تفاصيل الخبر

هل يعود «اتفاق القاهرة» بين «فتح» و«حماس» إلى الضوء، فتتوحـد السلطتـان الفلسطينيتـان في الضفــة الغربيــة وغـــزة؟  

15/04/2016
هل يعود «اتفاق القاهرة» بين «فتح» و«حماس» إلى الضوء، فتتوحـد السلطتـان الفلسطينيتـان في الضفــة الغربيــة وغـــزة؟  

هل يعود «اتفاق القاهرة» بين «فتح» و«حماس» إلى الضوء، فتتوحـد السلطتـان الفلسطينيتـان في الضفــة الغربيــة وغـــزة؟  

بقلم صبحي منذر ياغي

version4_حركة-حماس

شكّلت حركة <فتح> العمود الفقري للثورة الفلسطينية والحضن الدافىء للجميع، وبقيت الساحة الفلسطينية متلاحمة الى حد ما حتى عام 1983 حيث أن نتيجة لتردّدات الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وتدخلات النظام السوري وسعيه الدائم للامساك بالورقة الفلسطينية، شهدت <فتح> انقساماً حاداً ما بين جناح (ابو موسى) وجناح (عرفات)، الى ان كان عام 2007 لتشهد الساحة الفلسطينية انقساماً وصراعاً بين سلطتين: سلطة <فتح> في الضفة الغربية وسلطة <حماس> في قطاع غزة.

وفي قراءة تاريخية سريعة عن مراحل تأسيس <فتح> و<حماس> يذكر الكاتب ابراهيم الدجني في هذا السياق ان تأسيسحركة التحرير الوطني الفلسطيني <فتح> في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 1965، جاء على يد مجموعة من الشباب الفلسطيني، أبرزهم ياسر عرفات وفاروق القدومي وخليل الوزير وغيرهم من القادة، وما يميز حركة <فتح> أن المؤسسين كانوا من تيارات وأيديولوجيات مختلفة، وربما جاء لقب <أم الجماهير> ليعكس حالة عدم التجانس الفكري داخل المدرسة الـ<فتحاوية>. تلك المدارس المختلفة توحدت خلف هدف واحد ووحيد وهو تحرير فلسطين من بحرها لنهرها.

 بروز حركة <حماس>..

أما حركة المقاومة الإسلامية <حماس> فقد تأسست في الرابع عشر من كانون الاول/ ديسمبر عام 1987، وقد أعلن عن تأسيسها الشيخ أحمد ياسين حيث اجتمع سبعة من كوادر وكبار قادة العمل الدعوي الإسلامي، معظمهم من الدعاة العاملين في الساحة الفلسطينية وهم: أحمد ياسين، ومحمود الزهار، وإبراهيم اليازوري، ومحمد شمعة (ممثلو مدينة غزة)، وعبد الفتاح دخان (ممثل المنطقة الوسطى)، وعبد العزيز الرنتيسي (ممثل خان يونس)، وعيسى النشار (ممثل مدينة رفح)، وصلاح شحادة (ممثل منطقة الشمال)، ومحمد الضيف. وكان هذا الاجتماع إيذانًا بانطلاق حركة <حماس> بعد اندلاع الانتفاضة الكبرى بأيام. حركة <حماس> كما يعرّفها ميثاقها العام هي أحد أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين، وبذلك فإن معظم نخبها وقياداتها هم بالأساس قيادات تتبع الجماعة الأم الموجودة بفلسطين منذ ثلاثينات القرن الماضي. وقد شهدت العلاقة بين حركة <فتح> وجماعة الإخوان المسلمين حالة من التعايش النسبي، وكان هناك رضا بين الطرفين وتقسيم للأدوار، فمساحة النضال الوطني والعسكري كانت من نصيب حركة <فتح>، بينما عملت جماعة الإخوان على البعد الديني وتربية الأجيال ونشر الأفكار الإسلامية. وفي منتصف الثمانينات بدأت الحركة الإسلامية المزاوجة بين العمل الدعوي والنضالي، وساعد في ذلك كثيراً اندلاع الانتفاضة الكبرى عام 1987.

