تفاصيل الخبر

هل يؤسس لقاء روكز مع ”المتمردين“ في اللقلوق لإحياء ”الحالة العونية“ رداً على ”تفرد“ باسيل؟!

13/09/2019
هل يؤسس لقاء روكز مع ”المتمردين“ في اللقلوق  لإحياء ”الحالة العونية“ رداً على ”تفرد“ باسيل؟!

هل يؤسس لقاء روكز مع ”المتمردين“ في اللقلوق لإحياء ”الحالة العونية“ رداً على ”تفرد“ باسيل؟!

لم يكن توقيع النائب العميد شامل روكز على الطعن الذي قدمه عدد من النواب بمواد في قانون الموازنة العامة لسنة 2019 تتناول تقديمات العسكريين المتقاعدين، السبب المباشر لابتعاد النائب العميد عن التكتل الذي انتسب إليه، أي <تكتل لبنان القوي> الذي يرأسه رئيس <التيار الوطني الحر> الوزير جبران باسيل. ولم تكن المواقف المتمايزة التي اتخذها نائب كسروان ــ جبيل حيال عدد من المواضيع السياسية المطروحة، هي التي أبعدته عن رفاقه النواب الذي انضووا في أكبر تكتل نيابي في مجلس النواب يضم 29 نائباً. ذلك ان مسائل كثيرة شكا منها النائب روكز في أداء رئيس التكتل الوزير باسيل وفي مقاربته للمواضيع والاستحقاقات المطروحة، من دون أن تكون لهذه الشكاوى أي أصداء لدى رئيس <التيار> الذي لم يكن أصلاً <متحمساً> لترشيح روكز في دائرة كسروان ــ جبيل، وقيل الكثير عن حجب الأصوات الحزبية التفضيلية عنه يوم الانتخابات، ما دفع برئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى التدخل شخصياً لتأمين أصوات تساعد زوج ابنته كلودين على الفوز بأحد المقاعد المارونية الخمسة عن كسروان.

من هذه المسائل التي شكا منها ــ ولا يزال ــ النائب روكز، الطريقة التي يتعامل بها الوزير باسيل مع نواب التكتل من جهة، ومع الوزراء من جهة أخرى، إضافة الى غياب <الديموقراطية> عن مداولات التكتل والمجلس السياسي وكل ما ينتسب الى <التيار الوطني الحر> بصلة. وآخر <تجليات> غياب <الديموقراطية> كان عدم وجود أي مرشح لمنافسة باسيل على رئاسة <التيار الوطني الحر>، أو منافسة من رشحهما لمنصبي نائبي الرئيس بعد إبعاد النائب نقولا صحناوي والمهندس رومل صابر الذي فوجئ <التيارون> بعدم ترشحه لولاية ثانية في نيابة الرئاسة للشؤون الادارية والمالية في <التيار> وهو الذي حقق في هذا الموقع الكثير من الانجازات المالية والادارية والتنظيمية. أكثر من ذلك يأخذ القائد السابق لفوج المغاوير على رئيس التكتل اعلانه مواقف سببت فتوراً في علاقات الحزب مع شخصيات سياسية ووطنية ورؤساء أحزاب، إضافة الى التفرد بسلسلة قرارات يفترض أن تُناقش داخل التكتل او المجلس السياسي.

 

<لقاء اللقلوق>

إلا ان التطور الأبرز في مسار العلاقة بين <الصهرين> كان في استضافة النائب روكز في دارته في اللقلوق لرموز معارضين في <التيار الوطني الحر> فصلوا على فترات متفاوتة بقرار من الوزير باسيل، ومنهم من طُرد، ومنهم من عُلقت عضويته، فتجمعوا وأنشأوا حالة معارضة لسياسة الوزير باسيل وخياراته. وتزامن هذا الغداء بعيد الاعلان عن فوز الوزير باسيل برئاسة <التيار> مجدداً وبالتزكية، فأعطي الكثير من التفسيرات ونُسجت حوله الكثير من الروايات، علماً ان المضيف أكد ان هذا اللقاء كان مجرد مناسبة اجتماعية جمعته مع حزبيين باتوا <سابقين> يلتقي معهم في الكثير من المواقف والطروحات، وهو آسف لطردهم أو تعليق عضويتهم أو استقالتهم، فضلاً عن وفائهم وتعلقهم بشخص <الجنرال> عون ومواقفه، لاسيما وانهم ناضلوا الى جانبه قبل أن ينتخب رئيساً للجمهورية ويصل الوزير باسيل الى سدة رئاسة <التيار>. وعندما يُسأل النائب روكز عن أبعاد هذا اللقاء يؤكد ان الغداء كان <طبيعياً> والمشاركون هم من أوائل المناضلين والناشطين، وإن اختلفوا في الرأي مع قيادة <التيار>، خصوصاً ان روكز ليس حزبياً ولا تنطبق عليه القواعد الحزبية وهو بالتالي حر في اللقاء مع من يشاء، فكيف إذا كان يلتقي مع هؤلاء الشباب في الكثير من مواقفهم حيال نهج الوزير باسيل وممارساته. ويضيف انه سمع منهم تأييداً لما يقوم به على المستويين النيابي والسياسي ما يجعله معبراً عن طموحاتهم وتطلعاتهم، وسيبقى على اتصال معهم للتنسيق في القناعات التي تجمعهم.

