تفاصيل الخبر

حـليب الأم أفضــل وقـايــة مسبقــة للالـتـهــابات المعويــة والـتـهـــاب الـرئــة والـقـصـبــات الـهـوائـيـــة والأذن!

02/12/2016
حـليب الأم أفضــل وقـايــة مسبقــة للالـتـهــابات المعويــة  والـتـهـــاب الـرئــة والـقـصـبــات الـهـوائـيـــة والأذن!

حـليب الأم أفضــل وقـايــة مسبقــة للالـتـهــابات المعويــة والـتـهـــاب الـرئــة والـقـصـبــات الـهـوائـيـــة والأذن!

بقلم وردية بطرس

الرضاعة-الطبيعية----1

هل صحيح ان الرضاعة الطبيعية هي الأفضل؟ الجواب نعم، اذ يعتبر حليب أو لبن الأم أفضل غذاء للطفل، كونه يشكل غذاءً متكاملاً لاحتوائه على ما لا يقل عن 400 نوع من المغذيات بينها الهرمونات والمركبات التي تحارب الأمراض والتي يخلو منها الحليب الاصطناعي.

وحليب الأم يتلاءم مع احتياجات الطفل الذي ينمو ويتطور. ويعتبر ارضاع الطفل من حليب الثدي حصراً لمدة ستة أشهر (الرضاعة الطبيعية الحصرية) مفيداً جداً بالنسبة له، فقد يحسن تطور الطفل المعرفي لأن الرضاعة الطبيعية تجعل الطفل أكثر ذكاءً.

وتقلّ أمراض الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية حصرية منذ ولادتهم خلال العام الأول من عمرهم. وقد تساعد رضاعة الأم الطبيعية لطفلها على مقاومة أمراض مثل الالتهابات المعوية، التهاب الرئة والقصبات الهوائية، والتهابات الأذن.

ولكن لا يمكن القول ان الاعتماد على الرضاعة الطبيعية وحده يقلل من خطر اصابة الأطفال بـ<الأكزيما>، بل تنخفض معدلات الاصابة بحالات حادة من <الأكزيما> لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لأية فترة من الزمن مقارنة بأولئك الذين يرضعون حليباً اصطناعياً بشكل دائم. ومن الممكن أيضاً ان تساهم الرضاعة الطبيعية في تأخير اصابة الطفل بـ<الأكزيما> لأول مرة، كما تساعد الرضاعة الطبيعية على تكوين رابطة وثيقة بين الأم وطفلها.

وعلى المدى الطويل فقد تساعد الرضاعة الطبيعية على تمتع الطفل بصحة جيدة، ولقد أظهرت الدراسات في مقارنة بين البالغين الذين رضعوا من أمهاتهم عند الصغر وأولئك الذين كانوا يرضعون حليباً اصطناعياً، ان من رضعوا رضاعة طبيعية كان ضغط الدم لديهم أكثر انخفاضاً، ومستويات الكولسيترول في الدم أكثر انخفاضاً، وكانوا أقل عرضة للسمنة، وأقل عرضة للاصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وتعتبر الرضاعة الطبيعية جيدة بالنسبة للمرأة أيضاً إذ يمكن ان تساعدها على انقاص وزنها، كما انها على المدى الطويل تساعد على خفض خطر اصابتها بسرطان الثدي، وحمايتها ضد سرطان المبيض قبل بلوغها سن اليأس، وخفض احتمالات اصابتها بمرض السكري من النوع الثاني.

في خدمة الجهاز المناعي

وتوصي <منظمة الصحة العالمية> ووزارة الصحة بإعطاء الأطفال حليب الثدي حصراً في الأشهر الستة الأولى من عمرهم، وذكرت وجوب استمرار المرأة في الرضاعة الطبيعية بعد البدء باعطاء طفلها الأطعمة الصلبة وحتى نهاية السنة الأولى، وما بعدها اذا رغبت في ذلك.

وقد يفيد الجهاز المناعي استمرار الأم في الرضاعة الطبيعية بعد البدء بتقديم الأطعمة الصلبة لطفلها، كما قد يصبح أقل عرضة للاصابة بحالات صحية معينة مثل مرض الاضطرابات الهضمية ومرض السكري من النوع الأول.

وتخطط معظم الأمهات للرضاعة الطبيعية لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر و 12 شهراً، ويختار البعض الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لما بعد السنة الأولى (الرضاعة الطبيعية الموسعة)، ويعتمد الأمر على ظروف الأم وما تشعر به حيال ذلك.