نجحت <حماس> في استقطاب عشرات الشبان، وشكّلت المساجد منطلقاً لنمو التيار الإسلامي في فلسطين، وشعرت حركة <فتح> بالخطر ونقلت قرارها من الخارج إلى الداخل وشكّلت القيادة الوطنية الموحدة التي جمعت قوى منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تشارك بها حركتا <حماس> و<الجهاد الإسلامي>، فأخذت العلاقة بين الطرفين منحى آخر، إلا أن وجود الاحتلال كان في معظم الأحيان عنصر وحدة والتقاء بين الحركتين، إلى أن وقّعت <منظمة التحرير الفلسطينية> اتفاق <أوسلو> والذي بموجبه انتقلت حركة <فتح> من النضال إلى العملية السلمية. وعلى الرغم من محاولات السلطة الفلسطينية احتواء <حماس>، وقد نجحت في بعض الحالات، إلا أن <انتفاضة الأقصى> أعادت البوصلة على ما كانت عليه، وعادت حركة <فتح> منافسة <حماس> في الخط النضالي، ونجح ياسر عرفات في المزاوجة بين الحكم والنضال، ولكن بعد رحيله، فاز محمود عباس بالانتخابات الرئاسية ورفع شعار <لا لعسكرة الانتفاضة>، أما شهر كانون الثاني/ يناير 2006 فشهد فوز حركة <حماس> بالانتخابات التشريعية، ووجدت حركة <فتح> نفسها في تراجع، فـ<حماس> احتلّت المساحة الدينية والنضالية، وهي في طريقها للسيطرة على الحكم وللمزاوجة بين كل ما سبق بشكل أبهر المجتمع الفلسطيني والإقليمي والدولي.

 

الصراع بين <فتح> و<حماس>

 

الرئيس-الفلسطيني-«محمود-عباس»-ورئيس-المكتب-السياسي-لحركة-حماالصراع بين <فتح> و<حماس> مرده الى الجدل الذي حصل في سياق الانتخابات التشريعية التي جرت في بداية عام 2006، وفوز <حماس> في هذه الانتخابات، ونشوء أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل داخلية وخارجية للانتقال السلمي للسلطة، فصار المشهد السياسي الفلسطيني داخل فلسطين يتجلى في مناطق تخضع لسلطة <حماس> وقوانينها في قطاع غزة، واخرى بقيت خاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله.

اما كيف تكوّن هذا المشهد وما هي الاسباب التي أدت الى قيامه، فتلك مرحلة تصفها مصادر <حمساوية> بالمرحلة المرة والصعبة، اذ ان حركة <حماس> في الضفة الغربية المحتلة تعرضت بشكل دائم لحرب استئصال مُمنهجة كانت تقودها أميركا وإسرائيل والسلطة الفلسطينية التابعة لحركة <فتح> بحيث اشتركت هذه الأطراف مجتمعة في مهمة التنسيق الأمني اليومي من أجل اجتثاث الحركة وصوتها وأدوات عملها في الضفة..

وفي رأي هذا المصادر ان الخلافات نشأت عام 1994 مع قيام السلطة الفلسطينية وتسلمها غزة وأريحا وباقي المدن الفلسطينية، اذ ان السلطة الفلسطينية الخاضعة لدفاتر شروط اميركية واسرائيلية لم يرق لها أن يظل سيف المقاومة مشرّعاً بوجه الاحتلال الاسرائيلي، فكانت تقوم وبعد كل عملية عسكرية ضد الصهاينة بحملة اعتقالات تطاول قياديين وعناصر في حركة <حماس>، ولكن <انتفاضة الأقصى> يوم 28 أيلول/ سبتمبر 2000 شكّلت مرحلة جديدة، إذ توحد الفلسطينيون ضد الاحتلال وشرعوا في حوارات داخلية قادتها مصر وانتهت بـ<اتفاق القاهرة> بين الفصائل في آذار/ مارس 2005.

 

فوز <حماس> في الانتخابات

 

في مطلع عام 2006 تم تنظيم ثاني انتخابات تشريعية فلسطينية، وهي أول انتخابات تشارك فيها <حماس> التي حققت مفاجأة بحصد أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، ليسارع القيادي في حركة <فتح> محمد دحلان إلى التصريح بأنه من العار على <فتح> المشاركة في حكومة تقودها <حماس>، في حين دعا الرئيس محمود عباس الحكومة المقبلة إلى الالتزام باتفاقات <منظمة التحرير الفلسطينية> ونهج السلام.

