تفاصيل الخبر

هــــــل يهـيــــــــئ الــــــرئـيـس مـيـشـــــــال عــــــــون صــهـــــــره لــرئــاســـــــة الـجـمـهـوريــــــــــة؟

07/02/2019
هــــــل يهـيــــــــئ الــــــرئـيـس مـيـشـــــــال عــــــــون  صــهـــــــره لــرئــاســـــــة الـجـمـهـوريــــــــــة؟

هــــــل يهـيــــــــئ الــــــرئـيـس مـيـشـــــــال عــــــــون صــهـــــــره لــرئــاســـــــة الـجـمـهـوريــــــــــة؟

 

بقلم وليد عوض

حتى لا نضيع في هذا العالم نسأل أنفسنا: الى أين نحن ذاهبون؟ والى أين نحن نتوجه؟.

فكل ما حولنا ينبئ بالكوارث ويوحي بالمصائب ويضطرنا بالاستمرار الى طلب الأفضل حتى نشعر بأننا تحت الضغط المحلي والعالمي وان البحث عن مخرج هو السبيل للنجاة.

لقد رسموا الطريق على أساس أن الوزير جبران باسيل هو مرشح العهد لرئاسة الجمهورية عام 2022، وكل وسائل الاتصال التي تمد الدولة بالوقائع والأخبار تصب في هذا الاتجاه وأين ما ذهبت يسألونك هل رسا الأمر على الوزير باسيل الذي عاد وزيراً للخارجية في الحكومة الجديدة؟

لقد فرش جبران باسيل أساس الرئاسة منذ الآن تماماً كما فعل نقيب المحامين السابق ابن جزين فريد قوزما وهو يزور القصر الجمهوري في محلة القنطاري ومعه سكرتير يحمل قلماً وقال له اكتب: تغيير البرادي من الأساس بعدما استنفدت غرضها مع الزمن. تغيير طاولات الاجتماعات بعدما مرّ عليها أكثر من عشر سنوات. تغيير طاقم الاستقبال حيث يأتي مكانه طاقم جديد ملتحف بثيابٍ لائقة حسب طلب المناسبة. وقد ظهرت طواقم <بونجور> كما هي الحال في قصر <الإليزيه> الباريسي. وكذلك كما هي الحال في قصر <وندسور> البريطاني يجب أن تمتد حديقة متنوعة الأزهار.

وليت فريد قوزما لم يطلب ذلك الأمر لأنه لم يمنع وزير المالية محمد العبود أن يسقط صريعاً برصاص مسدس محمد اليوسف ويحدث فجوةً في الأمن الداخلي. ولم يكن الرئيس كميل شمعون راضياً عن وضع القصر الجمهوري في محلة القنطاري ولذلك طلب ايجاد قصر جديد رئاسي فوقع الاختيار على قصر جونية في واجهة مدينة جونية. والى هذا القصر انتقل الرئيس الجديد للجمهورية الأمير فؤاد شهاب وله في هذا المجال قصة من الأهمية بمكان.

فؤاد شهاب ونسيبه هنري

فقد تردد عليه قريبه هنري شهاب وبسط أمامه الرغبة في أن يكون هو رئيس الجمهورية الجديد.

لكن فؤاد شهاب قال لهنري شهاب:

ــ أنا يا هنري جئت لأجمع شمل البلاد لا لأقيم تفرقة، وفي رأيي ان وزير التربية شارل حلو هو المؤهل ليكون خليفتي في رئاسة جمهورية لبنان.

بطبيعة الحال لم يكن هذا الكلام مقنعاً لهنري شهاب لأن مجيء شخص من عائلة واحدة ليتسلم رئاسة الجمهورية لم يكن اتجاهاً معاكساً ولا حالة عائلية تؤدي الى تناكف وطني.

وقد أخذ الرئيس شارل حلو على التجربة في الحكم أصول الديموقراطية الهادئة، ومن ذلك حين هاجت موجة اضرابات في مرفأ بيروت واشتعلت الحملات في الصحف والمساجد والكنائس فاستدعى الرئيس شارل حلو مجلس الوزراء الى قصر الرئاسة في سن الفيل ونظر الى وزير الداخلية الدكتور محمد كنيعو وقال له:

ــ أعرف يا دكتور انك في اللباقة سيدٌ وأميرٌ ولذلك أطلب منك أن تذهب الى مرفأ بيروت وأن تتعامل مع المضربين باللهجة الناعمة حتى لو كانوا في هياج شديد.

