تفاصيل الخبر

هل يُخشى من الدكتاتورية في لبنان؟

29/08/2019
هل يُخشى من الدكتاتورية في لبنان؟

هل يُخشى من الدكتاتورية في لبنان؟

بقلم  المحامي عبد الحميد الأحدب

 

الأوضاع التي يتخبّط بها لبنان مالياً وسياسياً وادارياً، هل يمكن ان تؤدي الى دكتاتورية؟ وإن كان يجري اخفاؤها في كثير من الأحيان إذ تسعى القوى المتسلطة الى إظهار عكسها!!!

الرئيس القوي، الذي كان ضد النظام السوري، انتهى بتحالف مع حزب الله أوصله الى الرئاسة التي لا تخجل من غَزَل النظام السوري بحكم إمساك حزب الله للسلطة الحقيقية، ورئيس وزراء كاد يلاقي مصير الخاشقجي، لولا لَطَف الله وتدخل الرئيسين الفرنسي والأميركي، ويعود بعدها الى حيث كاد يلاقي مصير الخاشقجي مؤكداً الولاء، ورئيس مجلس أصبح لابساً ثوب المصالحات حين يحين موعدها ويأتي اوانها!

والباقي كله... <طبخة بحص>.

كل شهر او شهرين يحصل التصادم وتكفهرّ الأجواء ويسود الإنطباع ان الساعة دقت للانفجار، ثم فجأة يظهر المصلح ويتفق ويتوافق كل الذين كانوا يهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور، فجأة كما في المسرحيات الهزلية تُطفأ الأضواء ويعود الوئام والوفاق بعد ان كادت البلاد تذهب الى الحروب الأهلية!

في دراسة نشرتها صحيفة Le Point عن الدكتاتوريات سمّت القرن العشرين قرن الدكتاتوريات.

ومرت البلاد العربية في العرض فإذ كل بلد من البلدان العربية يحكمه دكتاتور، إما أنه جاء بانقلاب عسكري او بانتفاضة شعبية، او... او... المهم ان كل البلاد العربية من المحيط الى الخليج كلها تحكمها دكتاتوريات، وحين اندلع الربيع العربي جاء بدكتاتوريات أسوأ من التي سبقتها، ما عدا تونس.

ولبنان لم يذق طعم الدكتاتورية الكريهة خلال الوصاية السورية! كل هذه الجولات المتتالية التي يندلع لهيبها او يكاد ثم تعود فتطفأ نيرانها وهي ما زالت في بداية الاشتعال، هل هي مهددة بالدكتاتورية؟ طالما ان المحرك واحد؟!

هل تسلم الجرّة كل مرة؟

وكل الدكتاتوريات العربية وصلت الى السلطة في أجواء مشابهة لما يسود لبنان هذه الأيام! من حسني الزعيم في سوريا الى محمد نجيب في مصر الى عبد الكريم قاسم في العراق الى زين العابدين في تونس الى القذافي في ليبيا الى بومدين في الجزائر الى عمر البشير في السودان الى... الى...

وفي الغرب كان لينين هو اول من قصّ شريط الدكتاتورية وفلسفها ايضاً وشرّعها بأنها دكتاتورية البروليتاريا. وتوالى على الدكتاتورية في القرن العشرين من فرانكو الى هتلر الى ستالين الى موسوليني الى بينوشيه الى كاسترو! والملاحظ ان الدكتاتوريات تنتهي اجمالاً بإعدام الدكتاتور، إلاّ ما نَدَر مثل محمد نجيب وفرانكو! ويأتي بعد الدكتاتور دكتاتور آخر ويكون مصيره الانتحار او المشنقة!

لقد علّمنا التاريخ ان الدكتاتوريات تأتي في أزمات حكم او في حالة افلاس الدولة، وهكذا تذهب!

والدكتاتورية هي انفراد الحاكم بالسلطات، فيما المعارضة تتعــــــــــــــــــرض للمذابح... والدكتاتوريات منها ما هو اقتصادي مالي يأكل الأخضر واليابس ومنها من نوع سمك القرش الذي لا ينزل السكين من يده في قتل المعارضين!

تولد الدكتاتورية من ازمة عنيفة اقتصادية او دولية او من حرب أهلية! والفوضى هي المناخ الذي يساعد على ولادة الدكتاتوريات، واحياناً يصل الدكتاتور بالطرق الديمقراطية ثم يتحول شيئاً فشيئاً الى الدكتاتورية!

إذا بقي الحال على هذا المنوال في لبنان... <فالله يستر>.