وبعد رفض الفصائل المشاركة في حكومة <حماس>، شّكلت الحركة حكومتها برئاسة إسماعيل هنية الذي سلّم يوم 19 آذار/ مارس 2006 قائمة بأعضاء حكومته إلى الرئيس محمود عباس، لكن الحكومة قوبلت بحصار إسرائيلي مشدّد عرقل عملها، وبمحاولات داخلية للإطاحة بها من خلال سحب كثير من صلاحياتها وإحداث القلاقل الداخلية طوال عام 2006. ونظراً لرفض الأجهزة الأمنية التعاطي مع الحكومة الجديدة، شكّل وزير الداخلية آنذاك الشهيد سعيد صيام قوة مساندة تُعرف بـ<القوة التنفيذية>، لكن حركة <فتح> شنت عليها حملة واسعة وصلت  الى حد الاصطدام مع الأجهزة الأمنية الأخرى، وذلك بالتزامن مع حملة اغتيالات في غزة. وفي هذا الظرف، تحرّكت العديد من الجهات لوقف الاشتباكات بين مسلحي <حماس> و<فتح> والأجهزة التابعة لهما، ونجحت هذه التحركات في وقف الاشتباكات وإنشاء لجنة تنسيق وضبط العلاقات بين الطرفين، لكن الأمور عادت مجددا للتوتر والاصطدام.

 

الوساطة القطرية

القائد-الراحل-ياسر-عرفات

في أيار/ مايو 2006 أطلقت قيادات الأسرى الفلسطينيين وثيقة للمصالحة سُمّيت لاحقاً بـ<وثيقة الأسرى> التي لاقت ترحيباً من جميع الأطراف، وعلى أثرها عُقد مؤتمر الحوار الوطني يوم 25 أيار/ مايو 2006، ومع ذلك ظل الانقسام قائماً ولم تتوقف الاشتباكات المسلحة، وفشلت وساطات عديدة بينها الوساطة القطرية في تشرين الأول/ اكتوبر 2006 في تهدئة الأوضاع.

وحسب إحصائية أعدّتها <الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن>، فقد قُتل نتيجة الانفلات الأمني خلال الفترة المتراوحة بين كانون الثاني/ يناير وتشرين الثاني/ نوفمبر 2006 نحو 322 فلسطينياً منهم 236 في قطاع غزة و86 في الضفة الغربية.

 

<اتفاق مكة>

 

استمرّت أجواء التوتر مع دخول عام 2007 حيث بادر الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز لدعوة حركتي <فتح> و<حماس> إلى التحاور في رحاب الأراضي المقدسة، وقد وقّعت الحركتان على ما بات يُعرف بـ<اتفاق مكة> في شباط/ فبراير 2007، وشكّلت الفصائل حكومة وحدة وطنية.

بعد <اتفاق مكة> بأسابيع قليلة، تجدّدت الاشتباكات بين مسلحي <فتح> و<حماس>، وهو ما انتهى بسيطرة <حماس> على قطاع غزة فيما عُرف باسم <الحسم العسكري>، ليتحوّل الانقسام الجغرافي إلى انقسام كامل للسيطرة السياسية يوم 14 حزيران/ يونيو 2007.

