تفاصيل الخبر

هل يلغي ذهاب بشار الأسد فكرة ”المؤتمر التأسيسي“ فيعود الجميع إلى ”الطائف“؟ 

11/12/2015
هل يلغي ذهاب بشار الأسد فكرة  ”المؤتمر التأسيسي“ فيعود الجميع إلى ”الطائف“؟ 

هل يلغي ذهاب بشار الأسد فكرة ”المؤتمر التأسيسي“ فيعود الجميع إلى ”الطائف“؟ 

 

بقلم خالد عوض

 

Pasted-Graphic-2 ليست الخيارات الرئاسية المطروحة متعلقة بأسماء أو بشخصية هذا أو ذاك من الزعماء الموارنة <الأقوياء> بل بخيارات لبنان الإقليمية في الست سنوات الآتية. هناك الخيار السياسي الداخلي والخيار الاستراتيجي الإقليمي وأخيراً الخيار الاقتصادي. هل البلد متجه إلى مؤتمر تأسيسي يكون عرابه الداخلي <ميشال عون>؟

 في حال كهذه يتم التغيير أولاً عبر إنتخابات نيابية تبدل الشكل السياسي في البلد وتفتح الباب أمام منطق المثالثة. هذه الفكرة أصبحت مقبولة من قبل جزء غير بسيط من المسيحيين إذا كانت مصحوبة بصلاحيات أوسع لرئيس الجمهورية ودور مسيحي مستقل في الحياة السياسية لا يكون مربوطاً بالضرورة بهذا المذهب الاسلامي أو ذاك.  إقليمياً وحدها إيران تدعم هكذا خيار ولذلك يبدو وصول ميشال عون إلى الرئاسة مستبعداً في ظل عدم حسم التوازنات الإقليمية في المنطقة. وأي تسوية في سوريا تطيح ببشار الاسد تلغي هذا الخيار نهائياً.

الخيار الآخر هو <إعلان بعبدا> أو ما يسمى <الطائف +>، أي تحييد لبنان عن كل ما يجري حوله.  <سمير جعجع> يمثل رئاسياً هذا الإتجاه، المحبذ لدى معظم القوى الإقليمية المواجهة لإيران. هذا الخيار يعني إقليمياً أن لبنان ليس معنياً ببقاء النظام السوري الحالي أو ذهابه وأن اولوياته هي داخلية صرف. ويعني استطراداً إنسحاب حزب الله من سوريا عسكرياً وسياسياً. هذا الخيار غير مطروح اليوم وحتى القوى الإقليمية المؤيدة له تعرف أنه ليس واقعياً خاصة بعدما أصبحت رياض-سلامةطائرات <السوخوي> الروسية تحلق قرب سماء لبنان.

الخيارات الباقية هي خليط من <الطائف> مع بعض هذا أو ذاك. الرئيس أمين الجميل يحمل خيار <إعلان بعبدا> الأقرب إلى <الطائف>، والنائب سليمان فرنجية خيار المؤتمر التأسيسي المخفف أي الذي لا  يتناقض مع <الطائف>. فرنجية يصبح مقبولاً من <المستقبل> إذا اقترب من <الطائف> بالكامل وربما يمكن لأمين الجميل أن يصبح مقبولاً لدى حزب الله إذا إبتعد كلياً عن <إعلان بعبدا>....

إذاً تعويم <الطائف> هو المطروح اليوم وليس اسم سليمان فرنجية. وإذا سقط هذا الخيار نعود إلى انتظار التطورات الإقليمية لنرى كيف ستنعكس موازين القوى في سوريا وحتى اليمن على خيار لبنان السياسي. إلا إذا كان المقصود من ترشيح سليمان فرنجية وتظهيره على أساس أنه سيحمي <الطائف> إقناع باقي المسيحيين الأقوياء بالمرشح التوافقي الحقيقي أي جان عبيد أو التهويل بالفوضى للوصول إلى حالة أمنية تعزز حظوظ قائد الجيش العماد جان قهوجي. ويمكن التعبير عن ذلك بالرســــــــــــــم البياني المرفق اعلاه­ والذي يلخـــــــــــــــــــــــص الخيارات السياسية المطروحة والاسماء الرئاسية المرافقة لها.

 المؤسف أن أياً من الخيارات الرئاسية أو الطروحات التي تعبر عنها لا يحمل أي رؤية اقتصادية للبلد مع أن الخيار الاستراتيجي الحقيقي يجب أن يبدأ من هنا ويستتبعه المسار السياسي والرئاسي. إذا عرفنا أي اقتصاد نريد للبنان في المستقبل نعرف ماذا يجب أن تكون العباءة السياسية الأكثر ملاءمة له. هل هو اقتصاد مرتبط عضوياً بالخليج كما كان في السابق؟ هل هو جزء ولو صغير من محور صيني روسي تعبر عنه اقتصادياً إيران؟ أم هو اقتصاد منفتح على الجميع من تركيا إلى إيران مروراً بالخليج؟ هذه الاسئلة وغيرها هي برسم أي مرشح رئاسي لأن الأجوبة عليها تسهل تحديد البوصلة السياسية. أما اللعب بالاسماء والطروحات الدستورية فيبقى ملهاة سياسية ولعباً على وتر المسيحيين في لبنان لا أكثر ولا أقل. السؤال الذي يجب أن يختصر الخيارات المطروحة هو ماذا سيكون ناتج لبنان المحلي في عام ٢٠٣٠ وكيف سنصل إليه؟ أي طرح سياسي أو مرشح غير قادر أن يجيب عن ذلك لن يحل مشكلة لبنان الكيانية التي يعاني منها كل اللبنانيين... وأولهم المسيحيون.