تفاصيل الخبر

هل يسحب لبنان ترشيح خوري ويدعم سلامة أم تتشتت الجهود ويفوز المرشح القطري؟  

01/04/2016
هل يسحب لبنان ترشيح خوري ويدعم سلامة أم تتشتت الجهود ويفوز المرشح القطري؟  

هل يسحب لبنان ترشيح خوري ويدعم سلامة أم تتشتت الجهود ويفوز المرشح القطري؟  

ghassan-salameh تفاعلت مسألة ترشيح الوزير السابق الدكتور غسان سلامة لمنصب المدير العام لمنظمة <الأونيسكو> خلفاً للمديرة العامة الحالية البلغارية <ايرينا بوكوفا> بعدما تبين ان الحكومة اللبنانية رشحت في وقت سابق السيدة فيرا خوري التي تعمل في بعثة دولة <سانتا لوتشيا> في جزر الكاراييب في باريس التي يديرها رجل الأعمال اللبناني المغترب جيلبير شاغوري الذي سبق له أن سعى لدى وزير الثقافة روني عريجي لتبني ترشيح السيدة خوري، وتلاه في دعم الترشيح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لينتهي الأمر بموافقة الرئيس تمام سلام على الطلب الذي أودع المنظمة الدولية في باريس عبر مندوب لبنان الدائم السفير خليل كرم.

وتشير المعلومات المتوافرة لـ<الأفكار> ان المدير العام الجديد لـ<الأونيسكو> الذي سينتخب بعد سنة تقريباً سيكون من المجموعة العربية داخل المنظمة الدولية، ما يجعل حظ لبنان في أن يتبوأ هذا المركز الرفيع، كبيراً جداً لاسيما وان غالبية الدول ذات التأثير في <الأونيسكو> تتجه الى دعم المرشح اللبناني ــ كائناً من كان ــ نظراً للموقع الخاص الذي يتمتع به لبنان ضمن المجموعة الدولية من جهة، وللحضور الثقافي المميز الذي بات للبنان داخل المنظمة وفي صلب نشاطاتها ومشاريعها الثقافية والتربوية منذ أكثر من ست سنوات لاسيما بعد تعيين السفير كرم كمندوب دائم للبنان في <الأونيسكو>. ويفترض أن ينافس المرشح اللبناني عدداً محدوداً من المرشحين العرب أبرزهم مرشح قطر وزير الثقافة السباق حمد الكواري.

 

تحرك لمصلحة سلامة

salameh-el-khoury 

وتقول مصادر مطلعة على حيثيات ملف الترشيح لـ<الأونيسكو> ان الوزير السابق سلامة أعربعن رغبته في الترشح لهذا المنصب الدولي الحساس من دون أن يتشاور مسبقاً مع الحكومة اللبنانية التي سبق أن رشحت السيدة خوري بدعم من السيد شاغوري، ما حرّك شخصيات رسمية وثقافية وتربوية للطلب من الحكومة دعم ترشيح سلامة الذي يتمتع بحضور لبناني واقليمي ودولي، فضلاً عن خبراته السابقة في العمل مع الأمم المتحدة منذ كلفه الأمين العام السابق للأمم المتحدة <كوفي عنان> بتمثيله في العراق بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين على أثر دخول القوات الأميركية الأراضي العراقي. وتنطلق هذه الشخصيات من كون سلامة من الوزراء السابقين الذين تميزوا خلال عملهم لاسيما خلال القمة الفرانكوفونية التي عقدت في بيروت أو القمة العربية التي استضافتها أيضاً العاصمة اللبنانية، ناهيك عن شبكة العلاقات الواسعة التي نسجها خلال سنوات عمله الأكاديمي والسياسي والثقافي، إلا ان المصادر نفسها تحدثت عن <ضغط> يُمارس على المسؤولين اللبنانيين للمحافظة على ترشيح السيدة خوري بحجة ان لبنان سبق له أن أرسل طلب الترشيح ومن غير اللائق استبداله، في وقت يقول فيه مطلعون على العلاقات بين لبنان و<الأونيسكو> ان لا شيء يمنع تغيير الترشيح طالماً ان المهلة ليست داهمة وموعد الاستحقاق الانتخابي لا يزال بعيداً، لاسيما وان سلامة لا يحتاج الى حملة <تسويق> أو <تعريف> من الحكومة اللبنانية نظراً لعلاقاته الواسعة، على الصعيدين الاقليمي والدولي على حد سواء.

وتوقعت المصادر نفسها ان يتسع إطار المراجعات مع الرئيس سلام والوزيرين عريجي وباسيل في سبيل دفعهم الى تبني ترشيح الوزير السابق سلامة، خصوصاً ان الآلية المعتمدة في حالات كهذه لا تفرض قراراً من مجلس الوزراء حيث التجاذبات السياسية على أشدها، بل درجت العادة أن يتم الاتفاق على المرشحين اللبنانيين للمناصب الدولية والاقليمية بين رئيسي الجمهورية والحكومة والوزير المختص، بعد <التشاور> مع رئيس مجلس النواب لاسيما إذا كان المرشح المعني ينتمي الى الطائفة الشيعية. وفي الحالة gilbert-chaghouryالراهنة ثمة من يطالب بعرض الموضوع على مجلس الوزراء الذي انتقلت إليه صلاحيات رئيس الجمهورية نتيجة الشغور الرئاسي، من دون أن يعني ان مثل هذه المطالبة ستجد آذاناً صاغية لدى الرئيس سلام الذي يدرك ان دخول الملف الى مجلس الوزراء قد يكون ممكناً، لكن خروجه منه <سالماً> سيكون أمراً صعباً، لا بل مستحيلاً. وأول الغيث في المراجعات كان من النائب وليد جنبلاط الذي أيد ترشيح سلامة وحذر من <الترشيحات المشبوهة> من بعض <أزقة السرايا أو النوافذ المشبوهة>.

تجدر الإشارة الى ان مدة ولاية مدير عام <الأونيسكو> هي أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، وسبق للبنان أن قدم ترشيح البروفيسور جو مايلا في الدورة السابقة، لكن الوقت كان ضاغطاً ما جعل <معركة> مايلا غير متكافئة زمنياً مع حراك المديرة الحالية <ايرينا بوكوفا>، ففازت هي بالمنصب. أما هذه الدورة، فإن الوقت كافٍ ليخوض لبنان معركة ناجحة لمرشحه (أو مرشحته) شرط أن تحسم الجهات المعنية موقفاً حيال دعم ترشيح سلامة أو الإبقاء على ترشيح السيدة خوري المتزوجة من فرنسي، وهي أساساً من بيروت قبل أن تصبح فرنسية أيضاً بالزواج.