فما هي فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للطفل؟ وكيف تساعد الأم في التخلص من الوزن الزائد وفي حمايتها من الاصابة بأمراض السرطان والسكري من النوع الثاني؟ وما هي النصائح التي تساعد الأم على ارضاع طفلها؟ وما هي طريقة الغذاء المثلى؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على اختصاصية التغذية كريستل عوكر، ونسألها بداية عن فوائد الرضاعة الطبيعية فتقول:

- يجب ان نذكر هنا ان الرضاعة الطبيعية هي قناعة شخصية، اذ رغم تدخلات العائلة والأصدقاء تبقى الرضاعة قراراً شخصياً، وطبعاً الأطباء والمنظمات الصحية وخصوصاً <منظمة الصحة العالمية> تنصح بأن ترضع الأم طفلها لمدة ستة أشهر رضاعة حصرية اي بدون اي مشروب او طعام آخر، لا بل تنصح بالرضاعة الطبيعية لعمر السنتين وهذا بحسب توصيات <منظمة الصحة العالمية>، لكن رغم ذلك فإن هذا القرار يبقى شخصياً ويعود بالدرجة الأولى الى رغبة الأم.

وتتابع:

-  طبعاً نحن كاختصاصيين في التغذية ننصح بالرضاعة الطبيعية إذ ان للرضاعة الطبيعية فوائد عند الطفل والأم على حد سواء، وقبل ان نتحدث عن أهمية الرضاعة الطبيعية عند الأم سأبدأ بالتحدث عن أهمية الرضاعة الطبيعية عند الطفل، ذلك أن حليب الرضاعة هو أفضل غذاء وشراب للرضيع لا بل هو الغذاء المثالي للرضيع خلال الستة أشهر الأولى حسب توصيات منظمة الصحة العالمية. وطبعاً يُنصح بالامتناع عن اعطاء الطفل اي طعام او حتى الماء لأنه بداخل الطفل كمية كبيرة من الماء اذ 90 بالمئة من مكوناته هي ماء، ويساعد حليب الرضاعة على وقاية الطفل من الحساسية ومن الالتهابات خصوصاً التهابات الأذن وبعض الأمراض وخصوصاً الاسهال. واذا تحدثنا عن الأمراض والالتهابات، فإن الحليب الذي نحضره يتكون من حليب البودرة المخصص للأطفال وقد نضيف كمية ماء اكثر من الحليب وربما بهذه الحالة يكون الطفل يأخذ سعرات حرارية ومواداً مغذية أقل مما يحتاج جسمه، وقد نعّد الحليب بماء غير نظيفة، وقد لا تكون قنينة الماء نظيفة، وقد تكون المياه ملوثة، واضافة الى ذلك يجب ان نذكر هنا ان الطفل يُصاب بأمراض والتهابات لأن حليب البودرة المخصص للأطفال قابل للفساد إذ يستمر صالحاً لساعتين فقط خارج البراد، بينما حليب الأم يظل صالحاً لمدة ثماني ساعات اذا كان قد تم شفطه خارج البراد. إذاً، خطر الاصابة بالالتهابات هو أقل مع الرضاعة الطبيعية، عدا عن أن حليب الأم بحد ذاته يحتوي على مواد لتقوية المناعة وهي غير متوافرة في الحليب الاصطناعي. وهنا سنتحدث عن الحليب، فحليب الرضاعة عند الام في اول فترة من ولادة الطفل الذي يكون لونه ابيض يأتي بكميات قليلة، ولكن من الضروري ان تعطيه الام للطفل من 8 الى 12 مرة في اليوم خلال 24 ساعة إذ يجب ان يتناوله الطفل لاكتساب المناعة خصوصاً ان الطفل الرضيع لا تكون لديه مناعة، وحليب الأم يُعتبر بمنزلة لقاح ومكونات أخرى للطفل تحمي جسمه.

ــ وما هي الأمراض التي يتعرض الطفل للاصابة بها اذا لم يرضع؟

- تبين ان الأطفال الذين لا يرضعون معرضون للاصابة بالسكري من النوع الأول، ومعرضون ان يُصابوا بأمراض أخرى متل <Crohn’s disease> او ما يعرف بمتلازمة <كرون> او التهاب الأمعاء الناحي، وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، ويمكن ان يؤثر على اي جزء من الجهاز الهضمي، ومن عوارضه: آلام البطن، اسهال، ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وفقدان الوزن. وفي المقابل فإن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يصبحون أقل عرضة للاصابة بالأمراض المزمنة عند الكبر مثل أمراض القلب، وحتى أنهم يتمتعون بالوقاية من البدانة.