واستغرب أكثر الوزراء هذا الطلب لأنه يتناقد وهيبة الدولة، لكن خطة شارل حلو سجلت نجاحها وظهرت في صحف اليوم التالي منشتات تقول: انفرجت في المرفأ لتنفرج في مجلس الوزراء.

والشاهد من كل ذلك ان الرئيس فؤاد شهاب عام 1960 كان وراء مجيء رئيس حزب <النجادة> عدنان الحكيم نائباً عن منطقة عين المريسة، وكان ينافسه على هذا المنصب الدكتور حسن صعب. وبذلك تحقق للطائفة أن يكون نائبها عدنان الحكيم الذي دخل السجن غير مرة دفاعاً عن المظلومين ولاسيما عمال التنظيفات الذين صبوا كأبناء عائلة واحدة في صندوق الاقتراع لمصلحة عدنان الحكيم، وهذا ما جعل عدنان الحكيم، وهو يجتمع مع الرئيس فؤاد شهاب يقول له أشهد أن لا إله إلا الله وأنك حبيب الله، فرد عدنان الحكيم أرأيت قد رجعت الى أصلك.

ويقصد بذلك أن فؤاد شهاب جاء من عائلة اسلامية.

لقد أسس فؤاد شهاب مجلس الخدمة المدنية وهيئة التفتيش المركزي وصندوق الضمان الاجتماعي، وكان فؤاد شهاب يتغنى بتأسيس هذه المراجع الوطنية الأساسية حتى يأخذ كل مواطن حقه في الوظيفة.

ومن هذا الدرس يحاول الرئيس ميشال عون أن ينشئ المؤسسات.

فهل يملك ميشال عون القوة المطلوبة لخلق هذا التوازن بعدما تألفت الحكومة الجديدة من ثلاثين وزيراً برئاسة سعد الحريري ويتعين عليها تقديم بيانها الوزاري خلال ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها وفق الدستور اللبناني؟

ومن شأن تشكيل الحكومة أن يفتح الطريق أمام لبنان للحصول على منح وقروض تعهد بها المجتمع الدولي وأبرزها مؤتمر <سيدر> الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس في نيسان (ابريل) الماضي.

 

الوزيرات الأربع

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، ضمت الحكومة أربع سيدات وزيرات هن:

وزيرة الداخلية ريا الحفار الحسن التي أصبحت أول امرأة عربية تتولى هذا المنصب، وكانت عام 2009 قد عينت وزيرة للمال في حكومة الرئيس سعد الحريري في عهد الرئيس ميشال سليمان قبل أن تتفرغ لرئاسة المنطقة الاقتصادية في طرابلس.

ومي شدياق وزيرة دولة لشؤون التنمية الادارية، وهي رئيسة مؤسسة مي شدياق والمعهد الإعلامي التابع لها.

وفيوليت خير الله الصفدي وزيرة دولة لشؤون المرأة، وهي زوجة الوزير والنائب السابق محمد الصفدي وكانت عملت مستشارة إعلامية في وزارتي الاقتصاد والمالية من العام 2010 حتى العام 2014.

وندى بستاني وزيرة للطاقة والمياه، وكانت مستشارة وزير الطاقة والمياه منذ العام 2010، وقد جاءت الى هذه الحقيبة بإصرار وإلحاح من الرئيس ميشال عون.

وهذا يعني أن كلاً من الوزيرات الأربع أساس لمستقبل واعد في لبنان. وبذلك تشتد المنافسة بين الجنس الناعم والجنس الخشن في حكومة الحريري.

وللغد الآتي أن يحكم على حركة الرئيس ميشال عون الذي يدرك بأن اختيار مندوب من العائلة لمنصب رئيس الجمهورية هو خطأ في الاتجاه الوطني، وهذا ما تنبه له الرئيس فؤاد شهاب وهو يختار الوزير شارل حلو لرئاسة الجمهورية عام 1964.

إنها جولة في الماضي. ومن تفكر في ماضيه تهيأت له أسباب النجاح.