بعد اتهامه بالتورط بقتل الجاسوس الروسي السابق <الكسندر ليتفينينكو>، يتعرض الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> لهجوم عنيف من الجهات الرسمية الأميركية والبريطانية ووسائل اعلامهما. فقد اتهمته وزارة الخزانة الأميركية بأنه فاسد فيما طالبت صحف بريطانية عبر صفحاتها بتقديمه أمام المحاكم الدولية.

   وقد أثارت هذه الاتهامات تساؤلات المراقبين حول توقيت هذه الاتهامات التي جاءت بعد فترة صمت طويلة، وما إذا كان فشل سياسة واشنطن ولندن في كبح جماح طموح <بوتين> في جزيرة القرم وسوريا جعلهما يفتشان في دفاترهما القديمة، كما يفعل التاجر المفلس؟ وهل المسؤولون الأوروبيون سيتخلون عن <بوتين> ويقدمونه الى المحاكمة؟

   وتأتي أهمية الاتهامات الأميركية لـ<بوتين> في أنها تشير لامكانية فرض عقوبات على الرئيس الروسي خاصة ان الادارة الأميركية سبق لها أن فرضت عقوبات على كبار مساعديه.

   وكان المشرف على العقوبات بوزارة الخزانة الأميركية <آدم سوزبين> قد أكد لبرنامج <بانوراما> الذي يعرض على قناة <بي بي سي> الاتهامات الموجهة لـ<بوتين> وقال إنه فاسد وان الادارة الأميركية تعرف ذلك منذ سنوات طويلة، واتهمه بإجزال العطاء لأصدقائه وحلفائه المقربين وتهميش الذين يعارضونه، وانه يتصرف بأصول تمتلكها الحكومة، سواء تلك التي تتعلق بثروة الطاقة الروسية أو المقاولات الحكومية.

   وبعد هذه الاتهامات طالب <الكرملين> وزارة الخزانة الأميركية بتقديم دليل على اتهامها للرئيس الروسي بالفساد في التحقيق الذي أجرته <بي بي سي>. وقال المتحدث باسم <الكرملين> <دمتري بيسكوف> للصحافيين ان مزاعم برنامج <بانوراما> تبدو أشبه بحالة كلاسيكية أخرى للصحافة غير المسؤولة، ويظهر بوضوح من يدير ذلك،  مشدداً على ان مثل هذه المزاعم تتطلب دليلاً.

   وكان <بوتين> قد رفض إعطاء مقابلة لبرنامج <بانوراما> رداً على اتهامه بالفساد.