تفاصيل الخبر

حـــلـب.. حــــرب مـيــــدان بـيـــن الــــــروس والأمـيـــــركـان  

14/10/2016
حـــلـب.. حــــرب مـيــــدان بـيـــن الــــــروس والأمـيـــــركـان   

حـــلـب.. حــــرب مـيــــدان بـيـــن الــــــروس والأمـيـــــركـان  

بقلم علي الحسيني

الفائز-الابرز-في-الحرب-السورية-------1

جاء الإعلان الروسي بنشر منظومة أس 300 في سوريا بعد الإعلان الأميركي عن وقف التنسيق مع روسيا بشأن سوريا، وإعلان واشنطن أنها تدرس جميع الخيارات المتاحة لوقف الحرب بما فيها الخيارات غير الدبلوماسية والعسكرية، بمنزلة اهتزاز كبير للأمل المتبقي بأن تسلك الأزمة السورية طريقها إلى الحل، وما زاد في هذا الاهتزاز ، التوتر الحاصل بين روسيا واميركا اللتين يبدو انهما قد بلغتا المرحلة النهائية من حربهما الباردة، لتفتحا جولة جديدة من الحرب الساخنة.

هل تندلع حرب روسية ــ اميركية؟

يبدو انه قد أُعلن عن انهيار الاتفاق الثنائي الذي عقد بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا للتوصل الى حل للصراع في سوريا، واليوم يدور الكلام عن امكان نشوب حرب عالمية ثالثة انطلاقاً من الاراضي السورية خصوصاً وان الاتفاق بين الخصمين الكبيرين لم يدم سوى شهر واحد فقط وربما أقل وذلك بسبب الخروقات التي تعرض لها والاتهامات المتبادلة بعدم احترامه من قبل الجهتين المعنيتين به. وكثر في الآونة الاخيرة الحديث عن قرب اندلاع مواجهة عسكرية بين أميركا وروسيا قد يكون مسرحها الاراضي السورية، وقد استندت المعطيات الى عوامل عدة اهمها ما صدر في وسائل الاعلام الروسية عن امكان حصول مثل هذه المواجهات، والكلام العالي السقف الذي أعلنه رئيس أركان الجيش الاميركي <مارك ميلي> بتهديده بالحاق هزيمة قاسية ضد كل عدو لأميركا يحاول إيذاءها وقد ذكر عدة دول بينها روسيا. وما زاد الامور تعقيدا، كان ارسال القوات الروسية منظومة الدفاع الجوي المتطورة أس 300 وطرادين حربيين الى سوريا.

على الرغم من ان هذا الاشتباك السياسي العالي النبرة لا يُمكن نكرانه او اخفاؤه ولا حتى سحبه من التداول خصوصاً في ظل استعار اللهجة بين الطرفين، فإنه لا يمكن الركون الى الكلام فقط من اجل توقع حرب عالمية، فعندما يتحول الركون الى الخيال، فهل هذا يعني ان الحرب واقعة لا محالة وان المعسكرين الشرقي والغربي قد بدأ بالتحضر لحرب معلوم كيف تبدأ، لكنها غير معروفة على اي نحو يُمكن ان تنتهي؟. ومن جهة اخرى، ثمة من يؤكد بأن الخلاف او النزاع الدولي على التسوية في سوريا، يتعلق بحصص وتوزيع مغانم، وأن حلب قد لعبت في هذا الاطار دوراً مهماً كون استعادتها من قبل القوات الرسمية السورية المدعومة من روسيا سيحسن دون شك شروط المفاوضة بالنسبة الى النظام ومن يدعمه، فيما سيخسر المعارضون وداعموهم في المقابل ورقة قوية كانت بحوزتهم.

منظومة-صواريخ-اس-300--------6لا مصلحة للطرفين بالحرب

 

كل المؤشرات تقول، إنه ليس من السهل على الولايات المتحدة خوض حرب على هذا المستوى لاعتبارات كثيرة، فالانتخابات الرئاسية باتت على الابواب، والاعتماد على اوروبا موحدة لتدعمها اصبح غير مضمون، والدعم الخليجي والتركي الاعمى لها بات موضع شك كبير، ناهيك عن المشكلة الاهم والرئيسية وهي حجم الخسائر المادية والبشرية التي قد تتكبدها فيما الرأي العام الاميركي ابعد ما يكون عن الاستعداد لدفع مثل هذا الثمن الباهظ. وفي المقابل، لن تكون روسيا مهتمة بدورها بالدخول في مثل هذا الكابوس، فهي في طور استعادة دورها كممثلة للاتحاد السوفياتي السابق ولن تفرط بهذا الامر عبر العودة الى نقطة الصفر لأن نتيجة الحرب، اياً تكن، لن تصب في مصلحة احد بل ستؤدي الى تسوية بين الجانبين مع موقع اضعف بكثير مما هما عليه اليوم. وما تعاني منه اميركا في هذا المجال لناحية نقص الدعم الاوروبي والخليجي والخسائر التي ستلحق بها على الصعيدين البشري والمادي، ينطبق بشكل اكبر على روسيا ايضاً.

