بقلم علي الحسيني

بعد مقتل والديه اثر استهداف صاروخ لمنزلهم الواقع عند منطقة باب النيرب قرب المطار في حلب، عاد الطفل ثائر مع جدته الى المنزل الذي سوي بالأرض تماماً. وقف امام ركام المنزل، استرجع ذكريات مرت وكأنها حلم بالامس. وعد جدته باعادة اعماره اجمل مما كان عليه، وعدها بأيام جميلة وببناء عائلة عندما يكبر وسيُطلق على ابنته اسم وفاء وعلى ابنه اسم خالد وهما اسما والدته ووالده. لكن حتى الحلم انتُزع من حياة ثائر بعدما عاجله صاروخ <مجهول المصدر> انهى حياته وابقى جدته وحيدة تسأل عنه بين الاحياء وفي زحمة الموت.

إنها حلب اليوم حيث لا رائحة إلا للدماء ولا صور إلا للأشلاء المنتشرة في أحيائها.

هل من شريف أخوي في حلب؟

تستعيد مدينة حلب السورية خلال الفترة الحالية بعض المصطلحات التي طرأت ذات يوم على الحرب الاهلية التي اندلعت في السبعينات في لبنان، حيث درجت يومئذٍ عبارتا <سالكة> و<آمنة> اللتان اختص بهما الاذاعي الراحل شريف الاخوي كدليل على الهدوء المؤقت الذي كان يحظى به اللبنانيون من وقت إلى آخر. هذا في الظاهر، أما في المضمون فإن حلب تشتعل اليوم ومعها تزداد الاطراف المتصارعة حقداً واجراماً واختراع أساليب جديدة في القتل. وفي مثل هذه الأيام كم تحتاج حلب الشهباء إلى استعادة بعض من زمان كانت تتمايل فيه على أنغام <خمرة الحب اسقنيها> لصباح فخري قبل أن تتمايل اليوم على وقع صواريخ <السوخوي> الروسية والبراميل واسطوانات الغاز المتفجرة.

ما هي حلب؟

تعتبر حلب من أقدم مدن العالم ومهداً ورمزاً للحضارة العربية والإنسانية وهي التي سُجلت لدى اليونسكو كأقدم مدينة للتراث الإنساني العالمي في عام 1986. وتقع محافظة حلب في شمال سوريا مجاورة للحدود السورية التركية وتبلغ مساحتها 18500 كلم مربع أي ما يقارب 10 بالمئة من مساحة سوريا، والبعض عزا اسم حلب الى تعريب كلمة <حلبا> السريانية التي <تعني البيضاء> فقيل حلب. وتشتهر المدينة بالقدود الحلبية وهي من الفنون الموسيقية السورية الأصيلة التي اشتهرت بها المدينة منذ زمن القس السرياني مار افرام 306 م الذي دعا الناس وعمل على ترغيبهم للحضور إلى الكنيسة وادراج الالحان الدينية التي يألفونها في طقوس يوم الأحد ومن هنا كانت انطلاقة هذا الفن. أما في العصر الحديث فعرفت حلب كمركز ومدينة اختبار وامتحان لكبار رواد الموسيقى والغناء في عالمنا العربي مثل بديعة مصابني وعبده الحامولي وسيد درويش وسيد السفطي وسلامة حجازي ومحمد عبد الوهاب وكارم محمود ونور الهدى وسعاد محمد ونجاة الصغيرة والكثير غيرهم من سوريا ومصر، وقد اخذ الملحنون والموسيقيون من فنون حلب الكثير من اشهر المواويل والاغاني وأنواع الموسيقى.

ومن المعروف ان حلب كانت تخضع لسيطرة الإمبراطورية العثمانية وتقلصت أهميتها لاحقاً حين تم اقتطاعها عن جنوب تركيا وشمال العراق أثناء تقسيم الدول العربية الحديثة خلال القرن الثامن عشر، وبعد استقلال سوريا تحولت المدينة إلى اهم مركز صناعي. معظم سكانها هم عرب من المسلمين السنة مع أقلية سنية كردية وتركمانية كما تحوي المدينة اكبر جالية مسيحية في سوريا إضافة إلى أقليات شيعية وعلوية.

