد لغيرك> بالاضافة الى باقي المشاريع والخدمات الانسانية والاجتماعية الا اننا نقوم بهاتين الحملتين سنوياً. بالنسبة لحملة <عتيق إلك جديد لغيرك> فنركز على الثياب والأحذية القديمة والمستعملة لأننا لاحظنا ان الناس لا يتحمسون لشراء الأغراض للفقراء او تقديم المال وما شابه، ومن ناحية أخرى فإن الناس لا يستعملون كل أغراضهم وهم ليسوا بحاجة لكل تلك الأغراض، فمثلاً تبقى الألبسة كما هي في الخزانة من فصل الشتاء الى فصل الصيف وبالعكس وقد لا يستخدمون العديد منها، فارتأينا أن نطلب من الناس تقديم الألبسة والأحذية التي لا يريدونها لكي نقدمها للفقراء والمعوزين، وبالفعل قدم لنا الناس الألبسة والأحذية ومنهم من أحضر البطانيات والسجادات التي لا يستخدمونها او انهم لا يحتاجون اليها. وعادة نقوم بهذه الحملة مرتين في السنة: الأولى مع بداية فصل الشتاء، والثانية مع بداية فصل الصيف لكي نتمكن من تقديم كل ما يلزم من ألبسة وأحذية للفقراء في القرى والبلدات خصوصاً في عكار لأن الفقر والبرد شديدان في تلك المناطق، والناس هناك لا يتذمرون نظراً لما يعانونه من فقر وعوز، لأنه عندما قمنا بجولة في المدن لتقديم تلك الألبسة والأغراض ابدى الناس استياءهم وتذمرهم وقالوا لنا أننا نقدم لهم أغراضاً مستعملة مع العلم انهم فقراء ولكنهم يتذمرون، بينما الفقراء في القرى يرضون بما نقدمه لأنهم أكثر فقراً وعوزاً.

ــ ولماذا ركزت على تأمين الأحذية الدافئة للفقراء؟

- بالنسبة لحملة <دفي اجريهم> فقد انطلقت بعدما رأينا ان عدداً كبيراً من الفقراء يحتاجون للأحذية الشتوية بشكل خاص، اذ عندما كنا نوزع الألبسة والأغراض قالوا لنا انهم بحاجة للأحذية الشتوية الدافئة لربما لأن الأحذية اغلى من الألبسة بالنسبة للفقراء ولهذا طلبوا منا تأمين الأحذية لهم. لقد حزنت جداً عندما قمنا بجولة على المدارس في عكار حيث رأيت أولاداً ينتعلون أحذية مقاسها اكبر من المقاس الذي يناسب أقدامهم لأن أهاليهم لا يقدرون ان يشتروا لهم الأحذية، ولهذا قمنا بحملة <دفي أجريهم> التي تركز فقط على الأحذية والجوارب، وبعد ذلك قمنا بجولة على مدارس عكار ووزعنا على كل الصفوف الأحذية والجوارب الشتوية.

رولى-المراد-توزع-الأحذية-الشتوية-على-الفقراء-----2ــ انطلاقاً من جولاتكم في مناطق الحرمان والفقر في الشمال وخصوصاً عكار، لماذا برأيك يعاني الناس هناك من الفقر والعوز؟

- الفقر والحرمان في الشمال سببهما سياسي، فالاهمال الذي يلحق بالشمال كبير جداً بالرغم من ان لدى الشمال وزراء ونواباً ولكنهم لم يقدموا شيئاً لأهل الشمال. والاهمال بشكل عام في هذه المناطق يتم بغية تفقير الناس او ابقائهم في حالة من الجهل وذلك يصب في مصلحة السياسيين، لأن السياسي في لبنان يهمه ان تظل المنطقة فقيرة لكي يظل أهلها بحاجة اليه ولكي ينتخبوه، كما يهم السياسي أيضاً ان تظل منطقته في حالة الجهل من اجل ان تظل تابعة له، وبالتالي كل هذه الأمور تلعب دوراً في هذا السياق. ومنطقة الشمال بالتحديد ليس فيها مؤسسات ولا مصانع ولا تنمية أو انماء لكي تتوافر لأبنائها فرص عمل وبالتالي تحريك العجلة الاقتصادية وتحسين وضع الناس على الصعيد الاجتماعي والمعيشي، وللأسف، فإن وزارة المالية وكل الوزارات تخصص فقط 10 بالمئة من ميزانيتها لمحافظة الشمال، وهذا يزيد من نسبة الفقر والحرمان. لا بل أكثر من ذلك هناك تهميش متعمد للشمال او بمعنى آخر هناك قانون تهميش متبع  من الوزراء والنواب الذين هم أصلاً من الشمال ولكنهم لم يعملوا من أجل الشمال والاصلاحات الى ما هنالك، وهذا أمر مؤسف جداً ولهذا ترين ان نسبة الفقر في الشمال عالية جداً، ويعاني أبناء الشمال كثيراً.

ــ الى اي مدى تمكنت الجمعية من مساعدة الفقراء والناس ضمن الامكانيات المتوافرة لديكم؟

- ان جمعية <آفاق> ومنذ تأسيسها في العام 2004 حتى اليوم تمكنت من مساعدة اكثر من 400 عائلة، ولكن نسبة الفقر عالية ولا نزال نحتاج للكثير من اجل تأمين احتياجات المناطق ومتطلبات حيث يكثر الفقر والعوز والجهل، وفي الغالب تكثر في المناطق الفقيرة والتي تعاني من الجهل نسبة الولادات والعدد السكاني يزداد أكثر، وبالتالي تزداد الحاجة، ونحن كجمعية نحاول ان نلبي كل المناطق ولكننا نحتاج للكثير لكي نتمكن من تقديم العون والمساعدة لكل الفقراء والمعوزين، وفي كل سنة تزداد الحاجة للمساعدة ونضطر ان نعمل أكثر من أجل تقديم ما يلزم لتلك العائلات التي تعاني دون ان يسأل عنها أحد.

وأضافت:

- من خلال زياراتنا للمراجع الروحية والدينية لنطلعهم عن أحوال الناس يقولون لنا انهم هم أيضاً يعانون لعدم توافر الامكانيات المادية لتقديم المساعدة للفقراء. بالنهاية هذه تبقى جمعية وليست دولة، ومهما قامت الجمعية من أعمال خيرية واجتماعية فلن تقدر ان تحل مكان الدولة لا بامكانيات الدولة ولا بموازنة الدولة ولا بعلاقات الدولة. طبعاً امكانيات جمعية <آفاق> محدودة لانها تعتمد على الأصدقاء والمعارف، ولكن هذا ليس كافياً لسد احتياجات الناس في منطقة الشمال التي تحتاج لدعم الدولة وان تحدد لها موازنة تخولها توفير متطلبات الناس واحتياجاتهم.