فمنذ خروج حركة <حماس> من رحم الانتفاضة الأولى عام 1987 لم تتوقف الحرب والاتهامات المتبادلة بينها وبين <فتح>، والتي ظلت تدور حول مسألة التمثيل والشرعية الفلسطينية ومن يقود الشارع في فلسطين، هكذا اعتبر الكاتب ابراهيم درويش خلال عرضه لتاريخ الصراع بين التنظيمين، مؤكداً ان المنافسة تراوحت بين الطرفين من اعتقالات وتعذيب وتهميش إلى ان وصلت للمواجهة في حزيران/ يونيو 2007 وقامت <حماس> بفرض سيطرتها على القطاع بشكل كامل. ولم يأتِ التحرّك بدون مبررات لدى الحركة التي فازت في انتخابات المجلس التشريعي في كانون الثاني/ يناير 2006 وبأغلبية ساحقة (74 مقعداً مقابل 35 مقعداً لـ<فتح>) وفي ظل رفض الولايات المتحدة الأميركية خاصة وزيرة الخارجية <كوندوليزا رايس> التي طالبت الرئيس محمود عباس بحل الحكومة التي تقودها <حماس>، وقد جاء تحرك الأخيرة ليعطي الرئيس الفلسطيني الذي تعرض لضغوط شديدة من أميركا وإسرائيل الفرصة كي يفوض سلام فياض تشكيل حكومة تسيير أعمال. وعليه تحوّلت المناوشات والإتهامات بين الفصيلين الكبيرين في الحركة الوطنية إلى كيانين منفصلين وساعد على تكريس هذا الواقع الفصل العنصري، والحصار الجائر الذي فرضته إسرائيل على غزة، والمقاطعة الأميركية لها، والمعاناة اليومية التي تسبب بها الإغلاق اليومي لمعبر <رفح> بين مصر وغزة. ومن هنا لجأ أهل غزة لحفر الأنفاق التي ازدهرت كوسيلة للنجاة من واقع مفروض، ووجدت السلطة الوطنية في سيطرة <حماس> على غزة فرصة لمواجهتها في الضفة، ومن هنا قامت بحملة تجفيف المنابع للحركة ومؤسساتها وبسجن أفرادها.

الشيخ-الشهيد-احمد-ياسين

بين التفاوض والمقاومة

جوهر الخلاف بين <حماس> و<فتح> في رأي درويش ينبع من وجود برنامجين للحركة الوطنية الفلسطينية: واحد يؤمن بالتفاوض كوسيلة لتحقيق المطالب المشروعة للفلسطينيين، وآخر يؤكد خيار المقاومة كطريق لتحرير فلسطين وإن بصورة مرحلية أي ضمن حدود عام 1967. ورغم رفضها للتسوية إلا أن <حماس> أظهرت <براغماتية> في ممارستها السياسية، فمن ناحية دخلت في مشروع السلطة وقادت حكومته، حيث قالت إنها دخلت الانتخابات بناء على برنامجها وليس بناء على التسوية، وإنها لم تحكم عملياً خاصة بعد خطف الجندي الإسرائيلي <جلعاد شاليط>. فبعد اعتقال قادتها ونواب المجلس التشريعي في الضفة وحصار غزة لم يكن ممكناً ممارسة حكومة <حماس> أي سلطة فعلية. لا بد إذاً من النظر إلى أن العلاقة المتوترة والصدامية بين الحركتين كانت نتاجاً لتصادم استراتيجيات وتعارضها، والرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي كان يعيش عـــزلة في تونس بعد <حرب الخليج الأولى> بسبب قراره دعم صدام حسين الذي احتل الكويت، وجد في الانتفاضة الفلسطينية الأولى رافعة له كي يحسن وضعه الدولي ويظهر <براغماتيته>، وهذا ما قاده للقبول لاحقاً بتبني القنوات السرية في <اوسلو>.

وتابع درويش مؤكداً ان <حماس> استغلت من جهتها الانتفاضة الأولى لبناء قوتها على الأرض، واستغلّت في ما بعد ضعف السلطة وفسادها للدخول في مشروع <أوسلو>، وهي الرافضة له عبر المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006، وقد أسهم قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي <آرييل شارون> الانسحاب من طرف واحد عام 2005 في تقوية <حماس> التي أثبتت أن البندقية هي خيار الشعب الفلسطيني وليس المفاوضات.

واستمرّت الصراعات بين <فتح> و<حماس>، والتي اتخذت طابعاً سياسياً تارة، وعسكرياً تارة اخرى.. أُجهضت خلالها الاتفاقات والنوايا والمواثيق.

ومع اندلاع الثورات العربية مطلع عام 2011 وفشل خيار المفاوضات مع إسرائيل، ارتفعت مجددا أصوات الشبان الفلسطينيين ليطالبوا بإنهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية، فنظموا حملة من التظاهرات والمسيرات انطلقت في 15 آذار/ مارس عام 2011 في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي <فتح> و<حماس>.