يوم غرقت حلب بدماء أبنائها

مدينة حلب التي كانت تعج بالناس وبالسياح وتضج بالحياة، تحولت اليوم الى مقبرة تغمر أبناءها الواحد تلو الآخر وكأن الحياة تنتهي هنا على هذه الارض التي أصبحت تفوح منها رائحة الموت والدمار، أرض لم يعد للانسان قيمة عليها ولا للاطفال أملاً بأن يحلموا فيها بمستقبل يمكن ان يرسموه هم لا بريشة براءتهم ولا بنظرات عيونهم التي احتلها الخوف من ان تصبح يتيمة على ابواب ملاجئ العرب او أن تتحول الى أشلاء يُصعب جمعها فتضيع بين الركام وعلى جوانب الطرقات.

هدنة حلب أم مهزلة حلب؟

مُدّدت الهدنة في مدينة حلب السورية لثلاثة أيام أخرى، بعدما فشلت الهدن التي سبقتها وهي ثلاث ربما او اربع. الطيران الروسي ما زال يحلق في الاجواء ويغير على المسلحين والمدنيين. ضحايا بالجملة لكن من دون ان تُعلن اي جهة مسؤوليتها. وحده الله شاهد على الحقيقة ووحدهما روسيا واميركا يتجاهلانها. الجميع يرحب بالهدنة بمن فيهم الاطراف المتقاتلة لكن اي تطبيق منهم لم يحصل. فحتى اليوم سقط اكثر من 500 قتيل خلال أقل من اسبوعين. ويقول ناشطون ان طائرات خرقت الهدنة بعد قصفها مخيم الكمون قرب محطة سرمدا في حلب، لكن الحكومتين السورية والروسية انكرتا مسؤولية قواتهما عن الضربات، حتى ان الاعلام الرسمي السوري قال بالحرف الواحد: <هناك طائرات عسكرية قصفت مخيم الكمون وباب النيرب>. فلمن هي هذه الطائرات المجهولة المصدر؟ وهل سمح الروس بفتح المجال الجوي السوري لغير طائراته وطائرات العدو الاسرائيلي؟

تتغير المعطيات السياسية والعسكرية في سوريا من وقت الى آخر وفقاً للظروف الدولية ثم الداخلية. فبعد ان كانت معركة دمشق هي الاهم بالنسبة الى كل الاطراف المتنازعة بدءاً من النظام السوري مروراً بالجهات الخارجية الداعمة على رأسها الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وصولاً الى جميع الفصائل المسلحة، تحولت الآليات والخطط العسكرية اليوم الى مدينة حلب بعد ان أصبحت النقطة الاكثر اشتعالاً في سوريا وهي التي قال عنها الرئيس السوري بشار الاسد ان مصير سوريا سوف يتحدد في ضوء نتائج معركة حلب.

ويصح القول ان هذه المدينة التي تشهد يومياً تدمير ما لا يقل عن اكثر من ثلاثة كيلومترات من مساحتها بشكل كلي، لا تستمد اهميتها الاستراتيجية فقط من رمزيتها كونها ثاني اكبر المدن السورية والمدينة الاكبر سياحياً والثقل الاقتصادي السوري الاهم، بل تنبع اهميتها من وجود اهم القواعد العسكرية السورية من مطارات عسكرية وثكنات ومراكز تدريب ومعامل تصنيع اسلحة ومخازن ذخيرة، كما ان تقاطع حلب مع ضواحيها يعيق تواصل جميع الفصائل المسلحة بالاضافة الى انها تشكل بوابة عبور واسعة للمسلحين وللأسلحة من وإلى تركيا، ما يعني ان سقوطها بأيدي الفصائل من شأنه ان يفتح شمال سوريا أمام كل من يريد العبور للقتال في سوريا تحت اي حجة، وهذا ما يجعلها على الدوام عرضة للكر والفر بين المتقاتلين.

خريطة السيطرة على حلب

يسيطر جيش النظام شرقاً على المدينة الصناعية وعلى السجن المركزي شمال شرق وعلى مطار النيرب العسكري جنوب شرق وما بينهما على الجهة الشرقيّة للمدينة، كما يسيطر غرباً على قسم كبير من المناطق الغربية للمدينة حيث توجد المؤسسات الحكومية الرسمية والجامعات والمستشفيات والمراكز العسكرية اهمها مدرسة المدفعية وأكاديميّة الهندسة، كما يفرد سيطرة شبه كاملة على بلدة حندرات شمال شرق وعلى مركز البحوث العلمية وعلى مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين شمالاً واللتين تعتبران محاصرتين نوعاً ما من قبل اكثر من جهة مسلحة. ويسيطر النظام على منطقة السفيرة وعلى معامل الّفاع وعلى مقر اللواء 80 ومطار حلب الدولي كما ويؤمن السيطرة على اقليم جغرافي ضيق يمتد من جنوب حلب حتى شمال شرق مدينة حماه.