حليب الأم يقي من النزيف

ــ وما هي فوائد الرضاعة عند الأم؟

- بعدما رأينا أهمية الرضاعة عند الطفل يجب ان نتحدث عن أهمية الرضاعة عند الأم. أولاً الرضاعة الطبيعية تقوي العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها، وتساعد على تعزيز الترابط بينهما ببيئة هادئة ومريحة، ومن المهم بمكان أنه عندما ترضع الأم طفلها يجب الا تكون ضمن أجواء متشنجة وعصبية اي يجب ان تكون في حالة من الهدوء. والفائدة الثانية أن الرضاعة الطبيعية تقلل من النزيف عند الأم بعد الولادة، كما انها تحدّ من خطر الاصابة بسرطانات عديدة مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض، وبعدما رأينا ثلاث فوائد نقدر ان نقول ان الرضاعة الطبيعية هي عامل طبيعي لمنع الحمل، اذ عندما ترضع الأم طفلها ينقطع الطمث عندها وبهذه المرحلة تتوقف الاباضة، وهذه وسيلة طبيعية لمنع الحمل ولكن يجب ان تواصل الأم الرضاعة خلال الليل لضمان هذه النتيجة، وكذلك عندما ترضع الأم تحمي نفسها من هشاشة العظام وكسور الورك التي تكون كريستل-عوكر-اختصاصية-التغذية----2المرأة معرضة للاصابة بها عند التقدم في السن.

وتتابع:

- كذلك لا نقدر ان ننكر ان الرضاعة تساعد على خسارة الوزن الزائد الذي تكتسبه المرأة، فاذا كانت ترضع حصرياً تخسر حوالى 400 وحــــدة حرارية في اليوم، وهو أمر جيد يساعدها على ان تخسر وزنها تدريجياً، وليس هناك اي خطر في ان تخسر وزنها خلال فترة الرضاعة.

ــ ولماذا يتحجر الثدي عندما ترضع الأم طفلها؟

- أولاً، يجب ان ترضع الأم طفلها ما ان يولد اي في الساعة الأولى من ولادته. ثانياً يجب ان تحاول الأم ان ترضع طفلها 8 مرات خلال 24 ساعة اي ليلاً ونهاراً، واذا كان الطفل ينام كثيراً يجب ان توقظه بلطف لكي ترضعه اذ لا يجب ان تنتظر الى ان يستيقظ، لأنه اذا لم ترضعه لا يعود الثدي يفرز الكمية الكافية من الحليب، وأنه أمر أساسي ان تشرب الأم الماء لأن الماء هو السائل الوحيد الذي يجعل الثدي يفرز الحليب. وهناك معتقدات خاطئة شائعة اذ يعتقد البعض بأن اللوز والجوز يعززان الحليب بينما ذلك غير صحيح، فاللوز والجوز من شأنهما أن يحسنا نوعية الحليب من حيث نوع الدهون ولكنهما لا يعززان كمية الحليب أكثر، وعندما ترضع الأم يجب ان تنقل طفلها من ثدي لآخر ولكن ليس قبل ان تنتهي من ارضاع طفلها من الثدي الأول بالكامل، لأنه اذا لم تفعل ذلك فسيتحجر الثدي وبالتالي يجب ان تنقله الى الثدي الثاني بعدما تنتهي من الثدي الأول، واذا شبع الطفل من الثدي الأول ففي الرضاعة الثانية يجب ان تبدأ بالثدي الذي لم ترضعه منه أولاً اي يجب ألا ترضعه من الثدي الذي أفرغ أولاً بل من الثدي الثاني الذي لم ترضعه منه اولاً لكي يتعزز الحليب بداخل الثدي. ومن الضروري عندما ترضع الأم طفلها ان تكون يداها نظيفتين وثدياها ايضاً. ومن المهم اذا كانت الأم عاملة ان ترضع طفلها عندما تكون معه، وان تحاول ان تشفط الحليب وتضخه مرتين الى ثلاث مرات في اليوم وتخزّنه في رضاعة نظيفة لتقدمه له في وقت آخر لكي يظل لديها حليب في الثدي.

