تفاصيل الخبر

هل ينحني حزب الله حتى يمرر الإعصار الآتي إلى المنطقة؟!

13/10/2017
هل ينحني حزب الله حتى يمرر  الإعصار الآتي إلى المنطقة؟!

هل ينحني حزب الله حتى يمرر الإعصار الآتي إلى المنطقة؟!

 

بقلم خالد عوض

نصر الله 

إذا كان هناك عبارة واحدة تلخص حالة العالم كله اليوم فهي إجابة رئيسة الوزراء البريطانية <تيريزا ماي> عند سؤالها إذا كانت ستصوت بنعم أو لا لو أعيد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقالت: <لا جواب>. هذا الكلام يدل بكل بساطة أن السيدة التنفيذية الأولى في السلطة البريطانية والتي تدير جولات المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول كلفة خروج بريطانيا منه لا تريد أن تعطي رأيها فيما وعدت البريطانيين بالقيام به وتسلمت السلطة على أساسه، كما يعني أنها لا تعرف إذا كان هذا جيدا لبريطانيا أو لا. الغريب أن بريطانيا أصبحت تريد الإنضمام إلى إتفاقية <نافتا> التي تجمع كندا والمكسيك والولايات المتحدة من أجل فك عزلتها التجارية الناتجة عن <البركزيت> أي أنها تفضل التعامل مع دول غرب الأطلسي وليس دول شرقه.

الاستفتاءات الشعبية بلاء؟!

 

إنه التخبط الناتج عن إعطاء القرار للشعب من خلال الاستفتاءات. إذا كان من عبرة واحدة في ما يحصل، من كتالونيا إلى بريطانيا وصولاً إلى كردستان فهي أن الاستفتاء الشعبي ليس بالضرورة مصدرا للحلول بل قد يكون منطلقاً للمشاكل والأزمات، والسبب الأساسي هو أن معظم الناس يصوتون بعواطفهم ووفق مصالحهم المباشرة. ها هي اسكوتلندا تريد إعادة الاستفتاء للانفصال عن بريطانيا والنتيجة هذه المرة معروفة سلفا حيث المتوقع أن يقرر الإسكوتلنديون الاستقلال والعودة وحدهم إلى الاتحاد الأوروبي، مع إمكانية أن يجروا معهم في الطريق نفسه ايرلندا الشمالية ووايلز فتصبح بريطانيا العظمى محصورة بانكلترا.

نهاية العولمة أم بدايتها الحقيقية؟

 

هل ما نشهده اليوم هو نهاية للعولمة التي هب العالم كله إليها في بداية تسعينات القرن الماضي؟ فبعد أن ظننا أن الاتحادات الجغرافية والاقتصادية هي شكل من أشكال العولمة نرى أن العالم يتجه إلى التفكك. أين العولمة في أن تنقسم إسبانيا أو تخرج بريطانيا من أوروبا؟ ما يحصل هو تقسيم جغرافي على أساس المصالح أولا، وعلى اسس عرقية وثقافية وسلطوية بعد ذلك. هذا لا يغير في العولمة التي تؤمنها التكنولوجيا ويتواصل من خلالها كل العالم. في الحقيقة كل ما يحصل ربما له علاقة بشكل أو بآخر بالعالم الرقمي الذي نعيش فيه. فالناس لم تعد بحاجة إلى أوطان كبيرة لأن المسافة الزمنية البعيدة يقربها التواصل التكنولوجي، والتجارة على الانترنت تخترق الحدود مهما علت الرسوم الجمركية. اقتصاد الانترنت يجمع كل الناس ولذلك تخف الحاجة إلى شركاء في الوطن من غير عرق أو ثقافة، خاصة إذا كان توزيع الثروات غير عادل معهم في الوطن نفسه. ما نراه اليوم هو نتيجة للعولمة التكنولوجية التي تشجع على التقوقع جغرافيا والتواصل والانفتاح الكامل من خلال شاشة الهاتف الذكي أو الكمبيوتر.

بؤر جاهزة للتفجير

عون 

هناك ثلاث بؤر تفجير في العالم اليوم ولا أحد يعرف كيف ومتى يمكن أن تنفجر. الأولى في أقصى شرق آسيا حيث تضرب كوريا الشمالية بعرض الحائط كل العقوبات الأممية والتهديدات الأميركية. الثانية أصبحت في كتالونيا حيث هناك بوادر نزاع أهلي يمكن أن يطيح بكل انجازات أوروبا خلال السبعين عاما المنصرمة. والبؤرة الثالثة، والدائمة، هي في الشرق الأوسط حيث هناك كباش روسي - أميركي واضح في سوريا رغم ما يظهر من اتفاقات بينهما، كما هناك ملامح تفكك في كردستان لن يتوقف عند الحدود العراقية، وهو ينذر باصطفاف إقليمي جديد ابطاله تركيا وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. وفي ظل كل هذا التوتر من آسيا إلى أوروبا إلى الشرق الأوسط، يصبح الإرهاب، المتمثل بـ«داعش>، لاعبا ثقيلا غير مرغوب فيه، ولكن بقاءه ضروري كبيضة قبان في مناطق جغرافية محدودة جدا. هذا ما يفسر الإتفاق التركي - الإيراني - الروسي لتطهير منطقة ادلب شمال سوريا مما تبقى من <القاعدة>، وهذا ما يفسر تراجع زخم الهجوم على دير الزور آخر معقل لـ<الدولة الإرهابية في العراق والشام>.

 

حزب الله في عين العاصفة

المصالح الكبيرة تنظر اليوم إلى هذه البؤر بعين <اغتنام الفرص>. لا حاجة بعد الآن لـ<داعش> لبيع السلاح إلى الشرق الأوسط أو تحديد مسارات خطوط النفط والغاز. هناك التقسيمات المستجدة التي يمكن أن تؤدي الغرض نفسه وتجيش الدول حولها، كما هناك أهداف جديدة يمكن وضعها واستغلالها. من هذه الأهداف حزب الله. دور الحزب في سوريا قارب على الانتهاء... لم يعد هناك حاجة استراتيجية له هناك، فقط عسكرية في بعض المناطق، ولذلك هو اليوم لوحة تصويب مثالية في لعبة الأمم. الهجمة عليه ستزيد والتهديدات ستطاله وتطال لبنان كله. ليس ذلك بالضرورة مقدمة لحرب إسرائيلية على لبنان، فهذه لا تحمد عقباها من جانب الجميع، ولكن سيل العقوبات وأساليب المحاصرة المالية لن تهدأ.

في ظل كل ما يحصل، من المهم أن ينحني حزب الله أمام الهجمة العالمية عليه حتى لا ينكسر ويكسر معه البلد.