في المقابل تتوزع الفصائل المسلحة على الجهة الشرقية للمدينة وعلى ممرات النفط والمحطة الحرارية وعلى كامل ريف عين العرب وعلى المناطق الممتدة نحو محافظة الرقّة جنوب شرق التي يسيطر تنظيم <داعش> عليها سيطرة كاملة. ويسيطر في الريف الغربي تنظيم جبهة النّصرة وقسم من الفصائل المتشددة اهمها حركة <أحرار الشام الاسلامية> وتمتد هذه السيطرة حتى ريف ادلب الشرقي. اما الريف الشمالي الذي يربط المدينة بتركيا، فتنتشر فيه عناصر من الجيش السوري الحر بقيادة العميد برهان عبد الجميل وفصائل أخرى من <جبهة النصرة> ومن <ألوية التركمان> وهؤلاء يسيطرون ايضاً على بقعة جغرافية مهمة تربط مدينة حلب القديمة مع الريف الشمالي عبر بلدات حربتان وعندان وكفر حرة ودار عزة. وفي الجنوب تتوزع السيطرة بين داعش في الجنوب الشرقي وبين <النصرة> في الجنوب الغربي، مع امتداد سيطرة الاخيرة الى ريف ادلِب الشرقي ضمن معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين يشكلان خطراً مهماً لقطع طريق امداد الجيش السوري بين حماه وجنوب مدينة حلب. ومن هنا فإن من يحسم معركة حلب سوف يربح ثقلاً ميدانياً وسياسياً مؤثراً في مستقبل سوريا، حيث تشكل حلب ساحة واسعة للتدخل الأمني المخابراتي والعسكري الميداني لكافة الدول المعنية في رسم المناورات والخطط والسياسات المختلفة لتحقيق أهداف الحرب على سوريا ولها موقع مهم ومؤثر في الخارطة السورية الإقليمية.

من هي الفصائل المقاتلة في حلب؟

يقدر عدد الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا بحوالى ألف فصيل تضم ما يقرب من مئة ألف مقاتل كحد أدنى معظمها جماعات صغيرة تعمل بشكل محلي. ولكن مؤخراً ظهرت جماعات قوية لها حضور على طول البلاد، وعقدت تحالفات مع جماعات اخرى لها الأهداف نفسها. الا ان ظهور تنظيم داعش بقوة على الساحة عقّد وصعّب من تلك التحالفات وجعل الكل يقاتل الكل في الميدان السوري. مثلاً ينشط في حلب العديد من الجماعات المسلحة ابرزهم <داعش>، وهناك ايضاً جماعة <لواء الحق> و< لواء التوحيد> و<حركة أحرار الشام> و<ألوية صقور الشام> و<جبهة النصرة> وهي تعتبر من أشرس الجماعات هناك. وخلال سنوات الصراع الاخيرة نجحت الجماعات المعارضة في الاستحواذ على 60 في المئة من كامل مدينة حلب، حيث تمركز كل منهم بالجانب الشرقي للمدينة، فيما يسيطر الجيش السوري على أجزاء من الجانب الغربي لها.