 

الطفل واللهاية

وتتوقف كريستل عوكر عند نقطة مهمة وهي:

- بالنسبة لوضعية الطفل أثناء الرضاعة، فمن الضروري ان تكون وضعية الطفل مناسبة ليقدر ان يسحب الحليب، إذ أنه في الوضعية الخاطئة لا يقدر الطفل ان يرضع وعندئذ يبقى الحليب بداخل الثدي فيتحجر الثدي ولا يعود يفرز الحليب، ونظن ان الطفل لم يعد يرغب بحليب أمه، اذاً يجب ان تتأكد الأم من الوضعية المناسبة للطفل أثناء الرضاعة. كما يجب الا تعطي الأم طفلها اللهاية أو كما نسميها بالعامية <المصاصة> الا بعد أسابيع من ولادة الطفل وبعدما يكون قد شرب من حليبها، وبهذه الحالة أي بعد أسابيع عدة تقدر الأم ان تعطي طفلها <المصاصة> وليس قبل هذه الفترة. وأيضاً يجب ان تتأكد الأم من ان طعم حليب الثدي لذيذ اذ ان حليبها يتأثر بنوعية الطعام الذي تتناوله فمثلاً اذا أكثرت الأم من تناول الثوم فستصبح نكهة الحليب مختلفة وسينفر الطفل ولن يرضع من ثدي أمه، وأيضاً اذا تناولت الأم التوابل الحارة فستتغير رائحة الحليب، ويجب الا تتناول الأم الأدوية والمكملات الغذائية اذ عليها ان تستشير طبيبها واختصاصية التغذية في هذا الخصوص، ويجب ان تشرب كمية كبيرة من الماء، وبالنسبة للكحول فيُنصح بالابتعاد عن الكحول واذا كانت مضطرة فيجب الا تزيد عن كأس واحد، وعندما تود ان تتناول الكحول فعليها الا ترضع طفلها مباشرة بل عليها ان تنتظر اربع ساعات لتقدر ان تضخ الحليب.

وتتابع:

- صحيح ان الرضاعة تساعد الأم في ان تخسر وزنها ولكن يجب الا تتناول مأكولات تؤدي لزيادة الوزن مثل المغلي والحلويات التي تقدمها خصوصاً في فترة ما بعد الولادة ، ويجب ان تهتم بأن يكون طعامها صحياً ومتوازناً اي يجب ان تكون الأطعمة التي تتناولها قليلة الدهون، وان تحتوي على الحليب ومشتقاته على أن تكون قليلة الدسم او خالية الدسم، وأن تتركز على الفواكهة والخضار والبقول، ويجب ان تشرب من 8 الى 12 كوباً من الماء، وان تخفف من شرب الكافيين اي ليس اكثر من فنجانين من القهوة في النهار، ويُنصح ان تشرب كوباً من الماء لترطب جسمها كلما أرضعت الطفل، واذا شعرت ان طفلها لا يحب نوعاً معيناً من الطعام مثل الثوم او المفلوف الذي انتقل طعمه الى الحليب فعليها ان توقف تناولها الملفوف او الثوم مثلاً لمدة ثلاثة ايام ومن ثم تحاول ان تأكله مجدداً، وعليها ان تهتم لنوعية البروتين والفيتامينات التي تتناولها خلال فترة ما بعد الرضاعة، وفي حال ارادت ان تخسر وزنها فعليها ان تتجنب تناول الحلويات، وان تمارس الرياضة اقله 30 دقيقة يومياً اذا سمح الطبيب بذلك. ويُنصح ان تتجنب الام تناول الاسماك وثمار البحر التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق مثل القرش، لان الزئبق يحتوي على السموم ويتكدس بالدهون، وكلما كانت السمكة كبيرة كلما احتوت على نسبة عالية من الزئبق وينتقل الزئبق الى حليب الأم وهو مضر للطفل خصوصاً اذا كان وزنه قليلاً فيتأثر بأية سموم.

ــ هل من نصائح أخرى؟

- ننصح الأم الا تعطي <المصاصة> لطفلها في الأسابيع الأولى من الولادة لأنها اذا اعطته <المصاصة> بالأسابيع الأولى فعندما يرضع لن يقبل حليب أمه وستكون غير قادرة ان ترضع الطفل، ونحن نعلم انه كلما سحب الطفل حليباً أقل من امه كلما تكون الام تفرز كمية حليب أقل وبالعكس تماماً. ويجب ان تعرف كل الأمهات انهن يقدرن ان يرضعن بشكل طبيعي، وأهم شيء ان يبقين على تواصل ليلاً ونهاراً والا يتوقفن عن الرضاعة لأنه كلما رضع الطفل كلما افرزت الأم حليباً أكثر، وليس هناك علاقة بين الرضاعة الطبيعية وحجم ثدي الأم، ومهما كان وضع الأم فيمكنها أن ترضع اذ حتى الأم الأكثر فقراً والتي تعاني من سوء تغذية هي قادرة ان ترضع ولكن بهذه الحالة تكون الرضاعة على حساب صحتها، وانما كل الأمهات يقدرن ان يرضعن ولكن لسبب أو لآخر اذا لم يستطعن ذلك فيمكن ان يستعملن مضخة الحليب من الثدي ووضعها برضاعة نظيفة.