وفي يوم الأربعاء 4/5/2011 وقّعت الفصائل الفلسطينية في القاهرة على الورقة المصرية (وثيقة الوفاق الوطني للمصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني) وأُقيم احتفال موسع بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى ووزير خارجية مصر السابق نبيل العربي ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية <حماس> خالد مشعل.

 

<حكومة الوفاق الوطني> وقطاع غزة

 

وقد أُعلن في 23 نيسان/ أبريل 2014 في غزّة أن احتماعات بين حركة <فتح> وحركة <حماس> أفضت إلى اتفاق على المصالحة بين الطرفين، والإلتزام بـ<اتفاق القاهرة> و<إعلان الدوحة>، والعمل لإنشاء حكومة توافق وطني تُعلن خلال 5 اسابيع، وإجراء انتخابات بعد 6 أشهر على الأقل من تشكيل الحكومة رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني.

أدّت <حكومة الوفاق الوطني> اليمين القانونية في الثاني من حزيران/ يونيو 2014، حيث ضمّت في عضويتها وزراء من الضفة الغربية وقطاع غزة على أمل وضع حد للانقسام المستمر منذ العام 2007. لكن ومع مرور الوقت، لم يلحظ المواطنون الفلسطينيون أي تغير على واقعهم المأساوي، بل ازدادت الأوضاع صعوبة وخصوصاً بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أواخر عام 2014، وتعلل الحكومة موقفها في عدم تمكنها بالقيام بمهماتها باستمرار سيطرة حركة <حماس> على قطاع غزة، وتدّعي شعار-فتحالحكومة بأن حركة <حماس> ما زالت هي الحاكم الفعلي لقطاع غزة، الأمر الذي يمنع الحكومة من تنفيذ مهماتها بالشكل المطلوب.

ومؤخراً أُعلن عن توصل حركتي <فتح> و<حماس> إلى ما وصف بـ<تصور عملي> لآليات وخطوات تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه بـ<اتفاق القاهرة للمصالحة> عام 2011، ضمن جدول زمني متوافق عليه.

وقال المتحدث باسم حركة <فتح> في الضفة الغربية، أسامة القواسمي، إن الطرفين اتفقا على تشكيل <حكومة وحدة وطنية> من كافة الفصائل الفلسطينية يكون برنامجها السياسي هو برنامج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسوف تعمل هذه الحكومة على حل كافة الاشكاليات والقضايا المتعلقة بمعبر <رفح>، وتسلم حرس الرئيس إدارة المعبر، مع وجود موافقة مبدئية من <حماس> على ذلك، إلى جانب متابعة حل قضية موظفي غزة الذين عينتهم <حماس> بعد الانقسام، أي عام 2007، إلى جانب التحضير لإجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني.

<حماس>... والحضن الدافىء

وكشف محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة <فتح> النقاب عن وجود اشارات إيجابية، وعن حرص حركة <فتح> على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، والوصول الى اتفاق مع حركة <حماس> مبني على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حركة <حماس> وكافة الفصائل الفلسطينية، والذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة.

واعتبر <اشتيه> ان أمام <حماس> ثلاثة سيناريوهات: اما ان تذهب الى اسرائيل، او تأتي الينا، او ان تبقى تحت مظلة الاقليم، مؤكداً ان حركته أي السلطة الفلسطينية تريد لـ<حماس> أن تأتي معنا وإلينا في وحدة وطنية حقيقية وشاملة، ولم يتبقّ امام <حماس> الا الحضن الدافئ، وهو حضن <فتح> و<منظمة التحرير الفلسطينية> والتي يمثلها الرئيس أبو مازن.

وفي الختام يبقى السؤال: هل ستنتهي صراعات <فتح> و<حماس> الى غير رجعة؟ وهل ستتوحد البندقية الفلسطينية بوجه العدو المحتل؟

رغم ان الكاتب ابراهيم درويش يؤكد ان الخلافات بين <فتح> و<حماس> ستظل قائمة، لكن ما يهمّ هو احتواؤها وتقريب وجهات النظر، وإذا اتفق الطرفان على أمر يجب تطبيقه بحيث لا يُعاد تكرار تجربة 2007 في غزة أي المواجهة المسلحة.