خواجة: روسيا لن تقبل الهزيمة في حلب

يقول الخبير اللبناني في الشؤون الاسترتيجية محمد خواجه ان حلب محافظة أساسية وذات كثافة سكانية عالية، <حوالى 2 مليون نسمة> وتمتد على مسافة مهمة عند الحدود التركية، والسيطرة عليها تعني ببساطة عزل الجماعات المسلحة ومحاصرتهم، فالجيش السوري منذ بدء <عاصفة السوخوي> وضع محافظتين في الاولوية هما اللاذقية وحلب، وفتح ثلاث جبهات في وقت واحد، واستطاع ان يفك الحصار على عدة مناطق وبلدات وجار تحرير مطار الكورس المحاصر فيه نحو ألف جندي سوري منذ 3 سنوات، مضيفاً ان الجيش وصل للنبل والزهراء المحاصرتين منذ 4 سنوات، وقال خواجة ان <جند الشام> و<النصرة> وبقية المسلحين شبه محاصرين في حلب الآن ولهم مسلك واحد هو الطريق الشرقي والجيش السوري يعمل على قطعه، وسيكون لهذه المعركة دور مهم في التفاوض، فبسببها اوقفت مفاوضات جنيف ومن يحقق تقدماً فيها يكسب أوراق مهمة في المفاوضات. وعن التدخل السعودي البري قال ان الحديث عن مئة وخمسين ألف جندي مبالغ فيه وخيالي ولا يمكن التدخل لان روسيا لا تقبل بهزيمة، مشيراً الى أن اسوأ الاحتمالات ما يشبه معركة <برلين> في الحرب العالمية التي انتهت بتقسيم المانيا، وقد تتم انزالات جوية او دخول بري عبر العراق والحسكة لمناطق الاكراد والرقة، لكن سيحدث تصادم مع الجيش السوري. وأكد ان معركة حلب تكتسب اهمية في قلب موازين المعركة في سوريا.

أهمية حلب بالنسبة الى تركيا

بعد استعراض أهمية حلب كبقعة استراتيجية مهمة لطرفي الصراع الدائر في سوريا، هناك سؤال يطرح نفسه وهو: أين تكمن اهمية حلب بالنسبة لتركيا والسعودية تحديداً؟ بالنسبة الى تركيا تمثل حلب نقطة مثالية ومهمة نحو طموح استراتيجي رئيسي لدى القيادة التركية، يتمثل في فرض منطقة عازلة شمال سوريا ستتمتع من خلالها تركيا في حال تنفيذه بالسيطرة شبه التامة على منطقة الشمال السوري مما يمكنها من تهديد الحزام الكردي في الشمال السوري، وتحجيم قدرته العسكرية قبل ان يتحول لتهديد حقيقي واسع نتيجة قربه من التركيبة الكردية داخل تركيا خصوصاً بعد التقارب الروسي الكردي في تلك المنطقة الشمالية السورية من جهة، ومن داخل تركيا ذاتها حيث نسقت الخارجية الروسية مع حزب الشعب الديموقراطي وهو اهم حزب سياسي كردي يعمل داخل تركيا، ومن المرجح ان تنشئ روسيا مقراً ومكتباً لحزب الشعب الديموقراطي في موسكو، وذلك طبقاً لما أعلنه زعيم الحزب صلاح الدين دميرطاش (أو دمرداش).

.. وأهميتها بالنسبة الى السعودية

 على الجانب السعودي يعني سقوط حلب في أيدي النظام سوف تتم قراءته على أنه انتصار جديد لإيران في سوريا وهو انتصار لحزب الله أيضاً أحد الشركاء الرئيسيين في معارك حلب، وهو انتصار قد يلقي بظلاله على لبنان، كما ان سقوط المدينة او تطويقها وعزلها عن الدعم يعني خسارة السعودية لمليارات من الدولارات التي أنفقتها على جماعتها في الداخل للتدريب والتمويل وتقديم السلاح. كما يعني عزل حلب كف يد كل من السعودية وقطر عن اهم بقعة لهما في الصراع السوري، الأمر الذي يفسر اندفاع السعودية إرسالها لمقاتلات حربية في قاعدة <أنجرليك> التركية وتلويحها ايضاً بإمكانية التدخل البري بالتوازي مع تصريحات المسؤولين الاتراك. ومن هنا جاء التهديد التركي السعودي بالدخول براً الى حلب. وقد قال الدكتور أحمد التويجري رئيس منظمة العدالة الدولية عضو مجلس الشورى السعودي السابق ان التدخل السعودي التركي المحتمل في سوريا يهدف إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وما سماه الفرق الإرهابية التي جاءت من العراق وافغانستان وايران وباكستان وروسيا اضافة الى عملاء النظام السوري في الداخل لأن الإرهاب لا يمكن تجزئته. من جهته أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن السعودية سترسل طائرات حربية وقوات برية إلى قاعدة <انجرليك> الجوية جنوب تركيا وان انقرة والرياض ستشاركان في اي عملية برية في شمال سوريا في حال وجود خطة لذلك.

