تفاصيل الخبر

هل يسير مخيم البداوي على خطى عين الحلوة أم ان التعاون وسرعة المعالجة يجنبانه المواجهات؟

12/05/2017
هل يسير مخيم البداوي على خطى عين الحلوة  أم ان التعاون وسرعة المعالجة يجنبانه المواجهات؟

هل يسير مخيم البداوي على خطى عين الحلوة أم ان التعاون وسرعة المعالجة يجنبانه المواجهات؟

مخيم البداويعلى رغم ان الأسباب التي ألهبت مخيم البداوي في الشمال تختلف، ولو بالشكل، عن تلك التي تلهب من حين الى آخر مخيم عين الحلوة في الجنوب، فإن ثمة من يتخوف في القيادات الأمنية اللبنانية والفلسطينية من أن يشهد مخيم البداوي القريب من طرابلس، اضطرابات أمنية غابت من فترة بعيدة عن هذا المخيم الذي بقي في عز الحرب على مخيم نهر البارد، بعيداً عن أتون الاشتباكات ولو نسبياً. وفيما تتساءل الأوساط المعنية عما يجري داخل مخيم البداوي وهل ثمة احتمال ان ينزلق هذا المخيم بين ليلة وضحاها الى وضع يستنسخ تجربة مخيم عين الحلوة، تشير التقارير الأمنية التي صدرت عن الأجهزة المختصة، الى تزايد عدد الحوادث التي تحصل في الأسبوع الواحد والتي يرافقها اطلاق نار <وعراضات> مسلحة داخل المخيم، وكان آخر هذه الحوادث اطلاق النار على أمين سر القيادة الفلسطينية الموحدة في المخيم وهي الجهة التي أوكل إليها تكريس نوع من ادارة محلية للوضع في المخيم على غرار ما هو حاصل في كل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وسبق هذا الحادث حصول اشتباكات وعمليات اطلاق نار ليلاً وفي شكل مستمر، ناهيك عن الاشكالات التي تقع من حين الى آخر بين مسلحين من المخيم إياه وبين قوى أمنية.

تقارير عن استياء وتذمّر

وتتحدث التقارير التي حصلت <الأفكار> عن نسخ منها، عن أجواء من الرعب عادت تسيطر بين سكان المخيم وفاعلياته فضلاً عن ارتفاع منسوب الاستياء لدى قيادات الفصائل التي تتخوف أن يكون هناك من يحضر لمواجهات مع فلسطينيي المخيم مع تزايد الاحتقان الداخلي، وإبراز وسائل اعلام معينة النواحي السلبية في المخيم الذي يعتبر الثاني في لبنان نظراً لكثافة الوجود الفلسطيني فيه والذي يزيد عن 15 ألف لاجئ، تضاف إليها عائلات فلسطينية نزحت من مخيم اليرموك في سوريا نتيجة تردي الوضع الأمني فيه. من هنا تتحدث القيادات الفلسطينية ان ما يحصل في مخيم البداوي من حين الى آخر، لا يمكن اعتباره صراعاً بين فصائل فلسطينية لأسباب سياسية، بل هي ناتجة عن صراعات بين عناصر خارجة عن القانون وليست لديها أي خلفيات سياسية. وحرص القادة في المخيم وخارجه على ابلاغ المسؤولين اللبنانيين حقيقة ما يجري والذي تشكل فيه المظاهر المسلحة المكشوفة أمام القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية، <استفزازاً> لن يجوز العودة إليه لأن ما كان يصح في الماضي، لن يصح حتماً في الحاضر. وهذه الحقيقة يدركها الفلسطينيون، كما يراهن عليها المسؤولون في لبنان، أكانوا من السياسيين أو الأمنيين الذين تلقوا في الآونة الأخيرة إشارات مباشرة مصدرها مخيم البداوي زرعت قلقاً في نفوس السكان الذين عبروا عن رفضهم المطلق للممارسات والأعمال المخلة، رافضين أيضاً كل ما من شأنه النيل من الاستقرار فيه أو ما يحصل من تصعيد يفضي الى توتير الأجواء داخل المخيم أو خارجه، وبين محيطه أو بين المخيم والسلطة اللبنانية.

وفيما تؤثر المراجع الأمنية اللبنانية متابعة ما يجري في مخيم البداوي من دون أن تتدخل مباشرة للمعالجة، تؤكد القيادات الفلسطينية المعنية ان الأمور <لن تخرج عن نطاق السيطرة في المخيم وهي ستعود الى سيرتها الأولى لأن ثمة اجراءات جدية ووقائية وردعية اتخذتها الفصائل والجهات المولجة بالتنسيق مع الدولة مماثلة نسبياً لتلك التي اتخذت في مخيم عين الحلوة، لاسيما وان المخلين بالأمن هم ــ حسب مصادر فلسطينية متابعة ــ مجموعة من المتاجرين بالمخدرات والممنوعات، وهم من يعمل من خلال ممارساتهم الأخيرة عبر اطلاق النار وافتعال اشتباكات، الى ارسال رسائل <تهديد> في محاولة لفرض أمر واقع يمهد لتكريس واقع من مناخات الرعب داخل المخيم لترهيب المعترضين من جهة، ولتكون لهم حرية تحرك أكبر من جهة أخرى.

وما عزز قناعة المعنيين بأن ثمة محاولات لجعل مخيم البداوي منطلقاً لأعمال تهريب المخدرات، ان الاشتباكات التي وقعت فيه أظهرت امكانات شبكات تجار المخدرات ومروجيها، بعد مصادرة مكبس لانتاج <الكبتاغون> من منزل أحد الموقوفين الذين سبق أن سُلموا الى الجيش اللبناني!