ولعل ما يحرص النائب روكز على التأكيد عليه، انه وإن غاب عن اجتماعات <تكتل لبنان القوي>، إلا انه يبقى متموضعاً ضمن البيئة <العونية> الواسعة التي يعتبر انها تشكل <مسقط رأسه السياسي> انطلاقاً من كونها سابقة في تكوينها على ولادة <التيار>، وبالتالي فهو يتصرف على قاعدة ان شرعيته الشعبية والسياسية  منبثقة منها في الأساس، ثم من صناديق الاقتراع التي ضمت أصواتاً <صافية> في تأييدها له، خصوصاً ان الوزير باسيل لم يدفع بالحزبيين في اتجاه التصويت له، بل الى مرشح <التيار> النائب روجيه عازار <لأنه يحمل بطاقة حزبية>! كذلك يحرص النائب العميد على نفي كل ما قيل عن ان الهدف من <غداء اللقلوق> تكوين جبهة سياسية تناهض رئاسة <التيار> تأكيداً للتمايز عنها، وهو أكد للذين راجعوه في هذه المسألة انه ليس في وارد <تزعم> حركة تصحيحية ضد قيادة الوزير باسيل، أو ان يدخل في <مصالحة> بين باسيل ومعارضيه، نافياً عن نفسه صفة <أبو ملحم> التوفيقية، مؤكداً في هذا السياق انه ينطلق من قناعاته ويعبر عن آرائه بشفافية وصراحة، ودفاعه عن حقوق العسكريين المتقاعدين لا ينطلق من كونه واحداً منهم فحسب، بل من قناعة لديه بأحقية هذه المطالب. وعندما يقال للنائب روكز ان طرحه تشكيل حكومة جديدة تتألف من اختصاصيين هو نفسه طرح رئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع على طاولة اجتماع بعبدا، يسارع الى القول بانه كان أول المطالبين بحكومة اختصاصيين مصغرة من 14 وزيراً قبل تشكيل الحكومة الحالية، بحيث تتفرغ لمعالجة الأوضاع الاقتصادية التي كان روكز يرى انها ذاهبة نحو الأسوأ، لكن صوته لم يُسمع ودعواته لم تستجاب!

 

مصادر <التيار>: غير معنيين!

وحاولت الأوساط السياسية رصد ردود فعل قيادة <التيار الوطني الحر> حيال مواقف النائب روكز وابتعاده عن <التكتل> ثم استقباله <المتمردين>، لكن مصادر <التيار البرتقالي> قللت من أهمية مواقف النائب روكز ولقاءاته مع رموز المعارضة للوزير باسيل، مشيرة الى انها <غير معنية> بهذا الحراك لاسيما وان الوزير باسيل يمثل الشرعية الحزبية وهو يعمل على استمرار الحزب وتقويته بعدما أثبتت كل السياسات التي ينتهجها فعاليتها، سواء لجهة نجاحه في تأمين أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، أو حتى أكبر كتلة وزارية، وهذا ما تطمح له الأحزاب كلها. وتضيف المصادر القريبة جداً من الوزير باسيل، ان المعركة اليوم ليست حزبية ولا رغبة بالتلهي بمعارك جانبية، فالمهم اليوم بالنسبة الى قيادة <التيار>، هو النهوض بالبلد على كل المستويات بعدما أثمر النضال وصول <الجنرال> عون الى سدة الرئاسة والحصول على الأكثرية النيابية والوزارية، وبالتالي لا دخول مع النائب روكز أو غيره في أي نقاش يصرف النظر عن الاهتمامات الراهنة والمواجهة التي يخوضها الوزير باسيل لتحقيق المبادئ والتوجهات التي تأسس <التيار الوطني الحر> عليها وخاض من أجلها الكثير من المعارك السياسية والوجودية. ودعت هذه المصادر الى التوقف عند ما قاله باسيل يوم اعلان برنامج عمل الولاية الرئاسية الثانية اذ اعتبر ان الاجماع على عودته رئيساً لـ<التيار> يدل على وعي أوصل الى تزكية هي شكل من أشكال الديموقراطية، لافتاً الى ان أهم معركة هي التي نربحها من دون أن نخوضها. وحذر باسيل من محاولة أي كان من <التيار> في تغليب مصلحته على مصلحة <التيار> وبالتالي المساس بروحيته وخطف روحه، <لأن التيار الوطني الحر> أكبر من حزب، لكنه أصغر من لبنان، ومخطئ من يظن اننا لم نعد أصحاب قضية وان نضالنا انتهى أو خَفُتَ>.