صواريخ <أس 300> وتشرين الاول يتكرر

 

من المؤكد ان الإعلان الروسي عن نشر منظومات صواريخ الدفاع الجوي <أس 300> في سوريا، شكّل تصعيداً في النزاع الحاصل في سوريا خصوصاً وان هذا النوع من الصواريخ، يُعتبر منظومة دفاع جوي متطورة متوسطة المدى، مخصصة لحماية المواقع والمنشآت من الضربات الجوية. والسؤال الابرز في هذا المجال: هل يمكن اعتبار ارسال هذه الصواريخ بمنزلة سيناريو مكرر للصواريخ الروسية في كوبا خلال عهد الرئيس الأميركي <جون كينيدي>، والتي شاءت الصدف ان تكون حصلت عام 1962 في شهر تشرين الاول ايضاً؟. الاجابة جاءت في تغريدة للسفارة الروسية في الولايات المتحدة حيث غمزت فيها من قناة الدعم الاميركي للمعارضة السورية من جهة، والتأكيد على انها لن توفر سبيلاً لحماية عناصرها وقواتها الموجودة على الاراضي السورية تجاه اي خطر يتهددها. وايضاً يُمكن اعتبار هذه الخطوة وكأنها تعبير واضح عن مدى عدم الثقة الروسية بالأميركيين خصوصاً بعد الضربة التي استهدف فيها الطيران الاميركي تجمعاً للجنود السوريين في دير الزور خلال الشهر الفائت.

 ولا شك ان وجود منظومة <أس 300> المتطورة ستجعل أي قوة عسكرية تفكر مرتين قبل التعرض لمكان قد يوجد فيه الروس، وهذا يعني ان موسكو غير معنية بالتعرض للقوات السورية او الايرانية او عناصر حزب الله المنتشرة في سوريا، وانما هي تحذر من ان اي تفكير بالتعرض لجنودها سيكون ثمنه باهظاً. كما وانه من غير الوارد، ان تسلم روسيا حرية التصرف بهذه المنظومة للنظام السوري، لان لا مصلحة لها في هل-تخرج-النصرة-من-حلب؟------5فتح جبهات وخلافات غير ضرورية مع اسرائيل او تركيا.

تبريرات روسية وخطوات اميركية

 

وفيما بررت روسيا نقل منظومة الصواريخ هذه بحماية مواقعها، شدد خبراء اميركيون على أن القرار ينضوي على ابعاد وانعكاسات أخرى على الصعيد السياسي والميداني، ولاسيما بعد فشل الهدنة. لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت مؤخراً أنها نشرت هذه المنظومة في قاعدتها البحرية في طرطوس بشمال غرب سوريا، مبررة هذا القرار بأنه يأتي لحماية قواعدها ومنشآتها العسكرية. وقد أتى الإعلان الروسي بنشر المنظومة بعد الإعلان الأميركي عن وقف التنسيق مع روسيا بشأن سوريا. بدورها لم تنم اميركا على ضيم منظومة الصواريخ هذه ولم تهضمها، اذ سرعان ما كشفت صحيفة <ناشيونال إنترست> أن القوات البحرية الأميركية ستحصل على منظومات <NGJ > للحرب الإلكترونية التي من شأنها التعامل مع منظومات <إس300> و<إس400> الروسية. وأوضحت الصحيفة الأميركية أن هذه المنظومات ستستخدم اعتباراً من العام 2021، بدلاً من أجهزة التشويش من طراز < ALQ-99> المعتمدة حالياً في طائرات <EA-18G > الخاصة بشن حرب إلكترونية.