اما مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد <هدسون ريتشارد وايتز> فحذر من مخاطر اي تدخل بري في سوريا بحجة ان الوضع بات اكثر تعقيداً هناك بعد التدخل العسكري الروسي، وان موسكو لا تريد أي تدخل في ظل ما تحققه من نجاحات على الأرض. وبحسب <هدسون> ايضاً فإن واشنطن رحبت من حيث المبدأ بالموقف السعودي التركي، لكنها تريد التفكير بشكل معمق، مشيراً إلى أن هذا التدخل المحتمل في سوريا كان يمكن أن يكون مناسباً لو حدث قبل سنة أو أكثر، ورجح أن يكون دافع السعودية هو إرغام الأميركيين على اتخاذ موقف أكثر حزماً بشأن الأزمة السورية.

الأسد ليس حليفنا

مفاجأة كبيرة أعلنها وزير الخارجية الروسي <سيرغي لافروف> عندما قال ان الرئيس بشار الاسد ليس حليفنا، لكن وعلى الطريقة اللبنانية عاد و<جبّرها> بعدما <كسرها> او كاد ان يكسرها. <لافروف>، قال: <ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاءهما في الشرق الأوسط يعتبرون ان الرئيس السوري بشار الأسد ليس شرعياً ويطالبون باستقالته، بينما تصر روسيا وايران على ان الشعب السوري فقط صاحب الحق في تقرير مصير بلدهم وقياداته. أضاف بالمناسبة، الأسد ليس حليفنا. نعم ندعمه في الحرب ضد الإرهاب والحفاظ على الدولة السورية. لكنه ليس حليفاً مثل تركيا حليفة الولايات المتحدة>، وذلك وفق ما نقلته وكالة أنباء <سبوتنيك> الروسية الرسمية من مقتطفات مقابلة أجرتها معه. وأكد ان وحدة الأراضي السورية تمثل قضية مهمة لأغلب الدول المشاركة في جهود حل الأزمة السورية، وقال: موقفنا بسيط سندعم اي شيء يوافق عليه السوريون وهذا هو موقف مجلس الأمن الدولي أيضا، ولكن عند سؤالنا إذا ما كنا سندعم الفيدرالية نقول اذا وافق السوريون عليها سندعم كل شيء متفقاً عليه.

فداحة المشهد الحلبي

من جهته قال رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة <يان إيغلاند>  بعد اجتماع اسبوعي للقوى الكبرى والإقليمية الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا في جنيف: <لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة. ان المخاطر كبيرة بشكل هائل لأن حياة عدد كبير من المدنيين مهددة. لذا يُقصف كثير من عمال الإغاثة الإنسانية والمساعدات ويُقتلون ويتعرضون لإصابات في وقت يحيط الخطر بحياة ملايين الناس أيضاً، لقد قُتل اطباء ومسعفون ويُمنع المسعفون من الوصول للمرضى>.

حـــزب الله وايـــران يفقدان

مـزيـــداً مـن العنـاصر

وفي سياق الحرب الدائرة في حلب أُفيد نهاية الاسبوع الماضي عن فقدان حزب الله اللبناني الاتصال بمجموعة من عناصره المشاركين في المعارك الدائرة بخان طومان في ريف حلب. ولم يُعرف ما اذا كانت المجموعة قد تعرضت للأسر بعد فقدان الاتصال بها، ام قُتل افرادها في المعارك مع قوات المعارضة و<جيش الفتح> الذي حقق تقدماً في المعارك الأخيرة. وبث تنظيم <جند الأقصى> في سوريا صوراً على حسابه الشخصي بموقع <تويتر> تظهر أسر شخصين في ريف حلب الجنوبي يرتديان زياً عسكرياً قالوا انهما من عناصر حزب الله. من جهتها اعترفت ايران أن قواتها الخاصة والمعروفة بـأصحاب <القبعات الخضر> تمر بمأزق عسكري حقيقي في سوريا. وقال العميد سعيد قاسمي إن لديه وثائق تثبت بأن العشرات من المجندين الذين قتلوا في سوريا دفنوا بصفتهم مجهولي الهوية داخل مقبرة <بهشت الزهرا> في طهران وأن عمال البلدية دفنوا هؤلاء القتلى الذين كان أغلبهم من <لواء فاطميون الأفغاني الشيعي> المشارك بالحرب السورية بطريقة مهينة.