وفي السياق نفسه يوضح الضابط في البحرية الأميركية <إرنست ويلسون> ان القرار بإطلاق تصميم منظومات جديدة لشن الحرب الإلكترونية ناجم عن التخلف التكنولوجي للأجهزة الأميركية القديمة التي لا تستطيع الرد على التهديدات الإلكترونية والتعامل مع الرادارات الحديثة خصوصاً وان منظومات جديدة للدفاع الجوي، مثل بطاريات <إس-300> و<إس-400> الروسية الصنع قادرة على رصد طائرات <الشبح> الاميركية من مسافات طويلة وعلى مختلف الترددات حيث تمثل رادارات <أفار> الروسية مشاكل كبيرة بالنسبة للقوات الأميركية، لكن الأجهزة الجديدة لشن حرب إلكترونية ستتيح لنا الاقتراب من وتيرة تطورها.

 

صدمة <الفيتو الروسي>

مليشيات-عراقية-في-حلب------4 

يعتقد محللون سياسيون بأن الروسي مرتاح للوضع السوري الراهن إلى حد كبير يُمكن ان يجعله في غنىّ ع ن أي مبادرة تُطرح في حال لم تستهوه أو في حال جاءت بعكس مصالح حلفائه، وهذا الامر لا ينطبق على الاميركي وحلفائه اليوم، إذ ان هذا الحلف الاخير بات يُعاني من مشاكل جمّة في الفترة الاخيرة، ناتجة عن اهتزاز الثقة بين ابناء الحلف الواحد خصوصاً في ما يتعلق بلائحة الارهاب التي يتنقل بها الاميركي من اسم الى آخر من دون ان يرسي على قاعدة واحدة يُمكن ان تُريح حلفاءه. وفي السياق نفسه أجهضت روسيا بـ<الفيتو> مشروع القرار الفرنسي الإسباني، مساء السبت الماضي حول وقف إطلاق النار في حلب، كما كان متوقعاً، فقد صوت احد عشر بلداً لصالح المشروع، وعارضه اثنان وامتنع اثنان عن التصويت، وأتى الفيتو الروسي بمنزلة الضربة القاضية لإمكانية اعتماد المشروع. وبعيد تصويت مجلس الأمن، أكد مندوب بريطانيا في كلمته التي انتقد فيها الموقف الروسي بشدة، أن الفيتو الروسي يمثل العار الذي نعلمه بشأن أعمال روسيا. وأضاف متوجهاً بكلامه للمندوب الروسي: لا أستطيع أن أشكرك على الفيتو.

 

<ايروليت>: مصير حلب على المحك

قبل التصويت داخل مجلس الأمن، ألقى وزير الخارجية الفرنسي <جان مارك إيرولت> كلمة شدد فيها على أن مصير حلب على المحك، وانه إذا لم نتدخل الآن سيخسر العالم حلب إلى الأبد. وقال: على مجلس الأمن أن يدعو الى وقف القصف على حلب وإدخال المساعدات، فما يحدث في سوريا هو تكرار لعمليات التطهير العرقي. كما وأن رئيس النظام السوري وأنصاره لا يحاربون الإرهاب وإنما يغذونه، ومن يقف مع النظام الذي يقتل شعبه عليه تحمل العواقب، يجب ألا يفلت مرتكبو الجرائم في سوريا من العقاب. ولفت إلى أن البعض يفرض شروطاً مسبقة قبل وقف القصف الذي يبلغ المدنيين، في إشارة إلى روسيا. وختم: مشروع القرار أمامكم سيسمح بمساعدة المدنيين والتحقيق بالانتهاكات. وكان الرئيس الفرنسي، <فرانسوا هولاند> حذر قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن للتصويت على المشروعين الفرنسي والروسي، من استخدام حق النقض الفيتو ضد المشروع فقال <هولاند>: إن دولة تستخدم الفيتو ضد مشروع القرار هذا ستخسر صدقيتها أمام العالم، وستكون مسؤولة عن استمرار الفظاعات.

ضربة <ديمستورا> للمعارضة

هي ضربة جديدة للمعارضة وجهها اليها هذه المرة المبعوث الدولي إلى سوريا <ستيفان ديمستورا> الذي دعا مقاتلي جبهة فتح الشام للانسحاب من شرق حلب، وأبدى استعداده لمواكبتهم بنفسه إلى خارج المدينة. وأوضح أن أحدث التقديرات تشير إلى وجود تسعمئة من مقاتلي <جبهة فتح الشام> أي <جبهة النصرة> سابقاً في أحياء حلب الشرقية الخاضعة للمعارضة السورية. واذ استنكر استغلال وجود أولئك المقاتلين ذريعة لتدمير المدينة، وتعريض عشرات آلاف المدنيين هناك للقتل، لكنه بدا وكأنه يحملهم مسؤولية الأوضاع في الأحياء الشرقية التي تتعرض لموجات متتالية من القصف من قبل النظام السوري وروسيا.

وتابع: أتوجه إلى التسعمئة مقاتل من جبهة النصرة في شرق حلب: هل يمكن أن نقول للناس شرق حلب، وهم 275 ألفاً، أنكم ستبقون هناك وتتخذونهم رهائن لبقائكم في المدينة وتتحكمون في مصيرهم؟ أجيبوا هؤلاء الناس هل أنتم مستعدون لإلقاء السلاح والخروج من حلب إلى أي مكان، وأنا شخصياً مستعد لمرافقتكم. وتساءل في المقابل عما إذا كانت الأطراف التي تقصف شرق حلب اي النظام السوري وروسيا ستوقفان القصف، وتسمحان ببقاء الإدارة المحلية التابعة للمعارضة وبدخول المساعدات للمدنيين، في حال خروج مقاتلي جبهة فتح الشام، محذراً من أن مناطق حلب الشرقية، ومنها المدينة القديمة، قد تُدمر بالكامل في غضون شهرين ونصف الشهر في حال تواصل القصف بهذه الوتيرة، فهناك أسلحة جديدة تستخدمها روسيا في قصف مناطق المعارضة بحلب، وهناك ستمئة شخص يحتاجون لمساعدة طبية.

فيتو-روسي-ضد-المشروع-الفرنسي-الاسباني------3 

و<فتح الشام> ترد عليه: أفرغت المناطق من السنة

 

جبهة <فتح الشام>، بدورها وعلى لسان متحدثها الرسمي حسام الشافعي ردت على مقترح <ديمستورا> بالقول: ان التقسيم والتهجير على قدم وساق بمباركة من المجتمع الدولي، واليوم تفريق بين الفصائل المجاهدة، وتسليم لأهل السنة تماشياً مع تصريحات بشار الأسد مؤخراً، بإفراغ حلب من المسلحين، تأتي عروض <ديمستورا>. هل يستطيع <ديمستورا> أن يرافق أطفال مضايا المرضى لأقرب مشفى أو يتكفل بإيصال سلة إغاثية لمنطقة محاصرة واحدة؟.أضاف: لم يستطع <ديمستورا> أن يوقف القصف ساعة عن حلب، فضلاً عن قوافل المساعدات الدولية للجهة التي يعمل بها، فـ<ديمستورا> نجح بتفريغ مناطق أهل السنة، ولعب دوراً بارزاً في التغيير الديمغرافي وما زال يلعب دور الجعفري دولياً، وفق قوله.

وتابع: لا تزيد تصريحاتك لدينا وزناً إذا ما صدرت على لسان بشار الأسد أو الجعفري، وفتح الشام قوة مجاهدة وأحد أركان القوة العسكرية للثورة السورية، لن تخذل شعباً مسلماً يباد، فكيف للحر أن يسلم أهله؟ فإن بالله قوتنا، نستجلب النصر بنصره سبحانه، ثم ببركة المستضعفين ودعائهم. وختم: إن المبعوث الدولي رمى الكرة في ملعب الضحية بدلاً من أن يحمل مسؤولية القصف واستهداف المدنيين للنظام السوري وروسيا.

تدفق ميليشيات عراقية الى حلب

 

ووفق التطورات الحاصلة في حلب اليوم، تشير معلومات الى تدفق كبير للميليشيات العراقية إلى مدينة حلب، وهو أمر من شأنه تعقيد شبكة من التحالفات تقودها الولايات المتحدة الأميركية في محاربتها تنظيم <داعش>، فالحليف الشيعي لواشنطن في بغداد هو عدوُ لها في حلب، سيما وأن الميليشات العراقية تساهم بقوة في تعزيز حكم بشار الأسد وزيادة معاناة السوريين. وما يثير قلق البيت الأبيض ان قسماً من المليشيات الشيعية التي تحارب الفصائل السنية في سوريا تلقت تدريباً عسكرياً وسلاحاً من الولايات المتحدة. وبحسب صحف اميركية هناك أكثر من 1000 مرتزق عراقي انضموا الى المعارك في حلب خلال شهر أيلول الماضي، وهو رقم كبير يضاف إلى أربعة ألاف مقاتل شيعي موجودين أصلاً في المدينة المنكوبة ويُشكل هذا العدد فعلياً نصف عدد مقاتلي النظام السوري، في إشارة إلى تعاظم دور الميليشيات الشيعية العراقية في حلب، على حساب انتشار حزب الله.

تخوّف من حرب مذهبية

ومن جهته صرح هاشم موسوي قائد مليشيا النجباء العراقية الشيعية، بأنه تم نشر 1000 مقاتل في أراضي المعارك في حلب، مدافعاً عن ذلك بقوله إن مشاركة الميليشيات العراقية هو جزء من صراع اقليمي ضد الارهاب، كما أن هناك اعداداً أخرى من المقاتلين العراقيين دخلوا سوريا دون إعطاء أية أرقام. واستخدم موسوي مصطلح المحور السني قائلا: ان المملكة العربية السعودية هي من ترعاه وتموله، وذلك في رد غير مباشر على اتهامات عربية لإيران بأنها تقود محوراً شيعياً في المنطقة.

وتشكل حركة النجباء جزءاً من الثالوث الشيعي في حلب، إذا يضاف إليها ميليشيات عصائب أهل الحق ولواء أبو الفضل العباس. ومع تعاظم الوجود الشيعي في حلب وسوريا عموماً، تتصاعد المخاوف من سياسيين ودبلوماسيين في الشرق الأوسط من حرب سنية شيعية تقوم على تصفية حسابات في جميع أنحاء المنطقة وكما يعكس هذا الوجود دوراً إيرانياً خطيراً حيث تساهم كل من السعودية وايران من خلال حربهما الباردة والمذهبية الحامية، في إذكاء نار الحرب وزيادة هشيمها.

 

خلاصة الوضع في حلب

ديموستورا----2 

تشكل المعركة الدائرة اليوم في حلب النقطة الحاسمة في العلاقات بين روسيا ودول الغرب، حيث تلعب موسكو الدور الأساسي في الضربات الجوية إلى جانب الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على المدينة المحاصرة، ما تسبب في فرار ونزوح عشرات الآلاف من السوريين. ومن الواضح أن الحرب في سوريا ستأخذ اتجاهاً مختلفاً تماماً في حال سقوط مدينة حلب، ربما لن يتوقف تأثير هذا الأمر عند سوريا فقط، بل سيمتد إلى أوروبا أيضاً. جهات دولية ترى أن هزيمة المعارضة السورية المسلحة والتي كانت قد استحوذت جزئياً على المدينة منذ عام 2012، ستحول الصراع على الأرض في سوريا إلى صراع ثنائي الأطراف فقط بين نظام الأسد وتنظيم داعش ما يجعل أي أمل في التوصل لتسوية قائمة على التفاوض السياسي مع المعارضة السورية أمراً مستحيلاً، وهذا كان الهدف الأساسي لروسيا، وهو ما قادها بالأساس إلى خوض هذه الحرب منذ اشهر.

ربما الدرس الوحيد الذي تعلمه الأوروبيون اليوم من خلال ما يجري في سوريا، هو أن ما يحدث في الشرق الأوسط يؤثر بشكل مباشر على أوروبا، وربما الدرس الوحيد الذي تعلموه من الصراع الأوكراني في عام 2014، فهو أن روسيا من المستحيل أن تكون صديقةً لأوروبا وأنها قوة رجعية ليس لديها رادع يمنعها من الاعتداء العسكري. وفي تقرير سري أعدته بعض الدول الاوروبية خلص الى ان تلك الأحداث أظهرت العلاقة الواضحة بين المأساة السورية المتمثلة بالتدخل الروسي في سوريا، وبين الضعف الاستراتيجي الذي أصاب أوروبا والغرب بشكل عام في المنطقة، حيث تعد حالة عدم الاستقرار تلك بمنزلة الهدف الأمثل لروسيا التي تسعى للسيطرة عبر استغلال تردد وتناقض مصالح أولئك الذين تعتبرهم منافسيها.

 

<بوتين> الفائز الابرز

قد يُبالغ المرء في حال اعتقد بأن الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> قد خطط لكل هذا من البداية، إلا أن الأحداث قادته بشكل أساسي إلى تحقيق ما كان يسعى للوصول إليه على الرغم من انه ليس لروسيا أي يد في اندلاع الحرب الأهلية في سوريا من البداية وليس لها علاقة بما يحدث داخل أوكرانيا، ولكن ثمة وجهات نظر ترى أن الدور الذي لعبته روسيا يجب أن يدق ناقوس الخطر في الغرب بشكل عام وفي الأمم المتحدة بشكل خاص، لأن كل ما يحدث على المسرح السوري، سوف يصب في مصلحة الدب الروسي.